التحول المجاني - رحلة الشيخ من مرجع الى علامة-

داود سلمان الشويلي
روائي، قصصي، باحث فلكلوري، ناقد،
(Dawood Salman Al Shewely)

الحوار المتمدن-العدد: 4516 - 2014 / 7 / 18 - 23:59
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

التحول المجاني
" رحلة الشيخ من مرجع الى علامة"
داود سلمان الشويلي
ما زاد حنون في الاسلام خردلة ... ولا النصارى لها شان بحنون
( روايات الشيعة اغلبها موضوعة ، وروايات السنة كذلك )
هذا البيت الشعري ينطبق على جميع المتحولين من المسلمين من المذهب الشيعي الامامي الى المذهب السني بكل مدارس الائمة فيه ، وبالعكس ، والمتحول هذا يأخذ اسوأ ما في المذهب الجديد من افكار ليؤمن بها ويؤكد عليها وينشرها ( مثل سب الصحابة وزوجات النبي ) ، لا ليفكر بروح عقلانية برهانية ، ويأخذ افضل ما في فكر الجماعة التي تحول اليها ، ليؤمن به ويؤكده ، ومن ثم ينشره .
والانتقال بين مذهب واخر - خاصة بين مذهب الشيعة الى مذهب السنة وبالعكس – في الاسلام توجد صعوبة كبيرة يقع فيها المتحول من ( طبقة ) الخاصة وليس العامة ، اذ انها تتمثل عند العامة ليس في الفقه والتشريع وانما في المحيط الاجتماعي الذي يعيش فيه ، وعندما يكون محيطة الاجتماعي هو محيط يتمذهب بالمذهب المتحول اليه ، فان في ذلك سهولة ويسر ، اما الخاصة ، فانهم يجدون صعوبة متأتية من المنظومة المذهبية التي درسها وتثقف عليها ، وثقف الاخرين الاخرين بها .
امامي مثال واحد من المتحولين الشيعة الى المذهب السني الوهابي خاصة ، السعودي التطبيق ، وهو من الخاصة ، اذ يعد نفسه مرجعا كبيرا في المذهب الشيعي الامامي، هو المرجع الديني الاكبر الشيخ ( الان العلامة الشيخ ) حسين المؤيد.
وتعريف بالمرجع الديني الاكبر الشيخ الإمام الشيخ حسين المؤيد ، جاء في صفحته على الانترنيت:-
(( 1. ولد سماحة الامام الشيخ حسين المؤيد في بغداد في 10-1-1965 م و نشأ في أحضان أسرة عريقة معروفة من أعيان الكاظمية ببغداد .
2. عرف بنبوغه المبكر و استطاع في دراسته الدينية أن يصل الى مرحلة الاجتهاد المطلق في سن الحادية و العشرين . و منذ ذلك السن كان له كرسي تدريس ما يصطلح عليه في الحوزة العلمية " البحث الخارج " و هو أعلى المستويات العلمية في التدريس في الحوزة و استمر تدريسه لعلوم الإسلام على هذا المستوى ثمانية عشر عاماً و كانت حلقة تدريسه تضم جمهرة واسعة من طلبة البحث الخارج من مختلف الجنسيات العربية و الإسلامية .
3. ان سماحته مرجع إسلامي كبير ينتهج نهجاً وحدوياً بعيداً عن الطائفية و المذهبية و قد عُرف بمنهجه الوحدوي و تميز به فانفتحت عليه المحاور الدينية المتنوعة في العالم العربي و الإسلامي , لذا فسماحته شخصية تحظى باحترام كبير في العالم العربي و الإسلامي و لها علاقات مهمة على الأصعدة الرسمية و الشعبية )) . ( منقول من موقعه بتاريخ 18 / 7 / 2014 .).
تعرفت عليه انا العلماني عام 2009 ، من خلال برنامج بثته قناة الشرقية ، وكانت ارائه صادمة للشيعي المتطرف الخاص والعام ، فدفعني ذلك للكتابة عنه ، فكتبت دراسة عن افكاره ونشرتها في بعض المواقع الالكترونية جاء فيها : (( ادهشتني الكثير من ارائه (وفتاويه) الدينية في الكثير من الامور ، وقد اختلف فيها مع جل علماء الاسلام من كافة المذاهب ،لا لانها – تلك الاراء والفتاوي - انطلقت من مبدأ فقه الواقع ، بل لانها تأتي من مرجعية بحثية علمية موضوعية دقيقة بعيدا عما هو سائد من بعض الاراء الفقهية السابقة غير الصحيحة وذات طابع خرافي واسطوري، مما اعطى تلك الاراء سمة الاجتهاد الذي ما زال بابه مفتوحا في الفقه الشيعي على عكس غلقه في المذاهب الاسلامية الاخرى .
فابتداء من تعريفه للاسلام على انه : برنامج دنيوي، وهدف اخروي ، كما جاء في حواره لقناة الشرقية، فإن الكثير من طروحاته وارائه وفتاويه تعتبر ثورة تصحيحية في الاجتهاد الشيعي.
ففي الحوار ذاك قال الكثير من الاراء الجديدة في الكثير من المسائل والامور التي افتى بها من سبقه ، فعن كيد النساء ، وما جاء في المأثور الاسلامي عن النبي او الامام علي بن ابي طالب في قضية الكيد،(اعتمادا على ما جاء في سورة يوسف على لسان العزيز عن زوجته او على لسان الفرعون ) نفى الشيخ ان تكون النساء مختصات به ، بل هو فعل مشترك مع الرجال.
اما عن مفهومه للقوامة (الرجال قوامون على النساء - الاية)، فكان رأيه ان : القوامة: ادارة الاسرة، ولا تعني التحكم بمزاجية ،وقيام الزوج بادارة الاسرة مشروطة فقهيا بالانفاق وإلا تسقط القوامة بعدم الكفاءة .
اما عن الحديث النبوي الذي يؤكد على نقص في عقول النساء فقال عنه: حديث ضعيف ويصطدم مع حقائق الشرع ويضرب به عرض الجدار وهو دخيل على الاسلام.
هذه الاراء الجديدة - والثورية اذا صحت التسمية – وغيرها – عن حلية سماع الموسيقى مثلا - دفعتني الى ان اطلع اكثر على ارائه وطروحاته وفتاويه من خلال موقعه الالكتروني، والوقوف على منظومته الفكرية الفقهية ضمن منظومة الفقه الشيعي الاثني عشري.
واذ نحن نقدم دراسة عن فكر هذا الشيخ المجتهد في المذهب الشيعي لا ننسى المجتهدين وعلماء الشيعة الاخرين الذين سبقوه او جايلوه والذين كانت لهم اراء منفتحة دون ان تخل بالاساس الشرعي للاسلام ، والتي جاهروا بها ، كالمرجع الديني العربي محمد حسين فضل الله والسيد محسن الامين ،والدكتور الشيخ احمد الوائلي ، والسيد علي الامين ،على سبيل المثال لا الحصر.
واخيرا، يتصف مشروع الشيخ المؤيد النهضوي بـ :
- انفتاحه الذهني تجاه مسألة التجديد والاجتهاد الموثق .
- تفعيل الفكر الديني علميا وموضوعيا وعقلانيا.
- المراجعة الشاملة والعلمية والعقلانية للتراث الاسلامي ، وخاصة منه الشيعي للوصول الى التقارب المذهبي خدمة لاسلام قرآني صحيح.)).
ثم توالت دراساتي عن فكره الجريء والذي يخالف اكبر قدر من افكار المراجع والدارسين الشيعة ، فكتب عنه :
* عقبات في طريق النهضة ..المشروع النهضوي للإمام الشيخ حسين المؤيد ..
* الإنسان في فكر الإمام الشيخ حسين المؤيد ..
* من يأخذ من يده راية تحديث الفقه؟
* التصحيح والتجديد في الفكر الشيعي الجعفري
* التصحيح والتجديد في الفكر الإسلامي
* المشروع التجديدي والتصحيحي في الفقه والسياسة .. مدرسة الإمام الشيخ حسين المؤيد الفقهية أنموذجا
* التصحيح والتجديد الاجتهادي في المذهب الشيعي ... المرجع الديني سماحة آية الله الإمام الشيخ حسين المؤيد أنموذجا .
والكثير من الدراسات لا لانني اتخذته مرجعا دينيا لي ، ولكن للاحتفاء بفكره الذي فيه ثورة على الفكر الشيعي السائد .
وقبل ايام تداولت وسائل الاعلام على الانترنيت تحوله من المذهب الشيعي الامامي الى المذهب السني / السلفي الوهابي ، حيث ان تحوله هذا له لم يأت من فراغ بل له اوليات ، اذ انه سبق ان اخذ يفتي على المذهب الزيدي ، كما اجابني مرة على سؤال سالته فيه، في انه يفتي على المذهب الزيدي عن زواج المرأة على عمتها او خالتها ، قال : ان المذهب الزيدي قريب من ايام النبي دون ان تدخل فيه مثل المذهب الشيعي الكثير من الروايات الموضوعة .
اول ما تغير في موقع الامام الشيخ هو العنوان ، فبدلا من ان يحمل النوقع العنوان السابق (مكتب سماحة اية الله الإمام الشيخ حسين المؤيد) تحول الى العنوان التالي (سماحة العلامة الشيخ حسين المؤيد ) وهذا التحول يرمز الى الكثير من التغير الفكري والمنهجي ، واول هذه التغيرات انه لا يعترف بكلمة ( مرجع ) الشيعية ، اي انه لا يعترف بكل مراجع الشيعة – وربما – يعدهم عبارة عن علماء في المذهب .
الشيء الاخر الذي تغير هو صورته الشخصية الموضوعة في الصفحة الرئيسية للموقع ، اذ كان يضع صورة بعمامة شيعية بيضاء ، وقد تغيرت الى واحدة من العمائم السنية ( هرم مقلوب ) .
وفي معرض صوره الشخصية يظهر في الصورة انه لبس الياشماغ الاحمر مرة ، ومرة الفوطة البيضاء ( الغترة ) ، وهذا تحول كبير رامز الى تحول منظومته الفكرية الاجتهادية ان كان ما زال يعترف ان باب الاجتهاد ما زال مفتوحا لحد الان .
وثالث شيء تغير في مظهره الخارجي هو ملابسه ، اذ تحول من ارتداء ( الجبة ) الدينية المعروفة عند رجال الدين الشيعة الى الدشداشة البيضاء .
ارى ان تحوله هذا مرده الى التمويل ، حيث انه منذ ان عاد الى العراق بعد الغزو الامريكي ، ومعاداته لهذا الغزو ، حيث حورب في العراق كما كان يدعي ، وذهابه الى الاردن والاقامة فيها، ومن ثم مطالبة المخابرات الاردنية منه الخروج من الاردن ، ولحد هذه الفترة كان منظومة الفكرية لا تعدو التصحيح من داخل الفكر الشيعي ، ومن ثم خروجه الى لبنان ، فتحول عنده المرجع والمصدر الاساسي له من المراجع والمصادر الشيعية الى المراجع و المصادر الزيدية ، ومن ثم تحول الى المذهب الوهابي بعد ان طبع كتابه ( إتحاف السائل - وهو كتاب جامع لأجوبة المسائل المختلفة التي استفتي فيها سماحته . ) في السعودية ، فذهب اليها واقام فيها ، وحول مذهبه الى المذهب الوهابي .
نسأل سماحته :
- ماهو رايه بقيادة المراة للسيارة ، فالفكر الوهابي يحرم ذلك عليها ؟
- ما هو رايه ببناء الاضرحة على الائمة والصالحين ، فالفكر الوهابي يحرم ذلك؟ واذا اخذنا بالفكر الوهابي فقبور الائمة جميعها يجب ان تهدم وتزال.
- ما هو رايه باسبال اليدين عند الصلاة ، فالفكر الوهابي يحرم ذلك ؟
- ماهو رايه بمعاوية ويزيد ابنه ليس كقادة وانما كخلفاء للمسلمين ؟ فالفكر الوهابي يبجلهم ويعظمهم ويرفع من شانهم ، ويعدون الاول صهرا للنبي وخال المسلمين وكاتب الوحي ، والثاني لم يامر بقتل الحسين ولم يقبل به.
- ما هو رايه بالمتصوفة ؟ فالفكر الوهابي يكفرهم .
اساله كثيرة على الشيخ العلامة المؤيد الاجابة عنها لينسلخ من شيعيته الى وهابيته.
يقول توماس روبرت ديوار ( العقل كالمظلة لا يعمل الا عندما يفتح).

#داود_سلمان_الشويلي (هاشتاغ)       Dawood_Salman_Al_Shewely#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات