أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - سيمون خوري - عندما يفقد / الموت قيمته ..؟!














المزيد.....

عندما يفقد / الموت قيمته ..؟!


سيمون خوري

الحوار المتمدن-العدد: 4516 - 2014 / 7 / 18 - 23:59
المحور: حقوق الانسان
    



عندما يفقد الموت
قيمته ..؟!



أعجبني الرأي الذي قدمه القديس " أغسطينوس " الأمازيغي الأصل ذات مرة حول الزمان" من الذي سبق له أن رأى الحاضر يتوقف ؟وهل يتغير..؟ طبعاً إلا بقدر ما يبقى."
هل ما كان يعتبر حاضراً لم يعد يعتبر كذلك..؟ بيد أن الحاضر هو ذاته لا يزال يعتبر حاضراً.
يتساءل، هل سبق لك وعشت ولو ثانية في الماضي..؟أو هل عشت في جزءاً من الألف من الثانية في المستقبل.!
الحاضر يدخل في الماضي في كل لحظة وهو امتداد ظلي له. نحن باختصار موجودون في الزمن اللحظي . ولا يبقى من الماضي سوى القيمة المعيارية لحقيقة تصادق على ما قاله ذات يوم " سبينوزا " إننا نحس ونختبر بأننا خالدون ".
وفعلياً الموت لن يأخذ منا سوى المستقبل الذي لم يوجد بعد في حياتنا. ولم يسلبنا الموت سوى الحاضر. فلا احد بإمكانه أن يعيد ما لم يعد موجودا، ولا ما لا يوجد بعد.
ما يتبقى فقط هو مجرد ذكرى تستمد قيمتها من كونها ماض نحبه مجرد مشاعر تضفي على حالتنا نزعة إنسانية، بدل كوننا على رأي " أرسطوتاليس " حيوانات بلا ريش .
كنا نفقد الأحبة بشكل فرادى .. أصبحنا الأن نفقد أحباءنا بشكل جماعي . يومياً عشرات القتلى أطلق عليهم ما شئت من الأسماء والأوصاف . حتى أننا أصبحنا نخجل من نعي صديق ما، أمام وضعية ما يجري من قتل جماعي. سواء في فلسطين أو العراق أو سورية وحتى أي حالة أخرى حتى لو كان مستوطناً مدنياً، وحتى في نيجيريا..الخ ففي الموت يتساوى الجميع ... ويتشاركون بذات المشاعر.
في زمن مضى كان الموت جميلاً..هناك من يحتفل برحيلك ..بيان نعي وكلمات معبرة، وربما يضاف الى البيان صورة جميلة من أيام الشباب مثل إعلانات مساحيق التجميل . ويتناقل الأصدقاء خبر رحيلك بشئ من الحزن والتمني لك بدخول جنته ..؟!. ولا يخلوا الأمر من شتيمة عابرة.. لا بأس والموضوع عادي جداً خاصة بعد فنجان قهوة الصباح.
تخيل ..لو أن الجميع سيدخل الجنة الموعودة خاصة في زمن الموت الجماعي هذا، ترى أين سيكون موقعك في هذه الزحمة.؟أما في جهنم فالموضوع عادي يشابه حالة حرق الموتى في الهند، وتحول الجسد الى رماد .
الحروب هي حالة موت جماعي ، يختفي فيها موت الفرد وتتضاءل قيمته المعيارية ، فيما يحتل خبر الموت الجماعي نشرات الأخبار، لزمن ثم يتحول بدوره الى ماض . لكنه يترك فكرة قاسية تتلف أنسجة الحب...وتبعثر الذاكرة .
كم نحن قساة ومعادون لأنفسنا . كم نحن بلا دموع حقيقية تذرف على الماضي الذي رحل..؟الذي لن يعود. وسننسى ما كان وما سيكون ونعود الى اللحظة المسافرة نحو الماضي، نستظل بها على اعتبار أنها المستقبل .حالة من اللامعقول تحول الإنسان الى نوع من الأثريات التي لا قيمة لها .
بمباركة مافيا السلطة والدين معاً . وإذا لم يحل زعماء أكثر إنسانية من هؤلاء الذين يتربعون على عروش السلطة ،لن يكون للحظة أية قيمة .باعتبارها زمناً حاضراً . وسيستمر الحمقى والبلهاء والمجانين في صداع هذا العالم بهذيانهم. وفي محاولة استرجاع عصر الناقة في مجتمعات تعاني من حالة موت عقلي. ومخزون هائل من الخوف ، والإستبداد المزمن .
حان الوقت لإعادة القيمة المعنوية للموت الفردي . قبل أن تصبح كافة البلدان قبراً لشعوب مجهولة النسب.
هذه حالة منطقتنا ..؟! موت يومي جماعي وفردي . ندفع فيه للمصالح الكبيرة ثمن موتنا.. وربما علينا شكرها أيضاً. رغم أننا نشتري منهم يومياً نفطنا وماركات ملابسنا وأحذيتنا وأدوات زينة النساء الحلال والحرام معاً، وصواريخهم التي تمارس القتل الرحيم بحق عجزنا المزمن.
جميعاً ندفع ثمن تعاستنا وبؤسنا .
بالأمس شاهدت كيف يحتفل المستوطنون بقصف طائراتهم على أطفال غزة ..؟ هم أيضاً قتلوا الإنسان في داخلهم. بل جرى حرقه في " أوشفيتز " جديد حدث ذلك في العام 1942في ألمانيا الهتلرية ..واليوم تتكرر المأساة بحق الشعب الفلسطيني على يد أحفاد تلك المأساة الهتلرية.
هكذا الأمر بكل بساطة يحتفلون سروراً بقتلك ، تماماً كما تحتفل المجموعات التكفيرية بقتل مخالفيها من الطوائف الأخرى في سورية والعراق ..الخ. شئ محزن، ما الفارق بين الطرفين ؟!
هذا المشهد مضطر الى تذكره طيلة ما تبقى لي من حاضر. وهذا يؤلمني جداً على صعيد نفسي .الحاضر دخل في الماضي ، هكذا مشهد لن يرحل سريعاً.
الصورة تركت خلفها فكرة مؤلمة ،تؤرقني جداً فهي وحدها لا تمضي ... ان يجري الاحتفال بقتلك ..؟ ثم متى سينتهي هذا الاحتفال، وتسدل الستارة عن أسوء احتلال استيطاني معاصر لا زال من بقايا زمن " الأبرتهايد " والاستعمار الماضي الذي رحل مع الماضي.
سيستهلكني الحاضر ..وأرحل الى الماضي ، بيد أن الفكرة ستبقى في ذاكرة آخرين .
وهذا بحد ذاته مؤلم ومرعب، فنحن نمر بمرحلة الانحطاط الذهبي..لكن الزمن القريب يبدو هو زمن صراع " الأميبات " والديدان الشريطية التي ستلتهم قبور الجنود المجهولين في أوطان تحولت الى مقابر وقوارض ومجتمعات بلا شفقه ، وصراع مصالح على حساب الآخرين .



#سيمون_خوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في رثاء / الشرق الأوسط القديم .
- الإتحاد الأوربي، الي أقصى اليمين.. درُ..؟
- - حزب - الورقة البيضاء.؟
- الانتخابات الأوربية القادمة / نهاية عصر الأحزاب الكلاسيكية
- العراء ...؟!
- أيديولوجية - الغيتو - / والتطهير العرقي
- شعب الله - المصلوب - ؟!
- نزيف الثلج ...والمنفى .
- وليمة / للنقاط والفواصل.
- ولدت في رحم حبة - تمر - ..
- ضريح الشعب المجهول
- على شرفة النافذة ...اتكئ قلبي..
- محادثات السلام الكردية - التركية / ماريانا خاروداكي
- بائع المطر..؟
- عين وكاف وألف ممشوقة القوام
- تسونامي ..إقتصادي في قبرص.
- ظل الوقت ...؟
- بيادق فوق رقعة شطرنج..؟
- حملة تضامن لإنقاذ اللاجئات السوريات/ من براثن الإغتصاب - الش ...
- شكراً لخدماتكم ...؟!


المزيد.....




- بعد حملة اعتقالات.. مظاهرات جامعة تكساس المؤيدة لفلسطين تستم ...
- طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة
- تعرف على أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023
- مدون فرنسي: الغرب يسعى للحصول على رخصة لـ-تصدير المهاجرين-
- نادي الأسير الفلسطيني: الإفراج المحدود عن مجموعة من المعتقلي ...
- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...
- العفو الدولية تطالب بتحقيقات دولية مستقلة حول المقابر الجما ...
- قصف موقع في غزة أثناء زيارة فريق من الأمم المتحدة
- زاهر جبارين عضو المكتب السياسى لحماس ومسئول الضفة وملف الأسر ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - سيمون خوري - عندما يفقد / الموت قيمته ..؟!