أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاسم محمد كاظم - وأخيرا:- عزفت ديمقراطيتنا لحنها الأخير














المزيد.....

وأخيرا:- عزفت ديمقراطيتنا لحنها الأخير


جاسم محمد كاظم

الحوار المتمدن-العدد: 4519 - 2014 / 7 / 21 - 11:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


وأخيرا:- عزفت ديمقراطيتنا لحنها الأخير
تعرف الديمقراطية بأبسط الكلمات بأنها نظام للحكم يقيم العلاقات بين أفراد المجمع وفق مبدأ المساواة مابين المواطنين ويضمن مشاركتهم الفاعلة في وضع التشريعات التي تنظم لهم الحياة وفق مبدأ الشعب هو مصدر السلطة أو هي حكم الشعب لصالح الشعب بواسطة الشعب .
دخلت الديمقراطية تربة ارض الرافدين بعد نهاية التاريخ وموت الإنسان كما يقول فيه ميشيل فوكو وجلست فوق أنقاض ديكتاتورية عسكرية مقيتة وبدل أن تبتدئ بتاريخ جديد وتدون لنفسها كما دون الرومان لجمهوريتهم فإنها سارت على نهايات درب الدكتاتورية السابقة .

أدركت الحوزة الدينية حجم مكونها الهائل لذلك أصرت على أن يكون نظام الحكم برلمانيا لأنها ببساطة تضمن الهيمنة الشيعية على كل المؤسسات والتشكيلات الحساسة للدولة من هيئة المخابرات . الاستخبارات . الأمن الوطني . الهيئات العسكرية المتنفذة إلى السيطرة المالية على مؤسسات الدولة .
وان أعطت هذه الحوزة تنازلات كبيرة جدا من اجل إصدار الدستور بشكله الحالي لكل المكونات الأخرى وان كانت لا تعرف مسبقا حجم الكارثة التي ينذر بها هذا الدستور مستقبلا .
ومن داخل الصف الشيعي تصارعت كل الكتل السياسية على الفوز بزعامة هذا المكون والانفراد بمسك مقود السلطة .
استغلت الطبقة الحاكمة الجديدة الديمقراطية أبشع استغلال وكان شعارها المخفي في طيات نفوسها " جئنا لنبقى " ونمت لها حاشية من المتملقين والأذناب والمستثقفين ولاعقي القصع يجملون لها ما تفعل من خلال الأعلام الاستهلاكي المغشوش .
وشرع الديمقراطيون الجدد لأنفسهم ما لم يشرعه السلاطين والملوك والأباطرة من النقد والامتياز إلى نكاح الصغيرات .

وإذا كان قانون الديمقراطية هو الفصل مابين السلطات فان شعار الديمقراطيين الجدد هو مسك كل السلطات القضائية .التشريعية إلى التنفيذية فأصبح رئيس القضاة و رئيس الشرطة فالمفتش العام والمدير العام حتى البواب من طبقة الحزب الحاكم ثم نسمع بعد ذلك الترنيمة المضحكة المنادية بفصل السلطات .

وإذا كانت الديمقراطية تضمن نفسها من خلال المؤسسات المنتجة للخدمة والبضاعة كما يقول التصنيف الاقتصادي السياسي الحديث المؤمن بالتغيير فان الديمقراطية العراقية أنتجت مؤسسات من نوع خاص تتمثل بمجالس الإسناد وشيوخ العشائر والمليشيات المسلحة وتضخيم المؤسسة الدينية وتحويل العراق إلى كاتدرائية هائلة بعقيدة جامدة لا تعرف سوى لغة الإتباع والطاعة العمياء .

احتضرت ديمقراطيتنا بعد عامين فقط من تأسيسها المبني على الشراكة الوطنية واستحوذ الحزب الحاكم عل مقاليد الأمور وترك الآخرين يضربون أخماسا بأسداس وبدل قانون الشراكة في أدارة الدولة وصلت الأمور إلى الاشتباك في مواجهة غير معروفة النهاية .

أخطئت الديمقراطية العراقية بأول أخطائها القاتلة حينما ساندت السلطة الديكتاتورية في سوريا وتمردت عل عرابها الأميركي ولم تدرك بهذا العمل اللاشعوري بأنها انزلقت بحرب طائفية قوامها الدولة الشيعية في العراق مع التنظيمات السلفية في بلاد الشام ووجدت الأخيرة لنفسها الذريعة بنقل الحرب إلى داخل العراق الديمقراطي بالاستفادة من حالة المد والجزر مابين المكونات والطوائف المحتربة مع بعضها لنصرة من يساندها بالمذهب والمعتقد .

تحسرت أميركا في آخر الأمر لأنها ضحت ب 5 ألاف من خيرة شبابها لإقامة ديمقراطية جديدة في الشرق الأوسط وخاب توقع بوش الابن ولم يماثل توقع لورنس العرب من إسرائيل قبل أكثر من نصف قرن .
وبدل أن تجني إمبراطورية العم سام ثمار الديمقراطية اللذيذة وجدت نفسها تغرق في مستنقع موحل وسلطة تعج بالمليشيات المسلحة وطريق يمتلئ بالعبوات الناسفة عاد فيه التاريخ إلى الوراء بظهور أنظمة للحكم تعود إلى ما اقبل ظهور الحضارة والإنسان وزمن عادت فيه الحروب الدينية مابين الطوائف المتناحرة بعدما نسيها التاريخ طويلا .

وبدل أن يجني المواطنون ثمار الديمقراطية ويتقدم بة التاريخ إلى الأمام فأنة عاد إلى الوراء آلاف من السنين وتساقطوا في الشوارع والأزقة ووصل الأمر بهم إلى التهجير وتهديم المنازل في حالة لم يشهدها تاريخ العراق قديمة وحديثة .
وتمنى البعض حكم الديكتاتوريات بدل هذه الديمقراطية الممتلئة بالمليشيات التي قتلت من العراقيين في 5 سنوات مالم تقتله إسرائيل وكل منظماتها من الهاغانة والبلماخ والأرغون من الفلسطينيين في 50 سنة .

ديمقراطيتنا الموقرة بدل أن تفصل السلطات وتحررها فأنها عملت على فصل الدولة وتفكيكها بعضها عن بعض وبدل أن يتشارك السكان بوضع التشريعات المنظمة لحياتهم فأنهم اشتبكوا بحرب طاحنة ربما لا يجيب التاريخ الحديث عن نهايتها المتوقعة .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
جاسم محمد كاظم



#جاسم_محمد_كاظم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وتفتت عراقك ياعبد الكريم قاسم
- نبارك مقدماً لكردستان استقلالها المجيد
- العراق : من التكوين البريطاني إلى التقسيم في العهد الطائفي
- نوري المالكي .. والخطوة الحاسمة التي لم تكتمل
- الحرب العادلة وحرب التحرير والحرب الأهلية . في المفهوم المار ...
- ماذا سيقول -القرموطي - عن انهزاميي الموصل
- متى يسكت المستثقف العراقي عن النباح بان العراق بلد الحضارة ؟
- الاشتراكية يبنيها الحزب الطليعي القائد ... وليس الديمقراطيات ...
- هكذا توقع الاقتصاديون ....العراق في العقد التسعيني كوريا جنو ...
- في بلاد الهندوس .. عرفنا من هم برابرة الحضارة ومن هم بناتها
- عقدنا السبعيني : ذلك العصر الذهبي الذي لن يعود
- لاؤلئك الخاسرين الذين شتموا الناخب .. ثنائية - التذاكي والتغ ...
- الديالكتيك المعاكس - حين يرتجع المجتمع من التنظيم الاشتراكي ...
- ماركس . لينين .كيف تنتصر البروليتاريا على فلول البرجوازية ال ...
- مجال عمل الحزب الشيوعي - اليوم وغدا - الواقع والطموح
- لنكمل طريق -ماركس- بدل الاختلاف والخصام
- أخي .. جاسم الأزيرجاوي _ لا تركبها محددة _ 1
- لينين :- الاشتراكيون الديمقراطيون - أعداء الماركسية ومحرفيها
- ماركس – لينين . التوافق والاختلاف
- القيادي والعاطفي في التنظيم الشيوعي . أنا والرفيق النمري نمو ...


المزيد.....




- وزير خارجية الأردن لـCNN: نتنياهو -أكثر المستفيدين- من التصع ...
- تقدم روسي بمحور دونيتسك.. وإقرار أمريكي بانهيار قوات كييف
- السلطات الأوكرانية: إصابة مواقع في ميناء -الجنوبي- قرب أوديس ...
- زاخاروفا: إستونيا تتجه إلى-نظام شمولي-
- الإعلام الحربي في حزب الله اللبناني ينشر ملخص عملياته خلال ا ...
- الدرك المغربي يطلق النار على كلب لإنقاذ فتاة قاصر مختطفة
- تنديد فلسطيني بالفيتو الأمريكي
- أردوغان ينتقد الفيتو الأمريكي
- كوريا الشمالية تختبر صاروخا جديدا للدفاع الجوي
- تظاهرات بمحيط سفارة إسرائيل في عمان


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاسم محمد كاظم - وأخيرا:- عزفت ديمقراطيتنا لحنها الأخير