أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ابراهيم سبتي - ما يتجنبه القاص في سرده!














المزيد.....

ما يتجنبه القاص في سرده!


ابراهيم سبتي

الحوار المتمدن-العدد: 4526 - 2014 / 7 / 28 - 17:52
المحور: الادب والفن
    


كثيرة هي الخطوط الحمر في الكتابة وكثيرة هي المحرمات في المعالجة وكثيرة هي المخاوف في السرد.. يكتب القاص عن موضوع ما.. رمزيا كان أم واقعيا أو غيرهما، فقد يتجنب ما يريد البوح به مباشرة فيلجأ إلى المناورة والإشارة عن بعد. إنها لعبة الإشارات لأفكار ورؤى مقنّعة. . يكتب أحدهم عن قضية خطيرة وإن كانت غير مباشرة، فتحتاج إلى إظهار مكنونات الشخوص وتطلعاتهم وأفعالهم وانفعالاتهم. ويحتاج إلى صراع هؤلاء كأطراف لاعبة في السرد.. هؤلاء منهم الطيب، ومنهم الشرير، ومنهم المتحايل المقنع بوجه الطيب وفيهم اللص والكذاب والمخادع بوجوه بريئة لكنها متوحشة ومدمّرة.. ألا يوجد مجتمع في الدنيا ليس فيه كذاب ومخادع ومتحايل ومزوق للألفاظ من أجل الحصول على نصيب من الغنيمة؟
نحن لا نعيش في مجتمع خارج نطاق الأرض ولا هو مثالي حد التعجب ولا طيب دون محددات ولا فاضل تنتهي إليه الموبقات والمحرمات والألاعيب.. انها الطبيعة البشرية منذ وجد الإنسان ومنذ وجد الصراع.. وأعتقد بأن السارد لا بد له من الانتباهة الشديدة وهو يرسم ملامح شخصياته وميولها وتحركاتها وحدود اندفاعاتها، وأكثر ما يتجنبه هو الدخول في عالم الانحطاط الخلقي والنوايا الشيطانية وزوايا الشذوذ المعيبة والإدمان المروع والمقامرة المقرفة على كل شيء دون رادع أو وازع.. انه قعر المجتمعات أينما وجدت، ولولاها لما كانت مراكز الشرطة ولا المصحات النفسية ولا مراكز المعلومات السرية ولا مشافي التأهيل.
الكاتب الفطن عليه أن يسبر أغوار شخصياته وإبرازها بالوجه الحقيقي غير المصطنع كي تدخل إلى المتلقي من دون شرح أو تفصيل أو إشارة أو حذلقة كتابة أو مناورة ولكي تكون مفضوحة أمام قارئها منزوعة الأقنعة ومكشوفة دون أغطية ولا حجب.. ولأن الكاتب ضمير المجتمع ومرآته العاكسة، يكون أمام مسؤولية تاريخية وهو يكتب عن مجتمع صالح وطيب ومثالي وهو الغالب طبعا كما هو حال المجتمع العراقي البسيط من الألف إلى الياء.. مجتمع تأخذه الطيبة والمشاعر إلى حد صناعة الإبداع والتفنن فيه، لأن المجتمع المشاكس والشرير يقل فيه الابداع، اذ لا يملك مؤهلاته وعناصر ظهوره ولا يقدر على البوح بما لا يملك، نقول ان مجتمعا كما هو حالنا لا يخلو من العثرات وأصحاب النفوس التواقة الى النصب والفائدة والتحايل على الرغم من انها صفات جديدة ودخيلة ولا يمكن لأي مسن عراقي أن ياتي على ذكرها في أحاديثه عن الحقب التي عاشها.. انها صنيعة العصر وانعكاساته وتأثيراته في الشخصية والضغوط الحياتية والعملية التي ساهمت في تذكيتها وإظهارها إلى العلن.. وهكذا صار لدينا البعض من الأشخاص المتلونين كالحرباء .. وصار لدينا البعض ممن يمتلكون قدرة تزييف الحقائق والكذب إضافة لبقية الصفات الدونية المستهجنة.. انه مجتمع يعيش في قلب المجتمعات الأخرى سواء عن طريق الثورة الرقمية المهولة وارتباطه المباشر معها، أو من خلال الاحتكاك بطرقه المختلفة.
السارد الملاحظ لهذه المتغيرات يتجنبها أحيانا أو يلامسها بخجل أو ربما يتحاشاها لأنه يراها طارئة لا تمت الينا بصلة وليست متجذرة أو مزروعة في نفوسنا.. لكنها الحقيقة التي لا يمكن أن يتجاوزها الكاتب وهي اننا نعيش عصر تقلبات الأمزجة والنفوس العصابية المنفعلة من أدنى الاشياء. لكن ذلك لا يبدو ظاهرة مستفحلة لانها صنيعة عصر يعتاش على ما تنفثه مجتمعات أخرى تريد حلحلة التركيبة الطيبة للمجتمع، ومن ثم تعلن انتصارها، هكذا استفدت من درس اليخاندرو كاسونا في مسرحيته الشهيرة" مركب بلا صياد"، انه درس في التغيير المفاجئ الذي لن يدوم طويلا، وقصة الإنسان الذي تبهره كلمات شيطانية مزكرشة يفوح منها طعم الشر والموت والحقد. الإنسان القوي قد يُخدع عند أول الكلام الناعم وإغراء الثروة, لكنه سرعان ما يعود لرشده ولو بعد خسارات فادحة ومؤثرة.



#ابراهيم_سبتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غياب الشاعر .. حضور الشعر
- فرجينيا وولف .. نصف رواية متبقية
- الثقافة بقلب نابض
- ثقافة المذيعين والأخطاء المكشوفة
- هل يصنع السياسي مجدا لنفسه ؟ ‏
- القصة القصيرة جدا وتقرير المصير
- هل يوجد نجم ثقافي في العراق ؟‎
- بمناسبة الذكرى الخامسة لرحيل الشاعر كمال سبتي .. موت الشاعر ...
- الروائي منتحرا .. فرجينيا وولف الساحرة
- هل يوجد نجم ثقافي في العراق ؟
- عن قاص عراقي
- الشاعرُ مؤنثٌ كالوردة
- القصة العراقية .. هموم التجربة ومتغيرات الذائقة
- هجرة الثقافة
- الكتابة في درجة الانصهار
- أدب الخيال العلمي وسطوة المعاصرة
- تأويل الثقافة
- في أول الطريق
- ثقافتنا في العصر التقني
- الكتابة عند حاجز الجنون


المزيد.....




- وفاة الفنان صلاح السعدني عن عمر يناهز الـ 81 عام ….تعرف على ...
- البروفيسور منير السعيداني: واجبنا بناء علوم اجتماعية جديدة ل ...
- الإعلان عن وفاة الفنان المصري صلاح السعدني بعد غياب طويل بسب ...
- كأنها من قصة خيالية.. فنانة تغادر أمريكا للعيش في قرية فرنسي ...
- وفاة الفنان المصري الكبير صلاح السعدني
- -نظرة إلى المستقبل-.. مشاركة روسية لافتة في مهرجان -بكين- ال ...
- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ابراهيم سبتي - ما يتجنبه القاص في سرده!