أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سامى لبيب - نظرياتى فى فهم الوجود والحياة والإنسان .















المزيد.....

نظرياتى فى فهم الوجود والحياة والإنسان .


سامى لبيب

الحوار المتمدن-العدد: 4517 - 2014 / 7 / 19 - 18:40
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


-نحو فهم للوجود والحياة والإنسان (16) .

مازلنا فى بحثنا الدؤوب نحو فهم الحياة والوجود والإنسان كما نسعى لتبديد مفاهيم مغلوطة ترسخت وإستبدت لتنتج رؤى لم تكتفى بمغالطتها بل شوهت حياتنا وإستجلبت الألم والمعاناة البشرية .
هذه محاولة متواضعة منى لتقديم رؤية ووعى بالوجود والحياة والإنسان من خلال نظرياتى ورؤيتى الفكرية التى لن تزيد عن وضع أحجار على الطريق تهدينا السبيل نحو ماهية الوجود والحياة كما لن تزيد بحال من الأحوال عن كونها إبداع إنسانى نسبى محكوم بلحظة زمنية أدركت النسبية وتحررت من المطلق لتتعاطى مع الوجود وفق رصد وإنطباعات ورؤى خرجت من طبيعة إنسانية تتوسم فهم حقيقى وإيجاد علاقات تقترب من الصحة لمفردات الطبيعة والوجود لتتكأ على التعاطى مع الوجود المادى كما هو بدون إضافة أشياء ليست فيه .

* نظرية إستحالة التطابق .
لا يوجد مشهد فى الوجود يتطابق مع مشهد آخر والتطابق هنا يعنى تمام نفس المكونات والجزيئات والذرات وترتيبها فلا يعتريها الزيادة أو النقصان فى التكوين والمحتوى لنقول أن الوجود يمنحنا المتشابهات ولكن يستحيل أن نحظى على متطابقات .
يرجع إستحالة التطابق لأن أى منتج طبيعى أو صناعى هو نتاج لظرفه المادى الموضوعى محكوماً بأبعاده الثلاثة مع دخول عامل الزمن كبعد رابع فى المعادلة لنجد أطراف المعادلة يستحيل ان تتكرر حدودها لتنتج كيانات متطابقة .
وجوهنا أجسادنا لا تتطابق .. بصمات أصابعنا لا تتطابق أى بصمة فيها مع بصمة أخرى لذات الإنسان أو مع غيره..لا توجد ثمرة تتطابق مع ثمرة أخرى ..لا توجد ورقة شجر تتطابق مع ورقة شجرة أخرى من تريليونات التريليونات من أوراق الشجر ..لا يوجد جناح فراشة يتطابق مع جناح فراشة أخرى منذ بداية الوجود الحى..ولا ظهر سمكة يتطابق مع ظهر سمكة أخرى وسط مئات التريليونات من الاسماك .!
لن تقف الأمور عند هذا بل الصوت الصادر من حناجرنا لا يتطابق مع الذبذبات الصوتية لإنسان آخر فبالقياس الدقيق للموجات الصوتية وجدنا إستحالة أن يتطابق صوت مع صوت..صحيح الأذن ستجد تشابه وتماثل ما مثل رؤيتنا للبصمات والصور ولكن من المستحيل ان نجد تطابق لصوت أو بصمة أو صورة.. وقس على هذا أى محتوى فلن يتطابق مع محتوى آخر فيستحيل أن تجد تطابق فى أى مظهر حياتى أو وجودى .
يستحيل أن تتطابق لوحة فنية مع أخرى لذا نقول هذه نسخة مُزيفة ومُقلدة من العمل الفنى الأصلى , بل الفنان الأصلى مثل ليوناردو دافنشى لو أراد ان يرسم الموناليزا مرة ثانية فيستحيل أن يرسم نفس اللوحة بصورة متطابقة للأصل مهما توخى الدقة.!
لا توجد لوحة تشبه أخرى حتى لو حاولنا أن ننسخها بدقة ومهارة لأن أى لوحة تعبير وإحساس عن لحظة عصبية مادية محددة متأثرة بكل الأبعاد من زمان ومكان علاوة على تأثر اللون بالحرارة والضوء فلن يكون اللون بالأمس هو نفس لون اليوم .
كل موسيقى الدنيا من سبع نغمات ليكون التنوع والغزارة فى الإنتاج من عملية مصفوفات وتشكيلات وتوافيق لهذه الأنغام فهل من هنا يمكن فهم الحياة كتشكيلات وتنوعات عشوائية انتجت اشياء متباينة أوجدنا لها معنى بينما مفرداتها ليست بذات معنى .
تدافع أمواج البحر نراه مشهد نظامى بينما لا يوجد أى نظام فى مفرداته فيستحيل أن تجد موجة تتطابق مع موجة من تريليونات التريلونات من الأمواج ولكننا لا ندرك ذلك بل نرى المشهد العام كمتشابهات فهاهى أمواج تتلاطم لنقول انها تسير فى منظومة بينما هى عشوائيات تنتج دوماً أمواج لا تتطابق فيها موجة مع اخرى عبر الزمان والمكان ولكننا نضعها فى منظومة من المتشابهات فنحن لا نتحمل الحياة فى تكوينات عشوائية غير مترابطة لنخلق حالة نظامية نتعايش معها فما نتصوره نظام هو حالة تقارب لسلوك المادة تحت ظرفها الموضوعى الذى سينتج مليارات المشاهد المتشابهة ولكن يستحيل أن يمنحها التطابق .
أنا مختلف عن ذاتى من لحظة لأخرى فلا تتطابق حالتى الجسمانية مع اللحظة التالية فهناك تغيرات إنتابتنى بفقدان خلايا وإحلال خلايا مكانها كذلك فى مخزون الطاقة الذى يتغير دوماً ولك أن تدرك هذا بمراقبة أى نشاط حيوى .. فهمنا المغلوط للوجود اننا خلقنا الثبات والسكون فى وجود لا يكف عن الحركة وإنتاج صوره الغير متطابقة .
عدم إدراكنا لفكرة إستحالة التطابق ستجعلنا نضع الوجود فى صور ذات منظومات ومصفوفات واحدة لننحو تجاه التعسف وإختزال الأشياء بشدة ,لتقودنا دوائر الإختزال لفكرة تفرد الإنسان بالوجود وليمتد الخيال بأننا مركز الكون وأن كل الأشياء صُنعت من أجلنا .
نظرية إستحالة التطابق تدعم بقوة الرؤية المادية للوجود وتؤكد عشوائيته ,وعدم الغائية فيه ولا وجود لصورة وأصل فكل الصور مختلفة ومن هنا لا توجد صورة بدئية متفردة لتأتى صور تتطابق معها فكل الصور فى سياق سلسلة لا نهائية تكون بدئية وتابعة فى نفس الوقت فى إطار النسبية كما يفتح فهم استحالة التطابق الآفاق إلى فهم سرمدية الوجود المادى من عدم وجود صورة تستطيع أن تؤكد أنها البدء .
خطأ الفلسفات المثالية انها تغفل التغيير الذى يحتم عدم التطابق فهى ترى أن المشاهد متطابقة مع إهمال عامل الزمان والمكان الذى غير من ملامح المشهد لتصر على بقاء المشهد كما هو لتخاصم هذه الفلسفة وتعاند التطور والحركة والتغيير فتجلب التخلف والتشوش بالضرورة.
نحن نعيش الوجود بصيغ متشابهات .

* نظرية استحالة اللاقيمة ..لا يوجد شئ اسمه صفر مطلق ولا قيمة تؤول للصفر.
الرياضيات تقدم مفاهيم مثالية تقريبية إنسانية تصطدم فى بعض الأحيان بماهية الوجود فنحن نقول رياضياً الصفر والقيمة التى تؤول للصفر فهل يوجد فى الوجود شئ اسمه صفر مادة وقيمة تؤول للصفر .!
الصفر يعنى إنعدام تام للقيمة أى العدم بينما الحقيقة الوجودية تقول أن الصفر إنعدام حالة وليس إنعدام وجود لتكمن مشكلة وعينا المغلوط بالوجود أننا نعمم إنعدام الحالة ليشمل إنعدام الوجود .. يمكن القول أن جيبى يحتوى على صفر نقود أو طماطم ولكن لا يعنى أنه خاوى بصفر مطلق فسيوجد به محتويات من جزئيات صغيرة لتبغ أو طعام أو حلوى .أى أن الصفر نسبى وليس مطلق ,ليرمى التعميم بالصفر المطلق إلى القبول بالصفر مادة وتمهيد الطريق لفكرة العدم وتقبل فكرة أن من الصفر مادة جاءت مادة .
لا توجد مادة جاءت من الصفر المطلق ولا توجد مادة ستفنى لتصل للصفر وعليه لا يوجد شئ اسمه قيمة تؤول للصفر فهى رؤية تقريبية انسانية تعنى ضآلة المادة ولا تعنى الصفر .
الإنفجار الكبير يتم فهمه بشكل خاطئ متعسف كونه مادة جاءت من الصفر لنجد أنفسنا أمام إدراك مهترئ إحتيالى بالرغم من عدم وجود أى إتساق لهذه النظرية مع قصة الخلق الطينية الساذجة والأيام السته ,فالإنفجار جاء من مادة شديد الكثافة حتى ولو بحجم رأس الدبوس وليس من عدمية مادة فهناك رأس دبوس الذى يُبدد فكرة العدم والصفر الرياضى المطلق .

* نظرية إستحالة وجود خط مستقيم مثالى وإستحالة تفرده .
لا يوجد شئ اسمه الخط المستقيم المتفرد وإنقيادنا لفكرة خط مستقيم كوجود متفرد خلق نهج تفكير أفسد وعينا عن الوجود .
يترسخ فى ذهننا وجود الخط المستقيم كمعلومة هندسية درسناها فى المدرسة لنبنى بعد ذلك عليها كل الفكر الهندسى ولا تكتفى الأمور بحسابات هندسية بل تدخل فكرة الخط المسقيم كنهج تفكير ووعى وسلوك لننتج من الخط المستقيم أيدلوجية وفلسفة تفكير معوجة فهناك دوماً فى رؤيتنا نقطة إبتداء ونقطة إنتهاء متفردتان ونقاط متتالية بينهما فهكذا وعينا ,ولكن هل يوجد فى الوجود شئ اسمه خط مستقيم متفرد .؟!
بداية لا يوجد شئ اسمه خط مستقيم كرؤية مثالية فلا يوجد خط فى الوجود سيحافظ على إستقاميته ومثاليته بدون أدنى انحراف وتغير ولكن دعونا نقول أيضا أنه لن يوجد خط مستقيم إلا ضمن وجزء من خط مغلق ويستحيل أن تجد خط مستقيم متفرد بذاته لذا من الأهمية بمكان إدراك هذا والوعى به حتى لا نقع فى خطأ رؤية مغلوطة للوجود ويمكن الإستدلال على ذلك بمراقبة أى صورة ومشهد وجودي لتجد أن أى خط نراه مستقيم أو منحنى هو جزء من خط مغلق فى النهاية وإرتباط أى خط بالكل فلا توجد بدايات ولا نهايات متفردة .
أعتبر إستحالة وجود خط مستقيم متفرد متحرر من الإرتباط عن خط مغلق نظرية كوننا نستطيع تطبيقها على أى مشهد وجودى فتحققها أى لو تعاطيت مع أى مشهد مادى فلابد أن تجد الخط ضمن منظومة منغلقة وليس مفتوحاً سواء كمستقيم أو منحنى وعلى هذا الأساس يمكن التعاطى مع أى مشهد وعلاقات وتاريخ وفكر إجتماعى بعدم وجود نقطة بداية ونهاية لنتتبع امتدادات أى قضية وكلما حصلنا على إمكانية رصد نقاط كثيرة كلما تحسن وعينا ولكن لن نصل لمثالية الوعى وكلما أدركنا ان الخط المستقيم جزء من خط مغلق أدركنا جدلية الأشياء أما قضية الإقتصار على وجود بدايات ونهايات حادة للخط المستقيم سنكون بهكذا رؤية نفقد بوصلة وعينا بالحياة والوجود .
مشكلتنا فى فهم الوجود أننا نتعامل ببدايات ليس قبلها بداية ونهايات ليست بعدها نهاية لنسأل فى حيرة أيهما أسبق البيضة أم الدجاجة .لقد وقعنا فى إشكالية كبيرة أننا تصورنا أن هناك بداية لم تكن قبلها بداية لنسأل أى البدايات كانت الأول بينما الأمور لا تخرج عن عملية تحولات وتمظهرات مختلفة سرمدية للمادة لا تستطيع أن تقول ما هى البداية بل يمكن فقط أن نمسك فى جزئية من حال المادة عند لحظة تاريخية ضمن الخط المغلق .

* نظرية القشة التى قصمت ظهر البعير.
القشة التى قصمت ظهر البعير مثل شعبى لها معنى واضح للعيان يعنى أن تراكم الأعباء والضغوطات سيعطى نتائج وخيمة ليكون الإنهيار على أهون سبب ولكن هذا المثل من الناحية العلمية والفلسفية صحيح تماما وتعطى رؤى عميقة للوجود ,فالإنهيار يأتى عند لحظة معينة يكون إضافة كمية شديدة الضآلة مُحدثة للإنهيار لذا يكون رفرفة جناح طائر مساهم بشكل ما فى سببية حدوث إعصار ..وإضافة 1 جرام لجسم ينهار عند 2500 كجم هو مؤثر وفاعل ويؤدى للإنهيار فلا تستغرب هذا الأمر فيمكن فهم الحياة من خلال منظور القشة التى قصمت ظهر البعير بإدراك أن التحولات والتغيرات بتراكمها تحتاج لقيم شديدة الضآلة لكى تحدث حالة تغييرية .

* نظرية المستقيمان المتوازيان يلتقيان حتما .!
تعلمنا من الهندسة أن المستقيمان المتوازيان لا يلتقيان لتتغلف هذه النظرية الرياضية بمقولة طريفة يلقيها مدرس الرياضيات بأن المستقيمان المتوازيان يستحيلا أن يلتقيا إلا بإذن الله .. أقول أن المستقيمان المتوازيان لابد وحتماً أن يلتقيا رغم أنف فكرة الإله فمقولة أنهما لا يلتقيان هى رؤية رياضية مثالية لا تتحقق فى الوجود المادى بل فى خيال مبدع الهندسة الرياضية الفراغية لذا فهى مقولة خاطئة .
أنظر لخطوط الطول للكرة الأرضية فستجد إلتقاء خطوط الطول المتوازية فى النهاية .. سيتفهم البعض ما أعنيه من كون التوازى للخطوط يتم فى شريحة معينة لنجد الخطوط متوازية ولكن على امتدادهم سيلتقوا حتماً .
بالفعل تكون هذه الرؤية قريبة جدا من نظريتى ولكنى أتطرف أكثر وأقول ان أى خطان نراهما متوازيان حتى لو لأبعاد صغيرة لن يكونا متوازيان بشكل مثالى فلابد من وجود إنحراف شديد الضآلة لا نستطيع رصده وغير مؤثر فى المشهد العام – يأتى قولنا بحتمية إلتقاء الخطوط المتوازية من نظرية استحالة التطابق فالقوى المؤثرة على المستقيمان يستحيل أن يتطابقا فى المقدار والكمية ومن هنا فعدم تساوى وتطابق القوى المؤثرة على كل خط ولو بقيم شديدة شديدة الضآلة سيدعو هذا إلى إلتقاءهما حتما ولو بعد حين . كذلك ننفى توازى الخطوط من استحالة وجود خط مستقيم متفرد بدون أن ينتهى به الحال فى منظومة مغلقة كما أسلفنا .
تأتى مشكلة وعينا بالوجود من إهمال القوى الشديدة الضآلة الغير مُدركة نتيجة جهلنا برصدها أو بإعتبارها ليست بذات تأثير بينما تأثيرها فاعل شبيه بالقشة التى قصمت ظهر البعير .
من الأهمية بمكان إدراك أن توصيف القيمة هو تقديرنا وإنطباعنا ورؤيتنا الشخصية بل زاوية رؤيتنا أى نحن من نعتبر الأشياء صغيرة أو كبيرة وبذات تأثير أو بدون خاضعين هنا لنظرية النسبية التى أدركنا تمظهراتها قبل ان يخوض فيها أينشتاين ليأتى تفكيره متماسكاً بينما إنتاب تفكيرنا التشوش والمزج والخلط من تأثير الفلسفات المثالية .

* نظرية القمر .
إذا كان القمر يؤثر على ماء البحر بظاهرة المد والجزر فلما لا يؤثر على جزئيات الماء التى فى داخلنا بتأثير غير محسوس بشكل واضح ولا مُدرك ليستنتج الإنسان القديم علاقات ما مع القمر ونجد ما يسمى بعلم الأبراج وقراءة الطالع .
مثال آخر ندركه وهو تأثير أشعة الشمس على أجسادنا بشكل مؤثر فهى تساهم فى تكوين فيتامين D أو تحرق بشرتنا كذلك أهمية الشمس فى عملية التمثيل الضوئى للنبات بالرغم بعد الأشعة الشمسية عنا بمسافة 149.6 مليون كم !!
لا نستطيع نفى وجود تأثيرات مادية من الأجرام السمائية على أجسادنا وفق رؤية وحدة الوجود والتأثير بغض النظر أننا لا نستطيع تحسس تأثيرها المباشر علاوة على جهلنا وعجزنا عن رصد تأثير الأشياء شديدة الضآلة.
نحن نعيش فى وحدة وجود ومؤثرات الكل على الكل والكل على الجزء حتى لو لم تكن مُدركة ومَعلومة ومقاسة بشكل تطبيقى ومن هنا نقول إستحالة إنعدام التأثير ومن نظرية اللاصفر المطلق سنجد لابد من وجود تأثير ما ولو ضئيل غير مُدرك .فالوجود وحدة فيزيائية كيميائية مؤثرة ونحن جزء منها .

* نظرية البحث عن إنتاج علاقة .
كل فهمنا ووعينا للحياة والوجود بناء عن تبنى علاقات بين الاشياء توصلنا إليها من خلال عمليات رصد وربط فمانراه من نظام هو العلاقات التى أوجدناها نحن بين الأشياء ليكون فهمنا للوجود من خلال ما توصلنا إليه بإيجاد علاقات بين مفرداته .
الأعداد 1 ,2 ,3 , 4 نعتبرها متسلسلة نظامية كذلك يمكن أن نجد مجموعات نظامية أخرى مثل 2-5-8-11 ومجموعة 2- 4- 8- 16 فالأولى متوالية عددية والأخرى متوالية هندسية ولكن لو وجدنا مجموعة 3- 9 -81 فسنقول انها مجموعة عشوائية لجهلنا العلاقة بين حدودها ولكن لو قلت أن هذه المجموعة تعتمد على تربيع كل حد ليعطى الحد التالى فهنا سنقول هذه المجموعة نظامية ولو قلت لك مجموعة 7-5- 3- 5-7 فستعتبرها عشوائية أيضا لأقول لك أننا يمكن تنسيقها فى نظام فهى مجموعة تقل بمقدار -2 لتصل لرقم 3 فتنقلب لزيادة +2 وكذلك مجموعة 8-6-4-8- 16 يمكن ان اوجد لها علاقة نظامية فهى متوالية عددية تقل -2 حتى تصل لرقم أربعة لتزيد بالضرب فى 2 .
ما أريد قوله هو أننا نبدع فى إيجاد علاقات بين الأشياء فقولنا متوالية عددية أوهندسية هى من إبداعنا ومن هنا نقول هناك نظام بينما قولنا عن الشئ عشوائى يأتى من عجزنا عن إيجاد علاقات لجهلنا أو صعوبة وتعقيد العلاقات ولكن يمكن ان نجرب ونجتهد لو أردنا ذلك لنبدع علاقات .
لننظر سويا إلى التسلسل التالي 17839748591234507843264938746574605لنرى أن هذا التسلسل لا نظام ولا تصميم فيه لعدم وجود علاقات إعتدنا أن نتعامل بها تجد لها سبيلا فى التعامل مع هذه السلسلة ولكننا لو نظرنا لنفس هذا التسلسل مرة أخرى مع التركيز على جزء فيه سنرى فيه تسلسلا جزئيا منطقيا (12345)أي هناك مجموعة جزئية يبدو عليها النظام في داخل المجموعة الكلية العشوائية. لذا يكون رؤيتنا للنظام هو رصد جزء من الكل نلقى عليه علاقات نراها ذات مدلول .
نظرية الأكوان العلمية القائلة أن الكون الذي نعيش فيه مجرد جزء من مجموعة كلية عشوائية، ليكون ما نتصوره نظام هو زاوية نظر انتقائية جزئية بحكم وجودنا في داخل هذه الجزئية لأن وجودنا كجزئيات مستحيل وجودها في داخل أحد الأكوان الأخرى.
عند الذهاب إلي الشاطئ نجد أحجاراً متناثرة نلحظ عدم عبثية ترتيبها فهناك دوائر للزلط الغليظ ودوائر أخرى للزلط الرفيع لتتدرج من الأكبر إلي الاصغر كلما بعدنا عن الشاطئ فلا يظن أحد أن هناك من رتب الزلط فالمشهد كله يخضع لقوى الأمواج العبثية فى الإزاحة ,فالأحجار الكبيرة نسبياً تسقط قريبةَ من الشاطئ بينما تذهب الأصغر إلي مكان أبعد وهكذا انتجت الطبيعة من عشوائيتها مشهداً نراه ونُُقيمه نظامياً .
مشهد المدقات على الطريق أو الأحجار التى ننثرها لتهدينا للطريق يمكن منها فهم علاقتنا مع الوجود العشوائى فلدينا نقطتان ألف وباء نريد التحرك من أ إلى النقطة ب ولا يوجد لدينا وسائل إيضاحية بحكم جهلنا فنلقى بمجموعة من الحجارة اثناء سيرنا من أ إلى ب – لقد اصبحت لتلك الحجارة معنى بينما هى حجارة ليست ذات مدلول فى ذاتها كما أننا خلقنا نظام من فعل عشوائى ليصبح الطريق من أ إلى ب محدداً ويمكن لاحقاً أن نثبت الحجارة أو نزرع اشجار أو نرصف الطريق من أ إلى ب أو نقلل من المسافات المهدرة لنختصر الطريق ثم نقوم بعد ذلك بالعمل المهم والذى نتصوره نظام فنسجل خريطة لوضع الأحجار التى ألقيناها بعشوائية ونضع قانون لزاوية انحراف كل حجر عن الآخر لنتوهم بعد ذلك أن الوجود منظم .
انظر لعلم الفلك فماهو إلا إيجاد علاقات بين النجوم أى رصد الزوايا بين بعضها ومنها نحدد طريقنا ليخيل للبعض أن هناك من رصها على هذا النحو لتمتد الصور وتتعقد ونسأل لماذا لدينا عينين وليس ثلاث عيون فلو كانت 3 عيون سنشيد بوضعيتهم فى هذه الحالة كونهم يعطون مجال أوسع للرؤية .فنحن من نوجد العلاقات والمعانى لأشياء بلا معنى أو علاقة .
الوجود ليس معتنى ان يقدم لنا علاقات وقوانين وأنساق منظمة بل يلقى بأوراقه مبعثرة لنحتال ونبدع بإيجاد علاقات فنحن لا نعرف العيش فى العشوائية ,نحن من نخلق علاقات نظامية .
نحن نكون علاقات من إكتشافنا أو بالأحرى من إبداعنا فالأشياء ليست ذات علاقات واعية ولا تحمل لنا رسالة خاصة ليفتح الخلل فى تفكيرنا المجال للخرافة والأوهام بإيجاد علاقات متوهمة ليس لها أى علاقة بالوجود المادى.
خطأنا الدائم غفلتنا أننا من أوجدنا وأنتجنا العلاقات بين الأشياء لنتصور أن بداخلها هذه العلاقات أو هناك من أوحى بذلك .. ولكن الاشياء بلا علاقات ونحن من نضعها فى علاقات .
القانون المادى ليس خارج عن المادة بل هو توصيفنا لطبيعة المادة من خلال مراقبة العلاقات وايجاد صيغة .

دمتم بخير .
لو بطلنا نحلم نموت .. طب ليه ما نحلمش .



#سامى_لبيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فشنك - تسالى رمضانية (5).
- عذراً أنتم لم تنتبهوا-تسالى رمضانية(4).
- تأملات فى مشاعرنا وأعماقنا وزيفنا.
- تسالى رمضانية(3)-الأديان بشرية الفكر والهوى .
- تسالى رمضانية(2)-الأديان بشرية الفكر والهوى والهوية.
- تسالى رمضانية-الأديان بشرية الفكر والهوى والهوية.
- تناقضات فى الكتابات المقدسة-جزء خامس .
- أسئلة فى الإنسان والوجود والحياة .
- ألم يروا ال D. N. A - كيف يؤمنون.
- أأنت قلت هذا-الأديان بشرية الفكر والهوى والهوية.
- فلسفة التمايز .
- انهم لا يقدرون الله حق قدره بل يسخفونه ايضا.
- إشكالية الفكر الإسلامى .
- ثقافة متصادمة منتفخة متقيحة.
- فلسفة اللذة والألم .
- تناقضات فى الكتابات المقدسة جزء رابع-الأديان بشرية الفكر وال ...
- فلسفة الرسم وماهية العشوائية والنظام والمعنى.
- نصابون ومتبجحون –الأديان بشرية الفكر والهوى والهوية.
- إدينى عقلك-الأديان بشرية الفكر والهوى والهوية.
- فيلم حلاوة روح يعرى قبحنا وهشاشتنا .


المزيد.....




- كينيا: إعلان الحداد بعد وفاة قائد الجيش وتسعة من كبار الضباط ...
- حملة شعبية لدعم غزة في زليتن الليبية
- بولندا ترفض تزويد أوكرانيا بأنظمة الدفاع الجوي -باتريوت-
- إصابة أبو جبل بقطع في الرباط الصليبي
- كيم يعاقب كوريا الجنوبية بأضواء الشوارع والنشيد الوطني
- جريمة قتل بطقوس غريبة تكررت في جميع أنحاء أوروبا لأكثر من 20 ...
- العراق يوقّع مذكرات تفاهم مع شركات أميركية في مجال الكهرباء ...
- اتفاق عراقي إماراتي على إدارة ميناء الفاو بشكل مشترك
- أيمك.. ممر الشرق الأوسط الجديد
- ابتعاد الناخبين الأميركيين عن التصويت.. لماذا؟


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سامى لبيب - نظرياتى فى فهم الوجود والحياة والإنسان .