أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - يسار الوردي - بين الموصل و قندهار تاريخ عنف و إرهاب















المزيد.....

بين الموصل و قندهار تاريخ عنف و إرهاب


يسار الوردي

الحوار المتمدن-العدد: 4526 - 2014 / 7 / 28 - 09:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



قصة الأمريكان في أفغانستان حدثت أثناء زمن الحرب الباردة, توجه بن لادن إلى أفغانستان و اتخذ من (قندهار, في الجنوب الشرقي من أفغانستان) مقراً له و غايته إثارة القلاقل على الاتحاد السوفيتي من منطقة حساسة حيث الشعوب الإسلامية في طاجيكستان و أوزبكستان و تركمانستان فهي فكرة لها علاقة بسياسية أمريكا. فأفغانستان كانت هي المدخل القريب للتجسس على الاتحاد السوفيتي من الباكستان و تحديدا كانت الطائرات تنطلق من مطار بيشاور للتجسس, وكان صدا فضيحة ضرب طائرة (يو 2) مدويا في زمن نكيتا خروتشوف و دوايت آيزنهاور.
فبعد سلسلة من الانقلابات أدت بالإطاحة بالملك ظاهر شاه عميل أمريكا رفيق رضا شاه الإيراني, فجاء الشيوعي بابراك كارمل للسلطة في1979. فبدأت أمريكا بإدارة الحرب الاستنزاف ضد السوفيت, و بإسم الإسلام و تصادف ذلك مع أحداث الثورة الإسلامية في إيران.
كانت حرب أمريكا على السوفيت بتخطيط أمريكي و أشراف المخابرات الباكستانية, بقيادة رئيس المخابرات حميد غول, و تمويلا عربياً خليجياً (سعودي في غالبيته) ومشاركة من المجندين العرب الجنسية,اعتبروا أنفسهم مجاهدين ضد الإلحاد الروسي, في حين أن العدو الحقيقي للعرب و المسلمين كان الاغتصاب الإسرائيلي لفلسطين. فشباباً عربيا شديد العزيمة مغيب أضاع نفسه و حياته و هدفه في حرب لا معنى لها و ضد طرف لم تثبت عداوته للعرب و المسلمين, لكن أتهم بالإلحاد رغم وجود الكثير من الدول المعادية للعرب التي أضاعت اليقين بالدين و ألحدت.
فصار تحت يد تنظيم القاعدة كل الإمكانيات التكنلوجيا الأمريكية و كل الكفاءة العسكرية الباكستانية و كل كرم الخليج و السعودية المادي( بصندوق نقد دوار, ب 500 مليون دولار) فساهمت كل الدول الدكتاتورية حليفة أمريكا من مصر و سوريا و المغرب و تونس و في غضون 5 سنوات صار تعداد العرب في أفغانستان 50 ألف شاب مسلم نصفهم من العرب و حصة ب 6000 مصري جهادي دربوا على الإرهاب جيداً و شحنوا بطاقة إيمان فريدة من نوعها مصحوبة بنار الحقد و الكراهية للحياة و البشر.
حين انتهت الحرب الباردة فلم تعد هناك لأمريكا دعوى حرب ضد الإلحاد و انتهى مبرر استمرار العرب و أمريكا في الحرب في قندهار, فجاء الانسحاب لكن جحافل المؤمنين لا تجيد غير مهنة القتل, فصار الذين قاموا على إنشائه يرونه: من كتائب جهاد إسلامي إلى عصابات إرهاب إجرامية, فسقط كثير من الشباب العربي و المسلم في فجوة الجهاد و الإرهاب و صاروا خارج سكة الزمن و المستقبل, فالأنظمة التي بعثت بهم إلى أفغانستان استقبلتهم حين عودتهم لبلدانهم لتضعهم خلف القضبان بتهم ثابتة أو لمجرد الشك. أما قائد القاعدة بن لادن فهو شخصية من عائلة سعودية من أصل يمني عمل في التجارة و له مكتب في أفغانستان فعمل سريعاً لتوصيل الأموال, و أعتبر نفسه مسئولا عن محاربة الإلحاد.
و بعد انتهاء أمريكا من الحرب الباردة صار وضع أسامة بن لادن فيه الكثير من الحرج. فكان لا يمكن له النكوص عن الحرب, و إلا سيظهر للعالم بأنه كان عميل أمريكي و ليس مجاهد ضد الإلحاد, فأخذ دوره الخاص في الحرب ليثبت لذاته وللعالم أنه ليس عميل أمريكي. لكن أمريكا كانت أدهى في استغلال بن لادن سواء بحربه ضد الروس أم بحربه الجنونية الذاتية.فهكذا صار السؤال العويص, هل فعلا بن لادن كان قائدا لضرب البرجين الشهيرين للتجارة العالمية و البنتاجون رمز القوة العسكرية, و إذا لم يكن بن لادن فمن المسئول. فالصراخ كان عاليا بن لادن هو المسئول, لكن الكثير من الجهات المسئولة الغربية قدمت أدلة مختلفة فيها الكثير من المصداقية.
لكن العالم قد شهد تغيرات شديدة بعد أحداث 11 سبتمبر فسقطت الكثير من الدول الاشتراكية و صارت أفغانستان و العرق دول تعبث فيها الحرب الأمريكية, فهكذا بعد أسطورة محاربة الإلحاد تحولت أفغانستان إلى ساحة حرب بين العشائر و القبائل و المشايخ. فكان بن لادن قد أضاع البوصة وظل يقود تنظيم بلا قضية في أرض بلا هوية و ظل يعيش الماضي, زمن الحرب الباردة, فصار بلا أي هوية و بلا أي هدف و معنى في الحياة.
لكن هناك حقيقة مهمة, أن تنظيم القاعدة صار جهاز إرهاب عالمي و مخترق من مخابرات الكثير من بلدان العالم كالباكستان و الهند بالإضافة لأكثر من أربع دول عربية و غربية.
جهاز القاعدة بلا شك لعب دوراً في السياسة الأمريكية لابتزاز السوفيت و من ثم صار جهاز إرهاب عالمي و أنتج شكلاً من الحروب التي تدعى بالحرب المتوازية أي صار لدينا اليوم ليست فقط الحرب الغير متوازنة التي تجري في العالم حيث قوة غاشمة تستطيع أن تهزم دولة بائسة كما هزيمة العراق أمام أمريكا, فالإرهاب اليوم أخذ أبعاد تكنلوجية وترعاه مؤسسات السوق السودة التي تبيع السلاح و لينتشر الدمار ليس في البلدان الضعيفة عسكرياً و مخابراتياً بل ليشمل حتى الغرب و أمريكا مما حدا بالعالم الغربي و أمريكا إلى التضييق على الحريات و العمل على المراقبة ليس للتنظيمات و السياسيين بل كل الشعب.
و اليوم يجري التطوير لجهاز القاعدة إذ استطاعت أمريكا السيطرة على أجنحة في القاعدة و التفاوض معهم من جديد و على أسس جديدة تناسب عصر العولمة الأمريكية, فجيش القاعدة الآن يعمل وفق آليات جديدة و هو يضمن منافع و مصالح أمريكا في الشرق الأوسط و خاصة في المنطقة العربية. لقد تم حرف المطالب الشعبية في الإصلاح في عدد من الدول العربية عن طريق هذه التنظيم الجديد القديم, حيث جرى تلقيح جهاز القاعدة مع كل أشكال التنظيمات العربية المتطرفة و أهمها القومية و ما يدعى بالتنظيمات الليبرالية التي ظهرت بعد الغزو الأمريكي للعراق. و كان اشد أنواع الاستخدام لهذا التنظيم هو أنتاج جيش الدولة الإسلامية في الشام و العراق (داعش) الذي حاولت أمريكا ضرب ليس فقط النظام السوري بل كل الحركات الثورية و الشعب المتمرد ضد السلطة الدكتاتورية و البشر المطالب بالتغيير الديمقراطي وتدمير مدن بكاملها في سوريا فهو شكل الحرب الغير متوازية للإرهاب ل(داعش).
و اليوم نرى كيف تحول العراق بعد الغزو الأمريكي إلى دولة محاصصة طائفية ثم جرى إشراف أمريكا و من اليوم الأول على رعاية الدولة الفاشلة و من جميع الوجوه إذ لا دستور و لا قوانين مدنية ترعا السبيل نحو التغيير الديمقراطي و المسير بالمشاريع اقتصادية و الاجتماعية و الخدمات الإنسانية الناجحة و مع بث الإرهاب و من السنوات الأولى. ليتكلل أخيراً تحالف قوى الإرهاب بتحالف فلول البعث و المخابرات و الحركة النقشبندية لعزت الدوري مع أجنحة القاعدة التي ترعاها أمريكا, فهكذا تم و بعد 10 سنوات من الفشل و الضياع و الموت و الدموع للشعب بغياب الآمال في الحياة الكريمة فإلى سقوط أكبر مدينة عراقية بين يدي (داعش), مع تنسيق و تعاون مسعود البارزاني بالهجوم على كركوك بدل شن الحرب على ( داعش) و الدفاع عن الوطن و التجربة الديمقراطية لتشن (داعش) حربا غير متوازية بتخريب المدن و الآثار و الرموز و الذاكرة الحضارية و النسيج القومي و الوطني العراقي.
العالم الغربي و أمريكا ترى و تتعامل بما يجري في العراق و مدينة الموصل بنفس السلبية التي هجمت بها قوات جهاز القاعدة للإرهاب في (قندهار) و دون أن تحرك أي ساكن.
ففي فرنسا مثلا جاء طلب من الجالية العراقية المسيحية في ليون الفرنسية و من الكاردينال للتضامن مع مسيحيي الموصل أمام تهديدات الخليفة السفاح إبراهيم عواد (أبو بكر البغدادي), فالدعوة لم تنشرها سوى جريدة واحدة, و رغم أن الإنذار بإخلاء الموصل انتهى يوم الجمعة المصادف 25 تموز 2014. فأمريكا مؤسس أساسي لجهاز( داعش), وهذا ما صرح به المشاركين الخمسة مائة فرنسي و خمسين عراقي و سوري و مع صلوات العشرات من الشخصيات المسيحية و المسلمة العراقية كالدكتور كامل قبطان و رجل الجامع في ليون عبد القادر بن عيدي, و بتصريحات شخصية مؤثرة. لقد هُجر المسيحيين بشكل همجي و صار الخليفة السفاح (أبو بكر البغدادي) الذي كان نزيل السجن في العراق و تحت رعاية الأمريكان حاكما للموصل, رجل أمريكا في (الموصل) كما كان بن لادن رجل أمريكا في (قندهار) مع صمت العالم الجبان أمام بربرية (داعش) بفرض الختان على نساء الموصل و ارتداء النساء البرقع الأسود الكامل, و إلا الرجم بالحجارة و نهب المدن و القصبات الأخرى و إعدام كل مَنْ يخالف شريعة الخليفة السفاح.
فالربيع العربي حولته أمريكا إلى حمامات دم في سوريا و العراق و إلى فصول في الزيف والدجل والترويع, فالخلافة في (الموصل) و هذا الخليفة لديه آلاف المقاتلين و يحملون جوازات سفر أوروبية والعديد منهم من بريطانيا و فرنسا وبالتحديد من مدينة ليون الفرنسية. و مع صمت المقابر لكل من الدول العربية و المنظمات الإسلامية المنبطحة أمام أمريكا فلا أية إدانة لما جرى ويجري في (الموصل) وضد المواطنين الأصليين, ولا أي استنكار لتفجير كنائس يعود تاريخ بعضها إلى ثلاثة مائة سنة بعد المسيح و من جل التراث العراقي و العالمي.
فالخليفة (أبو بكر الأمريكي) هو قائد الحملة الحربية و مكمل غزو العولمة في العراق. فهكذا الجرائم جاءت على مسيحيي العراق بعد أن ترك الجيش الأمريكي العراق, و من اجل مزيد من الكراهية للإسلام في الغرب ومن اجل بث الحرب الأهلية في العراق و بالحرب الطائفية و الدينية للإنفراد بالعراق و تحطيمه.
لـم نسمع أية إدانة من إدارة جامع الأزهر أو من حامي الحرمين في مــكــة المكرمة في السعودية, ليسجل المسلمين الشرفاء في العراق و العالم تصريحاتهم الفردية و الشجاعة المتضامنة مع مسيحيي العراق المعرضين إلى هجمة شرسة أفظع من هجمات بن لادن و جهاز القاعدة في (قندهار) و بهتاف الله و أكبر يتم المشروع الأمريكي لغزو و قهر الشعب العراقي ومع تدمير للبشر و البيئة و المعالم الحضارية العريقة و من اجل تفتيت البلد و الشعب لتأمين ديمومة الوجود العنصري في إسرائيل و بقاء كل الخلفاء الرجعيين في السعودية و الخليج و دول الجاز.
فقصة أبو بكر البغدادي جاءت في زمن القرن الأمريكي و غزو العولمة و غياب الأحزاب الشيوعية و المعسكر الاشتراكي. فهل يتحول أبو بكر البغدادي إلى بطل أسطوري كما بن لادن و يقود حرب غير متوازية و يفجر في الغرب و أمريكا بعد انفراط العقد السافل بين أمريكا و (داعش), طبعا هناك تخوف من عودة مجاهدي (داعش) من سوريا إلى بريطانيا. لتبدأ موجة عداء للعرب و المسلمين و القتل للفلسطينيين, بحجة أبو بكر البغدادي. كيف ستتعامل الأردن مع (داعش) و كذلك إقليم كوردستان؟ إذ أننا عرفنا و شهدنا أن السعودية لم تسلم من تفجيرات القاعدة.



#يسار_الوردي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عرب و كورد العراق و أزمة تمثيل البرجوازية, أدوار قذرة!
- أكذوبة ديمقراطية صناديق اقتراع العراق
- ساسة عرب و أكراد بزورق خيانة و سقوط أخلاقي, اغتيال الموصل
- على هامش مهزلة الانتخابات العراقية الأخيرة


المزيد.....




- شاهد رد مايك جونسون رئيس مجلس النواب الأمريكي عن مقتل أطفال ...
- مصادر تكشف لـCNN كيف وجد بايدن حليفا -جمهوريا- غير متوقع خلا ...
- إيطاليا تحذر من تفشي فيروس قاتل في أوروبا وتطالب بخطة لمكافح ...
- في اليوم العالمي للملاريا، خبراء يحذرون من زيادة انتشارالمرض ...
- لماذا تحتفظ قطر بمكتب حماس على أراضيها؟
- 3 قتلى على الأقل في غارة إسرائيلية استهدفت منزلًا في رفح
- الولايات المتحدة تبحث مسألة انسحاب قواتها من النيجر
- مدينة إيطالية شهيرة تعتزم حظر المثلجات والبيتزا بعد منتصف ال ...
- كيف نحمي أنفسنا من الإصابة بسرطانات الجلد؟
- واشنطن ترسل وفدا إلى النيجر لإجراء مباحثات مباشرة بشأن انسحا ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - يسار الوردي - بين الموصل و قندهار تاريخ عنف و إرهاب