أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جدعون ليفي - يمكن أن نفهم حماس














المزيد.....

يمكن أن نفهم حماس


جدعون ليفي

الحوار المتمدن-العدد: 4521 - 2014 / 7 / 23 - 09:03
المحور: القضية الفلسطينية
    


وبعد أن قلنا كل شيء عن حماس: أنها أصولية؛ وغير ديمقراطية؛ وقاسية، وإنها لا تعترف باسرائيل؛ وإنها تطلق النار على سكان مدنيين؛ وإنها تخبيء الاسلحة في المدارس والمستشفيات؛ وإنها لم تعمل على حماية سكان غزة – بعد أن قلنا كل ذلك وبحق، يحسن أن نقف لحظة وأن نصغي اليها ايضا؛ ويجوز ايضا أن نقف أنفسنا مكانها بل أن نحترم جرأتها وقدرتها على الصمود في ظروف قاسية.
لكن اسرائيل تفضل أن تسد مسامعها عن مطالب الطرف الآخر حتى حينما تكون عادلة وقد تتسق ومصلحتها هي نفسها البعيدة الأمد. وهي تفضل أن تضربها بلا رحمة وبلا غاية سوى الانتقام. ويبرز الامر هذه المرة بصورة خاصة، فاسرائيل تقول إنها لا تريد أن تسقط حماس – فهي تدرك ايضا أن البديل عنها يشبه الصومال على أبوابها – لكنها غير مستعدة ايضا للاصغاء الى مطالبها. فهل كلهم "حيوانات بشرية"؟ لنفرض ذلك، لكنهم هناك كي يبقوا، من وجهة نظر اسرائيل ايضا، فلماذا لا نصغي اذا؟
نشر في الاسبوع الماضي عشرة شروط من قبل حماس والجهاد الاسلامي لوقف اطلاق النار مدة عشر سنين. ويحل أن نشك في أن تكون هذه مطالب المنظمتين، لكن يمكن أن تكون أساسا عادلا لتفاوض بل ربما لاتفاق لأنه لا يوجد فيها حتى شرط داحض واحد.
تطلب حماس والجهاد الحرية لغزة. فهل يوجد مطلب مفهوم أكثر من هذا وأعدل منه؟ لا سبيل لانهاء دائرة القتل الحالية دون جولة اخرى بعد بضعة اشهر، من غير استجابة له. ولن تفضي أية عملية عسكرية جوية أو بحرية أو برية الى حل؛ ويمكن أن يضمن تغيير توجه أساسي فقط نحو غزة ما يريده الجميع وهو الهدوء.
إقرأوا قائمة الشروط واحكموا بالقسط هل فيها طلب واحد غير عادل وهي: انسحاب قوات الجيش الاسرائيلي والسماح للمزارعين بفلاحة اراضيهم حتى السياج الحدودي؛ والافراج عن كل سجناء صفقة شاليط الذين أُعيد اعتقالهم؛ ووقف الحصار وفتح المعابر؛ وفتح ميناء ومطار بادارة الامم المتحدة؛ وتوسيع منطقة صيد السمك؛ ورقابة دولية على معبر رفح؛ والتزام اسرائيل بهدنة لعشر سنين واغلاق المجال الجوي لغزة أمام حركة طائراتها؛ والسماح لسكان غزة بزيارة القدس للصلاة في الأقصى؛ والتزام اسرائيل بألا تتدخل في السياسة الفلسطينية الداخلية وحكومة الوحدة؛ وفتح المنطقة الصناعية في غزة.
إن الشروط مدنية لكن وسائل احرازها عسكرية وعنيفة وآثمة. لكن الحقيقة (المُرة) هي أنه حينما لا تطلق غزة صواريخ على اسرائيل لا يهتم أحد بمصيرها. وانظروا في مصير الزعيم الفلسطيني الذي ضاق ذرعا بالعنف، فقد فعلت اسرائيل كل شيء لتدمر محمود عباس، فما هو الاستنتاج اليائس؟ بالقوة فقط.
إن الحرب الحالية هي حرب لا اختيار فيها وإن كان الاختيار كان موجودا. صحيح أنه وجب على اسرائيل أن ترد بعد أن بدأت حماس اطلاق الصواريخ، لكن الصواريخ لم تسقط من السماء ومن العدم بخلاف ما تحاول الدعاية الاسرائيلية الترويج له. عودوا بضعة أشهر الى الوراء، الى وقف اسرائيل للتفاوض والى الحرب التي شنتها على حماس في الضفة على إثر قتل طلاب المعهد الديني الثلاثة والذي يُشك في أن تكون حماس دبرته، وشمل ذلك اعتقالا عبثيا لنحو من 500 من نشطائها؛ ووقف تحويل رواتب عمال حماس في غزة ومعارضة اسرائيل لحكومة الوحدة التي كان يمكن أن تُدخل المنظمة في الدائرة السياسية. ومن اعتقد أن كل ذلك سيمر بهدوء كان مصابا بالغرور والوداعة والعمى.
يُسفك الدم الآن بمقادير مخيفة في غزة – وفي اسرائيل ايضا لكن بقدر أقل، وهو يُسفك عبثا. إن حماس تضربها اسرائيل وتذلها مصر، والاحتمال الوحيد للافضاء الى حل حقيقي هو الطريق العكسي تماما للذي تسير فيه اسرائيل. هل سيكون ميناء في غزة لتصدير توتها الارضي الممتاز؟ يبدو هذا من وجهة نظر اسرائيلية مثل الكفر في الأساس، وهنا يفضلون مرة اخرى الدم (الفلسطيني) على التوت (الفلسطيني).



("هآرتس")



#جدعون_ليفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السيئون للطيران(*)
- المرحلة القبيحة
- يوم ميلاد بيرس التسعين: احتفال مليء بالكذب والتضليل والخداع
- انقضى زمان القصف
- رسالة رد من -مساعد ارهاب-
- حقيبة اكاذيب الجيش الاسرائيلي
- اسرائيل 2011: ليس من الشرعي الدفاع عن حقوق الانسان
- دولة ال لا - لا
- إزاء هذه العنصرية كلها
- استفتاء شعبي غير أخلاقي
- من هو الضحية الحقيقي
- جُبْن صفدي عفِن
- زمن فك الارتباط
- أيها العرب انصرفوا
- يحل لنا فقط
- في الطريق اليك؟
- الفزاعة
- نتنياهو أعمى يقود طائفة من العميان
- الديمقراطية الوحيدة
- لو كنت عنات كام


المزيد.....




- مكالمة هاتفية حدثت خلال لقاء محمد بن سلمان والسيناتور غراهام ...
- السعودية توقف المالكي لتحرشه بمواطن في مكة وتشهّر باسمه كامل ...
- دراسة: كل ذكرى جديدة نكوّنها تسبب ضررا لخلايا أدمغتنا
- كلب آلي أمريكي مزود بقاذف لهب (فيديو)
- -شياطين الغبار- تثير الفزع في المدينة المنورة (فيديو)
- مصادر فرنسية تكشف عن صفقة أسلحة لتجهيز عدد من الكتائب في الج ...
- ضابط استخبارات سابق يكشف عن آثار تورط فرنسي في معارك ماريوبو ...
- بولندا تنوي إعادة الأوكرانيين المتهربين من الخدمة العسكرية إ ...
- سوية الاستقبال في الولايات المتحدة لا تناسب أردوغان
- الغرب يثير هستيريا عسكرية ونووية


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جدعون ليفي - يمكن أن نفهم حماس