أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الغني سلامه - إمبراطورية قطر العظمى















المزيد.....

إمبراطورية قطر العظمى


عبد الغني سلامه
كاتب وباحث فلسطيني

(Abdel Ghani Salameh)


الحوار المتمدن-العدد: 4528 - 2014 / 7 / 30 - 12:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في كتاب للصديق الإعلامي د محمد ابو الرب، بعنوان الجزيرة وقطر، تناول طبيعة الدور السياسي الذي تلعبه قطر من خلال الجزيرة، وكنت قد قدمت عرضا للكتاب في مقالة مطولة، سأقتبس بعضا منها ومقتطفات من الكتاب، ولكن قبل ذلك، لا بد من فهم المحددات العامة للسياسة القطرية وطبيعة دورها الوظيفي.

تنطلق قطر في سياساتها الخارجية من محددات معينة، أبرزها أنها تعاني من عقدة نقص حادة بسبب صغر مساحتها وقلة عدد سكانها، ثم تركيبة نظامها الحاكم ودوره الوظيفي، الأمر الذي يحتم عليه حاجته للحماية الخارجية، إضافة إلى العلاقة الجدلية بين الدولة والإعلام (الجزيرة)، وأخيرا امتلاكها للغاز الطبيعي.

ومشكلة أمير قطر السابق (والحالي) الذي جاء عبر انقلاب الابن على أبيه أن لديه طموحات إقليمية تشكلت وفق ثقافته الانقلابية، هدفها إحداث الفوضى، وخلط الأوراق واختراق المحرمات على كل المستويات، وقد اعتاد أو تصور أن كل شيء يشترى بالمال، حتى المجد الكروي واستضافة المونديال.

ولدى مراقبة المشهد القطري الصاعد يحتار المرء كيف لدولة صغيرة بحجم قطر، أن يكون تأثيرها فاعلا إلى هذه الدرجة، ليس في غزة وحسب؛ بل وفي كافة أحداث المنطقة ؟ كيف نجحت في الجمع بين المتناقضات ؟! في استضافتها الزعماء العرب ومعارضيهم على حد سواء ! في حربها الإعلامية على أمريكا واحتضانها أهم وأكبر قاعدة أمريكية في الشرق الأوسط ! في دعمها الخطابي للمقاومة وعلاقتها بإسرائيل من خلال فتحها لمكتب تمثيل تجاري إسرائيلي هو في حقيقة الأمر مكتب للموساد ! وفي علاقتها الغريبة مع إيران ! إلى غير ذلك من المتناقضات.

إن مفتاح فهم السياسة القطرية بعد انقلاب حمد بن جاسم على والده مرتبط بفهم النظام الجديد لمفهوم التحديث، حيث كان من أهم المشاريع التحديثية التي ابتدأها الأمير تمتين علاقاته بأمريكا وإسرائيل بهدف تأمين الحماية لنظامه، في الوقت ذاته إطلاق قناة الجزيرة لتصفية حساباته مع دول الجوار على وجه الخصوص وبقية الدول العربية بوجه عام.

ثم متابعة تبادل الأدوار بين الدولة وقناة الجزيرة، التي أصبحت بمثابة الناطق الرسمي باسمها، وأداة تنفيذ سياساتها، حيث حولت الجزيرة قطر إلى دولة مهمة، ومنحتها الفرصة لتمارس دورا سياسيا أكبر بكثير من حجمها، وجعلتها تتصرف مع الآخرين بفوقية وكأنها مركز العالم، وكأنها الوصي على قضايا حقوق الإنسان والحريات العامة والحريصة على القضية الفلسطينية أكثر من أصحابها.

وفي حقيقة الأمر، فإن التداخل بين ما هو سياسي وما هو إعلامي ليس بالأمر الطارئ أو الجديد، ومن الواضح أن هذا هو أسلوب قطر في العهد الجديد، حيث لم تعد قطر بحاجة إلى طيران وعسكر، لأن الجزيرة هي القوات المسلحة القطرية، إذ حققت قطر عبر قناتها أهدافا إستراتيجية لم تكن لتقدر على تحقيقها بالسياسة، بل أنها أدخلت للمنطقة ما يمكن تسميته بسطوة الجيوميديا، على غرار ديكتاتورية الجيوبولوتيك، لتصبح قطر ومن خلال الجزيرة قوة إقليمية ولاعب أساسي تحسب كبرى الدول لها حساب.

وفي سياق متصل، تستخدم قطر لعبة العلاقات العامة، فقد أبرمت صفقة عسكرية مع الولايات المتحدة بقيمة 11 مليار دولار، وقامت برعاية كثير من البرامج التلفزيونية الأمريكية، ورعاية أهم النوادي الرياضية الأوروبية، وغيرها من الأنشطة والأحداث .. كل هذا من أجل تخفيف الضغوط عليها، ومنحها مساحات أكبر للمناورة، حتى أنها وجدت ضالتها اليوم بحرب غزة، والتي تسعى من خلالها إلى رفع قيمة حلفائها سياسيا، واستغلال الوضع الحالي للهجوم على خصومها.

ويجدر القول بأن قوة قطر لا تكمن في الإعلام فقط؛ بل في إنتاج الغاز أيضا، حيث تعتبر من حيث الوزن في تجارة الغاز وإنتاجه ثالث دولة في العالم، إلى جانب روسيا الاتحادية والولايات المتحدة؛ وبالتالي فهي صاحبة وزن تجاري وإنتاجي لهذه المادة مع دول عظمى، وتنافس واحدة منها وهي دولة روسيا الاتحادية على أسواق دول أوروبا الغربية، التي حرمتها الطبيعة من هذه المادة الأساسية في عصر الصناعات الاحتكارية العملاقة.

ولتثبيت مكانتها في الأسواق العالمية، وزيادة تحكمها في هذا المصدر المهم للطاقة، كانت عينا قطر مفتوحتان على أهم منابع الغاز الطبيعي في المنطقة، وهي ليبيا؛ فبعد اندلاع الثورات العربية، رأت قطر أن فرصتها في ليبيا قد حانت؛ باعتبارها منافس قوي لها، وبالفعل ما أن بدأت حركات الاحتجاج الشعبية على نظام القذافي، حتى سارعت قطر لدعم تدخل حلف الناتو لصالح الثوار؛ فدخلت كشريك مع الحلف، وقامت بتمويل وتغطية نفقات الحرب بمبالغ طائلة.

وبالإضافة إلى ليبيا، هنالك كميات تجارية من الغاز الطبيعي في قاع البحر الأبيض المتوسط، وتحديدا قبالة شاطئ غزة، وحقول أخرى قبالة حيفا، وقبالة الشواطئ اللبنانية، واستكمالا للمخطط كان على قطر أن تنظر لمصالحها هناك، وهذا يفسر اهتمام قطر بغزة، وافتتاحها قنصلية لها هناك، واهتمامها في إعادة إعمارها، كمدخل لاستملاكها لمقدرات الشعب الفلسطيني في القطاع أسواقا واستثمارات ومرافق حُكم وثروات طبيعية مدفونة في باطن البحر (الغاز). ولنتذكر أن حمد بن جاسم عندما زار لبنان عشية حرب تموز كان قادما من تل أبيب، وفي هذا السياق دخلت قطر كشريك (غير معلَن) مع الحكومة الإسرائيلية في استخراج الغاز المسال من حقل حيفا، وبالتالي فإنها ومن خلال هذه الشراكة ستؤدي إلى احتكار قطري/ إسرائيلي لبقية حقول الغاز على شواطئ البحر الأبيض المتوسط، وخاصة شواطئ فلسطين ولبنان التي كان يصعب العمل فيها دون موافقة دولة الاحتلال الإسرائيلي.

وللوصول إلى الأسواق الأوروبية ومنافسة الشبكة الروسية كان على قطر البحث عن بدائل لناقلات النفط العملاقة، والتي تصل تكلفة الواحدة منها إلى ما يقارب المائة مليون دولار، الأمر الذي جعلها تبدأ بالتفكير جديا بوسائل نقل أقل كلفة، أي للتحول إلى استخدام أنابيب الغاز المسال، ما يعني أن هذا يتطلب المرور عبر السعودية والأردن، ثم الأراضي السورية، ومن هناك إما أن ينتهي الغاز القطري في الموانئ السورية لتعبر المتوسط ومنه إلى بقية العالم، وإما أن يلتقي مع الشبكة التركية الممتدة إلى أسواق أوروبا؛ وهذا يعني أنه لا بد من إسقاط النظام السوري، وتغيير طبيعة الدولة والمجتمع السوري إلى الطبيعة التجارية التي تقبل بهذا المخطط. وهذا يفسر أن الحرب البشعة التي تجري رحاها على أرض سوريا تدفع تكاليفها قطر والدول التي غنمت الثروات الليبية، بما فيها تركيا، التي تسعى لتأجير شبكة خطوط نقل الغاز الموجودة على أراضيها لصالح دولة قطر.

السياسة تحكمها المصالح، ولا علاقة لها بالأخلاق. لذلك ليس غريبا أن نشهد قيام المحاور الإقليمية على حساب القضية الفلسطينية، وعلى حساب دماء الأطفال، من يرى غير ذلك فليراجع نفسه.



#عبد_الغني_سلامه (هاشتاغ)       Abdel_Ghani_Salameh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حتى في وقت المعركة .. لا بد من النقد
- قراءة في الحرب على غزة
- وماذا بعد !؟ الحرب على غزة
- دفاعاً عن الشيعة .. دفاعا عن العراق
- العلاقات المكسيكية الإسرائيلية - دراسة بحثية
- العلاقات الكندية الإسرائيلية - دراسة بحثية
- هرتزل، والسلطان عبد الحميد ونكبة فلسطين
- السويد والقضية الفلسطينية
- وعاد الربيع .. وبقينا كما نحن
- صديقي .. المهدي المنتظر
- أسبوع في بلاد قوس قزح
- تعذيب طفلة مصابة بالغرغرينا
- قراءة على جدار فيسبوكي
- صورة على جدار ..
- القارئ رقم مليون
- نظرة من البعيد .. إلى كوكب الأرض
- جنون الاستبداد
- هكذا تُصنع الدكتاتوريات
- القتل باسم الشعارات الجميلة
- تنظيم القاعدة، هل هو صناعة أمريكية ؟!


المزيد.....




- وزير خارجية الأردن لـCNN: نتنياهو -أكثر المستفيدين- من التصع ...
- تقدم روسي بمحور دونيتسك.. وإقرار أمريكي بانهيار قوات كييف
- السلطات الأوكرانية: إصابة مواقع في ميناء -الجنوبي- قرب أوديس ...
- زاخاروفا: إستونيا تتجه إلى-نظام شمولي-
- الإعلام الحربي في حزب الله اللبناني ينشر ملخص عملياته خلال ا ...
- الدرك المغربي يطلق النار على كلب لإنقاذ فتاة قاصر مختطفة
- تنديد فلسطيني بالفيتو الأمريكي
- أردوغان ينتقد الفيتو الأمريكي
- كوريا الشمالية تختبر صاروخا جديدا للدفاع الجوي
- تظاهرات بمحيط سفارة إسرائيل في عمان


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الغني سلامه - إمبراطورية قطر العظمى