أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ياسورين الداوود - ليس في الجنة ما يغري !














المزيد.....

ليس في الجنة ما يغري !


ياسورين الداوود

الحوار المتمدن-العدد: 4523 - 2014 / 7 / 25 - 09:46
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


عندما نتأمل اوصاف الجنة القرآنية نجدها فصلت حسب رغبات وشهوات امة صحراوية ولا تناسب ابدا حاجات ومقتضيات عصرنا الحاضر او اية امة لا تسكن الصحراء.
فمثلا عند حديث القران عن نخيل واعناب وجنة خضراء فانه بهذا يدغدغ مشاعر قوم كانت بيئتهم صحراء وسماء لا اكثر وذكر ذلك صراحة بقوله " بواد غير ذي زرع"، بالتالي عند سماعهم لهكذا اوصاف مغرية فلا شك انها تكون ذات وقع عليهم. اما بالنسبة للأوربي او حتى من سكن العراق والشام ومصر- وهي امصار عرفت بزرعها وانهارها وخضرتها- فلا اعتقد انها تغريهم البتة.
وقد تجد اليوم في بعض بيوتنا من زرع الأشجار والنخيل حتى غدت جنة مصغرة. وفي البصرة – جنوب العراق- هناك منطقة تسمى الجنينة – تصغير جنة - لفرط جمالها.
كما يذكر القران صفة أخرى وهي وجود انهار العسل واللبن والخمر، وخير من عارض ذلك هو ابن الرواندي بقوله " قال في وصف الجنة وهو الحليب ولا يكاد يشتهيه إلا الجائع وذكر العسل ولا يطيب صرفا، والزنجبيل وليس من لذيذ الا شربه والسندس يفرش ولا يلبس، وكذلك الإستبرق، وهو الغليظ من الديباج. و من تخايل أنه في الجنة، يلبس هذا الغليظ و يشرب الحليب و الزنجبيل صار كعروس الأكراد أو النبط " ولي صديق يملك خلايا للنحل في منزله ويأخذ العسل منه كذلك ولكنه لا يأكله بسبب تشبعه منه ! وعموما مهما كان نوع الشراب او الطعام الذي تجده في الجنة فانه سيمل ولو بعد حين، وقديما قالوا "من كان همه ما يدخل بطنه فقيمته ما يخرج منها "!
اما اهم ما اغرى به القران المسلمين الأوائل فهو حور العين، والأحاديث التي حددت عددهن باثنين وسبعين حورية، يقول سفيان الثوري :" أنه سطع نور في الجنة لم يبق موضع في الجنة إلا دخل فيه من ذلك النور فنظروا فوجدوا ذلك النور من حوراء ضحكت في وجه زوجها" !! وحتى لو فرضنا صحة ذلك فالجنس رغبة عابرة وتمل يوما ما ولا شك. كنا شبابا عزابا قبل زواجنا ونتحدث بإفراط عما سنفعله ليلة زواجنا وعن عنترياتنا ان تزوجنا! فلما حدث ذلك كانت رغبتنا المفرطة قد زالت بعد سنة على الأكثر. فما بالك بمن سيقضي دهرا في الجنة الى جانب عشرات الحوريات! أي ملل واية حيوانية!
اما من يبرر ذلك بفكرة ان الحورية تعود عذراء بعد افتراعها فأقول له هنيئا لك عقلك المريض! يقول ابن عباس : "أن معنى الآية {إن أصحاب الجنة اليوم في شغل فاكهون } الشغل هو افتضاض الإبكار فإذا قام عنها رجع مطهرة بكر" !!!

وهناك مواصفات أخرى من السخافة ذكرها مثل ان بيوت الجنة غرف فوق غرف! او ان انية أهل الجنة التي يأكلون ويشربون فيها، هي صحاف وأكواب وكؤوس!! وحتى في الجنة ما غاب المحيط البدوي عن ذهن كاتب الآيات فذكر القرآن أن لأهل الجنة خياماً (حور مقصورات في الخيام ( !!
وهنا نسأل كيف كان من الممكن ان يحسن الله جنته؟ برأيي الشخصي فان العمل هو أبرز ما يغيب عن الجنة، اذ لا قيمة للحياة بلا عمل رغم كل شكوانا وتذمرنا وكسلنا الصباحي عند الاستيقاظ استعداد لبدء يوم صباحي جديد! وهناك حكمة مأثورة "إن النفوس لتتعب من الراحة فأريحوها بالعمل". ولكن مع ذلك تخلو الجنة من قيمة العمل العظيمة.
كما خلت آيات وصف الجنة من الحديث عن المعرفة والكتب والثقافة، وقد يبرر البعض ذلك بانها تضم ما تشتهيه الانفس ولكن ما يثير التساؤل هو لماذا فصل القران في وصف الحور والانهر والملذات بينما لم يذكر العلم والمعرفة ولو بكلمة ومكانتها في الجنة؟ والسبب معروف هو ان القران يخاطب اناسا همهم شهوتهم وبطونهم لا عقولهم!
وأحد معارفي طالب في قسم علوم الكيمياء يقول بانه لا يتخيل الجنة دون مختبر كيمياوي! وهو محق في ذلك ورايه يعبر عن عقلية القرن الحادي والعشرين لا عقلية القرن السابع.
ومن اهم ما يغيب عن الجنة الهدف من الحياة، فلا فائدة من حياة ابدية لا عمل مجد فيها ولا امل ولا طموح ولا هدف، فان مما يضيف اثارة وطعما لحياتنا هو وجود هدف نسعى لتحقيقه فقد ندرس ونجتهد في اعمالنا ونتعب ونشقى من اجل هدف ما.. ولكن الى م يهدف ساكن الجنة؟! لا شيء! فحياته فارغة مكررة مملة لا هم فيها الا ارضاء الشهوات والرغبات.
بالتالي فمن وجهة نظري – ولا اقول هذا لاني يائس من دخول الجنة باعتباري تارك للطقوس الدينية ! – فان الجنة ليست بذلك المكان الذي يمثل اليوتوبيا او الفردوس المفقود ولا اطمح اليه البتة، وهناك الكثير من المدن على ارضنا هذه افضل منها الف مرة وتستحق ان نعيش فيها دون ان نفكر بمرتع الملذات الاسطوري المسمى "الجنة" !!



#ياسورين_الداوود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مجلة الحوار المتمدن
- الدفاع عن الانسان ام الدفاع عن المقدسات؟!
- النوم عبادة.. أم العمل عبادة؟!
- الأثر السيء لغسيل الدماغ الديني!
- افكار خرافية تسمعها من حاملي شهادات عليا!
- هوامش حول مشروع تقسيم العراق لأقاليم
- ستبقى الطائفية في العراق طالما..
- الحياة بلا اصنام !
- مناسبات دينية خرافية !


المزيد.....




- صلاة الجمعة الثالثة من شهر رمضان.. الاحتلال يعيق وصول المواط ...
- السعودية.. الأمن العام يوجه دعوة للمواطنين والمقيمين بشأن ال ...
- صلاة راهبة مسيحية في لبنان من أجل مقاتلي حزب الله تٌثير ضجة ...
- الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول فيديو إمام مسجد يتفحّص هاتفه ...
- كيف يؤثر التهديد الإرهابي المتزايد لتنظيم الدولة الإسلامية ع ...
- دولة إسلامية تفتتح مسجدا للمتحولين جنسيا
- فيديو البابا فرانسيس يغسل أقدام سيدات فقط ويكسر تقاليد طقوس ...
- السريان-الأرثوذكس ـ طائفة تتعبد بـ-لغة المسيح- في ألمانيا!
- قائد الثورة الإسلامية يؤكد انتصار المقاومة وشعب غزة، والمقاو ...
- سلي عيالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على النايل سات ولا يفو ...


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ياسورين الداوود - ليس في الجنة ما يغري !