أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فؤاد قنديل - السماء تبدع الشعر أحيانا














المزيد.....

السماء تبدع الشعر أحيانا


فؤاد قنديل

الحوار المتمدن-العدد: 4521 - 2014 / 7 / 23 - 16:26
المحور: الادب والفن
    





قصة
رأيتها طائرة بين الحمام الأبيض . تسبح في الفضاء بنعومة كسمكة في الماء
ترتدي غلالات بيضاء من قطن شفيف
يتراقص ذراعاها إلى جوارها كجناحين سعيدين بالسماء الصافية والفضاء الخالي
جسدها المتكور يطول ويقصر كلما شرب من النور
لازالت تحلق في انسجام بين الحمام الأبيض
لا يدل على أنها ليست حمامة إلا خصلات شعرها الطويل
تلهو به النسائم .. ترفعه وتخفضه
كلما تحركت كتبت شيئا على صفحة السماء بلغة الموسيقى والبراءة
منذ الطفولة اجتذبتنى هواية التصوير.. افتتحت منذ سنوات محلا أدلل فيه البشر من خلال الصورة
أصور الطبيعة لهوايتى والاستديو لأكل العيش
تركت المحل وحيدا وانطلقت وراء الحمائم وبينها الغندورة
تمايلت وتهادت ومثلها فعلت رفيقاتها فتشكلت زفة لعروس
صبية فاتنة ووديعة مثل حلم .... عاشقة حديث العهد
اجتذبت إليها العصافير والعنادل والصقور ثم النسور والغربان
أبدت جميعها دهشتها من حمامة كبيرة
الحمامة المميزة جميلة وبلا مخالب
خفق قلبي خوفا عليها
لا أرتاح للغة العقبان والغربان ..
كيف أناديها وأدعوها للهبوط
مهما تساميت .. مكانك الأرض
مهما رق شعورك أو رُمت الابتعاد عن غلاظة البشر فحياتك نهر صغير يجري بين الحقول والجسور والجبال و البيوت
زاد إشفاقي عليها وأنا أرى القطط والكلاب تتطلع إليها بتحفز
وتبعتها الذئاب والقرود والثعالب
غير مستبعد أن تبحث تلك الحيوانات عن سبيل للصعود إليها
يستحيل السكوت الآن بعد أن تجمع الصيادون
شرعوا يعدون بنادقهم ليصوبوها نحو الصبية البريئة
عودي ..أرجوك اهبطي ..أنت على وشك الموت
أسرعت أمنع الصيادين
طويت لساني بأصبعي السبابة والبنصر وأطلقت زفيرا قويا فدوت صفارة حادة
لم يتغير المشهد الذي يعيش لحظات هانئة
قبل العاصفة الدامية
عدت أصفر بكل قلبي مرات متتالية
أخيرا .. تحرك موكب الطيور.. الحمامة الأرضية الكبيرة في الوسط
دعوت الله أن يحفظها حتى نلتقي
ابتعدت الطيور .. سرت باتجاهها
جريت وجريت .. تعبت وتعثرت ، لكني واصلت
رأيت موكب الطيور يحط على قمة جبل
أسرعت أتسلقه
الجبل الصخري يمزق كفيّ وركبتيّ
بلغت القمة .. السرب كله أمامي
الحمامة الكبيرة تبدو في حجم حصان صغير .. كيف تصورت إنها صبية ؟
لم أكن أحلم .. ربما كانت إوزة كبيرة .. الأرجح أنها بجعة
دنوت .. فزعت الطيور وحلقت عاليا
هل كانت مجهدة أم تنتظرني ؟
عانقت البجعة فاستسلمت .. يبلغ منقارها كتفي ..من الذي يمكن أن يصورنا الآن ؟
حملتها فلم تقاوم.. هبطت الجبل
دهشت لأنها سبقتني إلى البيت عندما وصلنا أول الشارع ..دخلت كل الغرف
اتجهت دون معاونة إلى الحديقة الخلفية الصغيرة وأقبلت تشرب من حوض الماء
التقطت بعض أوراق النعناع والريحان
تأملتها طويلا .. السماء تبدع الشعر أحيانا
أصبحت رفيقتي الدائمة حتى في السرير.. نعد الطعام معا ونشاهد التليفزيون
نخرج معا ونجلس على المقهى
في الصباح توقظني وتسبقني إلى السيارة لنتنزه
تعلمت القيام ببعض الأعمال في الاستديو ..الزوار يداعبنها ويطلبون أحيانا أن تشاركهم الصور
أنهت عصر الوحدة
الباعة في الطريق يحيونها وتحييهم ويناولونها الخُضَر والأسماك الصغيرة
اكتفيت بها عن كل أنيس .
لاحظت أنها تترك الاستديو وتبقي في محل درية الكوافيرة على الناصية .. تطيل البقاء هناك
استعدتها عدة مرات .. جاءتنى مرة ومعها كلب صغير مثلها أبيض وفي رقبته فيونكة حمراء
دعته للدخول
توجست في البداية لكنى تمنيت أن تبقى معى لنهاية العمر.



#فؤاد_قنديل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غلطة عمرك يا باشا
- رحلتى مع الكتابة
- رمضان في عيون الغرب
- ابتسامات ..أول ضابطة عربية
- ماذا يريد الرئيس من الشعب ؟
- أغبياء .. من يكرهونها
- لماذا أكتب ؟
- ماذا نريد من السيسي ؟
- قلبى حمامة شقها سكين
- هل حقا هناك احتلال إسلامي وشيك لأوروبا؟
- هل طرد عبد الناصر اليهود من مصر ؟
- أحزان شجرة البرقوق
- رجال ضد الإنسانية - أبو حمزة المصري
- الكتابة .. زوجتى الحقيقية
- ملامح المشهد الثقافي في مصر الواقع والمأمول
- وقائع موت معلن - لرجل عجوز جدا بجناحين عظيمين - بعد أن عاش ط ...
- سقطة فادحة لتشومسكى أهم مثقفي العالم
- الفكرة المدهشة والنص البديع رواية- حُسن الختام - نموذجا
- رصاصات قليلة تمنع كوارث كثيرة
- الحدأة ابتلعت سحابة


المزيد.....




- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...
- عبر -المنتدى-.. جمال سليمان مشتاق للدراما السورية ويكشف عمّا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فؤاد قنديل - السماء تبدع الشعر أحيانا