أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مراد كافان علي - حمورابي ... والعلمانية ؟!














المزيد.....

حمورابي ... والعلمانية ؟!


مراد كافان علي

الحوار المتمدن-العدد: 4515 - 2014 / 7 / 17 - 21:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حمورابي ... والعلمانية ؟!
حكم حمورابي من (1792 ق.م إلى 1750 ق.م ) العراق من بعد والده الملك سين- مبلط على إمبراطورية مترامية الأطراف بجدارة وفق منهج حكيم بحيث كان يجتاز المصاعب قبل العثرات وشمل حكمه وادي الرافدين وبلاد الشام وأعالي ما بين النهرين , كان حمورابي في بداية حكمه يحتمي بالدولة الآشورية " فاحتمى في بداية حكمه تحت ظلال سلالة آشور في زمن ملكها شمسي آدد الأول"1 , ثم استطاع أن يجعل الدولة الآشورية تحت ظلاله . وشاهد حمورابي أنه يحكم إمبراطورية مترامية الأطراف فيها أقوام وعشائر وأديان مختلفة لذلك أرتئ أن يستنجد بفصل السلطات والنظام العلماني لكي يفلح في احتواء كافة شرائح مجتمعات ذلك العصر " تعاظمت سلطة الملك في العهد البابلي القديم وانفصلت السلطة المتمثلة بالملك والقصر عن السلطة المتمثلة بالمعبد والكهنة ... بدأ الإنفصال بين السلطتين في الدور الأكدي لكنه لم يتضح إلا في العهد البابلي القديم وبالأخص في زمن حمورابي حيث تم نقل جميع السلطات من المعبد إلى القصر وأصبح القضاء علمانياً " . هكذا استنجد الزعيم العراقي , صاحب المسلة المشهورة مسلة حمو رابي , بالعلمانية لاحتواء جميع الفصائل الدينية والطوائف والقوميات والعشائر تحت خيمة الإمبراطورية البابلية وتجنب المهاترات وبذلك استطاع أن يزرع السلام والرفاهية بقناعة للجميع . كان حمورابي يسبق زمانه في التفكير السديد والسعي لاحتواء كافة الشرائح في بناء إمبراطوريته وقد أعلن التجنيد الإجباري" الخدمة الإلزامية " لجميع المواطنين حتى النساء , ( ورد في نصوص بأن هناك مجندات من النسوة بين صفوف الجيش البابلي )3. وسلك الإغريق نفس المنحنى " أي أن الإغريق فصلوا اللاهوت عن العلم "4لأنهم أعتبروا السياسة الصائبة ,وليست القذرة , هي علم ويجب أن تتعزز بأسس رصينة بعيداً عن السجالات المصطنعة التي تخدم العابثين بالقيم السامية " تريد الآلهة من الناس أن يكونوا أخياراً عادلين "5 هكذا الأديان تغرد للسلام والعدالة والمحبة والوئام للجميع ...

نعود الآن إلى عراقنا الجريح والصراع المرير بين مختلف التيارات المتهافتة لنيل أكبر عدد وكمية من الغنائم على حساب الضحايا المساكين , والعراقيون يتحسسون كأنهم غرباء في وطنهم , بلا العراقيون أحياناً شعروا بقليل من الرفاهية والسعادة في عهد الزعيم العراقي الراحل عبدا لكريم قاسم ثم توالت المصائب والويلات لعجز ساسة العراق في قيادة البلد وفق الأسس ألمدروسة بأن يكون العراق لجميع المواطنين ... إذا كان العراقي قبل أربعة آلاف سنة يعيش بنعيم لماذا التعثر والتشتت الآن ؟ بلا شك السبب بسيط جداَ وهي أن الحاكم العراقي عندما يكون عربياً فهو يسعى لتكريس المغانم للعرب ويهمش الآخرين وكذلك الحال مع الحاكم الشيعي والسني وربما حتى الكردي السني أو التر كماني , لأنهم لم ينالوا الفرصة لحد الآن , ... إلى آخره , ولم استعمل المسيحي أو الصابئي أو الأيزيدي لأن الزعامات يجب أن يكون للمسلم حصراً رغم تأكيد الدستور العراقي النظري بان العراقيون متساوون في الحقوق والواجبات ولكن هيهات ... وعندما تطلق أو تصرح لفظة العلمانية معظم المواطنون يستنكفون هذه اللفظة لأنهم يجهلون أبعاد هذه اللفظة ويتصورون أن العلمانية هي العداء للدين ولكن العلمانية هي تكريس وتعزيز للدين على حيثيات صائبة بعيداَ عن الإرهاصات وتبقى الأديان بؤر ومنافذ للتربية الصالحة لجميع المواطنين وبذلك نحمي الأديان لكي لا تكون وسيلة للابتزاز والمساومات وما أكثرهم في المجتمعات المتشتتة !!... ونأتي هنا لمثل بسيط وهي أن الطالب عندما يفشل في مادة الكيمياء أو الفيزياء أو أية مادة أخرى أنه يستعمل كافة الألفاظ النابية والسيئة على تلك المادة وبلا شك عندما يفشل في درس الدين ربما بعضهم يستعمل نفس الألفاظ التعيسة لأن الخائب يبحث عن مبرر لتبرير خيبته لكي يحمي نفسه عن المسائلة والمعاتبة , هكذا تتعرض الأديان إلى هجمة شرسة من أولئك المتطفلين الذين يسعون لحرق المرحل لمنافعهم الضالة ,وهنا ربما المراقب يسأل هل الأديان السامية تتحمل وزر مثل أؤلئك الخائبين ؟ حبذا تتجنب الأديان المهاترات بين المكافليين لنيل المكاسب بمختلف السبل لكي يهديهم إلى بر الأمان وليتهم يحمون أنفسهم من الصراعات والمعاكفات السياسية البغيضة لكي تبقى الأديان مراقباَ لسلوك وتصرفات هولاء المتصارعين حتى نميّز بين الصالحين والمرتزقة المتلاعبين بالقيم السامية وبذلك سوف تكون الأديان منابع للخير بلا ريب و حماة لأنفسهم وشعوبهم ...

مراد كافان علي
8-7-2014



المصادر :-
1- مختصر تاريخ العراق للمؤلفين علي شحيلات ود. عبدا لعزيز الحمداني الجز3 ص95 .
2- نفس المصدرالجزء3 ص 117.
3- نفس المصدر الجزء 3 ص 127 4
4- مقدمة تاريخ الحضارات القديمة المؤلف طه باقر ص608
5- نفس المصدر ص 608



#مراد_كافان_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الله لم يصنع الموت
- حنان الفتلاوي ... والخطيئة ؟!
- جدلية المحافظة المسيحية والأيزيدية ؟!
- لماذا إبعاد الوزير الأيزيدي ؟‍‍ !
- ساسة لهم ماضيهم ؟!
- هل تفلح مغازلة الطالباني في ترطيب التنازع بين الكتل
- أنقذوا ... المتقاعدين يا ناس ؟!
- وحتى الايزيديين ... ؟!
- جوار شمه سور .... لمن الشكر والتعظيم ؟
- كيف تتم توحيد نينوى ؟
- هكذا تكلم أيزيدي ... من نينوى
- الأيزيديون ... وسياسة التهميش ؟!
- الطلبة الأيزيديون إلى أين ... يا عراق ؟!
- الكردستانيون ... وفن القيادة ؟!
- الأيزيديون ... والاستنتاج الصائب ؟!
- جامعة الموصل ... مشاكلها أقل من القليل ؟!
- كفاكم ... تجريحاً للأيزيديين ؟!7
- كفاكم تشتيتاً ... للديمقراطية الزاهية ؟! 8
- كفاكم تشتيتاً ... للديمقراطية الزاهية ؟!7
- لماذا قتل وخطف المسيحيين في الموصل ؟!


المزيد.....




- مجلس الشعب السوري يرفع الحصانة القانونية عن أحد نوابه تمهيدا ...
- تحذير عسكري إسرائيلي: إذا لم ينضم الحريديم للجيش فإن إسرائيل ...
- السفير الروسي ردا على بايدن: بوتين لم يطلق أي تصريحات مهينة ...
- بالفيديو.. صواريخ -حزب الله- اللبناني تضرب قوة عسكرية إسرائي ...
- وزير الدفاع الكندي يشكو من نفاد مخزون بلاده من الذخيرة بسبب ...
- مصر.. خطاب هام للرئيس السيسي بخصوص الفترة المقبلة يوم الثلاث ...
- -أضاف ابناً وهميا سعوديا-.. القضاء الكويتي يحكم بحبس مواطن 3 ...
- -تلغراف- تكشف وجود متطرفين يقاتلون إلى جانب قوات كييف وتفاصي ...
- إعلام سوري: سماع دوي انفجارات في سماء مدينة حلب
- البنتاغون: لم نقدم لإسرائيل جميع الأسلحة التي طلبتها


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مراد كافان علي - حمورابي ... والعلمانية ؟!