أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف مفتوح: مناهضة ومنع قتل النساء بذريعة جرائم الشرف - طوني سماحة - إسمحي لي بقتلك لأنني بلا خطيئة














المزيد.....

إسمحي لي بقتلك لأنني بلا خطيئة


طوني سماحة

الحوار المتمدن-العدد: 4514 - 2014 / 7 / 16 - 21:27
المحور: ملف مفتوح: مناهضة ومنع قتل النساء بذريعة جرائم الشرف
    


إنها رائحة الموت تفوح من ثقافة الموت و تعشش في مدينة الموت.

هي جراثيم الموت تحيا على أيدي سوداء، يرتدي أصحابها أزياء سوداء، يقتلون بمسدسات كاتمة للصوت سوداء، و يرحلون بعد أن يكونوا قد كوّموا جثثا متفحمة سوداء.
كنت أود أن أقول صباح الخير يا بغداد. لكن يبدو أن صباحك صار أكثر سوادا من ليلك الحالك، بعد أن عشقت الموت عشقا حتى الجنون، بل حتى الموت.
من المحزن يا بغداد، أن بغداد حامورابي و السندباد و ألف ليلة و ليلة صارت بغداد الموت و الجهل، شأنها شأن كثيرات من شقيقاتها العربيات.
من المحزن يا بغداد أن تتبني ثقافة الموت و كأنك لم تشبعي من شرب الدماء حتى أضفتي جريمة أخرى الى سجلك الحافل!

موقع الجريمة: حي الزيونة شرق العاصمة بغداد.
الضحية: 27 مومسا
المجرم أم البطل: مجموعات مسلحة ترتدي الزي الأسود
تاريخ الجريمة: الأيام التي سبقت السابع عشر من تموز (يوليو)
ناقل الخبر: France24.com
دوافع الجريمة: قتل المومسات لتثبيت شرع الله

عذرا يا الله! علمونا أنك صديق الحياة، فإذ بنا نراك صديق الموت تعشقه حتى الجنون، بل حتى الموت. فأنت تحب اللون الأسود و لا يرضيك سوى رائحة الدماء و نتانة الأجسام المتحللة، كما أنك لا تعرف حل المشاكل سوى بالسيف و البنادق و المسدسات. أتراك خدعتنا أم ترانا أسأنا فهمك؟

أما أنتن أيتها المومسات. لا شك أن في ذاكرة كل واحدة منكن ألف قصة و قصة رحلت برحيلكن. قصص قد تشبه حكايات ألف ليلة و ليلة لا يختلف أبطالها كثيرا عن شهريار و شهرزاد سوى في المكانة الاجتماعية. لست أدري ما الذي دفعكن الى ممارسة هذه المهنة الهابطة؟ نعم، قد يكون حب المال. لكن قد نكون نحن أيضا سبب سقوطكن. نعم نحن.
قد نكون نحن، بأنظمتنا الدكتاتورية و ظلمنا قد رمينا رجالكن وراء القضبان السوداء و تركناكن عرضة للعوز و الحاجة و من ثم أتينا نحاسبكن على ما أنتن عليه.
قد نكون نحن، بعقولنا الذكورية، منعن عنكن حق العلم و سجناكن في سجون الجهل، و بالتالي لم نترك لكن أبوابا مشرعة سوى باب الدعارة.
قد نكون نحن من تخلى عنكن بصفتنا أزواجا و ركضنا وراء حوريات أكثر جمال منكن و بالتالي حكمن عليكن بما لم تردنه.
قد نكون نحن بصفتنا أزواجا و آباء فرضنا عليكن هذا العمل كي ما تأتونا بمال لم نتعب به و لم نعرق للحصول عليه.
قد يكون هناك ألف سبب و سبب لا نعرفه و الغريب في الامر أن حكم الاعدام في الدعارة لا يطبق إلا على النساء. و الغريب في الامر أنه ليس في العربية مذكر لكلمة مومس (إن لم أكن مخطئا) و كأن الدعارة حكر على النساء.

سامحونا سيداتي،
فنحن لم نحاول أن نمد لكن يد المساعدة كي نخرجكن من بئر الشقاء الذي أنتن فيه، بل وجدنا أن أفضل حل لإصلاح الأمر هو في قتلكن.
سامحونا، فنحن خلقنا ثقافة الموت، و عشقنا ثقافة الموت، و صار لا يطيب لنا الطعام إلا على موائد الموت، و لا تحلو الجلسات إلا إذا دارت أحاديثها حول الموت، و لا نعرف أن نصلي إلا صلاة الموت، و لا نعبد إلاها سوى إله الموت، و لا نعالج مشاكلنا إلا بأحكام الموت، و لا نتنفس هواء سوى هواء الموت، و لا نشرب ماء إلا إذا سارت قطراته في أنهار الموت.
مرة، قدّم أحبار اليهود لعيسى المسيح امرأة زانية كي يحكم عليها بالموت، فما كان منه إلا أن قال "من كان منكم بلا خطيئة فليرمها أولا بحجر." عندها أدرك اليهود أنهم فيما لو حكموا عليها بالموت، لكان عليهم أن يحكموا على أنفسهم أولا، فرموا الحجارة و غادروا. فما كان من المسيح إلا أن نظر إليها و قال "و لا أنا أدينك أيضا. إذهبي و لا تخطئي فيما بعد". أما نحن، فلقد بلغت بنا الوقاحة أن نحمل لا حجرا بل رصاصة و نرميكن بها، ثم دسنا عليكن و غادرنا لأننا بلا خطيئة.



#طوني_سماحة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الزواج في المسيحية بين النظرية و التطبيق- الجزء الثالث
- امرأة بنصف عقل و رجل بعقل كامل
- الزواج في المسيحية بين النظرية و التطبيق- الجزء الثاني
- بين كندا و لبنان
- سيدي فخامة الرئيس ساركوزي
- أهلا سادتي الدواعش
- الزواج في المسيحية بين النظرية و التطبيق- الجزء الأول
- ديانا الترك ضحية جريمة الشرف
- التحرش الجنسي بين الثقافة و القيم المعاصرة
- الموت لمريم
- رسالة الى سعادة القاضي الذي حكم على مريم بالشنق
- سامحينا يا مريم
- مات القمر
- أنقذوا الطفولة
- لارا و أحمد
- وزير تعتذر من طاه
- العنف التربوي و اساليب معالجته
- ورقة اللوتو
- زمن أبي اللهب
- سيّدي الرئيس/ جلالة الملك


المزيد.....




- الشرطة الإيرانية متورطة في تعذيب واغتصاب محتجزات/ين من الأقل ...
- “بدون تشويش أو انقطاع” تردد قنوات الاطفال الجديدة 2024 القمر ...
- ناشطة إيرانية تدعو النساء إلى استخدام -سلاح الإنستغرام-
- شوفوا الفيديو على قناتنا وقولولنا رأيكم/ن
- دراسة تكتشف سببا غير متوقع وراء الرغبة الشديدة في تناول السك ...
- تجدد حملة القمع ضد النساء في إيران من قبل شرطة الأخلاق بسبب ...
- سوريا.. انتهاكات وقتل جماعي في مراكز احتجاز
- جانيت.. طفلة سودانية رضيعة تعرضت للاغتصاب والقتل في مصر
- بعد وفاة امرأة بالسرطان.. شاهد مفاجأة صادمة لعائلتها عند الق ...
- دخل شهري.. رابط التسجيل في دعم الريف للنساء 1446 والشروط الم ...


المزيد.....

- العنف الموجه ضد النساء جريمة الشرف نموذجا / وسام جلاحج
- المعالجة القانونية والإعلامية لجرائم قتل النساء على خلفية ما ... / محمد كريزم
- العنف الاسري ، العنف ضد الاطفال ، امراءة من الشرق – المرأة ا ... / فاطمة الفلاحي
- نموذج قاتل الطفلة نايا.. من هو السبب ..؟ / مصطفى حقي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف مفتوح: مناهضة ومنع قتل النساء بذريعة جرائم الشرف - طوني سماحة - إسمحي لي بقتلك لأنني بلا خطيئة