صالح حمّاية
الحوار المتمدن-العدد: 4526 - 2014 / 7 / 28 - 01:26
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
بعد ما جرى في مصر من انتخاب للإخوان ، ثم الثورة عليهم بعد سنتين من الحكم ، سرت نظرية تقول أنه" يمكن للشعوب التي لا يمكن إفهامها بخطورة فكرة فاشية ما (الإسلاميين مثلا ) أن تقوم بتجربة تلك الفكرة ، بحيث و بعد لمسها لحقيقتها ستتفطن لخطورتها و تنبذها " ؛ والحقيقة انه و مع معقولية هذه الفكرة في جانب ما (خاصة أنها مستوحاة من التصور الطبي ) ، لكن الخشية هي أنه ربما حتى هذا الحل (الخطير) لن يفي مع العرب ، فهذا الكلام على "أن الشعب يجب أن يجرب ليتعلم "تعني أن هذا الشعب واعي ومدرك لمصالحه ، وعليه فهو قادر على تمييز الصالح من الطالح بعد التجربة ، لكن وكما نعلم فشعوبنا ليست شعوب واعية لنأمل منها هذا ، فشعوبنا ( وهو أمر لا يخفى على احد ) هي شعوب غارق في الجهل والخرافة ، ومنه فهي فاقدة للأهلية العقلية لتحكم ؛ لهذا فأن نفكر أن التجربة هي الحل للقضاء على فيروس الفاشية الدينية ، فهذا كلام خارج عن المعقول لأنه وعلى الأقل فلولا فقدان شعوبنا للأهلية العقلية من الأساس ، لما هي اختارت الإسلاميين من الأصل ، فهل مثلا جرائم الإسلاميين وهمجيتهم كانت خافية عن شعوبنا ؟ طبعا لا ، فالجرائم كانت معلومة للجميع وهي طالت جل الناس ، لكن ها نحن و مع هذا نرى شعوبنا اختارت الإسلاميين ، وعادت لتقع في نفس الحفرة التي كانت فيها ، فهل بعد هذا يمكن الحديث .
في الواقع وبالنظر لحال شعوبنا العقلية فلا يمكن القول أو حتى التفكير أن داعش أو غيرها من التنظيمات الإرهابية يمكن أن تكون العلاج ، فهذا النوع من الحديث لا يصلح سوى مع شعوب واعية يمكنها التعلم من أخطاءها ، أما شعوب كشعوبنا فهي بلا شك ستعاني مرة واثنين و ثلاث قبل أن نأمل أنها يمكن أن تتعلم ، لهذا وبخصوص مستقبل الإسلاميين في بلداننا فلنتوقع أنهم سيستمرون ، بل و أن نراهم يخدعون الناس مرة ثانية و ثالثة ، وسيستمر هذا إلا أن يدرك أخر جاهل حقيقة خطر هذا المشروع عليه و يتمرد .
#صالح_حمّاية (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟