أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جهاد علاونه - التوحيد في الديانة المسيحية













المزيد.....

التوحيد في الديانة المسيحية


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 4516 - 2014 / 7 / 18 - 13:48
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


غالبية المسلمين لديهم اعتقادٌ خاطئ عن إلوهية المسيح فهم يعتقدون بأن الديانة المسيحية تؤمن بثلاث آلهة أو بإلهين هما الله والمسيح, وهذا فهمٌ خاطئ لمبدأ تجلي الله في العهدين القديم والجديد, على أن العرب قبل الإسلام كانوا يؤمنون بتعدد الآلهة فمثلا: بسم الله الرحمن الرحيم, كانوا يعتقدونها بأن هنالك الله وهنالك الرحمن وهنالك الرحيم,ولما جاء الإسلام جعل من الله لغة مبتدأ,والرحمن والرحيم صفة ونعت...إلخ, فكانوا يؤمنون بآلهة متعددة شأنهم في ذلك شأن كثيرٍ من الشعوب والأمم الوثنية ولا يعلمون بأن العرب كانوا أمة وثنية ومشركة ومتعددة الآلهة في الوقت الذي كان فيه المسيحيون يعبدون إلها واحدا, أي أن المسيحيين كانوا وما زالوا موحدين لله رب العالمين, ففي سفر الخروج 20-2-3- يقول: أنا الرب إلهك,لا يكن آلهة أخرى أمامي ,وفي سفر التثنية:4-39- (فاعلم اليوم وردد في قلبك أن الرب هو الإله في السماء من فوق,وعلى الأرض من أسفل,ليس سواه), هذا في العهد القديم, أما العهد الجديد فيقول: (أنت تؤمن أن الله واحد,حسنا تفعل,والشياطين يؤمنون ويقشعرون,وفي إنجيل متى:4-10: للرب وحده تسجد وإياه تعبد.).

ولنفهم طبيعة إيمان المسيحية بإلوهية المسيح علينا أن نرجع للعهد القديم إلى قصة تجلي الله لموسى في الشجرة الملتهبة التي كلمه الله من ورائها, فلم تكن الشجرة تحترق رغم أنها كانت تشتعل,ولكن كانت النار والنور الذي تجلى الله فيهما لموسى,وهذا معناه أن الله يتجلى في مخلوقاته لمخلوقاته,ويتجلى لهم في كل شيء أبدعه, إننا يا أصدقائي لا نستطيع مطلقا أن نرى الله بحسب الديانة المسيحية ولكننا نراه يتجلى في أعماله وخلقه,ونرى في كل يوم أعماله العظيمة, والإنسان إحدى أهم أعمال الله على الأرض, فالله يتجسد لنا في كل شيء, في الشمس وفي الماء الذي نشربه وفي الهواء الذي نتنفسه وفي الماء وفي الكواكب والنجوم, نحن لا نستطيع أن نرى ألله شخصيا ولكننا بكل بساطة نرى أعماله المتجسدة في هذا الكون حتى في أنفسنا, فنحن مثلا حين نرى شيئا يبهر عيوننا وقلوبنا وعقولنا فورا نقول: يا إلهي ! , سبحان الله !, ما أعظم قدرته !, مستغربين ومتعجبين, ونقول: يا قدرة الله ! , وهكذا هو الله المتجسد فينا نحن وفي كل شيء عجيب من عجائب خلقه.

من هذا المنطلق الله تجسد للناس في جسد المسيح الإنسان ومن هنا تكمن عملية فهم طبيعة المسيح الناسوتية واللاهوتية, فالمسيح له طبيعتان واحدة ناسوتية جسدية والثانية إلهية وهي عبارة عن حلول روح الله في جسد المسيح , ومن هذا المنطلق نصل إلى نتيجة مؤداها أن المسيحية تؤمن بالتوحيد وهي لا تؤمن بالتوحيد فقط لا غير وإنما هي بطبيعتها ديانة موحدة تؤمن بأن لهذا الكون إله واحد تجسد هذا الإله لموسى في الشجرة وللمسيحيين تجسد أيضا بالمسيح نفسه , وتجسد لنا في عظائم خلقه , فنراه في النور الذي خلقه وفي الظلمة التي خلقها, إن أعمال الله تدل على وجوده ولا تدل على شكله , الله تجسد وحلت كلمته أي روحه في عيسى بن مريم, فصار عيسى بن مريم يشفي المرضى ويحيي الموتى.

إن المسيحيين لم يرو الله شخصيا على صورتهم وهيئتهم وإنما رأوا أعماله من خلال ما قام به المسيح من أعمال,وهذا ليس شركٌ بالله, بل هو دال على طبيعة تجلي الله في الديانة المسيحية, فأعمال المسيح جعلت المسيحيين منبهرين من قدرة الله, فالمسيح فعل أشياء من خلال روح الله وكلمته التي تسكن المسيح, فالذي قام بإحياء الموتى, ليس عيسى بن مريم, بل الروح التي تسكن عيسى بن مريم المسيح وهي روح الله التي كانت تحيي الموتى, وما زالت أفعال المسيح ومعجزاته قائمة إلى اليوم ذلك أن روح الله لا تموت مطلقا , وما زالت روح الله تسكن المسيح وما زال المسيح حيا إلى اليوم عند الآب السماوي , وهذا هو الفهم البسيط والواضح للمسيحية, فالمسيحية ديانة موحدة تؤمن بإله واحد خالق للكون ولكنها على أبلغ تقدير ترى أعمال الله في هذا الكون ولا ترى الله نفسه, فالله نفسه غائب ولكن أعماله حاضرة فينا إلى يوم الدينونة, وروح الله كانت تسكن جسد المسيح وكانت تفعل ما يفعله الله نفسه, والمسيح بن مريم كان يفعل ما يفعله الله لأن روح الله كانت تسكنه, أما قول المسلمين: كان يخلق ويحيي بقدرة الله, فهذا تضليل وعدم القدرة على استيعاب مفهوم المسيحية أو مفهوم التجلي , فلم يكن المسيح يحيي الموتى ويشفى المرضى بقدرة الله بل كان يفعل ذلك لأن روح الله تسكنه, وهذه هي العثرة الوحيدة بين المسلمين واليهود والمسيحيين التي حاولت هنا تذليلها لنفهما جميعا, ومن موقع التأكيد نعيد ونكرر بأننا لا نرى الله ولكننا نرى أعماله وأفعاله, ومن ضمن أعماله وأفعاله كانت أفعال وأعمال المسيح, إننا نرى صورة الله في أفعاله, إننا نرى قدرة الله فيما نرى من عجائب خلقه, إننا نرى الله من خلال أعماله وأفعاله, إننا نرى ونلمس روح الله يوميا وهو يحيي ويميت, إن الله يوميا وكل لحظة يميت وبنفس الوقت يحيي أرواحا أو يخلق لنا أرواحا جديدة وهذه ببساطة هي أعمال الله وأفعاله, إن الله يمتد على هذا الكون الواسع وكل شيء منه, نراه يتجلى لنا في كل شيء خلقه لنا من كائنات حية ومن جمادات.

الديانة المسيحية ديانة توحيدية بامتياز, لا ترى في الكون إلها غير الله, وإنما تؤمن بأن الله تجسد لنا في الشجرة وفي جسد المسيح بن مريم. ويقول المسيح في :مرقس-12-29: اسمع يا إسرائيل,الرب إلهنا ,رب واحد,وفي مرقس32:بالحق قلت لان الله واحد وليس آخر سواه.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرد الأصيل على بطلان تزوير الإنجيل
- تعال يا يسوع
- رئاسة الاسرة
- الدكتور خالد الكلالدة رجل كبير في بلد صغير
- الاستعمار الغربي أفضل من الاستقلال الشرقي2
- أيها الفخاري الأعظم
- إلى روح المرحوم:أيميل حداد,رسول السلام.
- القس إيميل حداد في ذمة الله
- أماكن تواجد داعش
- شكل الصراع الجديد في بلاد الشام
- رؤيتي للمشهد السياسي بين الأردن وداعش
- الإنجيل هو أول وآخر كتاب يقدس الحياة الزوجية
- غني بالمسيح
- عباس محمود العقاد,من قمة رأسه إلى أخمص قدميه
- الإيمان والعمل
- الإنجيل
- نحن نتأثر بالآخر والآخر غير متأثر فينا
- لماذا أحترم الديانة المسيحية؟
- اكذبوا عليّ أكثر
- اخترنا لكم(أبناء الزنا) الكاتب الراحل أسامة أنور عكاشة.


المزيد.....




- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهداف موقع اسرائيلي حيوي ...
- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهداف قاعدة -عوفدا- الجو ...
- معرض روسي مصري في دار الإفتاء المصرية
- -مستمرون في عملياتنا-.. -المقاومة الإسلامية في العراق- تعلن ...
- تونس: إلغاء الاحتفال السنوي لليهود في جربة بسبب الحرب في غزة ...
- اليهود الإيرانيون في إسرائيل.. مشاعر مختلطة وسط التوتر
- تونس تلغي الاحتفال السنوي لليهود لهذا العام
- تونس: إلغاء الاحتفالات اليهودية بجزيرة جربة بسبب الحرب على غ ...
- المسلمون.. الغائب الأكبر في الانتخابات الهندية
- نزل قناة mbc3 الجديدة 2024 على النايل سات وعرب سات واستمتع ب ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جهاد علاونه - التوحيد في الديانة المسيحية