أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - علاء اللامي - مشاهد وشهادات من داخل مؤتمر بيروت حول - مستقبل العراق والجبهة الوطنية















المزيد.....

مشاهد وشهادات من داخل مؤتمر بيروت حول - مستقبل العراق والجبهة الوطنية


علاء اللامي

الحوار المتمدن-العدد: 1279 - 2005 / 8 / 7 - 11:52
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


لطالما بقيت التفاصيل الصغيرة والكبيرة في المؤتمرات والفعاليات السياسية أسيرة الكواليس الخلفية ، بعيدة المنال عن سمع وبصر المواطن العادي وحتى عن السياسي والمهتم بالشأن الوطني العام . فكم من مؤتمر أو اجتماع عقد و انتهى ولم يعرف الجمهور شيئا عما دار فيه من أحداث وحوادث وأحاديث سوى ما تعلنه الجهة المنظِّمة في البيان الختامي والجهات المنظمة غالبا ما تكون متفائلة تفاؤلا مفرطا فتجعل ( الهور مرق والزور ملاعق ! ) كما يقول المثل العراقي السائر !
هذه المرة ، سنحاول عن طريق سرد هذه المشاهد والشهادات المبتسرة أن نُدْخِل المواطن صاحب الشأن الحقيقي إلى داخل واحد من تلك المؤتمرات وأكثرها إثارة للجدل ألا وهو مؤتمر أو ندوة بيروت حول مستقبل العراق . ونقول أكثرها إثارة للجدل ليس لأنه قد أثار قبل انعقاده نقاشات وردود أفعال كثيرة فحسب بل أيضا لأنه انتهى نهاية اختلفت فيها التفاسير بين من يعتقد أن هذا المؤتمر قد نجح نجاحا مدويا وانه وضع الحلول لجميع مشاكل العراق ولم يعد سوى أن يستلم السلطة ويضرب الوضع البائس والجهنمي السائد في عراق اليوم بعصاه السحرية لينقلب ذلك الوضع نعيما فردوسيا لا مثيل له وبين من يرى - ونحن من هؤلاء - أن المؤتمر قد فشل فشلا ذريعا في تحقيق الحد الأدنى من أهدافه المعلنة ، ونقول ذلك بأسف ممض لأننا تمنينا له النجاح أو في الأقل عدم الانتهاء هذه النهاية البائسة التي انحطت إلى درك انتحال التواقيع والموافقات المزيفة وسندلل على ذلك بالأرقام والحقائق . لقد فشل مؤتمر بيروت للأسف على الرغم من الإمكانيات الكبيرة التي وضعت في تصرفه ورغم النوايا الطيبة والمخلصة لأغلب الأخوة الذي أشرفوا عليه وأداروا أعماله . لسنا في معرض المناكفات بين الزاعمين النجاح و معارضيهم ولكننا نود التذكير بالحقائق التالية عساها تخفف من غلواء زاعمي النجاح الساحق ! :
1- من مجموع مائتي جهة وشخصية وجهت لها دعوات للحضور استجاب النصف تقريبا فكراسة أسماء وعناوين المشاركين تقول بأن عدد من شاركوا فعلا هو 108 شخصا من الجنسين .
2- من مجموع المشاركين 108 صدر البيان الختامي يحمل تواقيع أقل من نصفهم أي خمسين توقيعا وقد نفى ممثل التيار الصدري وممثلي لجنة " ديموقراطيون ضد الاحتلال " و مجموعهم أربعة مشاركين خبر توقيعهم على البيان الختامي ويعتقد بعض الذين شاهدوا قائمة الموقعين الحقيقية أن العدد قد لا يتجاوز ربع المشاركين .
3- لم تشكل أو تنتخب أية قيادة للجبهة الوطنية التي أراد المؤتمرون سلقها على عجل وفي الليلة الظلماء وانتهى إلى تمرير ورقة سياسية غامضة وفضفاضة كتبها القيادي الشيوعي السابق أيام الجبهة الوطنية بين الحزبين الشيوعي والبعث السيد باقر إبراهيم الموسوي الذي يعتبر من المدافعين عن التعامل والتعاون مع البعث الصدامي والمنظر الحقيقي لمشروع الجبهة المنشودة اليوم كما كان المنظر الحقيقي للجبهة الوطنية والقومية التقدمية بالأمس ( قبل ربع قرن تقريبا ) . وهذه الورقة التي أدخلت عليها بعض التعديلات الذي زادتها سوءا كما يعتقد البعض ليست إلا نداء عاما فضفاضا موجه إلي الشعب العراقي يدعو إلي قيام جبهة وطنية ويعلن عن تشكيل لجنة حوار بين القوى المعنية لم يعلن اسم واحد من أسماء أعضائها . فهل يمكن اعتبار هذه الورقة واللجنة مزمعة التشكيل للحوار نجاحا باهرا وانتصارا كبيرا وساحقا ؟
4- فشل المؤتمر في تمرير عميلة تلميع وإعادة تأهيل القيادة البعثية الصدامية وفي ترسيخ شعارَي : المقاومة هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب ، ولا شيء يعلو فوق صوت المعركة بتجلياته الشتى . فقد قاطع ممثلا التيار والوطني الديموقراطي والخط الصدري كلمة المندوب البعثي الصدامي وتصدى لهذه المفاهيم الشمولية عدد من المشاركين لعل من أهم المساهمات في هذا الميدان إضافة إلي مساهمتي ممثلي التيار والخط مساهمة الأستاذ صباح علي الشاهر والأستاذ سامي الرمضاني وآخرين .
وهذه بعض المشاهدات الطريفة وذات الدلالة نوردها على سبيل تعريف القارئ بأجواء هذه الفعالية السياسية التي تعلن إن هدفها خير الوطن والمواطن فمن حق المواطن إذن أن يأخذ ولو فكرة أولية و مبسطة عما حدث وكيف حدث أما "لماذا حدث بهذا الشكل لا سواه " فهذا سؤال متروك طرحه والإجابة عليه للمواطن / القارئ ذاته .
- مسرحية بائسة : حرص حسن هاشم الدليمي والذي تغير اسمه فيما بعد إلى حسن هاشم العلي بقدرة قادر واستقر أخيرا على اسم " حسن هاشم " حاف كما يقول المصري ، عند توقيع مداخلته ، على أن يعطي الانطباع للمشاركين بأنه "دهن على دبس .." مع الشيخ حسن الزركاني ممثل الخط الصدري فكان يميل عليه بين فترة وأخرى ويهمس له بكلام طويل عريض فيما علائم التضايق والحرج بادية على الشيخ . وبعد نهاية الجلسة سئل الشيخ الزركاني عما كان يدور بينه وبين الدليمي فقال : هذا الشخص كان يطرح أسئلة طويلة عريضة ودون موضوع أحيانا ، فقد سألني مثلا عن المشاركين في المؤتمر ممن يحملون جنسيات غير عراقية وهل يمكنهم العودة إلي بلدان إقامتهم دون مشاكل فقلت له : روح اسألهم هم أنا لا علاقة لي .. ثم أدرت وجهي !
وسبحان مغير الأحوال الذي جعل ممثل الصداميين يتذلل وينافق لكي يحظى بحوار هامس مع ممثل الخط الصدري فيرفضه هذا الأخير .
- طبخة حصى : من أطرف الأوصاف وأصدقها التي أطلقت على هذا المؤتمر هو ما قاله الشيخ هادي الخالصي في حوار جانبي مع كاتب السطور من أنه هذا المؤتمر يشبه " طبخ الحصى " فالجماعة مستعجلين على تشكيل وإقامة جبهة وطنية في حين إن مشروع كهذا يحتاج إلي عامين من العمل والتخطيط على الأقل . و بالمناسبة فإن الشيخ هادي الخالصي لم يُشاهَد في قاعة الجلسات كما لم يظهر توقيعه على البيان الختامي في حين يعتقد آخرون إن توقيع الخالصيين تحصيل حاصل بفعل وجود الشيخ جواد الخالصي في منصب رئيس منظمة " المؤتمر التأسيسي " صاحبة فكرة هذا المؤتمر بدليل أن الأستاذ وميض نظمي نائب رئيس المؤتمر التأسيسي هو الذي قاد الجلسات الخاصة بموضوع الجبهة الوطنية . والحقيقية لا يمكن الجزم تماما بصحة هذا التحليل الذي يعتقد ان الخالصيين موافقين وموقعين على المؤتمر وما صدر عنه عبر توقيع منظمة المؤتمر التأسيسي غير إن الأمر يظل بحاجة إلى توضيح من الشيخ جواد الخالصي نفسه لتبديد أي سوء فهم قد يقع مستقبلا في أوساط الرأي العراقي العام وتحديدا بصدد العلاقة مع البعثيين الصداميين أو الموافقة على العمل الجبهوي المشترك معهم .
- سؤال نسائي مهم جدا : إحدى السيدات المشاركات تساءلت عن مغزى اتخاذ بعض فصائل المقاومة التابعة أو القريبة من حزب البعث أسماء إسلامية مثل " جيش محمد " و " جيش المجاهدين "و " الجيش الإسلامي " وتساءلت ألا يعني ذلك إقرارا صريحا من البعثيين بفشل فكرهم البعثي وتخليهم عنه عمليا وانتحالهم لمسميات إسلامية ؟ ومعذرة للسيدة المحترمة إن لم أصغ سؤالها بدقة فقد اعتمدت في صياغته على رواية أحد الحضور .
- سؤال ديموقراطي : خلال مداخلته المهمة طرح الأستاذ سامي الرمضاني السؤال التالي ،وكان بصدد تفنيد حجج البعثيين وزعمهم بقيادة الشعب والمقاومة و.. الخ ، تساءل الزميل الرمضاني قائلا : دعوني أسألكم بصراحة ، افترضوا إنني ذهبت إلى مدينة الصدر " الثورة "اليوم أو إلى مدينة العمارة ورفعت صورة لصدام حسين وقلت لهم هذا هو قائدنا ورئيسنا الشرعي ... فهل تتصورون ماذا يمكن أن يحدث لي عندها ؟ بعد أن طرح الرمضاني سؤاله ساد صمت ثقيل ، و أغلب الظن أن أغلب الحاضرين تذكروا العبارة " الحسجه " العراقية القائلة ( ويصير موتك رفس يا فلان .. ) والأكيد أنهم راحوا يتخيلون حامل صورة صدام وهو ينال حصة الأسد من الرفسات والضرب بمختلف " الأشياء " عراقية الصنع !
- ندوة موازية غير مقصودة : خلال الجلسة الختامية التي كانت تناقش البيان الختامي امتنع عدد من الأخوة عن المشاركة فيها وجلسوا في بهو الفندق ومنهم كاتب السطور وممثل الخط الصدري والأستاذ صباح الشاهر و ممثلي لجنة " ديموقراطيون ضد الاحتلال " وراح بعضهم يراجع نص المداخلة التي قدمها الشيخ الزركاني ، وعلى مقربة منهم جلس الوزيران السابقان الدكتور عصام الجلبي الذي قاد اللجنة البحثية الخاصة بموضوع النفط والذي قدم تقريرا رائعا حول الموضوع ، والسيد صلاح عمر العلي والأستاذ عبد الأمير الأنباري مندوب العراق السابق إلي الأمم المتحدة فنشأت ما تشبه ندوة موازية ولكن غير مقصودة للندوة الرسمية التي كانت تجري في الطابق التحت أرضي ، وبين الفينة والأخرى كان أحد أعضاء رئاسة تلك الجلسة من الندوة الرسمية وهو السيد منذر العظمي يصعد إلى البهو ويحاول إقناع بعض الممتنعين بالمشاركة والتوقيع ويبدو إنه أحرزوا نجاحا جزئيا فقد ظهر توقيع صلاح عمر العلي فقط ضمن الموقعين من المجموعة الثانية وتوقيع الأستاذ الشاهر من المجموعة الأولى أما الأسماء الأخرى التي ظهرت فقد نفى أصحابها إنهم قد وقعوا بالموافقة .
- نقاط مضيئة : من أنجح وأبرز تقارير اللجان المتخصصة التي قدمت في الندوة تقرير " صناعة النفط في العراق والسياسية النفطية " وقد قاد أعمال هذه اللجنة الوزير السابق للنفط الدكتور عصام الجلبي فقدمت اللجنة تقريا ممتازا من الناحيتين الأكاديمية والعملية ويعتبر وثيقة وطنية مهمة أقرب إلى الكمال وقد هنأ كاتبُ السطور الدكتورَ عصام شخصيا بعد انتهائه من تقديم تقريره على جهده الكبير . التقييم ذاته يمكن أن يقال عن التقرير الخاص بالجيش العراقي الذي قاد أعمال لجنته اللواء الركن المتقاعد والخبير الاستراتيجي عبد الوهاب القصاب رغم إن التقرير لم يخلو من بعض التلميحات ذات المنبع الأيديولوجي المحابي لتجربة النظام السابق أو لنقل الساكت عن تجاوزات النظام الصدامي بحق الجيش العراقي الذي كان من أكبر ضحايا هذا النظام المتخلف الذي أصبح فيه الراعي الحزبي الجاهل أعلى مقاما و ومنزلة من الجنرال العراقي الخبير ذي الكفاءة والحنكة العسكرية ، ومعلوم أن مطحنة البعث قد طحنت من العسكريين ما يناهز ما طحنته من المدنيين العراقيين خلال حروبها العقيمة وعمليات قمعها الدموية .
التقارير الخاصة بمشروع قانون انتخاب الجمعية الوطنية العراقية وتقرير الهيئة الوطنية العليا للانتخابات وتقرير برنامج إعادة الإعمار فقد تضمنت الكثير من الأفكار والمرتكزات السليمة والجديدة وانطوت على جهد حقيقي جدير بالتقدير والدراسة ، أما التقرير الخاص بمسودة الدستور العراقي فلم يكن موفقا تماما مع إن أحد فطاحل الفقه الدستوري من دولة عربية قد ساهم في صياغته ولكنه بدا أشبه بهيكل عظمي لدستور دائم ، يبطِن أكثر مما يُظهِر .أما تقرير القضية الكردية والآخر الخاص بالإعلام فقد كانا ضعيفين شكلا ومضمونا ويكرران مفاهيم شمولية واستبدادية ولى زمانها ونكتفي بهذا القدر من التقييم السريع فقواعد الندوة لا تجيز الكلام عن هذه الوثائق أو نقلها إلى الإعلام كلا أو جزءاً كما ورد في ديباجة التقارير ذاتها .
- نكتة رجل أعمال : خلال مناقشة تقرير لجنة إعادة الإعمار طلب أحد المشاركين الكلام لرواية نكتة طريفة حول موضوع النقاش " إعادة الإعمار " وبعد الاستراحة أعطيت له الكلمة فعرف بنفسه بأنه رجل أعمال يعمل في "المجال الفلاني" المتخصص في "كذا أمور" ثم روى النكتة أو الطرفة التي لا يبدو ان الكثيرين فهموا منها شيئا وقد عقب الأستاذ رئيس الجلسة خير الدين حسيب بطرفة أقوى منها حين قال للمتدخل : يبدو إنك أردت أن تخبرنا بأنك رجل أعمال تنشط في الميدان "الفلاني " وحسب ..!
- ضربة جزاء : خلال إحدى الاستراحات اقترب شخص من كاتب السطور ولكزه في مرفقه وقال له : ( أستاذ علاء على كيفكم و يانا على الانترنيت !) ولأنني لا أعرف هذا الشخص ،ولأنه لم يقدم نفسه ويتكلم كما يفعل البشر الأسوياء ، فقد اخترت عدم الرد عليه وأدرت وجهي ومضيت في سبيلي .. على فكرة ، هذا الشخص هو نفسه الذي روى لنا طرفة رجل الأعمال السابقة الذكر .. ولله في خلقه شؤون !
- الصداميون يقاطعون أيضا : حين قدم الشيخ الزركاني مداخلته وانتقد وهاجم بشدة ممارسات النظام وحزب البعث ظل الوضع هادئا ، وحين خصَّ الشيخ بنقده صدام حسين شخصيا ونعته بالهدام هاج الصداميون وماجوا وتلفظوا ببعض الألفاظ غير اللائقة وترك عدد منهم القاعة احتجاجا ثم عادوا بعد ذلك واعتذر أحدهم للشيخ الزركاني أمام الحضور ثم عاد وكرر اعتذاره في الاستراحة ولكن الشيخ لم يرد عليه بما يفيد إنه قبل اعتذاره . شخصيا ، لا أعتقد بأن ثمة دليل على وجود الفرق الكبير بين البعثيين عموما والصداميين خصوصا أقوى من هذه الحادثة التي تبدو صغيرة ولكنها كبيرة في دلالتها . فهؤلاء الناس لا يهتمون بحزبهم ونظامهم وأفكارهم ويمكن لمن يريد أن ينتقد ويهاجم الحزب والنظام والأفكار أما مهاجمة الصنم الدكتاتوري صدام فهي الشيء الوحيد التي يستفزهم ويثيرهم .. المعنى واضح جدا : فهؤلاء ليسوا بعثيين وحملة فكر ومشروع سياسي قابل للنقاش بل مجموعة من الصداميين الذين منحوا ولاءهم لشخص الطاغية أولا وثانيا وثالثا وأخيرا !
ولعل من المفيد التذكير بأننا في التيار الوطني الديموقراطي العراقي لا نعاني من عقدة خاصة نحو البعث والبعثيين فنحن من أوائل القوى التي رفضت استراتيجية اجتثاث البعث المشبوهة ،و لقد أدنا علنا في أكثر من مداخلة ومقالة على وسائل الإعلام عمليات التصفية والاغتيالات التي تعرض ويتعرض لها البعثيون ، وقلنا بأن القتل لدوافع ثأرية وانتقامية أمر مرفوض رغم حجم الجريمة التي ارتكبها النظام بحق الشعب العراقي ، وإن التعامل مع البعثيين المتهمين بالمشاركة في أعمال القمع والإبادة ضد الشعب وهم قلة لا تتجاوز بضعة آلاف باعتراف حلفاء الاحتلال أنفسهم يجب أن يقوم على أساس أن يقدموا إلى القضاء العراقي المستقل لينالوا جزاءهم بمن فيهم صدام حسين نفسه الذي اعتبرنا محاكمته تحت ظل الاحتلال أكبر هدية له ، كما إننا رفضنا مبكرا خيار الحرب لتغيير النظام بل رفعنا شعار الخيار الثالث وهو التغيير عن طريق الضغط الشعبي الداخلي والدولي ونلنا جراء ذلك أبشع التهم والتشويهات ، ولكن يبدو إن البعثيين الصداميين خاصة لا يقيمون اعتبارا لكل هذه الثوابت والمواقف ويريدون من الآخرين تصفيقا متواصلا لخزعبلاتهم وأوهامهم الشمولية أو في الحد الأدنى يريدون من الآخرين صمتا مطبقا عن جرائمهم بحق الشعب وتأييدا مطلقا لإعادة تأهيلهم سياسيا والموافقة على شعارهم بأنهم الممثل الشرعي والوحيد للشعب باسم المقاومة التي يزعمون قيادتها وإدارتها وهذا لن يكون ولن يحدث أبدا ودون ذلك خرط القتاد !

- تعليق طريف : أحد المشاركين همس في أذن أحد الصداميين قائلا : خمسة وثلاثين سنة وانتم تقصبون بينا قَصُب بالرصاص والمشانق فخلونا نقصبكم بس بالكلام والشتائم خمسة وثلاثين شهر !!

- شكر وامتنان : أود ختاما أن أعبر عن شكري وامتناني للترحاب الذي قوبلت به في هذه الندوة من قبل العديد من الأخوة المسؤولين والمشاركين وفي مقدمتهم الأساتذة خير الدين حسيب رئيس مركز دراسات الوحدة العربية و وميض نظمي وصباح الشاهر وسامي الرمضاني و صباح جواد والبروفيسور كمال مجيد وآخرين أعتز بذكريات طيبة وصادقة عنهم أما الشيخ العزيز حسن الزركاني فله تحية خاصة واعتبار عميق عبرت عنه في مناسبة أخرى .

كما أرجو أن يتسع صدر الأخوة الذين ورد ذكرهم في هذا التحقيق فلم أفعل ذلك بقصد الإساءة لأي منهم بل بقصد ترسيخ تقاليد الشفافية ومصارحة شعبنا وأهلنا بحقيقة ما يحدث حولهم وباسمهم وعنهم في كواليس المؤتمرات والاجتماعات السياسية المغلقة ، آملا أن لا يضطرني البعض ممن لم ترد أسماؤهم وأفعالهم خلال المؤتمر المذكور لنشر ما لم أنشره فثمة المزيد من المشاهد والشهادات الصغيرة التي لم أشأ التطرق إليها " الآن " لصغرها وحِطتها شكلا ومضمونا .
تحية أخيرة للصديق الذي اطلع على مسودة هذا الريبورتاج فقال لي : بعد أن كتبتَ ما كتبتَهُ هنا فلا أعتقد بأن أحدا سيغامر بدعوتك لحضور مؤتمر أو ندوة ما حتى لو كانت مخصصة للصم والبكم والعميان .. فأسمعته المثل الشعبي المصري القائل : بركة يا جامع ! وباللهجة العراقية : " بعد أحسن " !



#علاء_اللامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مداخلة ممثل التيار الوطني الديموقراطي في ندوة بيروت - مستقبل ...
- قراءة في الدستور السويسري 2 من11: لغات الدولة والمساواة ومبد ...
- قراءة في الدستور الاتحادي السويسري1من11: خلفية تاريخية وشكل ...
- اقتراح لفدرالية محافظات عراقية تكون فيها -كردستان -محافظة وا ...
- الحملة المدانة لاستهداف اللاجئين الفلسطينيين في العراق : حقا ...
- الأمريكان يجعلون أطفال العراق دروعا بشرية و التكفيري يفجرهم ...
- هل تمرد الزرقاوي على تعاليم شيخه البرقاوي ؟
- حول التصريحات الطائفية المشؤومة للملا عبد العزيز الحكيم !
- هل يمكن توحيد -يسار- يرى في الإمبريالية محررا مع -يسار- يرى ...
- متى كان الحزب الشيوعي ضد خيار الحرب والاحتلال والمحاصصة الطا ...
- المسفر والأفندي وهارون و الغزو - الشعوبي الصفوي - للعراق
- السيستاني يفتي حول الكهرباء، والدوري يريد إعادة صدام إلى الر ...
- هيئة العلماء المسلمين وقضية كتابة الدستور العراقي الدائم .
- لماذا انتخب الطالباني في ذكرى تأسيس البعث وأحضر صدام لمشاهدة ...
- تقنيات السرد المتداخل والبنية الزمنية في رواية - غرفة البرتق ...
- مجزرة الحلاقين وضرب الطلبة الجامعيين !
- الإرهاب والتهديد بالانفصال وجهان لعملة الاحتلال الواحدة
- الشهرستاني من مرشح إجماع وطني مأمول إلى حصان طائفي مرفوض
- تأملات في النموذج السويسري للديموقراطية المباشرة والدولة الا ...
- تصاعد التفجيرات الإجرامية وواجب المقاومة العراقية الجديد .


المزيد.....




- ?? مباشر: عملية رفح العسكرية تلوح في الأفق والجيش ينتظر الضو ...
- أمريكا: إضفاء الشرعية على المستوطنات الإسرائيلية في الضفة ال ...
- الأردن ينتخب برلمانه الـ20 في سبتمبر.. وبرلماني سابق: الانتخ ...
- مسؤولة أميركية تكشف عن 3 أهداف أساسية في غزة
- تيك توك يتعهد بالطعن على الحظر الأمريكي ويصفه بـ -غير الدستو ...
- ما هو -الدوكسنغ- ؟ وكيف تحمي نفسك من مخاطره؟
- بالفيديو.. الشرطة الإسرائيلية تنقذ بن غفير من اعتداء جماهيري ...
- قلق دولي من خطر نووي.. روسيا تستخدم -الفيتو- ضد قرار أممي
- 8 طرق مميزة لشحن الهاتف الذكي بسرعة فائقة
- لا ترمها في القمامة.. فوائد -خفية- لقشر البيض


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - علاء اللامي - مشاهد وشهادات من داخل مؤتمر بيروت حول - مستقبل العراق والجبهة الوطنية