أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - عبد الحليم البقالي - نحو تحرير جميع أسرى الحرب الطبقية بالمغرب















المزيد.....

نحو تحرير جميع أسرى الحرب الطبقية بالمغرب


عبد الحليم البقالي

الحوار المتمدن-العدد: 4519 - 2014 / 7 / 21 - 16:31
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


من أجل التشهير بالاعتقال السياسي في المغرب الراهن

نجح، مرحليا، النظام اللاوطني اللاديمقراطي اللاشعبي القائم في المغرب في إحكام قبضته الحديدية على نضالات الجماهير الشعبية، واستطاع أن يخنق المد الجماهيري في أكثر من موقع، إذ فتح أقبية السجون ليزج بكل صوت مناضل حر يناضل في سبيل تحقيق عالم أفضل، وقد جند لإتمام مهمته التضليلية والخداعية للرأي العام الوطني والدولي ترسانته الإعلامية البرجوازية ومن يدور في فلكها، حيث لا يتم التطرق لقضية الاعتقال السياسي في المغرب الراهن –الآن وهنا- إلا وفق مقاييسه وبالشكل الذي يرتضيه ويخدم مصالحه الطبقية.
كما تم توجيه "نضالات" مختلف لجان الدعم والمساندة للمعتقلين السياسيين في المغرب بطرق مباشرة وغير مباشرة وهو ما يتضح جليا في طبيعة التعامل الانتقائي مع ملفات المعتقلين السياسيين الذين عرفهم الحراك الشعبي، فكم من وجه مطمور غير معروف بتاتا، وكم من إسم يتم تشنيف الأسماع به باستغلاله كفقاعة قصد تأثيث المشهد "الديمقراطي" وتسجيل موقف "الانفراج" و "الحرية" في التعامل مع موضوع شديد الحساسية في حجم موضوع الاعتقال السياسي، وذلك كواجهة للتسويق.
إن تسجيلنا لهذه الملاحظة لم تأت استجابة لموقف مبدئي قبلي من السياسات المتبعة من طرف النظام الطبقي القائم –وهو أمر مشروع بالنسبة لمن يحلل انطلاقا من عُدًّة مفاهيمية ونظرية متماسكة في التحليل- ولكن نتيجة مادية لما عانيناه بشكل ملموس في كل من السجن المحلي بالحسيمة وسات فيلاج بطنجة كمثالين مصغرين لما يجري بباقي معتقلات القهر والعار بمختلف مناطق وطننا الجريح، فهذين السجنين يعجان بالمعتقلين الذين تمت متابعتهم واعتقالهم على خلفية التعاطف والمشاركة الفعلية في مظاهرات الشعب المغربي من أجل المساواة والكرامة والعدالة الاجتماعية، لكن للأسف الشديد لا يتم ذكرهم من طرف من يهتم بالشأن السياسي بل يُتركون يصارعون ويلات الجحيم داخل السجون في عزلة تامة، وهو ما يتطلب من المناضلين الشرفاء المخلصين لتضحيات أبناء شعبنا أن يُولوا المزيد من الاهتمام لهذه الذوات التي تضحي بزهرة شبابها من أجل حلم كان يمكن أن يعود بالخير العميم على الجميع لو اكتمل.
انطلاقا من قناعاتنا المبدئية التي ترسخت في درب النضال ونمت بفضل صمود الجماهير الشعبية ومدى سخائها في منح المزيد من التضحيات في سبيل تحقيق هدف التغيير الثوري المنشود باعتباره الحل الوحيد والأوحد لتخليص شعبنا من نير الاستغلال والاضطهاد الطبقيين، يتأكد لنا بالملموس من خلال المعاينة المادية لمختلف وقائع الصراع الطبقي أن قضية الاعتقال السياسي قضية طبقية في جذورها وتجلياتها، وأن وَهْم المصالحة مع النظام الطبقي القائم مجرد شعار أجوف لا يمكن أن يلبي سوى بعض الطموحات من ذوي الأفق الضيق، وهو ما يفرض بقوة على المناضلين الثوريين بمختلف مواقع تواجدهم فتح أكثر من جدار وزلزلة مختلف مظاهر الفلَكْلَرة التي تدعي التضامن مع المعتقلين السياسيين في المغرب من أجل طريح بديل حقيقي يقوم أساسا على التشهير بالاعتقال السياسي في المغرب الراهن نحو تحرير جميع أسرى الحرب الطبقية، لأن كل من يوجد قيد الاعتقال على خلفية الاحتجاجات الشعبية يستحق أن يدخل ضمن دائرة أسرى الحرب الطبقية في المغرب الراهن دون أدنى تحفظ، وفي هذا الصدد فإنه يتعين وضع قوائم ولوائح بأسماء وصور المعتقلين السياسيين غير المعروفين و "المشهورين" مع كتابة مختصرات عن سيرهم الذاتية لإبرازها في مختلف محطات النضال كوسيلة أولية للتشهير بقضيتهم التي هي في العمق قضية جميع من يتعاطف مع قوى صف التغيير، ولم لا تكون الحركات المناضلة والمتواجدة في مقدمة نضالات الشعب المغربي هي السباقة للقيام بهذه المهمة النضالية التي لا تحتمل المزيد من التأجيل، وهنا أقصد على وجه الخصوص : حركة المعطلين بقيادة الإطار التقدمي الصامد الجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين بالمغرب و الحركة الطلابية بقيادة ممثلها الشرعي أوطم، لإعتبارين موضوعييين يتجلى أولهما في كونهما من يمد الحراك الجماهيري الشعبي بالطاقات النضالية الخلاقة، وثانيهما في حصتهما الكبرى من جحيم الاعتقالات.
إن مسألة التعاطف مع المعتقل السياسي ينبغي أن تتجاوز النظرة السطحية المنطلقة من الوازع الأخلاقي عبر الإحساس بـ"الظلم" المسلط على شخص أو تيار أو حركة سياسية وجماهيرية، إلى استيعابها في مسارها الصحيح باعتبارها واجبا نضاليا يتعين استحضاره والنضال من أجله لفضح السياسات الرجعية للنظام القائم والمساهمة في تعميق عزلته الداخلية والخارجية من أجل كسب المزيد من الفرص لتغليب كفة قوى الطرف الثوري النقيض : إنه في هذا الاتجاه ومن أجل هذا الهدف ينبغي مراكمة الأشكال النضالية وحشد الدعم والمساندة الشعبيين للمعتقلين السياسيين، فالوقت ليس وقت محاباة أو مجاملة أو مطالبة للصفح وإعلان التراجعات عن القناعات والمباديء، بل العكس تماما هو الذي ينبغي أن يسود لأنه بقدر ما يسهل على النظام ملء أقبية سجونه وزنازينه بالمناضلين والمتعاطفين مع الحركات الجماهيرية المطالبة بالتغيير، فإنه بالقدر نفسه-أو يزيد- تتصلب قناعات هؤلاء الوافدين الجدد إلى جحيم المعتقلات، وهو ما لمسناه في عدد من الطاقات الشابة التي ولجت سجون النظام واستطاعت أن تراكم يوما بعد يوم صمودها وتحديها لتدخل في خطوات نضالية أشد تعقيدا من داخل هذه المعتقلات، لكن وللأسف الشديد لا من ينقل أخبارها خارج أسوار الجحيم هذه.
إن الانخراط في عملية التشهير بكافة المعتقلين السياسيين من طرف المناضلين الثوريين المخلصين لتضحيات شعبنا منذ الاستقلال الشكلي مرورا بمختلف المحطات النضالية الكبرى من انتفاضات شعبية عارمة وغيرها من أشكال ملاحم النضال والصمود المُسطرة بدماء الشهداء وقضاء أكثر من عُمُرٍ خلف القضبان، يبرز جوهر الاختلاف بين من يتبنى القضية في شقها الحقوقي البرجوازي –وهو أمر مرغوب فيه ولكنه ليس كأفق نهائي- حيث لا يخرج عن إطار النظرة الإصلاحية والمهادنة (وهنا لا يتم سوى الحديث عن إطلاق السراح) وبين من يربط قضية الاعتقال السياسي بالمدلول الطبقي وبهدف إنجاح مسلسل التغيير الثوري برمته، حيث يحضر بقوة الحديث عن تحرير المعتقلين السياسيين بما يحمله مفهوم التحرير من دلالات مرتبطة بتثوير النضالات الشعبية ومن ضمنها نضالات الدعم والمساندة للمعتقلين السياسيين.
ويبقى أفضل دعم يقدم للمعتقل السياسي هو الوفاء لجوهر قضيته وإبرازها إلى العلن باعتبارها قضية طبقية تساهم في كشف الوجه البشع لما تنهجه الرجعية الحاكمة من سياسات طبقية تروم قمع الأصوات المناضلة وتكميم الأفواه عبر سلب الحريات والعمل على الانتقاص من كرامة المناضلين عبر الزج بهم في غياهب السجون وطمس قضيتهم وأخبارهم، فكب لا نساهم في إعادة إنتاج نفس الرؤى والصور النمطية حول هذا الموضوع يلزم بكل جدية ومسؤولية الرقي باهتمامنا بقضية المعتقل السياسي إلى المستوى الذي يضمن فعل التشهير السياسي ضد الممارسات الرجعية للنظام الطبقي القائم، وعدم الاكتراث بالضجيج والفقاعات المصطنعة للتركيز على حالات معزولة، لأن الضحايا من أسرى الحرب الطبقية الضروس تتجاوز المئات في مغربنا الراهن.

عبد حليم البقالي -معتقل سياسي سابق



#عبد_الحليم_البقالي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إعادة بناء أوطم وتحصين المكتسبات الطلابية رهين بترسيخ الفكر ...
- في سبيل التغيير الثوري
- بيان إلى الرأي العام الوطني والدولي: -المطرقة تكسر الزجاج لك ...


المزيد.....




- مدير CIA يعلق على رفض -حماس- لمقترح اتفاق وقف إطلاق النار
- تراجع إيرادات قناة السويس بنسبة 60 %
- بايدن يتابع مسلسل زلات لسانه.. -لأن هذه هي أمريكا-!
- السفير الروسي ورئيس مجلس النواب الليبي يبحثان آخر المستجدات ...
- سي إن إن: تشاد تهدد واشنطن بفسخ الاتفاقية العسكرية معها
- سوريا تتحسب لرد إسرائيلي على أراضيها
- صحيفة: ضغط أمريكي على نتنياهو لقبول إقامة دولة فلسطينية مقاب ...
- استخباراتي أمريكي سابق: ستولتنبرغ ينافق بزعمه أن روسيا تشكل ...
- تصوير جوي يظهر اجتياح الفيضانات مقاطعة كورغان الروسية
- بعد الاتحاد الأوروبي.. عقوبات أمريكية بريطانية على إيران بسب ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - عبد الحليم البقالي - نحو تحرير جميع أسرى الحرب الطبقية بالمغرب