أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - نبيل عودة - ورطة جنرالات اسرائيل















المزيد.....

ورطة جنرالات اسرائيل


نبيل عودة
كاتب وباحث

(Nabeel Oudeh)


الحوار المتمدن-العدد: 4529 - 2014 / 7 / 31 - 00:05
المحور: القضية الفلسطينية
    


جبهة عربية ضد الفلسطينيين. هذا هو التفسير الوحيد لما ادلى به الأمير السعودي تركي الفيصل، قائد المخابرات السعودية السابق. اضافة لذلك الموقف المصري ، الذي يصب لصالح العدوان الاسرائيلي، الصمت العربي المدوي ، اذا صح التعبير ، بذلك بدأت تتشكل في العالم العربي جبهة معادية للفلسطينيين ومؤيدة لما ترتكبه اسرائيل من مجازر ضدهم. قال الأمير تركي بلا خجل: ان حماس مسؤولة عن الجرائم التي ارتكبتها اسرائيل في قطاع غزة . على الأقل كان المسؤولون العرب سابقا يستعملون اوراق التين للتغطية على عوراتهم السياسية، وما أكثرها... اليوم بعد ان تحول الربيع العربي الى نقيضه لم يعد القادة العرب بحاجة لتغطية عوراتهم الخلقية والسياسية.

الآن تظهر الحقائق بوضوح ، النكبة الفلسطينية أيضا كانت حسب تفسيرات امراء وزعماء العرب نتاج مسؤولية الفلسطينيين، لذلك جاءت الجيوش العربية لتسلم فلسطين وتساهم في تشريد "المعتدين الفلسطينيين". حسب ما هو معروف، كانت هناك خطة صهيونية من القرن التاسع عشر تعرف بحرف (N) الضلع الأول هو الساحل الفلسطيني الضلع الأوسط يشير الى منطقة السهول الخصبة داخل فلسطين ، والضلع الثالث يشير الى المنطقة الجبلية الغنية بينابيع المياه. المستهجن ان قرار التقسيم كان تماما حسب حرف ( N) ، اي حسب المشروع الصهيوني. "الجيوش العربية" لم تدخل الى المناطق التي كانت ضمن حصة الدولة اليهودية ، اكتفوا باستعراضات عسكرية بلا فعل مقرر واشتهرت في فلسطين جملة قائد الجيش العراقي "ماكو اوامر"، حين كان يرد على مطالب المقاتلين الفلسطينيين بالدعم او المساعدة العسكرية وللتاريخ الجيش العراقي لم يدخل بأي معركة جدية، مجرد اطلاق عدة قذائف والانسحاب!! وهناك مذكرات بدأت تظهر لكتاب فلسطينيين من داخل اسرائيل، تكشف هذه الحقائق.

كان واضحا ان المشروع الصهيوني جاء ليضمن استمرار انظمة العمالة، ليوفر الحماية لدول اقامها الاستعمار، هنا لا بد من التأكيد على دور اتفاقية "سايكس- بيكو" ، وهي اتفاقية سرية وقعت في ايار 1916 بين بريطانيا و فرنسا وروسيا القيصرية. في روسيا قامت الثورة البلشفية وخرجت عمليا روسيا من اطار الاتفاق، تقاسمت الدولتان الاستعماريتان بريطانيا وفرنسا حسب "سايكس بيكو"، الاراضي العربية الواقعة بين ايران والبحر الأبيض المتوسط. حصة فرنسا كانت منطقه سوريا، حصة بريطانيا شملت العراق الجنوبي وحيفا وعكا. بالنسبة للأراضي بين المنطقتين اتفق على ان تكون منطقة لدولة عربية مقبلة، بحيث يخضع القسم الشمالي منها لفرنسا والقسم الجنوبي لبريطانيا. واتفق ان تقام لفلسطين ادارة دولية، عمليا اقيمت القاعدة المادية لنشوء جسم جغرافي سياسي يضمن تقسيم العالم العربي ويحافظ على استقراره ( اقرأ استمرار تخلفه وخضوع أنظمته لإملاءات استعمارية)، لذا ليس بالصدفة ان قال احد قادة الحركة الصهيونية ان "الصهيونية هي هدية اوروبا للشعب اليهودي". والهدايا لا تقدم مجانا من المستعمرين!!

السعودية لم تتنصل رسميا من تصريحات أميرها تركي الفيصل. ما اراه ان المشروع الصهيوني أنجز مهمته كاملة، العالم العربي اصبح اسما بلا مضمون. ان فشل الربيع العربي ، كان لغياب قوى اجتماعية سياسية منظمة، نتيجة القمع الذي واجهته منظمات المجتمع المدني في العهود الساقطة، لكن يبدو ان الربيع يقودنا الى واقع أكثر سوءا... حتى تستعيد مجتمعاتنا المدنية قدراتها على اعادة ضج الدم الجديد بعروقها.

هل حقا توجد رؤية استراتيجية عربية للمستقبل ؟ من تفيد مثل هذه الخطة اذا وجدت؟ مصر تبتعد منذ السادات عن أي فعل سياسي قومي، اي ان قلب العالم العربي (مصر) لم تعد تشغله اي قضية تتعلق باحتلال اراض عربية بعد ان "استعاد" حصته. السعودية بما تملكه من قدرات هي لضمان بقاء عرش أل سعود، من هنا طرح مشروع ان يتحول الجيش المصري وقوى عسكرية عربية اخرى الى قوة عسكرية ضامنة لأمن الخليج العربي والسعودية على راسها.

اي لا ربيع عربي ولا شتاء عربي، بل "محيط متجمد عربي" يضمن استمرار وجود العالم العربي خارج التاريخ الانساني.
قد يبدو استرسالي بعيدا عما يجري في قطاع غزة اليوم. "تهمة" حماس الكبرى انها نجحت ببناء جيش منظم، انتبهوا لما يقوله الجنرال الاسرائيلي غازيت: "يجب التعاطي مع حماس كدولة تمكنّت من بناء جيش منظم بشكل ممتاز ولديها جيش يملك هيئة أركان حرب ممتازة وقيادة عسكريّة استعدّت للحرب بشكلٍ مُذهلٍ".
نحن في فترة تفرض علينا اعادة تنظيم تفكيرنا، الجيوش العربية الرسمية فشلت حتى اليوم في انجاز ما انجزته حماس من ادارة لحرب في مواجهة اضخم آلة عسكرية واقواها في الشرق الأوسط وعالميا أيضا، رغم الحصار المفروض عليها ورغم قلة الوسائل القتالية المتطورة لديها.
قبلها حزب الله فاجا العالم العربي بأسلوب مواجهة عسكرية لا سابق لها في الجيوش العربية . للأسف غرق اليوم في حرب أهلية مدمرة للدولة في سوريا.

اذن هل بقيت امال ملموسة ،على المدى البعيد ، لمستقبل عربي مختلف ؟
ما الذي يمنع ممثل العائلة المالكة السعودية من تحميل حماس مسؤولية الجرائم التي ترتكبها اسرائيل؟ هل من حساب للجماهير العربية التي أغرقتها انظمتها بالفقر المدقع والاستبداد السلطوي والديني؟

من هنا يظهر القادة العرب بعوراتهم مكشوفة... مصر تستنكر استعمال اسرائيل المفرط للقوة (ما شاء الله).. واعلامها يتهم حماس بالمسؤولية عن سقوط الضحايا الفلسطينيين. السعودية تلحق ربعها على لسان تركي الفيصل.. اسرائيل تعلن بوضوح ان السيسي هو أفضل ضمانة لأمنها، وان ما يعنيه مصلحة مصر. هل مصلحة مصر ان تغيب عن الواقع العربي ؟ ان تسلم مفاتيح العالم العربي لاحدى القوى المتصارعة على منطقة النفوذ في العالم العربي: اسرائيل ، تركيا أوايران؟

لكن المفاجأة ان حماس لم تهرب ... هذا أمر غير مفهوم بعد لا للعرب اولا ولا لإسرائيل ثانيا... ويبدو ان الأمريكان ايضا تفاجأوا ..لذلك تتلعثم سياساتهم في الشرق الأوسط. اعطوا الضوء الأخضر لإسرائيل للدخول الى غزة.. لكنهم طالبوا بعد تورط اسرائيل بخسائر غير محسوبة ان يوقف القتال فورا. الضغط الأمريكي وصل لدرجة تبادل التهم بين اسرائيل وحليفتها الدولية الوحيدة لدرجة ان كيري اتهم نتنياهو "بالعناد وعدم الفهم".. تطور القتال وتحوله الى مجازر ضد المدنيين، اربك اسرائيل واربك الغرب المؤيد لها .. لذا هناك تراجع امام الضغوط الأمريكية والغربية، ربما أيضا خوفا من القطيعة مع الولايات المتحدة والغرب ، حتى وزير خارجية بريطانيا حذر اسرائيل من انها "تفقد دعم الغرب لها".. اليوم نتنياهو يتوجه الى الحليف الأمريكي طالبا تدخله للوصول الى اتفاق وقف اطلاق نار.
ما الذي تغير في ساحة المواجهة وفرض هذا التغيير على موقف اسرائيل بالأساس ؟

لم نتوهم بقوة تنظيم صغير لا يملك الا ادوات تكاد تكون بدائية امام التكنولوجيا العسكرية الاسرائيلية، بمواجهة اسلحة طيران وبحرية وبرية حسنة التدريب والجاهزية القتالية، تملك اسرائيل القوة لمحو غزة عن الخارطة الجغرافية، السؤال ما الثمن الذي ستدفعه؟ من هنا المفاجأة الاستراتيجية التي اجترحتها حماس، من هنا سقطت حسابات جنرالات اسرائيل وقادتها السياسيين. الذي يستمع اليوم لتصريحاتهم لا يفهم ما هو هدفهم الأبعد.. الطائرات تقصف المنازل والجوامع والمستشفيات والمدارس... يتحدثون عن قصفهم لمئات الأهداف العسكرية، هل صارت شبكات المجاري في غزة اهدافا عسكرية؟؟ هل صار اطفال غزة ونسائها وشيوخها ومختلف المواطنين المسالمين اهدافا عسكرية؟

ليس صعبا على اسرائيل احتلال غزة، السؤال أي انتصار سيكون .. التاريخ العسكري يعلمنا ان بعض الانتصارات اوصلت المنتصرين الى حضيض أبشع من الهزائم.
المراقب لتطور الأحداث في حرب غزة يرى بوضوح ان جنرالات اسرائيل يواجهون أكبر فشل في تاريخهم العسكري.. لذا ينتقمون بدون تفكير من المدنيين الفلسطينيين .. وباتوا بحاجة ماسة لحبل انقاذ سياسي من حليفهم الأمريكي!!


[email protected]



#نبيل_عودة (هاشتاغ)       Nabeel_Oudeh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اللغة العربية من منظار الواقع السياسي-الاجتماعي
- المنتصر على الطفولة
- اوشفيتش غزة: -امواتا يمشون -حتى متى؟!
- حين يصير المحتل مدافعا عن النفس
- من يقدس الموت يا سيد نتنياهو؟
- انتصار العقلانية الفلسطينية
- مونديال نتنياهو في الخليل
- يوميات نصراوي: على هامش تجربتي
- بحث فريد من نوعه ومثير في كتاب زلزالي لباحث يهودي:
- المحامي سعيد نفاع يترافع عن البوعزيزي
- الناصرة – تاريخ وصور
- الاعلام العربي في اسرائيل عبر تجربة -اذاعة الشمس-
- بطركية الروم وخطة تجنيد المسيحيين لجيش الاحتلال
- طوشة في الطريق الى الجنة...
- مفاوضات عبثية بلا دور عربي !!
- يوميات نصراوي:كيف صار قبر دبور مقاما مقدسا؟
- استجابة لدعوة الحزب اقدم ملاحظاتي
- غبار انتخابي بعد تسانومي الناصرة
- الأدب الروائي الفلسطيني داخل اسرائيل
- لتقم حركة نسوية عربية تسقط الوثنية الذكورية


المزيد.....




- سقط سرواله فجأة.. عمدة مدينة كولومبية يتعرض لموقف محرج أثناء ...
- -الركوب على النيازك-.. فرضية لطريقة تنقّل الكائنات الفضائية ...
- انتقادات واسعة لرئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي بسبب تصريح ...
- عقوبات أمريكية جديدة على إيران ضد منفذي هجمات سيبرانية
- اتحاد الجزائر يطالب الـ-كاف- باعتباره فائزا أمام نهضة بركان ...
- الاتحاد الأوروبي يوافق على إنشاء قوة رد سريع مشتركة
- موقع عبري: إسرائيل لم تحقق الأهداف الأساسية بعد 200 يوم من ا ...
- رئيسي يهدد إسرائيل بأن لن يبقى منها شيء إذا ارتكبت خطأ آخر ض ...
- بريطانيا.. الاستماع لدعوى مؤسستين حقوقيتين بوقف تزويد إسرائي ...
- البنتاغون: الحزمة الجديدة من المساعدات لأوكرانيا ستغطي احتيا ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - نبيل عودة - ورطة جنرالات اسرائيل