أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ابن الزهراء ابن الزهراء محمد محمد فكاك - بهذا المعنى تبقى المقاومة المغربية الديمقراطية الثورية هي البديل عن القيادات االبرجوازية التي بتخاذلها صعدت القوى الفاشية الارهابية للاخوان لحزب بنكيران الظلامي ،وحتى لا يضيع المغرب مغرب عبد الكريم الخطابي وسط الخضوع والاستسلام والهزيمة















المزيد.....



بهذا المعنى تبقى المقاومة المغربية الديمقراطية الثورية هي البديل عن القيادات االبرجوازية التي بتخاذلها صعدت القوى الفاشية الارهابية للاخوان لحزب بنكيران الظلامي ،وحتى لا يضيع المغرب مغرب عبد الكريم الخطابي وسط الخضوع والاستسلام والهزيمة


ابن الزهراء ابن الزهراء محمد محمد فكاك

الحوار المتمدن-العدد: 4519 - 2014 / 7 / 21 - 22:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


خريبكة لينينغراد-الجمهورية البروليتارية الشعبية الاشتراكية الثورية الماركسية اللينينية- في 21/07/2014
" في الرد النقدي العلمي على ما جاء في أطروحات ومواقف ورؤى الرفيق عبد الله الحريف إزاء مكونات اليسار المغربي.
ابن الزهراء الزهراء محمد محمد بن عبد المعطي بن الصالح بن الحسن بن الطاهر فكاك.
لقد كان طبيعيا للغاية أن لا يرتفع الرفيق عبد الله الحريف إلى مستوى البحث من خلال تحليلاته ومعالجاته عن مشروع رؤية جديدة كمناضل ماركسي لينين جبهوي طليعي وسياسي ثوري،لكنه للأسف ظل يراوح مكانه ،ويتلقف بلهفة شديدة عن التبرات الواهية لتكريس خط النهج الديمقراطي وانحرافاته عن مسارات الجبهة الروليتارية والثورة الشعبية والتذرع بالماركسية بعد إفراغها من محتواياتها وجوهرها المادي الدياليكتيكي التاريخي الثو ري الحي، كمرشدة للعمل، ويحولونها لشعارات بالية دارجة يكررونها ويجترونها في كل واد وناد، "ويبدو أن هذه الشعارات الراكدة الجامدة من كلمات السر التي يكرسها الاستعمال البذئي المبتذل،كما هي الحال في الألقاب وتصبح أشبه بأسماء الأجناس" ما العمل،المسائل الملحة لحركتنا:لينين.
إنه لمن الخلط والتخلي والتبليس ألا نميز بين النقد الثوري للاتجاهات والتيارات الانتهازية واليسارية واليمينية التي تنبع في داخل الاشتراكية الديمقراطية الوطنية والعالمية، بين الحزب وبين القيادة الاضلاحية التوفيقية التلفيقية، فنحن لا ننتقد الأحزاب أو الأشخاص،بل ننتقد القيادات والبرامج والخطط التاكتيكية والاستراتيجية، فكيف يخفى على الرفيق عبد الله الحريف أن في كل حزب أو حركة تقدمية ديمقراطية لا في حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي ولا في حزب اليسار الاشتراكي الموحد ولا في حزب المؤتمر الوطني الاتحادي ولا في النهج الديمقراطي ،بل كل هذه الحركات يخرج من بين أصلابها تياران واتجاهان يحتدم ويشتعل بينهما الصراع ويضطرم أواره، فهناك الاتجاهات الثورية التي تدفع الأحزاب إلى إعلان المفهوم النهائي للثورة المتجلي في ديكتاتورية البروليتاريا ونظرية النضال الطبقي والتضاد المبدئي بين النظام القائم النيوليبرالي والنيوكولونيالي، والنظام الاشتراكي الثوري ،وهذا الاتجاه يدعم بكل وضوح وشفافية امكانية دعم الاشتراكية علميا وامكانية البرهان على ضرورتها وحتميتها من وجهة نظر المفهوم المادي للتاريخ،والاتجاه الثاني داخل كل حزب مثل ما يسير عليه النهج الديمقراطي في ظل القيادة المتنفذة في الحزب، التي تتجاهل واقع البؤس والاضطهاد والفقر والظلم الاجتماعي والتخلف الاقتصادي والتبعية البنيوية للدوائر الاستعمارية والامبريالية والصهيونية،وتحويل اتجاهات وأيديولوجية حزب النهج الديمقراطي إلى الاصلاحية الاجتماعية من وجهة نظر الطبقات المسيطرة في دولة الاستبداد والديكتاتورية والطغيان والحكم الفردي المطلق والذي هو نظام قمعي تسلطي قد حول المغاربة كلهم إلى جحيم تازممارت ومحرقة للشعب والوطن.
لقد كان على الرفيق عبد الله الحريف،الذي كنا نعده قامة عملاقة تمتد ظلالها وأغصانها لا داخل النهج الديمقراطي بل داخل الحركة الديمقراطية الوطنية التقدمية التحررية المغربية والعربية، وألا يتخندق وينحصر ويسجن داخل زنازن القيادة البرجوازية الاصلاحية للنهج الديمقراطي ،بل وأن لا يكون أكثر صخبا وكلاما عن حلفائه في الحركة الوطنية الديمقراطية،وأن يتجلي ويتسامى كنقيض للمرحلة السياسية البائسة للقيادات الراهنة، وألا يكون عنصر الفكر الضيق لديه أداة توريطه في عرقلة وحدة السواعد المناضلة المقاتلة في الجبهة الشعبية الموحدة للأحزاب الديمقراطية التقدمية الثورية في المغرب.
فما كان من المعقول أن يستمر الرفيق عبد الله الحريف في مثل هذا القصور النظري والغيبوبة التحليلية اللاماركسية اللالينينية، بل كنا نظن عبد الله الحريف أن يعيش المرحلة الراهنة بكل شموخ وعلو وسمو كنا نريده أن يتفجر كبركان عظيم في وجه حزبه الديمقراطي الذي أبعدته قيادته الجديدة عن خندق وميدان التحريرو قلعة القتال والنضال والصمود،وأن يصرخ في جميع قيادات الأحزاب الديمقراطية التقدمية، أين شهامتها وفحولتها ،ويرفض بقوة أن ترضى هذه القيادات الاصلاحية البرجوازية أن يحولها النظام إلى زنازن وسجون ضيقة لا تتسع للأحلام الثورية العريضة الشاهقة للشعب المغربي :شعب الجبارين :شعب عبد الكريم الخطابي وموحا أوحمو الزياني والحنصالي .. والمهدي بنبركة وعمر بنجلون وسعيدة المنبهي وعبد اللطيف زروال ورحال ودهكون...
فهل يا عبد الله الحريف ،يرضيك أن توجه سهام نقدك إلى أحزاب الحركة الوطنية التقدمية :حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي،وحزب النهج الديمقراطي وحزب الي وكلها حركات وأحزاب ذات جذور وأصول ومنابع وطنية ديمقراطية تقدمي تحررية ثورية وتنكر أنه مناضلاتها ومناضليها من نساء وشباب ورجال وكهول وشيوخ ،كلهم مفعمون ومولعون بالحماسة الثورية وروح التضحية والتحمل والفداء والنضال الدؤوب. لقد أكرت الفروق الدقيقة بين الحزب وبين القياة التحريفية الانتهازية الاصلاحية الارتدادية ،هذه القيادات هي مشحونة بالتوجس والسلبية والعدائية ضد الماركسية اللينينية الشيوعية،بل من هذه القيادات من شاهت وشاخت بل وتحولت إلى اليمين الديني الرجعي حتى ولو من غير اعترافها وإقرارها. وأصبح بعض قادتها مأخوذين بالمد الرجعي التخريفي العام و شعبويين غير ديمقراطيين،يدورون في مسارات ومدارات النظام الملكي ،ومن خلال هذا النظام الملكي اللاوطني اللاديمقراطي اللاشعبي اللاشرعي،ينظرون إلى العالم والكون والتاريخ يعادون الثورة العمالية الشعبية والشيوعية،ويهادنون ويساومون النظام الكولونيالي شبه الفيودالي التبعي ،المرتبط بالتطبيع والاستسلام للصهيونية والاستعمار والأمبريالية والاحتكارات الأجنبية والاقطاع والرأسمالية،ولم تكن الشجاعة الأدبية متوفرة لدى الرفيق عبد الله الحريف ليحدد موقفه بصراح وحزم ووضوح وشفافية،بل ظل منكفئا ومتشرنقا ومنطويا ومنعزلا حول ذاته وحزب النهج الديمقراطي، ولا أعطى موقفا من غياب الديمقراطية وتغييب روح التعددية والتسامح والاختلاف في فهم وإدراك قيادة النهج الديمقراطي الراهنة لجمعيات المجتمع المدني و التعاون المثمر الخلاق مع فصائل اليسار الديمقراطي،ويقدم نقدا ذاتيا صريحا وواضحا وفسحة مراجعة ذاتية- موضوعية لبراكسيس وممارسات حزب النهج الديمقراطي الذي يجب عليه التفاعل والتقاطع مع الفصائل التقدمية الأخرى في أفق تاريخي هو أفق المستقبل.
،وأن ليس من ينتقد قيادة النهج الديمقراطي البرجوازية هو عدو للنهج كحزب وحركو ديمقراطية تقدمية،وهي مجرد أوهام وظنون يحشو بها الانتهازيون الانبطاحيون أدمغة الشباب عن حقيقة تبدو كالشمس،أن قيادتهم الراهنة تسير في اتجاه تكريس العدو الطبقي ومنحه مزيدا من القدرات لسحق وفل ارادة الجماهير العمالية والشعبية و كفاحات الشعب المغربي وانهزامه النهائي. فهل ترى أنت يا رفيقي،مع هذه القيادات البرجوازية البيروقراطية الهجينة الرخوة المضعضعة الهشة الورقية الدوغمائية المحتكرة للقرار والمنخورة والمجوفة من الداخل وهذا الضعف لم يأتها من العدو ،بل إن الهزيمة بطينة في صلب القيادة البرجوازية وفي بنيتها وتكوينها الطبقي،ولذا ليس أمامها إلا أن انكشفت وبانت على حقفيقتها وتجلت قصيدتها كلها،وعرتها الحقائق المريرة وكشفت عن ضحالة وبؤس وإفلاس فكرها وأيديولوجيتها المنقطعة والمنفصلة الجذور مع الشعب المغرب عمليا وتاريخيا واندحرت بسهولة أمام العدو الداخلي والأجنبي؟
كيف تتجاهل يا رفيقي عبد الله الحريف أن تعمل وتدعو إلى جبهة ديمقراطية شعبية موحدة نضالية قتالية تستند إلى إسقاط النظام وتغيير "علاقات الانتاج الأمبريالية والانتقال سلميا إلى الاشتراكية وتغيير المجتمع المغربي تغييرا جذريا باتجاه الفرز الطبقي والثوري""وفي ظل هذا التشرذم والتفكك اليساري المهزوم ،تأتي للنظام الملكي انتهاز الفرصة الذهبية والإذن بل وأمر تيارات الاخوانجية اليمينية الرجعية المعادية للاشتراكية والتقدم والديمقراطية وحقوق المرأة الكرامة والحرية والمساواة والعدالة الاجتماعية وحق تقرير المصير والاستقلال الوطني والاعلان العالمي لحقوق الانسان بالتحرك والاستيلاء إلى مراكز حيوية للسلطة اغتصابا وانقلابا،لا انتخابا ولا اختيارا من الشعب. لتتولد انهيارات مهولة للدولة والمجتمع والكارثة والانحطاط.
من المفروض على شخصية وطنية ذات أصول نضالية جذورها في الأرض وفروعها في السماء مثل المناضل عبد الله الحريف،أن ينخرط في خضم ومخاض المراجعة والنقد الذاتي انطلاقا من الاخطاء التاريخية القاتلة للقيادات المتآكلة في مسائل الخط وطبيعة العلاقات وقضايا التنظيم وفضح القيادة الانتهازية اليمينية اليسارية السائدة في جميع أحزاب الحركة الديمقراطية وخصوصا داخل حزبه :النهج الديمقراطي وكل هذه القيادات تختبيء في مدار المعاداة للماركسية اللينينية الشيوعية والتقدمية والاشتراكية. فهل تزعزعت قناعاتك المبدئية يا رفيق بالاشتراكية العلمية-صراع الطبقات وضرورة إلى الأمام والتنظيم الثوري بتحالف العمال والفلاحين والمثقفين الثوريين.
لقد كنت أحسبه عبد الله الحريف سيدين بقوة الإنعطاف التحريفي الجديد للقيادة الاصلاحية، لمن مقالاته كلها جاءت بعيدة كل البعد
عن مقولة لينيبن" إن جوهر الدياليكتيك هو التحليل الملموس للواقع الملموس" فظل الحريف منحازا لقيادات النهج الديمقراطي البرجوازية الصغرى ،دون أن يكلف نفسه الاعتراف وتبرئة ضميره إزاء الانبطاحات والاستسلامات أمام طغاة النظام الملكي الرجعي اللاوطني، اللاديمقراطي اللاشعبي، اللاشرعي المعمد باليمين الديني الرجعي و بالارهابيين الاخوانجيين و الاسلامنجيين والظلاميين الاجراميين القتلة و السفاحين وسفاكي الدماء." الأمر الذي حجب عن عينيه وقلبه وعقله أي أفق ثوري ماركسي لينيني بديل وأية رغبة في البحث اكتشاف بل وإبداع هذا البديل الثوري.
بالنسبة لي سيكون البديل هو المشروع الثوري الديمقراطي الماركسي اللينيني الطبقي العمالي الشعبي المستقل والموحد. وليس البديل هو القيادة الفردية الطبقية البرجوازية الصغرى التي لا تنمو وتزدهر إلا في تغييب التنظيمات والأحزاب الجماهيرية، وبالتالي فإن تغييب الديمقراطية في تنظيمات وتيارات كل اليسار الديمقراطي أو حتى في حركة ثورية ،ليحمل مخاطر وظواهر مرضية كبيرة من شأنها أن تعوق وتعرقل مسار الثورة وتطور الثورة.

الشهيد القائد عبد اللطيف زروال و مفهوم الحزب الثوري



الأماميون الثوريون
الحوار المتمدن-العدد: 3487 - 2011 / 9 / 15 - 15:16
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي


يبرز هذا المقال ، الذي كتبه المناضل الماركسي اللينيني " الحسين امال " قاهر التحريفية الإنتهازية ب"حزب النهج الديمقراطي" ، الدور الهام للمناضل الثوري الشهيد القائد "عبد اللطيف زروال" في بناء الهط و الإستراتيجية الثوريين لمنظمة "إلى الأمام" ، نعمل اليوم على نشره نظرا لراهنيته في مواجهة الخط التحريفي الإنتهازي الذي يقوده هذا الحزب الديمقراطي البورجوازي الصغير.

الأماميون الثوريون

الشهيد القائد عبد اللطيف زروال و مفهوم الحزب الثوري

لا يمكن الحديث عن منظمة إلى الأمام بمعزل عن المناضل الثوري الشهيد القائد عبد اللطيف زروال ، ففي زمن التنكر للثورة الوطنية الديمقراطية الشعبية و في ظل التراجع عن الماركسية اللينينية من طرف "اليساريين" معتنقي الإنتهازية و التحريف لابد من تخليد نضالاته الثورية.

و كما قال الشهيد القائد عبد اللطيف زروال في حق أبيه : " ..أنت أبي الذي صنعتني ثوريا. فقد كرس حياته من أجل وضع أسس بناء الحزب الثوري للطبقة العاملة و الفلاحين الفقراء و الكادحين في مواجهة الإقطاع و الكومبرادور خدام الرأسمالية الإمبريالية ، و ساهم بشكل كبير في تأسيس منظمة إلى الأمام " تحت نيران العدو" كما تقول الوثيقة الايديولوجية لبناء الحزب الثوري التي ساهم الشهيد القائد بشكل كبير في وضعها و هي " لنبن الحزب الثوري تحت نيران العدو " و التي جاء فيها :

" لقد أظهر لنا لينين فيما قبل أن تطور الوعي الثوري لدى الطبقة العاملة ، لا يمكن أن يتم إلا بتحريك كل طبقات الشعب... ، فبالأحرى في بلد كالمغرب ، حيث يتكون ثلثا السكان من الفلاحين ، وحيث لا تكون الطبقة العاملة نفسها إلا قسما قليلا من مجموع سكان المدن. إذن يمكننا الوصول إلى الهدف الاستراتيجي المتمثل في إنطلاق الحرب الشعبية ، التي توجد من بين شروطها الأساسية إنطلاق النضالات السياسية والثورية لجماهير البوادي ، ويبقى نمو هذه النضالات نفسه مرتبطا بنمو النضالات في المدن ، في نفس الوقت الذي يكون عاملا قويا للدفع بتبلور الوعي البروليتاري ، ولبناء قيادة الطبقة العاملة في الجبهة الثورية للعمال والفلاحين. ومرة أخرى فإن بناء جبهة ثورية كهذه وبناء قيادة بروليتارية ، ليس بناء آليا ، أكاديميا ...هذا البناء هو تحريك دياليكتيكي للعناصر المتقدمة أكثر التي تتأصل وتتجذر اليوم موضوعيا داخل قوى الشباب وداخل مجموع الجماهير الثورية في البلاد ، أي داخل جماهير الفلاحين وفي نفس الوقت داخل الطبقة العاملة ".

إن الشروط الموضوعية للنضال الثوري الذي من أجله ناضل الشهد القائد عبد اللطيف زروال مازالت قائمة إلى اليوم و إن تغيرت أسس شروطها المادية ، فإن دواعي النضال الثوري قد تعمقت في ظل هجوم الرأسمالية الإمبريالية على المكتسبات التاريخية للشعوب و تنامي التحريفية الإنتهازية في صفوف الحركة الماركسية اللينينية المغربية.

كان من طبع الشهيد القائد التفاؤل ، تفاؤل المناضل الثوري و هو يتحلى ب" غبطته بالحياة " كما قال عنه أحد رفاقه الذي استحال إلى تحريفي انتهازي :

" تذكرت غبطتك بالحياة ، و أيضا عزمك و صرامتك في النضال ، هاتين الميزتين اللتين تحليت بهما إلى حد الاستشهاد ... يا معلمي/ فضلك علي كبير ، ولكن كونك معلمي هي العلامة التي بقيت محفورة في داخلي بعمق أكبر ، فرغم كل سنوات النضال، و أي نضال ، بقيت بورجوازيا ، و رغم صعوبات السرية الجمة جعلتني أكتشف بفضلك ... الواثق أدق حركات السلوك البروليتاري ، العناية التي توليها لأبسط الأشياء في الحياة اليومية ، الانضباط الذاتي أصبح طبيعيا ، قيامك التلقائي بابسط الأعمال في الحياة الجماعية ، و في كل هذا كنت تتصرف بظرافتك المعهودة..."

كان مناضلا محنكا يمتلك القدرة على الإقناع بفضل تكوينه و حركيته ، استطاع الإلتحاق بقيادة "منظمة إلى الأمام" و هو لا يتجاوز من العمر 19 عاما في سنة 1970 ، و ساهم بشكل كبير في وضع الأسس النظرية للحركة الماركسية اللينينية المغربية ، و تم اختطافه يوم 5 نونبر 1974 من طرف الأجهزة السرية البوليسية المغربية ، و تعرض للتعذيب الوحشي نتيجة صموده في وجه الجلادين وكيف لا و هو من صاغ كراس : " كيف نتجاوز القمع و نصمد في وجهه " .

و تعتبر منظمة إلى الأمام من بين التجارب الرائدة في الحركة الماركسية اللينينية إن على مستوى الزخم النضالي و تضحيات المناضلين الثوريين أو على مستوى الإبداع الفكري و النظري ، و عرفت المنظمة عدة مراحل متميزة من تاريخها النضالي و هي :

ـ مرحلة النشأة الممتدة بين غشت 1970 و نونبر 1974 :

التي عرفت بلورة النظرية الماركسية اللينينية في صفوف مناضلي المنظمة كهوية ايديولوجية و سياسية في مواجهة البورجوازية ، و شكلت وثيقة "سقطت الأقنعة ، فلنفتح الطريق الثوري " الأرضية الايديولوجية و السياسية التي تم اعتمادها بعد الانسحاب من حزب التحرر و الاشتراكية ، و شهدت هذه المرحلة اعتقالات واسعة في صفوف مناضلي منظمة إلى الأمام و من بينهم الشهيد القائد عبد اللطيف زروال ، الذي ساهم بشكل كبير في وضع الأسس الايديولوجية و السياسية للمنظمة و على رأسها :

ـ تشخيص التناقضات الأساسية للمجتمع المغربي.
ـ مفهوم الثورة الوطنية الديمقراطية الشعبية.
ـ الجبهة الوطنية الديمقراطية الشعبية.
ـ الدور المركزي للطبقة العاملة في التغيير.
ـ مفهوم الكفاح الجماهيري المنظم و الطويل النفس.
ـ مفهوم بناء الحزب الثوري للطبقة العاملة و الفلاحين الفقراء و الكادحين.
و استشهد القائد الشهيد عبد اللطيف زروال تحت التعديب بسجون النظام القائم في 14 نونبر 1974 .
ـ المرحلة الثانية و الممتدة من نونبر 1974 إلى أوائل 1976 :

واصل فيها ما تبقى من المناضلين خارج الاعتقال نضالاتهم خاصة في صفوف الطلبة و المثقفين، و بالرغم من ضعف التواجد داخل الطبقة العاملة و الفلاحين الفقراء و الكادحين فإن عملهم كان متمركزا داخل الإطارات الجماهيرية و خاصة داخل النقابات العمالية و الطلابية و الجمعيات الثقافية ، و مواجهة النظام الحاكم و ذلك بإبراز تناقضاته بالدعاية ضد سياساته التبعية للرأسمال المركزي و خاصة موقفه من قضية الصحراء الغربية ، إلى أن تم اعتقال ما تبقى من القيادات في نونبر 1976 .

ـ المرحلة الثالثة و الممتدة ما بين 1976 و نهاية 1979:

التي عرفت بروز ملامح التحريفية الإنتهازية التي قامت بعدة محاولات لإعادة البناء التنظيمي و إفراز قيادة ثانية للمنظمة في اتجاه تحريف الهط الثوري للمنظمة ، كما عرفت محاكمة القيادة الأولى بعد نضالات مريرة داخل المعتقلات السرية توجت بالمحاكمة العلنية في 1977 التي حولها الماضلون إلى محاكمة النظام الملكي الكومبرادوري ، حيث لم يقوموا بالدفاع عن النفس بقدر ما قاموا بالهجوم على سياساته الطبقية و فضحه و إبراز مشروعهم المجتمعي الثوري .

و في نفس الدرب تم استشهاد المناضلة الثورية سعيدة المنبهي في 11 دجنبر 1977 بعد إضراب طويل عن الطعام في سجون النظام القائم.

و في نهاية 1979 برز الخط التحريفي داخل المنظمة و الذي عصف بكل إرثها النضالي نحو الإنتهازية و التحريف باسم "النضال السياسي الديمقراطي" ؟

وتعتبر وثيقة "سقطت الأقنعة ، فلنفتح الطريق الثوري " الوثيقة الايديولوجية و الساسية ل "منظمة إلى الأمام" و الأطروحة الثورية الكفيلة بإنجاز مهمة بناء الحزب الثوري للطبقة العاملة و الفلاحين الفقراء و الكادحين و تشتمل على :

ـ موقع حزب التحرر و الاشتراكية كامتداد للحزب الشيوعي المغربي بين تكتل الأحزاب البورجوازية الوطنية .
ـ مواقف الحزب التي تعبر عن الروح الطبقية البورجوازية و التي لا تختلف عن مواقف السياسيين البورجوازيين العرب المتخاذلة اتجاه قضايا الشعوب و على رأسها القضية الفلسطينية.
إنطلاقا من وضعية الحزب هذه لم يبق أمام المناضلين الثوريين بداخله إلا الإنسحاب و بناء حركة ماركسية لينينية في أفق بناء الحزب الثوري للطبقة العاملة و الفلاحين الفقراء و الكادحين ، و من أجل ذلك تم تشخيص التناقضات الطبيقية بالمجتمع المغربي و إبراز القوى الثورية المتواجدة بالمغرب ، و هكذا تقسم الوثيقة الطبقات في المغرب إلى ثلاث طبقات رئيسية و هي :

ـ الأوليغارشية الكومبرادوري :

تملك القرار السياسي و الاقتصادي و مدعومة من طرف الرأسمال المركزي و تمارس نظام الحكم المطلق حفاظا على مصالح الرأسمالية، و التي يعتمد على الأجهزة البوليسية السرية و العلنية في قمع الحركات الاجتماعية لضمان استمراريتها في الحكم .

ـ البورجوازية الليبرالية :

و تتكون من البورجوازية المتوسطة و الصغيرة و تشتمل المقاولين الصناعيين المتوسطين و الصغار و التجار المتوسطين و البورجوازية القروية المكونة من الفلاحين الأغنياء و صغار و متوسطي الملاكين ، و هذه الطبقة معاني من الاضمحلال نظرا لطغيان الحكم المطلق للأوليغارشية الكومبرادورية ، كما تشمل هذه الطبقة البورجوازية الصغرى وهي تتكون من أصحاب المهن الليبرالية أي المثقفون ، أساتذة التعليم الثانوي و المعلمون ، و كذا طلبة الجامعات و التقنيون المتوسطون و الموظفون الصغار و المتوسطون و صغار التجار و الصناع التقليديو المتوسطون باستثناء الفئات العليا التي تساهم فعلا في بناء البورجوازية البيرقراطية، و هاتين الطبقتين مهددتين بالإفلاس جراء سياسة النهب التي تمارسها الأوليغارشية الكومبرادورية .

ـ الجماهير الكادحة :

و تتكون من البروليتارية الصناعية و المعدنية والفلاحية و الفلاحون الفقراء و الخماسة و العمال المؤقتون و عمال الموقف و الباعة المستقلون و المستكتبون و الحرفيون الصغار و البروليتاريون العاطلون و النساء و مجموع شبه البروليتاريا .

و تعتبر الوثيقة البروليتارية الصناعية و المعدنية القوة الأساسية للثورة و أما الفئات الأخرى من البروليتارية الفلاحين الفقراء فتكون القوة الحاسمة للثورة .

و وضعت الأسس النظرية للثورة بالمغرب انطلاقا من :

استراتيجية الثورة :

تربط الوثيقة القضايا الإستراتيجية للثورة بالمغرب بالإستراتيجية الثورية العربية المرتبطة بدورها بالثورة العالمية ، و تعطي امكانية قيام الثورة خلال السنوات القادمة انطلاقا من معطيات تحليل القوى المتواجدة بالمغرب و النضالات الهامة للطبقة العاملة وأزمة الرأسمالية على الصعيد العالمي ، كما ترى احتمال التدخل الامبريالي ضد الثورة نظرا لموقع المغرب في الاستراتيجية الامبريالية .

و تولي اهتماما لدور التنظيم من خلال "دور الحزب الثوري" الذي تم وضع أسسه النظرية في الوثيقة الثانية التي صاغها الشهيد القائد " لنبن الحزب الثوري تحت نيران العدو " :

تعطي الوثيقة الإهمية القصوى للحزب الثوري للطبقة العاملة و الفلاحين الفقراء و الكادحين الذي يعتمد الايديولوجية الماركسية اللينينية المندمجة في الواقع الملموس للبلاد و للثورة العربية و العالمية ، و تعتمد الهيكلة الحزبية المركزية الديمقراطية بالتفاعل الإيجابي بين القمة و القاعدة و مع الجماهير الشعبية و بين النظرية و التطبيق ، و اعتماد السرية التامة من طرف المناضلين الثوريين على أساس الممارسة النضالية الملموسة و النقد و النقد الذاتي و نبد كل نزعة فردية خدمة للثورة و اعتمدت ما يلي :

ـ بعض الأمثلة الخاصة التي تشخص تاريخ الحركة العمالية .

ـ المبادئ اللينينية للحزب الثوري .

ـ كيفية ربط الإستراتيجية الثورية في المغرب باستراتيجية التنظيم .

ـ كيفية ربط استراتيجية التنظيم بمبادئ الدفاع الإستراتيجي المذكورة سابقا.

المبادئ اللينينية للحزب الثوري التي يمكننا تلخيصها كما يلي:

1- تنظيم الثوريين المحترفين والمتجذرين داخل نضال الجماهير, هي الداعمة التي يقوم عليها لحزب.

2- إن منظمة المحترفين الثوريين تتكون من مناضلين انبثقوا من نضال الجماهير في سيرورة مرتبطة جدليا بإعداد الخط السياسي للحزب وانطلاقا من هذه الممارسة الثورية الجماهيرية نفسها لا من خلال تكوين إيديولوجي داخل حلقة مغلقة.

3- إن الحزب ليس منظمة الثوريين المحترفين المتفوقين على الجماهير, كما يدعي تقديم ما العمل في الطبعة الفرنسية لسلسلة كتاب الجيب Livre de poche بل إن الحزب مجموعة مكونة من منظمة الثوريين المحترفين إضافة إلى المناضلين الماركسيين اللينيين في المنظمات الثورية الجماهيرية.

4- من هنا بالذات, ومن خلال هؤلاء المناضلين, فإن الحزب يرتبط ويندمج(...) بالمنظمات الجماهيري .

و كان للشهيد القائد عبد اللطيف زروال الدور الهام في ترسيخ أسس البناء النظري و التنظيمي للحركة الماركسية اللينينية المغربية في مرحلتها الحاسمة و هي مرحلة التأسيس ، و نظرا لدوره الفعال في بلورة الفكر الماركسي اللينيني انطلاقا من التحليل الملموس للواقع الملموس و إدماج التجارب الثورية الماركسية الناجحة و خاصة التجربة الصينية و نقد التجربة التحريفية الإنتهازية بالإتحاد السوفييتي و الأحزاب التابعة لها ، لم يبق أمام النظام الملكي الكومبرادوري باعتباره نظاما دمويا إلا اختطاف الشهيد و اغتياله في ظروف القمع الأسود المسلط على مناضلي الحركة الماركسية اللينينية المغربية، في 14 نونبر 1974.


لا تغرس مسماراً في الحائط..القي السترة فوق الكرسي !



أمير أمين
الحوار المتمدن-العدد: 3113 - 2010 / 9 / 2 - 17:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية



شاعت في أواسط الثمانينات أغنية وطنية ثورية كانت تؤديها فرقة الطريق العراقية التابعة للحزب الشيوعي العراقي وتضم نخبة من المبدعين الشيوعيين وأصدقائهم ومن الذكور والإناث ويقف على رأسهم الملحن المبدع الأستاذ حميد البصري وزوجته الفنانة المتألقة شوقية العطار والتي يبرز صوتها مدوياً وبنبرة رخيمة وعذبة من بين الآخرين وهي تردد كلمات هذه الأغنية التي تقول :

لا تغرس مسماراً في الحائط..القي السترة فوق الكرسي
لا تتمون إلاّ لليوم الواحد... فغداً عائد..فغداً عائد
لا تسقي النبتة .. لا تسقي..لا تجعلها شجرة
لا تحلم بنمو الاغصان..فغداً تمضي فرحان
قبل نمو الأغصان ...وغداً أنت العائد
لا تتعلم لغة أخرى... لا تقرأ كتباً عن لغة أخرى
ماذا تفعل باللغة الأخرى..وغداً يدعوك الوطن
بحروف تعرفها أنت... وينطقها الوطن
وغداً أنت العائد...وغداً أنت العائد
أنت عائد للوطن لا تنسى..لا تنسى

كلمات بسيطة ومؤثرة وغاية بالوضوح والتعبير عن الشعور الوطني العالي بالمسؤولية الملقات على عاتق الشيوعيين ومؤازريهم والذين إضطرتهم ظروفهم السياسية القاهرة لمغادرة وطنهم الحبيب العراق متوجهين وبصعوبة بالغة وبطرق شتى الى عدد من المنافي لعدد من الدول العربية والأجنبية مصطحبين معهم أحياناً عوائلهم..وخاصة في جمهورية اليمن الديمقراطية والجمهورية السورية وجمهورية لبنان بالإضافة الى الكويت والجزائر وغيرها وفي جميع البلدان الإشتراكية السابقة وخاصة في بلغاريا وجمهوريات الإتحاد السوفيتي السابقة تاركين في وطنهم وظائفهم وجامعاتهم وبيوتهم وممتلكاتهم وأصدقائهم وأقاربهم وآلاف الرفاق والرفيقات الذين يعذبون على أيدي زمر حزب البعث المجرمة وأجهزته الإرهابية الفاشية في السجون والمعتقلات التي غص بها العراق من شماله الى جنوبه وخاصة العاصمة بغداد..غير مبالين بأملاكهم الشخصية والتي تركوها عرضة للنهب من قبل عناصر حزب البعث وأجهزة أمنه المجرمة..وكانت لا تراود مخيلتهم الشيوعية إلاّ كيفية الحفاظ على شرف عضويتهم وإنتمائهم لحزبهم الشيوعي العراقي العظيم وكيفية لملمة الجراح التي أثخنهم بها حثالات البعث المقبور ومن أجل تضميد النزف المتدفق من شرايين الحزب المتقطعة الأوصال..فكانت كلمات هذه الأغنية الثورية بلسماً للجراح وقد تعاطف معها عشرات آلوف الشيوعيين وأصدقائهم في كردستان العراق الذين كانوا يتذكرون بألم مأسات رفاقهم المعذبين والمنفيين قسراً خارج العراق وإنشدّ الى تلك الكلمات آلاف الرفاق والرفيقات خارج الوطن تتعالى أصواتهم بصرخة واحدة مرددة أصداءها مع أصوات فرقة الطريق حينما يستمعون اليها من إذاعة صوت الشعب العراقي من دمشق أو حينما يحضرون بعض الحفلات الخاصة بالفرقة لمناصرة ودعم الشعب العراقي وإستمر الحال عدة سنين يتغنى بها الإنسان العراقي المعذب والبعيد عن أرض وطنه وعن ماء دجلة والفرات آملين بيوم الخلاص من حكم حزب البعث المقيت وإستمرت الحرب مع إيران طيلة الثمانية أعوام ولم يتمخض عنها شيء لصالح الشعب العراقي بالوقت الذي كان يتطلع فيه الشرفاء من بنات وأبناء شعبنا الى إنفراج الوضع السياسي عن القليل من الديمقراطية وأن يتم إطلاق سراح السجناء الشيوعيين والديمقراطيين وأن يتحقق شيء من العدالة الإجتماعية ويتحسن الوضع الإقتصادي..لكن بدلاً عن ذلك ظلت أجهزة النظام الإعلامية تسوق أغاني الحرب والإنتصارات المزعومة في ساحات الوغى !! وما لبث النظام أن إستعاد جزءً من أنفاسه المخنوقة حتى شن الغزو على الجارة الكويت بحجج وذرائع واهية..وبدأت أصداء الأغنية الثورية المشار اليها تتلاشى تدريجياً ودب اليأس والإحباط وسرى في نفوس أعداد لا يستهان بها من الشيوعيين والديمقراطيين وخاصة حينما جرى تدويل القضية العراقية وأصبح الرجوع للوطن شيء من الوهم ..بل بدأت أفواج النازحين والمشردين يهاجرون وطنهم دون وجهة معلومة وخاصة حينما جرى إخراج القوات العراقية بالقوة العسكرية من قبل أمريكا وحلفاءها وفشلت الإنتفاضة بعد أن سيطر المنتفضون على أربعة عشر محافظة عراقية وأجزاء من بغداد..تلك الإنتفاضة التي أنعشت الآمال بالعودة للوطن.. لكن الفشل الذي رافقها أحبط آمال مئات الوف العراقيين الذين كانوا قاب قوسين أو أدنى من العودة الى وطنهم وإعادة بناءه من جديد..لكن آمالهم تلاشت عند خيمة صفوان والتي إستسلم بها قادة النظام العراقي لشروط القوات الأمريكية المنتصرة في الحرب لتحرير دولة الكويت..في الوقت الذي شهد فيه العراقيين خارج الوطن التدفق المليوني للنازحين الأكراد الى تركيا وأيران والآلاف الهائلة للمنتفضين الذين إخترقوا الحدود سيراً على الأقدام الى المملكة السعودية بعد أن واجه رفاقهم البطش من قبل قوات الجيش العراقي وميليشيات الجيش الشعبي ومفارز الأمن وطائرات الهليكوبتر والطائرات العمودية والقصف المدفعي الذي طال كل شيء ولم تسلم منه حتى العتبات المقدسة في عموم العراق..وظل العراقي الذي أجبر للعيش خارج وطنه محسوداً من قبل المضطرين للعيش داخل العراق وفي ظروف الحصار الإقتصادي والعوز والحرمان من أبسط الحقوق بالإضافة الى الخناق على الحرية الذي تمارسه أجهزة السلطة الديكتاتورية..وبدأ العراقيين يتأقلمون على أن تكون منافيهم وطناً بديلاً وإنصرف الآلاف عن الإهتمام بالسياسة بشكل جدي بينما غادرها آلوف آخرون منصرفين للإهتمام بشؤون عوائلهم وأطفالهم الذين كبرت أعداد هائلة منهم وأصبحوا بعمر الشباب ولم يروا الوطن ولم يعرفوا عنه إلا النزر اليسير وصار الخروج من الحزب الشيوعي العراقي شيء سهل ومستساغ بالوقت الذي لم ينهار به عدد هائل من الشيوعيين تحت سياط التعذيب تراهم قد تركوا حزبهم طوعاً وبشكل سلس ودون أن يقدم الكثيرين منهم رسائل الإستقالة على الرغم من بقاء أغلبيتهم الساحقة في علاقة صداقة وإحترام مع حزبهم ورفاقهم السابقين ..وإستمر الإحباط بالتصاعد كلما قويت شكيمة النظام السابق بالوقت الذي كان فيه البلد يفرز الكثير من الممتعضين والناقمين والمعادين للنظام من الديمقراطيين والشيوعيين وحتى من المحسوبين على النظام نفسه ..لكن الإنفراج لم يتحقق على الرغم من التضييق الذي مارسته الأمم المتحدة والمنظمات الديمقراطية العالمية لتغيير نهج النظام الشمولي ولكي يتمتع الشعب العراقي بشيء من الحرية .. مما وسع من الإحباط للعراقيين خارج الوطن والذين مضى على أغلبهم ربع قرن من الزمن وهم خارجه ينتظرون بفرح أية أشارة للنصر يحققها الشرفاء داخل الوطن من أجل زعزعة أركان النظام للإطاحة به ..لكن دون جدوى حقيقية الى أن جاء اليوم الموعود حينما دكت القوات الأمريكية والبريطانية وحلفاءها العاصمة بغداد وأسقطت النظام في تسعة نيسان عام 2003 فإستبشر العراقيين خيراً على الرغم من أن غالبيتهم لم يكونوا مع خيار الحرب وخاصة الحزب الشيوعي العراقي بجميع منظماته داخل وخارج الوطن لكن الحرب وقعت وإنهار النظام بأيام معدودة وبدأ العراقيين بترقب الوضع بحذر والكل كان يريد العودة بأسرع ما يمكن..لكن الذي جرى لم يكن على بال أحد وهو ما شهدناه خلال السنين السبعة الماضية وهجرة ملايين العراقيين الى الخارج وفي داخل وطنهم لمحافظات أخرى وبدل أن نعود وتعود الينا ممتلكاتنا المنهوبة من قبل النظام السابق جرى النهب والإستحواذ على ممتلكات النظام السابق من قبل عدد من زعماء ومسؤولي الأحزاب والكتل المتنفذة بالإضافة الى توزيع العطايا والهبات وقطع الأراضي على عدد كبير من المحسوبين على هذا الحزب أو ذاك أو على بعض المسؤولين في الدولة والبرلمان الجديد ولا نزال للآن نترقب اليوم الذي نعود فيه الى وطننا وتعود لنا ممتلكاتنا ويتم أنصافنا من قبل حكومة وطنية فعلاً لا قولاً وهي بالجوهر طائفية لا تهتم إلا بمصالحها الآنية الضيقة بينما تقوم بهدر حقوق الآخرين ولا تكترث بإسترجاعها..فهل سنعود موفوري الكرامة ..معززين ..مكرمين ..في وطننا الذي ضحينا من أجله بالغالي والنفيس أم سنغرس مساميرنا في الحائط ولا نضع ستراتنا على الكراسي وأن نتمون لشهور وسنين وليس ليوم واحد وأن نزرع البساتين خارج الوطن ولا نكتفي بنبتة واحدة فقط ننتظر نمو أغصانها الوارفة
..وهل حقاً سنترك اللغة الأخرى ونتخلص من مفرداتها ؟!! وهل حقاً سيدعونا الوطن بالحروف العربية والكردية والتركمانية والآشورية الجميلة والمحببة للنفس والتي نعرفها حق المعرفة وينطقها بنات وأبناء وطننا ....أم سنبقى لنقبر في الغربة بعد لحظات من مشاهدة التلفزيون الذي يتصارع على شاشته السياسيين الجدد ويحيكون المؤامرات للإطاحة ببعضهم البعض بالوقت الذي يستقبلون بعضهم البعض الآخر كل يوم بالبشاشة والأحضان ويقبّل أحدهم الآخر بشوق ووله مبالغ فيه ومصطنع ..


نشيد لكل المقاتلين


رقم القصيدة : 65523 نوع القصيدة : فصحى ملف صوتي: لا يوجد



بالنجمةالحمراءوالمتراس والبندقية
الى الامام يا بنادق الحرية
الى الامام منجلا وسنبلة
الى الامام مطرقةوقنبلة
تحيا الخطا الحمراء في ارضنا
ارضنا الخضراء حتما قادمة
قد أقبلوا فلا مساومه
المجد للمقاومه
لراية الإصرار شاهقه
للموجة الحمراء من صيحاتنا المعلّقه
على الشوارع الممزّقه
ولليد المكّبله
ولليد الطّليقة المناضله
المد للجريح والمثقوب قلبه وللمطارد
مدينتي ! قد أقبلوا ليلا من الأظفار والخناجر
وكنت نجمة تقاتل
أضواؤها العريانة السلاسل
وكانت الذئاب تقتفي خطى الجداول
وكنت ماردا من السنابل
يداه منجلان والجراد زاحف قوافل
يريد أن يجرّ للطاحون مارد السنابل
***
مدينتي يا أدمع البركان قد جرت مشاعل
ويا ابتسامة الزلازل
مطبوعة سيفا على جبين شعبي المكافح
مدينتي زنبقة خضراء لم تنم على سرير فاتح
ولم تصبّ الزيت في مصباح خائن
رموشه بساط كلّ مقبل ورائح
من صانعي المذابح
ولم تهب ضفيرة أسلاك معتقل
ولم تقبّل سوط طاغيه
كجاريه
مدينتي ! رأيت كيف تنسج الأمل
خطى حبيبك البطل
وكيف قد نشرت من دمائك الشراع
يمخر الحرائق
النار لا تمسه ولا الصواعق
ولا الرصاص طائرا حصى من البنادق
مدينتي ! واحسرة القيثارة الخرساء
للغناء والبلابل
تشدو إلى الأبطال , واعذاب شاعر
في السلاسل
وأنت في السلاسل
ولم تكن تناضل
غير الحروف من شريانه جرت قصائد
***
مدينتي ! وأيّ رعشة تهزّني وأيّ عاصف !!
من ذكرياتك العواصف
من ذكريات السجن والسّجان والأبطال والمعارك !
وخائن تهالك
وفوق صرخة القتيل
والمعذّبين في انتظار
الموت سار ,
وحشا يشدّ للرّحى السوداء ,
كي تدور تطحن الدماء
يداه حبلا كلّ خانق
عيناه شبّاكان للعدوّ منهما أطلّ بالبنادق
على الخيام والمنازل
يصيد إخوتي
أبناء شعبي البواسل
***
الآن يرفع الستار يا مدينتي عن المجازر
عن وجه كلّ ثائر
عن الرياح كيف أصبحت تحارب
راية العدوّ في فضائنا مسنونة المخالب
وكيف قد هوت كحيّة
تعضّ في جراحها السواكب
عن اسمك المهيب يا جمال ,
كيف ينسج الغرائب
والمعجزات والعجائب
وكيف كان شمسنا الخضراء في الدياجر
ووردة حمراء في ضفائر
أختي , وفي شبّاكها سربا من البلابل
وكيف كان بور سعيد
صخرة من اللهيب , غابة من السواعد
يا فارس الفوارس
صغنا لك الجواد من صباحنا
وشعبنا أهداك بيرق البيارق
خضنا به الرصاص
موجة من الزنابق
والنار موجة من النسائم
وكانت القيود في المعاصم
كعنكبوت في جنون جوعها
رمت خيوطها على العواصف
وفتح الإصرار زهرة
صدّاحة البراعم
وعضّ في جراحه العدو , والمتراس شاهق
وبورسعيد بندقية البنادق
وخندق الخنادق
شمس من الجراح قد تسمّرت في الليل
فوق جبهة المحارب
يا بورسعيد.. الفجر طالع ,
هذا صياح الديك يوقظ الرصاص في البنادق
والرياح في الحرائق
وأوشك الصباح أن يمسّ راية المحارب
يا بور سعيد ليس روحك الوهّاج ,
وحده يقاتل
ولا مدينتي وحيدة تقاتل
لك الشعوب رفرفت بنادق
وسرّجت لك البحار والسحائب
وصرخة الأحجار حجّرت
رصاص نيرانه فلم تعد قواطع
أنيابها القواطع
وفي عيونه تسمّر الدخان كالحصى ,
كالشوك كالأظافر
***
مدينتي تطلّعت إلى الجراد وهو راحل
فرفرفت بها الشوارع
مدينتي تحبّ ,
آه يا سليلة الأصداف
يا زيتونة الأمواج
يا حورية الخنادق
يا وردة الورد في حديقة الحدائق
يا نجمة مجنّحة
يا زهرة مسلّحة
من قال إنّ الفارس الحبيب مات في الطريق
فجاء راكبا جواده
ولابسا دروعه صديق
كي – يا حبيبي – ترمي بخاتم الحبيب
في خوذة الغريب
ولست يا مدينتي غمدا لكلّ سيف
كرمة لكلّ قاطف
قيثارة لكلّ عازف
فلن تكوني غير شعب قد توهجت
خطاه خلف قائد
مزغرد الجراح صامد
مدينتي ! عروس شعبي التي تغار
من إكليلها العرائس
قد أقبلوا فيالق
الحيّة الرقطاء والحمامة البيضاء
والغربان والعنادل ..
وجاء اصدقاؤك الهنود بالمغازل
ومن على أكتافهم ترفرف المطارق الحمراء والمناجل
وتضحك السّنابل
من لم تبلّ خبزهم دماء ثائر
وجاءك الذين خبّأوا القيود
في الخوذات والبيارق
وفي معاطف من الزجاج ,
طرّزت بأعين الثعالب
الحالمين بالحرائق
بغابة من المشانق
الطامعين أن تكوني حانة ومخدعا وقنطره
وأن تكوني يا مدينتي مؤامره
وأن يكفّ القلب عن خفوقه إلى جمال
وأن تموت في الوحول راية النضال
***
إليك عن أجفاننا الخضراء
يا أحلام زارعي الجرائم
وناصبي الخيام للمآتم
وأقبلي وفي ظلام القحط
مشعلا من السنابل
ورفرفي على رمالنا جداول
تقدّمي إلى الأمام بالغبار بالدماء
بالبيارق المغبّره
بالخوذة المعفّره
بالبندقية المزمجره
بأغنيات النصر كالبراعم المنّوره ..
تقدّمي بكلّ ما قد ألبستك أمّك الحرية المظفّره
في بور سعيد في المدينة الملوّحه
بزهرة انتصارنا على المدى مفتّحه ..
تقدّمي يا – مصرنا – المجنّحه
حمامة مسلّحه ..
تقدّمي , ففي الطريق مارد
قد أطلقته من أحشائها العواصف
ومن يقل عثار مارد
كبت به الجراح غير مارد ....
فليحتشد فلاّحنا الهمام بالمحراث والشراشر
وليأت كلّ غائب
ليأت عامل النسيج والمشرّد الطريد
والجائع المسافر الذي غدا خبز الطريق
ليأت صيادوك يا أمواجنا المهجورة الهوادر
ليقطفوا ثمارك النواضر
الآن في سمائنا أسراب أنجم الشعوب
تزرع السلاح والسّنابل
فلنرم إخوتي البواسل
شباكنا على السلاسل
***
يا إخوتي وطائر الحصاد
لا يبرح الأسلاك والحدود
رغم غزوة الجراد والرماد
وأنه من غير زاد
ورغم ألف ليلة وليلة من السهاد
في الصباح حينما جرت , جداول الصباح
أبصرته موّرد الجناح
في عنفوان سكرة الأحلام
...إنّ ماردا من صلب بور سعيد
من صلب بندقية سورية على الحدود
يحمله في هودج من السنابل
وأنّ ألف ألف مارد
يشيّدون حوله وهم يغرّدون
قصرا من السنابل
وأنّ منها ماردا قد طار ثم عاد
من معسكر الجياع
من الخيام
الراعشات في مشانق الظلام
قد طار ثم عاد
على الجناح
هودج الفلاّح
لعرشك المجيد يا أخي المجيد
يا سلطان ..
ففي الركاب ألف ألف شمعدان
و ألف ألف صولجان
***
هذا الذي رآه طائر الأمل
أوحى له بأن يطير في الصباح
لخيمة الفلاّح
وأن يقول ما رأى ...
يا إخوتي فلنفرد الخطى
على الطريق أشرعه
ولنمخر الحدود
الدرب لا تقل طويل
وزادنا قليل
قنديلنا بلا قتيل
فخبزنا من موسم السنابل الجديد
ومن بعيد
ترفرف الميناء
حمامة بيضاء
في منقارها غصن من الضياء.
ابن الزهراء الزهراء محمد فكاك.



#ابن_الزهراء_ابن_الزهراء_محمد_محمد_فكاك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا لم يؤجل السادات سقوطه ريثما أنهي قصيدتي؟ صقر عليشي-دمش ...
- هل انحط الفكر البرجوازي الاصلاحي إلى درجة الاستسلام واليأس م ...
- خريبكة يا جوهرة سرقكك وهربك مستعمرو الفوسفاط والانتهازية الو ...
- لنبن الحزب تحت نيران العدو للشهيد الكبير عبد اللطيف زروال وح ...
- من باعوخذل الثورة المغربية الخطابية والبروليتارية العمالية و ...
- هل كنتم أنتم وأسيادكم تحلمون بوضع أرجلكم الوسخة على أرض العر ...
- يا نساء المغرب،اخرجن في الشوارع واهتفوا تحت لواء الحرية والم ...
- وإن تعجب فعجب كيف يحكم المغرب ويترأس حكومته ويداة ملوثثان بد ...


المزيد.....




- فيديو لرجل محاصر داخل سيارة مشتعلة.. شاهد كيف أنقذته قطعة صغ ...
- تصريحات بايدن المثيرة للجدل حول -أكلة لحوم البشر- تواجه انتق ...
- السعودية.. مقطع فيديو لشخص -يسيء للذات الإلهية- يثير غضبا وا ...
- الصين تحث الولايات المتحدة على وقف -التواطؤ العسكري- مع تايو ...
- بارجة حربية تابعة للتحالف الأمريكي تسقط صاروخا أطلقه الحوثيو ...
- شاهد.. طلاب جامعة كولومبيا يستقبلون رئيس مجلس النواب الأمريك ...
- دونيتسك.. فريق RT يرافق مروحيات قتالية
- مواجهات بين قوات التحالف الأميركي والحوثيين في البحر الأحمر ...
- قصف جوي استهدف شاحنة للمحروقات قرب بعلبك في شرق لبنان
- مسؤول بارز في -حماس-: مستعدون لإلقاء السلاح بحال إنشاء دولة ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ابن الزهراء ابن الزهراء محمد محمد فكاك - بهذا المعنى تبقى المقاومة المغربية الديمقراطية الثورية هي البديل عن القيادات االبرجوازية التي بتخاذلها صعدت القوى الفاشية الارهابية للاخوان لحزب بنكيران الظلامي ،وحتى لا يضيع المغرب مغرب عبد الكريم الخطابي وسط الخضوع والاستسلام والهزيمة