أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عدنان حسين أحمد - زنابق الماء لكلود مونيه وأسعارها الفلكية














المزيد.....

زنابق الماء لكلود مونيه وأسعارها الفلكية


عدنان حسين أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 4524 - 2014 / 7 / 26 - 10:45
المحور: الادب والفن
    


لم تكن لوحة "زنابق الماء" لكلود مونيه التي بيعت مؤخراً بمبلغ 31.7 مليون جنية إسترليني هي اللوحة الأغلى ثمناً في العالم فهناك تسع لوحات بيعت بأسعار تتراوح بين 72.8 مليون و 142.1 مليون دولار أميركي بينهما أربع لوحات لفرانسيس بيكون وبابلو بيكاسو، وأربع لوحات أخر لإدوارد مونك، وغوستاف كليمت، ومارك روثكو، وفان كوخ إضافة إلى منحوتة للفنان ألبيرتو جياكوميتي. تُرى، ما الذي يميز لوحة كلود مونيه كي تباع بمبلغ 55 مليون دولار أميركي؟
لا شك في أن كل اللوحات أعلاة تنتمي إلى عباقرة الفن التشكيلي الأوروبي على وجه التحديد، فحتى الفنان الأميركي مارك روثكو هو من أصول روسية، غير أن هذا التفرّد الأوروبي لا يقلل أبداً من أهمية الفن الأميركي وأساطينه الذين وفدوا إلى العالم الجديد خلال القرون الثلاثة الأخيرة.
لابد من الأخذ بنظر الاعتبار أن لوحة "زنابق الماء" هي واحدة سلسلة من اللوحات التي يقدّر عددها بـ 250 لوحة أنجزها مونيه خلال الثلاثين سنة الأخيرة من حياته، واللافت للانتباه أن مونيه قد رسم العديد من هذه اللوحات بينما كان يعاني من مرض "الكاتاراكتس"، أي إعتام عدسة العين.
ينبغي التذكير بأن كلود مونيه هو رائد المدرسة الانطباعة أو "التأثرية" كما تسمّى في بعض الأحيان، بل أن اسم هذه الحركة الفنية مشتق من إحدى لوحاته المهمة التي تحمل عنوان "انطباع، شرق الشمس" التي أنجزها عام 1872.
إن الرغبة الملحّة لمونيه في توثيق الريف الفرنسي الذي كان يعيش فيه، أو يراه في بعض المناسبات العابرة هي التي دفعته لأن يتبنّى طريقة محددة لرسم المشهد عدة مرات من أجل الإمساك بتغيرات الضوء، وتعاقب الفصول. ففي عام 1883 عاش مونيه في مدينة غفرني، ثم اشترى المنزل الكبير الذي استأجره أول مرة، وقام بعد ذلك بتنفيذ مشروعه الكبير في رسم المناظر الطبيعية الخلابة وبضمنها بِرك الزنابق المبثوثة في فضاء الحديقة الواسعة بحيث أصبحت "زنابق الماء" إحدى موضوعاته المفضلة على مدى ثلاثة عقود في أقل تقدير.

تقنيات اللوحة الانطباعية
إن المُدقق لأية لوحة إنطباعية سيكتشف من دون عناء كبير أنها تقوم على نقل الواقع أو الحدث المُصوَّر من الطبيعة مباشرة، أي أن استعمال المخيلة يكاد يكون معدوماً إلاّ ما ندر. وهذه حالة سلبية لا تُحسب لمصلحة الفنان الذي يروم الإتيان بشيئ جديد ومبتكر وغير مطروق من قبل. إن نقل المشهد الواقعي يتطلب من الفنان الإسراع في عملية إنجاز اللوحة قبل أن تغيّر الشمس موضعها في السماء وتؤثر على ثنائية الضوء والظل. فالفنان يريد أن ينقل انطباعاته الحقيقية عن المشهد المراد تصويره من دون الحاجة إلى الإمساك بالتفاصيل الدقيقة، فالعمل الفني يجب أن يكون استنساخاً ضوئياً للموضوع الواقعي المتجسد أمام عينيه. لذلك نرى أن غالبية اللوحات الانطباعية مُنجزة بضربات فرشاة سريعة وقصيرة، كما أن الألوان سميكة توحي بجوهر الثيمة ولا تلهث خلف التفاصيل.
لا يسعى الفنان الانطباعي إلى خلط الألوان لأنه يهدف بالأساس إلى خلق سطح تصويري نابض بالحياة وشديد الحساسية وهو ينتظر أن يحدث هذا الخلط البصري في عيني المتلقي لا على سطح اللوحة ذاتها. ربما تكون الملاحظة الأكثر هيمنة في اللوحة الانطباعية أن خالقها لا يستعمل اللون الأسود لكن الألوان الرمادية ودرجاتها اللونية تنجم عن الألوان التكميلية التي يضطر الفنان إلى استعمالها مُرغما.
يركز معظم الفنانين الانطباعيين على فترتي الصباح والمساء لاستثمار تأثيرات الضوء والظل. وعلى الرغم من كل الانعكاسات الضوئية إلاّ أن اللوحة الانطباعية تظل في خاتمة المطاف معتمة ومنطوية على نوعٍ من الإبهام السحري الغامض الذي تبدده الانعكاسات الضوئية المُشعّة في بعض الأحيان. لقد خرج الانطباعيون من المرسم إلى الطبيعة مستلهمين منها غالبية التقنيات التي توفرها عناصر النور والعتمة، ومع ذلك فهم يُجمِعون على أن الظلال الزرقاء المنعكسة على الثلج هي التي ألهمتهم هذه التقنية الجذّابة.
لم تنبثق شهرة مونيه من فراغ ولم يصل إلى هذه المنزلة الرفيعة التي تُقتنى فيها لوحة "زنابق الماء" بـ 55 مليون دولار أميركي لولا موهبته الكبيرة، وإصراره على المضي في مشروعة الإبداعي الذي كان يراهن عليه في معظم الأحوال. ففي أواخر عام 1860 التقى مونيه بعدد من أقرانه الذين يشتركون بنفس المزاج، وذات الرؤية الفنية الانطباعية التي يؤمنون بها لينظموا معرضهم الأول الذي رفضت أكاديمية الفنون الجميلة أعمالهم وعرضوها على الملأ في أبريل 1872، ولم يكن هدفهم الترويج لأعمالهم الفنية الانطباعية، وإنما ليحرروا أنفسهم من قيود واشتراطات صالون باريس المحافظ. وقد اشترك مونية باثنتي عشرة لوحة بضمنها "انطباع، شروق الشمس" ولوحة "مأدبة غداء" التي ذاع صيتها لاحقا. لقد ضمّ معرض المرفوضات 165 عملاً فنياً بيع أغلبها على الرغم من أسعارها الباهضة آنذاك والتي كانت تتراوح بين 500 إلى 1000 فرنك فرنسي، وشتّان ما بين أسعار الأمس واليوم.



#عدنان_حسين_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عين النجمة البريطانية مَبَيذا - رو على دور كليوباترا
- المخرج آسو حاجي يوثق الديانة الإيزيدية عبر خطاب بصري
- فيلم (Dom) للمخرج التركي خليل آيغون
- لمناسبة تكريمه في مؤسسة الحوار الإنساني (2-2)
- لمناسبة تكريم أحمد المهنا في مؤسسة الحوار الإنساني (2-2)
- أحمد المهنا، مالك الجواهر، ومرشد الأصدقاء إلى الكتب النفيسة ...
- أمسية احتفائية بالدكتور جعفر هادي حسن (2-2)
- أمسية احتفائية بالدكتور جعفر هادي حسن (1-2)
- هل تعترف إيران بحقوق الأمة الكردية؟
- الحوار الإسلامي المسيحي
- قراءة أولية لوثيقة تيار الضمير البرلماني للباحث نديم العبدال ...
- مازن شيرابياني يصنع من الأفكار البسيطة عالما معقداً ومتشابكا
- منْ يحمل بيرق الشعر النبطي في موسمه السادس؟
- أزمة السكن في العراق: التحديات والفرص والحلول الممكنة
- توثيق فاجعة الأنفال سينمائياً
- الدنمارك في رواية عراقية
- الرحيل صوب الحب بحُلة سينمائية روائية
- متطلبات المترجمين في نقل الظاهرة الدينية-التاريخية إلى اللغا ...
- الصورة وتسويق المقدّس
- قرءة نقدية لسينما الواقع لكاظم مرشد السلّوم (1-2)


المزيد.....




- قريبه يكشف.. كيف دخل صلاح السعدني عالم التمثيل؟
- بالأرقام.. 4 أفلام مصرية تنافس من حيث الإيرادات في موسم عيد ...
- الموسيقى الحزينة قد تفيد صحتك.. ألبوم تايلور سويفت الجديد مث ...
- أحمد عز ومحمد إمام.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وأفضل الأعم ...
- تيلور سويفت تفاجئ الجمهور بألبومها الجديد
- هتستمتع بمسلسلات و أفلام و برامج هتخليك تنبسط من أول ما تشوف ...
- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- صدور ديوان الغُرنوقُ الدَّنِف للشاعر الراحل عبداللطيف خطاب


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عدنان حسين أحمد - زنابق الماء لكلود مونيه وأسعارها الفلكية