أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عباس علي العلي - محاكمة آدم _ قصة قصيرة















المزيد.....

محاكمة آدم _ قصة قصيرة


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4528 - 2014 / 7 / 30 - 15:59
المحور: الادب والفن
    


محاكمة آدم

دخل ومعه عذر فقد أباحت له ذاكرته أن يلعب لعبة آدم اليومية مع حواء المنزوية في قمقمها تتهيأ لتعيد معه دورة الحياة المملة , كلمها عن كثير ولم يكلمها عما تريد وأنهى الحديث بقبلة على خديها باردة كصقيع نزلت على روحها وهو يعلم أنه يداعب وتر صامت لا تحركه كذبه .....
_ هي . ولكن
_ هو . كل جميل ينبع من بين يديك أيتها الشجرة
_ هي . الأشجار التي تنبت بالصحراء سيأكلها الجفاف أيها المطر .
_ هو . ها هو ينزل مدرارا ليحيل الوادي نهرا من فرات .
ضحكت ساخرة هذا وهم من غيث الوادي بحاجة إلى أنهار من عســـــــــــــــل ..... وخمر إنه بحاجة إلى لذة ....... للشاربين .
أطرق يمسح خيبته بأطراف رداءه الذي صار فضفاضا عليه من تصاغر روحه أمام عجز لا يوارى ولا ينكمش ... سمح لأذنه أن تتغابي عما سمعت وضحك مرة أخرى كأنه أهبل .... العسل العســـــل ذلك السحر الذي وعد الله به الفائزين .
_ هي . أنسيت أنك دائما تردد أنك من الفائزين .
_ هو . لا لست ناسيا ولكني تذكرت أن الفائز لا يمكن أن يحظى بكل القوة في كل مرة , يكفي أن اسمي صار في سجل طويل وطويل جدا .... أيضا هناك قائمة أطول لكن أيتها الفاتنة مذ كنت أول مرة بجنب شجرة التفاح تطعمين وتطمعين بالعسل المصفى .
_ هي . لو ما رغبة من يشتهي ليس للعسل قيمة وحتى الحياة تخضع لنفس الأسباب , تلك الخرافة أيها المطر اليابس , نصفها أنت ونصفها الثاني أنت وأنا لي نصف نصـف النصف معك .... ألم تقل أني بعض وأنا بعض البعض منك ... أيها المطر الذي لا يحتمل و
_ هو . ولكن
_ هي . عدنا.
_ هو . لا ليس العودة والصراحة أن المطر أحيانا لا يحمل الحياة قد يحمل أشياء لا نتوقعها تفسد على الوديان رائحة الربيع .... كم أشتاق لذلك الربيع الأول ... كنت نبتة ما زالت تتطلع للسماء بعنفوان طبيعي ... حتى ظنت السماء أنك تتزينين لها وحدها وليس للمطر الأتي .
_ هي . تريد أن تلقي نيران برقك على ما تبقى من أغصان حتى تجلس في أخر التل تبحث عن أشجار مورقة كي تعانق حباتك المتصاغرة يوما بعد يوم .... اطمئن لا يمكن أن تنهش صواعقك الضعيفة حتى ورقة وليس غصن ... قد فرطت بها من قبل .
أنتهى النزال ينهما ظنت أنها أخرجته من وهم تشبث به كثيرا من قبل وهو يظن أنها مجرد مداعبة محب , بين الاثنين حبل ومسافة لا يمكن أن يكون الحبل دوما أطول من البعد بينهما ولكن البعض يقصر الحبل ويضيق الفجوة في كل مرة طمعا بالعسل أو بشيء يشبهه , المهم أنصرف ليستلقي على قفاه ويعيد رسم الأحداث فيما هي تنشغل بشيء لم تنقطع عن فعله مذ عرفته أول يوم ..... هناك مسافات تلعب بها بحرية رغم أن خلف كل مسافة جدار أصم وشباك بلا أبواب نافذ غير واحد قد يكون أمامها في كل لحظة يدخل غريب منه .
هي تكلم نفسها وتسأل ...
_ صحيح أن الشجرة عندما تهرم وتتيبس كل نسغ فيها تجاهد لتبقى واقفة لكنها لا تنحني إلا للمطر حتى لو كان شحيحا ... أنه المطر ...مانح الحياة ومانح الخصوبة .
_أي خصوبة ... بعد العذرية تتآكل الخصوبة حتى لو سقيتها عسلا وماء .
_ العسل يمنع الشيخوخة أن تقبل بقوة ولكنه في الأخر سيهزم .... العسل خداع جميل .
_ من قال خداع أعطني عسلا أعطيك حياة أجمل .
_ ولكن ليس بالعسل وحده تحيا حواء إنها بحاجة إلى الطين كي تمنح روحها عودة للبدايات ..... دوما البدايات فيه القوة الأولى .
_ ولكن يبقى الطين طين ... والعسل عسل وأنا أنا وآدم من تراب .
في الخارج كان الجو خليطا من حرارة وغبار وسكون ترافق مع صمت يلف أرجاء الدار وما زالت هي تبحث عن ذكريات جميلة تسترجع فيها تأريخ ممتد من الجنة للنار , هو يلعب ويداعب أجزاء من ذاكرته القريبة حيث كان يمنح الدفء للقلوب المأسورة بالحنين لما هو ساخن وشديد , أظن أنه يشحن بذلك تاريخه القادم لمواجهة أثبات ذات مع حواء .
في نشوة العقل الباطن تسكن أمال آدم حينما يعجز عن تحقيقها بين الواقع والمتوقع عندها يمطر كالطوفان فيحمل سفينته هذا المطر ليذهب بعيدا وبعيدا في جنات الله , يضحك على نفسه كيف يكون للطوفان أن يدخل جنة الله وهي المحصنة .... محصنة أه كلمة جميلة تراود الأنا حينما تكون الأشياء لك وحدك ... ولكن حواء ليس شيئا إنها كل شيء ... أسترخ أيها الغضب ... الدم لا يغلي في العروق المنهكة ... أحتاج إلى إعصار يقتلع مني هذا الخدر المستوطن في .............
هي تبحث بين ما تبقى من زمن عن فرصة لتورق وتزهر وتستجلب المطر فتسبح بالعسل .... كل العسل لا يمنحها ورقة في غصن يابس إن لم تفتح شرايين الجذور مرة أخرى , لذا قررت أن تمنح الجذور فرصة لأن تتنفس مجددا أوكسجين نقي وماء مطهر ... لقد أمنت أن التزهير ليس مرتبطا بموعد قامت ترتدي وجها أخر وتسير كأنها مهرة عذراء تتمطى أمام .... آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآدم الملقى على معاذيره فنظرها شذرا .
لم يصمد هو أمام إعصارها فصار كعصف مأكول يزحف كالنمل ليلعق من سكرها رويدا رويــدا حتى صار قاب قوسين أو أدنى أبرق أرعد زمجر وأخيرا همهم كأنه مهر صغير لم يتعلم بعد خرى مغشيا عليه من الفشل ... فدنا وتدلى ... وهي تبتسم ساخرة من رعد أخرس ومطر جاف وسماء خالية إلا من فراغ .... أطاحت بكل كبرياء الفحولة ولعنت العسل ويومه .... البصل يتوهم البعض لضعف في بصره أن يشير له أنه عسل جامد أو متجمد .
_ هي . أنتحرت خيولك المريضة ... لم يسعفها أكسيرك الأزرق .
_ هو . قد تكون خاضت سبق غير مناسب فلا تتسابق الثيران مع الخيول ...
_ هي . ومنذ متى وضعت الثيران في مضمار الخيول الهرمة .
_ هو .لا ليست هرمه ولكنها محبطة قليلا وستنفك من إحباطها فقط تحتاج إلى نسمة باردة .
_ هي . سأهب لك نسيما عليلا نديا كأنها نسائم الفجر .
_ هو . يا ليتها تأت مغمضة حتى تسقط على أول روح تتلهف .
_ هي . لك ما هو لك ... أمطرته حبا وقبلات وساحت على جسده المرمي بإستسلام تنفخ فيه من روحه لعله يحيى , لا يكاد أو يكاد ولا يشاء .
ذابت بين ثنايا ضلوعه تبحث عن نبض يوصلها لقلب ساكن تتحسس اضطراباته إنه يئن أنين فحل الريم ... أي سحر قتلك أيها الشهيد .



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحكومة العراقية القادمة والمهمات العاجلة
- مستقبل العراق وصراع الماضي
- رحلة هابيل والحسين
- في طريقي لموضع القتال _ قصة فصيرة
- أجراس صامته
- تعميق أزمة الدولة ح1
- تعميق أزمة الدولة ح2
- الإنسان والإسلام والدولة ح1
- الإنسان والإسلام والدولة ح2
- العرب بين البحث عن الهوية وهموم المستقبل ح2
- العرب بين البحث عن الهوية وهموم المستقبل ح1
- قرعان أم عبد _ قصة قصيرة
- حقيقة الدين ومفهوم الإيمان ح2
- حقيقة الدين ومفهوم الإيمان ح1
- الإنسان الحاكم والمحكوم ح2
- الإنسان الحاكم والمحكوم ح1
- الإنسان الحاكم والمحكوم ح3
- أبتلاء الرب ح2
- أبتلاء الرب ح1
- البحث عن الطوطم ح1


المزيد.....




- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عباس علي العلي - محاكمة آدم _ قصة قصيرة