أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ماريا خليفة - التربية مدرسة يتخرّج منها الأبناء والآباء في الوقت عينه!















المزيد.....

التربية مدرسة يتخرّج منها الأبناء والآباء في الوقت عينه!


ماريا خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 4524 - 2014 / 7 / 26 - 10:36
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


كيف ننجح في تربية أبناء سعداء وناجحين؟

كوت:
- لا تقلق إذا لم يسمع أولادك كلامك بل اقلق لأنهم يراقبونك دائماً
- الدرس الأوّل والأهم الذي يجب أن نعلّمه للطفل ألا يخاف

أريد طفلاً ناجحاً مهذباً سعيداً يحقق نتائج مدرسية جيدة يتمتّع بكل مقومات النجاح. جميعنا نطمح إلى رؤية أولادنا يشغلون مناصب مهمة ويكوّنون أسراً دافئة وجميلة، إلّا أننا نتناسى دوماً أو يسقط عن بالنا أننا نجني ثمار ما نزرع وأن تربية الأبناء ليست مسألة سهلة يلعب فيها الطفل دور المتلقي والأهل دور معطي الأوامر. فكيف نربّي أبناءً ناجحين طموحين سعداء يحبون الحياة؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

تختلف أساليب التربية بين عائلة وأخرى لكن من المهم أن نعرف أن الأسلوب الذي نعتمده لتربية أولادنا يؤثر فيهم طوال حياتهم لذلك من الضروري أن نختار طريقة التربية بوعي وإدراك. وحتى لو اكتشفنا أن طريقة التربية التي نعتمدها ليست ناجحة يمكننا في أي وقت أن نغيّر أسلوبنا لأن تربية الأولاد لا تعلّم الأولاد وحدهم بل الأهل أيضاً.
إعتمد التصرف الحسن أمام الأبناء كوسيلة لتربيتهم وتعليمهم القيم وأسس التصرف عوضاً عن إملاء الأوامر والتصرفات التي يجب عليهم القيام بها، فإذا رددت كلمات فيها انتقاد للغير وأحكام على الآخرين سيتعلمون أن يكونوا منتقدين ويصدرون أحكاماً مسبقة. أما إذا كنت تعتذر حين تخطئ فأنت بذلك تعلّمهم الإعتذار بصدق عن أخطائهم، وإذا تكلمت بلباقة واحترام سيكتسبون السلوك ذاته. أما إذا كنت تصرخ حين يتشاجر فستسمعهم يصرخون لحلّ أي مشكلة بينهم. تذكّر دائماً أن أبناءك يراقبونك ومن تصرفاتك يتعلّمون.

ما تأثير أسلوبك التربوي؟
أكدت الدراسات وجود رابط بين أسلوب التربية الذي يعتمده الأهل والأثر الذي يحدثه هذا الأسلوب في حياة الأبناء لبلوغ هذه الأهداف التربوية:
- تعليم الأبناء السلوك الإيجابي.
- تأمين جوّ من الدفء والرعاية ليكبروا بثقة وأمان.
- التواصل مع الأبناء على جميع الأصعدة.
- مساعدتهم على تحقيق الاستقلالية والنضوج.
إلا أن الأسلوب التربوي لبلوغ تلك الأهداف يختلف بين الأهل وهناك أربعة أساليب تعتمد في تربية الأبناء:

التربية المتجبّرة:
- مطلوب من الأولاد طاعة أوامر الأهل دون نقاش.
- مخالفة الأوامر تؤدي إلى قصاص صارم.
- لا يعطي الأهل مبررات لتصرفاتهم.
- الأهل متطلبون جداً ويتوقعون من أولادهم أفضل أداء.

التربية الحازمة:
- يعتمد الأهل قواعد وتوجيهات ويتوقعون من أولادهم أن يتّبعوها.
- إنه الأسلوب الأكثر ديمقراطية.
- يتجاوب الأهل مع أولادهم ويسمعون أسئلتهم.
- يكون الأهل أكثر تسامحاً حين يرتكب الأولاد أخطاءً.
- لا يعاقب الأهل بقسوة. هم صارمون لكن غير متسلطين.
- يدعمون أولادهم لتحمّل مسؤولياتهم الاجتماعية ويشجعون أولادهم على التعاون.

التربية المتهاونة
- يكون الأهل غير متطلبين من أولادهم ولا يتوقعون منهم شيئاً لتحقيقه كأن يصبحوا أكثر نضوجاً وتحملاً للمسؤولية.
- يعتبرون أنهم غير تقليديين.
- يتجنّبون المواجهة مع أولادهم فيتساهلون في كل الأمور.
- يعتبرون أنهم أصدقاء أولادهم أكثر منهم أهلهم.

التربية غير المهتمّة
- لا طلبات لا توقعات لا تجاوب مع الأولاد.
- تواصل شبه غائب.
- يؤمّنون للولد حاجاته الأساسية لكنهم لا يشاركونه أي شيء في حياته.
- قد تصل بعض الحالات إلى إهمال حاجات الأبناء بالكامل.

ما هي تداعيات هذه الأساليب؟
ما هو تأثير هذه الأساليب في الأولاد؟ واي إنطباع تترك لديهم وهل تتحقق من خلالها الأهداف التربوية؟ إليك تأثير كل نوع من أنواع التربية الأربع على الأبناء:
- التربية المتجبّرة: تؤدي هذه التربية إلى أولاد مطيعين، يعطون نتائج جيدة، يسجلون معدلاً منخفضاً من السعادة والفرح، مهاراتهم الاجتماعية ضعيفة وتقديرهم لذاتهم متدنٍّ.

- التربية الحازمة: تنجح هذه التربية في الحصول على أطفال سعيدين، يملكون المهارات اللازمة ويكونون ناجحين في حياتهم.


- تأثير التربية المتهاونة: تنتهي هذه التربية بأولاد ينقصهم الإحساس بالرضا، مستوى الفرح والسعادة لديهم منخفض، يعانون صعوبة في التأقلم مع الظروف المتغيّرة وفي التعامل مع أي مصدر للسلطة. نتائجهم المدرسية غير جيدة.

- تأثير التربية غير المهتمّة: إنه الأسلوب الأسوأ على الإطلاق لأن تأثيره على الأولاد مدمّر. ينتهي الأمر بأبناء غير قادرين على ضبط النفس. يعانون من نقص تقديرهم لذاتهم ولاحترامهم لأنفسهم ويعانون صعوبات حقيقية في أدائهم المدرسي والاجتماعي.

كيف يختار الأهل أسلوبهم؟
بما أن التربية الحازمة هي الأسلوب الأمثل في تربية الأبناء وتعطي أفضل النتائج، لماذا لا يعتمدها جميع الأهل مع أولادهم؟ قد يعود سبب عدم إختيار الأهل لهذا الأسلوب إلى أسباب عديدة منها: خلفية الأهل الثقافية، شخصية الأهل، عدد أفراد العائلة، ثقافة الأهل في ما يتعلّق بالتربية، الوضع الاجتماعي والاقتصادي، المستوى التعليمي والتقاليد الاجتماعية والدينية.
في بعض العائلات قد تعتمد الأم أسلوباً والأب أسلوباً آخر. تميل الأم في مجتمعاتنا مثلاً إلى التساهل والأب إلى الصرامة. لكن لكي نحصل على أسلوب عقلاني ومعتدل في التعاطي مع أولادنا على الأم والأب أن يوازنا بين أنواع تربوية متعددة بهدف تحديد أسلوبهم الخاص الذي يصبّ في مصلحة الولد العليا.

عبارات مدمّرة تجنّبها!
وعلى الأهل الا ينسوا تأثير الكلام الذي يوجهونه لأبنائهم فهناك عبارات لا يجوز أن تُقال للأبناء لأنها تحدث وقعاً سلبياً في نفسهم قد يلازمهم طيلة حياتهم ويؤثر على أسلوبهم في تربية أبنائهم في المستقبل. ومن هذه العبارات:
- أنت مثل فلان: التشبيه أمر سلبي جداً لأن الولد يعتبره قدراً لا مفرّ منه.
- لن تحقق شيئاً في حياتك: سيقول في نفسه إنك تعرف أكثر منه وسيصدق ما تقوله ولن يسعى إلى تحقيق شيء.
- أهلكت نفسي من أجلك: لا تجعله يشعر بالذنب.
- إذا لم تنجح سأموت: اسأل نفسك هل هذا النجاح لك أو له؟
- ماذا أحضرت لي من علامات: هل تهمك صورتك أمام الناس أم نتائج إبنك؟

كيف يتأثّر بكلامك الجارح؟
قد يخرج الكلام الجارح منك بسهولة حين تكون غاضباً أو متعباً أو يكون مزاجك مضطرباً. ومن الممكن في مثل هذه الحالات أن تقول كلاماً لا تقصده قد تندم عليه بعد قليل. إلا أن نتائج هذا الكلام الجارح يمكن أن تؤدي إلى:
• فقدان الولد لثقته بنفسه.
• معاناته من القلق الشديد.
• كبت مشاعر الغضب.
• الإحساس بالضعف والدونية لعدم القدرة على الدفاع عن نفسه.
• عدم تعرّف الولد على مواهبه.
• عدم قدرته على التكيّف مع تحديات الحياة.
• تكوين الولد صورة سلبية عن نفسه.
• إصابته باكتئاب وميل للعزلة عن محيطه ورفاقه.
• سلوك تدميري للذات: يكره ذاته ويحاول أن يؤذي نفسه.
• عدائية وتراجع في المستوى المدرسي.
• بطء في النمو الجسدي والفكري والنفسي.

كيف تلملم شظايا كلامك الجارح؟

قلّ له الكلام الذي تعنيه فقط واعني ما تقول. الاعتذار بصدق والتأكيد على أن الكلام الذي قلته كان تحت تأثير الغضب والاستفزاز خطوة ذكية وعقلانية. التركيز على إيجابيات الولد والنواحي الواعدة في شخصيته قبل توجيه أي ملاحظة له. تواصل معه بالطرق التي يفضلها: فيسبوك، تويتر، إيميل، رسائل على الموبايل. عندما يخطئ تكلّم عن الخطأ بحد ذاته وليس عنه: التصرف سيء وليس هو السيء. تحمل مسؤولية كلامك من دون الإحساس بالذنب. استعمل الكثير من الكلمات الإيجابية التي تبني احترامه لنفسه. لا تقل له إنك دائماً على حق وأنك تعرف مصلحته أكثر منه. سيطر على انفعالاتك واكتشف السبب الحقيقي الذي يدفعك إلى قول ما تقوله. لا تتكلم بصوت مرتفع ولا تكرر الكلمات الجارحة. نمّي ثقة الولد بنفسه من خلال التواصل وازرع فيه احترامه لنفسه من خلال محبتك واحترامك لشخصه.

تذكّر دوماً أن أولادنا صفحة بيضاء تكتب الحياة عليها دروساً. حاول أن تكون الرسائل الصادرة عنك إيجابية. هكذا تجعلن أبناءك يبنون شخصية قوية وسعيدة وناجحة. مع الوقت ليس الأولاد وحدهم من ينمو وينضج بل الأهل أيضاً. وفيما نحن نراقبهم لنرى ماذا سيفعلون بحياتهم، يراقبوننا هم ليعرفوا ماذا نفعل بحياتنا. لذلك يبقى الأهم ألا نطلب منهم أن يفعلوا ما لا نقوم به.



#ماريا_خليفة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا لم تنتهي حياتي ولن يضيع أبنائي بعدما قرّرنا الإنفصال!
- حياتي الزوجية أنا اخترتها... لماذا تحوّلت جحيماً؟
- الوقاحة لدرجة الإستفزاز لدى الأبناء... كيف تتعاملين معها؟
- فكّر بعقل الأغنياء تصبح غنيّاً!
- معتقادتك وحدها تجعلك غنيّاً أم فقيراً!
- هل التأجيل يؤثر على إنتاجيتك؟
- عادات تجعلك تحقق النجاح
- سرّ الإدمان على التسوّق
- الشعور بالظلم يمنعك من التقدم
- أزيلوا الأفكار السامة من فكركم
- مشكلتك أنك لا تنهي ما تبدأه
- متى يجب رسم الحدود
- المعرفة لا تكفي.. تصرّف!
- 7 خطوات للتواصل الفعّال
- هل لك خيار في ما يحصل في حياتك؟
- عدم المجازفة هي المجازفة الكبرى
- لماذا تخشى أن تتألّق
- اجذب النجاح بدل أن تلاحقه
- التحديات فرص مُقنَّعة
- هل يمكن الحاجة إلى الراحة أن تسلبك حياة كاملة؟


المزيد.....




- -الشيوخ- الأمريكي يوافق على حزمة مساعدات لأوكرانيا وإسرائيل ...
- مصرية الأصل وأصغر نائبة لرئيس البنك الدولي.. من هي نعمت شفيق ...
- الأسد لا يفقد الأمل في التقارب مع الغرب
- لماذا يقامر الأميركيون بكل ما لديهم في اللعبة الجيوسياسية في ...
- وسائل الإعلام: الصين تحقق تقدما كبيرا في تطوير محركات الليزر ...
- هل يساعد تقييد السعرات الحرارية على العيش عمرا مديدا؟
- Xiaomi تعلن عن تلفاز ذكي بمواصفات مميزة
- ألعاب أميركية صينية حول أوكرانيا
- الشيوخ الأميركي يقر حزمة مساعدات لإسرائيل وأوكرانيا وتايوان ...
- واشنطن تدعو بغداد لحماية القوات الأميركية بعد هجومين جديدين ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ماريا خليفة - التربية مدرسة يتخرّج منها الأبناء والآباء في الوقت عينه!