أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - محمد جميل - اسلمة الديمقراطية















المزيد.....

اسلمة الديمقراطية


محمد جميل

الحوار المتمدن-العدد: 1278 - 2005 / 8 / 6 - 09:45
المحور: المجتمع المدني
    


من تتبع التطورات التي حصلت في مواقف قوى واحزاب الاسلام السياسي في العراق قبل وعشية الحرب الامريكية لاسقاط نظام الدكتاتور العراقي صدام حسين انتابه احساس من الارتياح لما ابدته هذه الاحزاب من انتقالة تجاه تبنيها للديمقراطية كسبيل لحكم العراق ,بعد ان كانت لاتتزحزح عن مطلبها باقامة جمهورية اسلامية في العراق كبديل للنظام الدكتاتوري في حال سقوطه’قيل وقتها الكثير تحليلا لهذا التحول في مواقف هذه الاحزا ب لجهة ضغط الواقع العراقي او الضغوط الامريكية او لجهة ادراكها لاستحالة او استعصاء تطبيق مبدأ ولاية الفقيه الذي تم تطبيقه في الجارة الايرانية لاسباب شتى’خصوصا عند انطلاق الحركة الاصلاحية على يد الرئيس الايراني خاتمي والتي لم تدع مجالا للشك بأن الدولة الاسلامية ,وبعد مرور عديد من الاعوام على تأسيسها قد فقدت زخمها واصبحت بحاجة الى اعادة النظر في العديد من مرتكزاتها الفكرية لكي تستطيع ان تتصدى لاسئلة العصر التي لابد من مجابهتهاووضوح معارضة شريحة واسعة من المجتمع الايراني لمسلمات هذه الثورة ,اضافة الى ذلك فأن التجربة التي وجدت في كردستان العراق ,بعد انتفاضة اذار 1991,وتمتع الشعب الكردي في العراق باستقلال نسبي عن سلطة بغداد اتاح له ان ينهض بمهمة اقامة مشروعه القومي والذي اتاح من جهة اخرى وجود ارض امنة نوعا ما من سطوة النظام وتواجد الكثير من القوى والاحزاب العراقية على ارض كردستان قرب ربما من وجهات النظر وجعل اتجاهات واحزاب اسلامية كثيرةتقر لاول مرة بامور لم تكن تقرها سابقا لتعارضها,كما تدعي،مع منظومتها الفكرية,منها التداول السلمي للسلطة ودولة القانون والنظام الفدرالي للعراق.حيث عبر الكثير من قادة هذا التيار حينها عن توصلهم لقناعة بعدم امكانية حكم بلد متنوع في كل مكوناته من اثنية ودينية وطائفية كالعراق الا من خلال الديمقراطية وعدم مشروعية فرض اي جهة لتصوراتها واسلوبها في الحكم على الاخرين .......وقد كان ذاك في حينها مبعث ارتياح الكثيرين على فرض ان التفكير بهذه الطريقة سوف يجنب البلاد التي ترزح تحت الحكم الدكتاتوري والتي تأن، تحت الحصار الدولي الجائر الذي اكل الضرع والزرع و سوفتتفجر طاقاتها حين ازاحة الدكتاتورية نحو البناء والتعمير وتعويض العراقيين عما سببه لهم النظام الدكتاتوري من اذى والام بغية السير بالعراق الى الامام ,مجنبينه بذلك خلافات لاطاقة له به.
الا ان تجربة العمل مع هذه الاحزاب بعد سقوط النظام الدكتاتوري اظهرت عمل هذه الاحزاب بمبدأ التقية ’بدأ من محاولاتها فرض قانون 137 سيء الصيت ابان فترة حكم السيد عبد العزيز الحكيم في فترة مجلس الحكم وصولا الى استغلال اسم السيد السيستاني في الانتخابات التشريعية الاولى في العراق وانتهاءا بالعودة لمحاولة فرض دستور اسلامي على العراقيين كما تشير الى ذلك المسودة التي تم تسريبها للدستور العراقي واخيرا التصويت المباغت لالغاء قانون الانتخاب العراقي على اساس الدائرة الانتخابية الواحدة للعراق في الجمعية الوطنية والذي تم بطريقة اثارت استياء القوى الاخرى .كل هذه الوقائع تجعل المتابع يقر بحقيقة عودة هذه الاحزاب عن تعهداتها بالقبول بالديمقراطية كما زعمت في حينها لمقاصد في قلب يعقوب على مايبدو.
لقد اقرت جميع الاحزاب والقوى العراقية التي ناهضت النظام الدكتاتوري المقبور ,ومنها القوى الاسلامية، بان الديمقراطية هي العلاج الانسب,وليس السحري طبعا,لاجل مداواة الشعب العراقي من جراحه التي اثخنه بها النظام الصدامي المقبور,الذي سام شعبنا الويل طيلة فترة حكمه,والذي اورثه مشاكل على جميع الصعد-اقتصادية واجتماعية وثقافية_والتي تحتاج الى حشد جميع قوى ابناءه الخيرة ولآماد ليست قصيرة كي يتمكن من تجاوز اثار هذه الفترة المظلمة واللحاق بركب العالم الذي حال النظام الدكتاتوري وباساليبه المعروفة دون اللحاق والتواصل معها جاعلا من العراق قرية متخلفة معزولة,ان هذا الاقرار بالواقع جعل كل النخب العراقية تقر بان الديمقراطية عبر الياتها العديدة هي الكفيلة وبشروطموضوعية وبتوفر ظروف مؤاتية على خلق الفرص كي يتطور المجتمع العراقي ويلحق بركب الامم المتحضرة .فما الذي جرى كي ينكص قادة الاحزاب الاسلامية والمتأسلمون العراقيون عن هذه الرؤيا ويعيدونا الى الجدل العقيم حول الدولة الدينية من جديد.
ان الاسلام دين حنيف يدين به اغلبية الشعب العراقي,وهذا شيء لاخلاف عليه ولكن العمل على اقامة دولة دينية في العراق تحكمها الشريعة الاسلامية شيء اخرنفترض انه يتنافى تماما مع مبتغى انشاء الدولة الديمقراطية التي يتم فيها تداول السلطة بشكل سلمي ويحكمها القانون الذي يسري على الجميع بدون استثناء مهما كانت شخصياتهم الاعتبارية لان الدولة الديمقراطية تسري فيها قوانين وضعية تتماشى مع منطق التطور لااحكام شرعية يفسرها كل على هواه في بلاد فيها اكثر من طائفة ضمن الدين الاسلامي نفسه ما سيجعل الامر يفترض ان اصحاب مبدأ فقهي او طائفة معينة يفرضون تصورهم الشرعي على الاخرين وهذا ماينافي ابسط قواعد الديمقراطية التي تستدعي فيما تستدعيه موسسات راسخة لاسلطة عليها الا لسلطة القانون.
امر اخر اتحفتنا هذه القوى به وهو العمل على اعادة الاعتبار الى القانون 137 سيء الصيت والذي يعكس تمسكها به مدى عدم احترامها للارادة التي عملت على الغائه في حينها ,وهي ارادة لايستهان بها على اي حال ,وهذا في حد ذاته يعكس مدى احترام هذه القوى للرأي الاخر وانصياعها للديمقراطية من جهة ,ومن جهة ثانية يعكس نوعية رؤيتها لاطلاق طاقات مجتمع مجروح ليداوي جراحه عبر أسر نصف هذا المجتمع,والذي كان له الدور المجيد بأقرار الجميع ليس فقط بمقارعة الدكتاتورية,بل باستمرار القيم النبيلة التي افرزها المجتمع العراقي ’واعني هنا النساء العراقيات صاحبات الدور الجليل في تحمل اعباء الدكتاتوري والحصار الجائر الذي عانى منه العراقيون لسنوات طويلةواللاتي ينتظرن احقاق حقوقهن على ايدي النخب ا لجديدة ,لا ان يصار الى معاملتهن على كونهن ناقصات عقل ودين وجعل القوامة عليهن للرجال مهما على شأنهن ومهما قدمن ويقدمن لهذا الوطن.لقد اقر قانون ادارة الدولة للمرحلة الانتقالية على مساواة المرأة بالرجل ضمن رؤية واقعية معاصرة تستدعي ليس فقط انصاف المرأة بل انصاف المجتمع عبر اطلاق طاقات المرأة بشكل متكافيْ مع اخيها الرجل لبناء هذا الوطن الذي لايريد له البعض على مايبدو الا المرور بتجارب مرت بها شعوب اخرى وتجاوزتها معلنة انها من الماضي الذي لايعتد به.فلماذا تريدون ايها الاخوة ان تتجرع العراقيات نفس الكأس المرة تحت مسمى الاسلام
نعم ,ومع الاحترام الشديد للمعتقد الديني لاغلبية الشعب العراقي الا انه يجب الاقرار من جديد ان الدولة الدينية هي دولة تتنافى تماما مع الديمقراطية وان حرمان النساء من حقوقهن هو تناقض صارخ مع قيم الديمقراطية التي لايمكن تفصيلها على مقاسات رجعية لايتقبلها العصر تحت مسمى اسلمة الديمقراطيةاو جعلها تتأقلم مع واقعنا ,فاول مباديء الديمقراطية هي الحرية والمساواة
ولعل التذكير بما شهدته وتعيشه البصرة الفيحاء,تلك المدينة العراقية المتفتحةوثغر العراق الباسم ,على ايدي الاسلامويين الذين ساموا أهلها انواع الويل بحجة حماية مكارم الاخلاق على ايدي حراس الدين الحنيف_حتى قبل الاقرار بالعراق كجمهورية اسلامية - هو نموذج لما ينتظر العراقيين لو تمكن الاسلامويين من تمرير مشروع دستورهم.فهل نريد للعراق ان يكون على هذه الحال.
ان جميع القوى العراقية الحية مدعوة لتكثيف جهودها كي يبنى العراق الجديد على اسس ديمقراطية عبر اقرار دستور عصري يلبي طموحات شعبنا الذي عانى الامرين جراء ممارسات الدكتاتورية ونهجها القمعي,وهو ايضا وديعة اجيالنا القادمة في اعناقنا....فلنصنها.



#محمد_جميل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حين تصير القاعدة استثناءا
- حين تخلق الموسيقى حركة تضامن عالمي جديد
- العدالة الاجتماعية مطلب ملح لابد من تظمينه في الدستور
- مايوحد هو اوضح مما يفرق
- نحو لجنة تنسيق لقوى التيار الديمقراطي العراقي
- هل ستكرس المحاصصة الطائفية والقومية في العراق
- اعداء الحرية والديمقراطية يهاجمون مقرا للشيوعيين العراقيين
- لنتضامن ضد فارضي الحجاب على النساء العراقيات
- التيار الديمقراطي العراقي والتنسيق المطلوب


المزيد.....




- الأمم المتحدة ـ أكثر من مليون شخص يواجهون انعدام الأمن الغذا ...
- -القسام- توجه رسالة باللغتين العبرية والإنجليزية بـ-لسان حال ...
- مسؤول أميركي: المجاعة محتملة جدا في مناطق بغزة والممر البحري ...
- واشنطن تطالب بالتحقيق في إعدام إسرائيل مدنيين اثنين بغزة
- 60 مليون دولار إغاثة أميركية طارئة بعد انهيار جسر بالتيمور
- آلاف يتظاهرون في عدة محافظات بالأردن تضامنا مع غزة
- شيكاغو تخطط لنقل المهاجرين إلى ملاجئ أخرى وإعادة فتح مباني ا ...
- طاجيكستان.. اعتقال 9 مشبوهين في قضية هجوم -كروكوس- الإرهابي ...
- الأمم المتحدة تطالب بإيصال المساعدات برّاً لأكثر من مليون شخ ...
- -الأونروا- تعلن عن استشهاد 13750 طفلا في العدوان الصهيوني عل ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - محمد جميل - اسلمة الديمقراطية