أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ناجح شاهين - المقاومة الفلسطينية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا















المزيد.....

المقاومة الفلسطينية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا


ناجح شاهين

الحوار المتمدن-العدد: 4520 - 2014 / 7 / 22 - 11:46
المحور: القضية الفلسطينية
    



قالت المقاومة نصف كلمتها. قالتها بالدم والشجاعة والفداء، مثلما قالتها بالذكاء والإبداع والدهاء. وليس من داع فيما نحسب لتقريظ المقاومة، فحالة النشوة المنفلتة من كل عقال التي اجتاحت الجمهور الفلسطيني في اليومين السابقين تعبير كاف وشاف عن التقدير العارم للمعجزات التي اجترحتها المقاومة. ليس من داع للتذكير بحرب 1967 ولا حرب 1982 ولا أي حرب بين دول منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وبين دولة "إسرائيل". يمكن فقط مقارنة هذه الجولة بجولات حزب الله، وخصوصاً جولة العام 2006. ولا بد أن قادة إسرائيل يعيشون كابوساً لا صدمة، فقد كانوا يعانون من "بلوة" واحدة وها هم يعانون من اثنتين أو ثلاثة إذا اعتبرنا أن القسام بلوة بمفردها وسرايا القدس بلوة أخرى.
على الرغم من ذلك يجب أن يكون المواطن الذي ظل عربياً حتى اللحظة حذراً إلى أبعد الحدود. وذلك لأن المقاومة تحتاج إلى عمق مهما عظمت تضحياتها وإبداعاتها. وعلينا أن نتذكر العمق الصيني والسوفييتي للمقاومة الفيتنامية أو العمق المصري للثورة الجزائرية. اليوم يوجد جيران يتنافسون فيما بينهم ويتآمرون عليك. ولعل المقاومة أو بعضاً من قياداتها يتيهون في دهاليز الدول المتحاربة فيما بينها والمتفقة على الولاء للسيد الأمريكي. ولذلك مثلاً يتم إنكار الدور الذي أدته قوى سوريا وحزب الله وإيران ألف مرة قبل صياح الديك.
يمكن جوهر الأزمة الراهنة في هذه المنطقة في تحولها إلى منطقة "الشرق الأوسط وشمال أفريقيا". للأسف نجد أن قناة إعلامية مهمة ومؤثرة مثل الميادين تمرر شريطاً في أسفل الشاشة يتحدث عن التقاط البث في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا على الرغم من أن المقصود بالطبع هو البلاد العربية لا أكثر ولا أقل. فما هي صورة الأوضاع في هذه المنطقة؟
بعض أهل المنطقة مثل قناة م.بي.سي يعرضون علينا "نجماً" فلسطينياً ربح النجومية باليانصيب الخيري لتلك القناة بالذات اسمه محمد عساف يطالب الناس بالتبرع لأهل غزة، كأن المشكلة مشكلة تبرعات. يعرف الجميع أن المال حتى إن توافر لا يجد طريقه إلى غزة المحاصرة. لكن عساف لا ينسى –أو لا ينسى من كتب له الإعلان- أن يدعونا للصلاة من أجل غزة. يا إلهي كم شدهت من تلك الجملة، إذ لا يوجد في ثقافتنا فكرة الصلاة من أجل المعذبين، هذه فكرة غربية يمارسها البابا والكنيسة الكاثوليكية عموماً. في بلادنا حتى عندما نتحدث عن دعم "ديني" نقول شيئاً من قبيل "ادعوا لإخوانكم في غزة." لكن هذا ما يميز منطقة الشرق الأوسط في مرحلة استدخال القيم والثقافة القادمة من شمال العالم. غزة ليست في حاجة إلى ذلك، إنها في أمس الحاجة إلى اصفاف شعبي واسع يهدد الأنظمة الكولونيالية التابعة للاستعمار ويجبرها على التخلي عن دور الوسيط والمتآمر والتظاهر على الأقل بدعم مشروع المقاومة.
هل تعد مصر في منطقة الشرق الأوسط أم شمال أفريقيا؟ نطرح هذا السؤال بجدية وإن يكن بحزن: لسنا قادرين بالفعل على تصنيف هذه الدولة التي مثلت في الماضي القريب والبعيد على مفترقات التاريخ الحاسمة قلب الأمة ومركز إدارة الصراع بالنيابة عن الأمة وباسمها. اليوم هذا البلد الذي لا نعرف أين يقع في التصنيف الجيوسياسي المقترح من قبل كونداليزا رايس يقوم بدور الوسيط المتواطئ مع دولة الكيان الصهيوني. يحاول أن يسرق بطولة المقاومة وذكائها وأن يحقق لإسرائيل بالمفاوضات ما تعجز قوات النخبة لديها في تحقيقه. ويتسابق أركان النظام المصري وخبرائه وألويته وعمدائه في توضيح أنهم لن يسمحوا لحماس بتهديد مصر –احتلالها؟- وكذلك يحملونها مسؤولية الحرب التي لسوء حظهم إنما شنتها إسرائيل على غزة وعلى حماس والمقاومة كلها. لكن لا بأس فالموقف المصري مثل الموقف الإسرائيلي تماماً، يتطابق معه في أن حماس هي التي تتسبب في قتل المدنيين الفلسطينيين. بالمناسبة إسرائيل أكثر إنصافاً لأنها تذكر في السياق ذاته الجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية وآخرين.
على الرغم من ذلك لا تستطيع المقاومة –ولا يمكن لأحد أن يتوقع منها خلاف ذلك- إلا أن تحاول أن تقنع قيادة السيسي بموقف أكثر توازناً. وذلك تجدها تعلن أنها لا تنحاز إلى معسكر ضد معسكر: كانت حماس بحكم انتمائها لحركة الإخوان المسلمين قد "اشترت" الربيع العربي بعجره وبجره. وكانت قطر التي تضم القاعدة الأضخم لأمريكا في العالم، مثلما تضم الجزيرة، وحقول الغاز العملاقة، ويوسف القرضاوي، وعزمي بشارة تعد نفسها بقيادة المشروع الإقليمي من بوابة الإخوان المسلمين وبمباركة أمريكية. نحزر أن الشهيد الرنتيسي ما كان سيبتلع هذا الطعم ولكن خالد مشعل ركب الموجة وانضم إلى حرب "سنية" ضد الإخوة الشيعة والعلويين والعلمانيين والكفار في سوريا ولبنان –حزب الله- وإيران. وهكذا استبدل تبر المقاومة بتراب المشيخات النفطية ذي الرائحة الأمريكية التي لا تخطئها الأنوف.
في الشرق الأوسط نزاع بين دويلات تتسابق من أجل رضا إسرائيل والولايات المتحدة قبل رضا الله والوالدين. وكل منها يحاول أن يثبت للسيد الأسمر في واشنطون أن مشروعه هو الأقدر على تحقيق الاستقرار للهيمنة الأمريكية في المنطقة. والسيد في واشنطون راض عن الفريقين ويدعمهما معاً، وينتظر نتيجة المسابقة على الأرض. لا مشكلة لدى السيد في استعادة الشرق الأوسط التقليدي ذاته بزعامة السعودية ومصر والإمارات، ولا ضير عنده في تغيير هذا الشرق القديم بشرق جديد تقوده قطر ممتطية حصان الإخوان المسلمين حيثما أمكن ذلك. لا مشروع ثوري من أي نوع لدى قطر أو خصومها، بل لا مشروع يعاند المصلحة الأمريكية أو الإسرائيلية. والمشروع الوحيد المزعج للأمريكان هنا هو مشروع يسميه أهل السنة مشروعاً فارسياً أو شيعياً. وهو مشروع يعتمد على نموذج فذ في المقاومة طوره حزب الله بمساعدة إيرانية وسورية وها هو يؤتي أكله اليوم في فلسطين.
ليس أمام المقاومة الفلسطينية إلا اتجاه واحد لتعميق تجربة حرب العصابات الرائعة والسير بها نحو مراكمة المزيد من الإنجازات السياسية والعسكرية، وذلك هو الاصطفاف في معسكر المقاومة، أما اللعب على الحبال بين معسكرين صديقين للاستعمار الأمريكي و"الإسرائيلي" فلن يقود إلا إلى إجهاض الحمل الثوري، وهدر المكاسب الهامة جداً التي حققتها الكتائب المقاتلة في الميدان. ولا بد أن الوضوح في النهج السياسي سوف يساعد الجمهور في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا على تحديد اتجاه البوصلة، ولا مناص هنا من الإقرار أن ثورات "الشتاء" العربي الأمريكية قد خلطت الحابل بالنابل في ذهن المواطن العربي في كل مكان. ولا بد أن تخلي قوى مثل حماس عن حركة المقاومة في لبنان، وحلفائها وانحيازها إلى معسكر أعدائها المدعومين من قبل قوى الاستعمار الكوني قد ساهم في تشويش الرؤية. لكن الساعة قد أزفت لكي تستعيد المقاومة الفلسطينية قدرتها على قراءة حركة التاريخ بعيداً عن خلافة داعش وخلافة أردوغان على حد سواء. وذلك ما يسهم في استعادة الحلم "ببنيان عربي مرصوص" يؤسس لاستقلال فلسطين والوطن العربي كله.



#ناجح_شاهين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غزة وشلال الدم واحتفالات التوجيهي
- غزة تتعمد بالدم في زمن مجاهدي داعش ومقاتلي التنمية
- المنظمات غير الحكومية في ديجور الفساد والبيروقراطية وعدم الف ...
- يحبونني موافقاً، يكرهونني معارضاً: من سمات الشخصية العربية ف ...
- إسرائيل رئيساً للجنة الدولية لتصفية الاستعمار صدق أو لا تصدق
- سيكولوجية المثليين والاقتصاد السياسي
- حول السلعة الميتة والإنسان الحي
- المخازي الأساس في الانتخابات السورية
- عزمي بشارة والانتخابات السورية والمصرية أو في حكمة الديمقراط ...
- فنون قتل الذكاء والإبداع في النشاطات الترفيهية المدرسية
- -متى ستقتلني؟- تسأل الفتاة خطيبها
- السيسي: إعادة إنتاج النظام
- استبدال الحمار/البغل بالسيارة
- اللغة الإنجليزية ومرجعيات العولمة
- قمر على رام الله، ودم على بيرزيت
- عداد الدفع المسبق، وخصخصة المياه، ووحشية رأس المال الفلسطيني
- خطاب رئيس الوزراء الكندي أمام الكنيست
- الهنود الفلسطينيون
- عزمي بشارة وألعابه الأيديولوجية
- خطة فرنسية لمساعدة المنظمات الأهلية الفلسطينية في تحرير فلسط ...


المزيد.....




- الرد الإسرائيلي على إيران: غانتس وغالانت... من هم أعضاء مجلس ...
- بعد الأمطار الغزيرة في الإمارات.. وسيم يوسف يرد على -أهل الح ...
- لحظة الهجوم الإسرائيلي داخل إيران.. فيديو يظهر ما حدث قرب قا ...
- ما حجم الأضرار في قاعدة جوية بإيران استهدفها هجوم إسرائيلي م ...
- باحث إسرائيلي: تل أبيب حاولت شن هجوم كبير على إيران لكنها فش ...
- ستولتنبيرغ: دول الناتو وافقت على تزويد أوكرانيا بالمزيد من أ ...
- أوربان يحذر الاتحاد الأوروبي من لعب بالنار قد يقود أوروبا إل ...
- فضيحة صحية في بريطانيا: استخدام أطفال كـ-فئران تجارب- عبر تع ...
- ماذا نعرف عن منشأة نطنز النووية التي أكد مسؤولون إيرانيون سل ...
- المخابرات الأمريكية: أوكرانيا قد تخسر الحرب بحلول نهاية عام ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ناجح شاهين - المقاومة الفلسطينية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا