أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعد محمد موسى - غفوة البساتين على ضفاف النهر














المزيد.....

غفوة البساتين على ضفاف النهر


سعد محمد موسى

الحوار المتمدن-العدد: 4523 - 2014 / 7 / 25 - 17:56
المحور: الادب والفن
    


غفوة البساتين على ضفاف النهر
سعد محمد موسى
في عام 1989 وأثناء خدمتي العسكرية في معسكر منصورية الجبل الكائن في محافظة ديالى كنت أحياناً أتحايل وبمشاركة الصديقين علي وهاشم ، باعذار شتى الى عريف فصيلنا، كي يسمح لنا بالنزول الى المدينة بعد التدريب الصباحي القاسي . وأحياناً حين تنفذ الاعذار كنا نتفق على الهروب من خلف أسوار المعسكر المحاط بالاسلاك الشائكة.
فيصطحبنا رفيقنا الجندي حميد والذي كان ينتظرنا في مرآب المخيم بسيارته ثم يأخذنا الى بستان العائلة الكبير في "مدينة دلي عباس" والتي لم تكن تبعد سوى بضعة كيلو مترات عن المعسكر وحين نعرج نحو البستان ننسى باننا كنا جنود فنعدو مثل الاطفال
بملابسنا الكاكية ونحن نتخيل ان البستان المكتظ باشجار البرتقال والرمان والتوت والنخيل لاتحده الاسوار ..فكان يبدو وكأنه فردوس يسبح في فضاء السكينة والسلام .
كنا نقطف الرمان والبرتقال ونعبئهما في كيس من الخش والذي كنا نتناوب على حمله الى مدينة ديلي عباس.
فنذهب لتناول الغداء وارتشاف الشاي والاستمتاع بلعبة الدومينو وسماع الموسيقى في احدى مقاهي تلك المدينة..
كانت مدينة دلي عباس محاطة بالبساتين وأناسها بسطاء.
لقد أثارني اسم تلك المدينة دلي عباس بعد أن أخبرني حميد ان اسم هذا المكان جاء على أثر حكاية عاشق يدعى عباس. بعد أن وقع بغرام فتاة من تلك القرية ولم يستطع الزواج منها بسبب عناد ورفض أهلها من تزويج ابنتهم للعاشق . فهام العاشق مجنوناً في تلك البساتين حتى مات كمداً وشوقاً فسميت حينها مدينة دلي عباس .
...
وبعد أن نغادر مدينة العاشق
نعود لنجلس على ضفاف نهر الخالص .. ونحن نتحدث عن الشعر والجمال ونستحم في مياه النهر العذب .. ونلتهم الرمان اللذيد ونقشر البرتقال بمتعة.
...
مرة بكى هاشم حين شق الرمانة اليانعة فتألقت حبيباتها العذراء الداكنة مثل الدمع فتذكر ياقوتة خاتم أمه العزيزة الذي كان يشبه لون حمرة الرمان النبيذي.
أما علي فكان شبقاً بتقشير البرتقال بشهوة سادية وكان يطلب منا ان يقشر جميع البرتقال المتبقي .. فهو كان يشعر بمتعة وهو يتخيل بانه ينتزع فساتين الصبايا ويعريهن حينما يقشر البرتقال ويغرز أظافره في أجسادهن.

وعندما يحل المساء نرجع الى
المعسكر .. ولم تكن تهمنا العقوبة من العريف في اليوم الاخر .. قدر ماكانت تهمنا استعادة جماليات الطفولة والبساتين والنهر وشيئاً من الحرية !!
وفي هذا المساء الذي أعاد صدى الذاكرة . مثلما كان المساء الاخير الذي أعاد خطوات الجندي المشاكس الى معسكره .. كنت أتسائل وانا في أخر الكرة الارضية .. ماهي أخبار بستان الصديق حميد في ديالى وماهي اخبار الاصدقاء .. وماذا عن نهر الخالص وهل مازالت مياهه عذبة !!!؟؟؟



#سعد_محمد_موسى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ليس للفقراء وطن
- محاصصة في وجه وطن
- مرثية الموت في الارض الحرام
- عاشق دهشة الطين
- يرحل العابرون ويبقى العراق
- الاغنية الاخيرة لحارس النواعير
- رثاء لجراح المدن المكابرة
- ينابيع المحبة والسلام
- الصبي المسحور
- مقهى أبو سعد
- عزلة الراهب كياتسو
- أعياد ملونة من أقاصي الذاكرة
- رقصة الفراشة في شرنقة النار
- أمنيات النسيان فوق رصيف ذاكرة
- وليمة الظل
- الحرب وزمن السفلة
- الجدة علاّهن
- حكايات الرمل والنمل
- مذكرات الانتفاضة والمنفى
- الفنان سعد محمد موسى وريث الحضارة السومرية


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعد محمد موسى - غفوة البساتين على ضفاف النهر