أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - محمد نجيب وهيبي - لماذا فشل الاتحاد من اجل تونس ؟














المزيد.....

لماذا فشل الاتحاد من اجل تونس ؟


محمد نجيب وهيبي
(Ouhibi Med Najib)


الحوار المتمدن-العدد: 4514 - 2014 / 7 / 16 - 08:35
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


لماذا فشل الاتحاد من اجل تونس ؟
هل فاجأ الباجي قائد السبسي حلفاؤه في الاتحاد من أجل تونس باعلانه الذهاب الى الانتخابات التشريعية بقائمات لنداء تونس منفردا ؟.
قطعا لا ( على ما اعتقد) فكل المؤشّرات والمعطيات تقول بانّ الاتحاد من أجل تونس بقيادة النداء لم يشذّ عن قاعدة التحالفات الحزبية والانتخابية في تونس في كونها التقاءات ظرفية وهشّة تقول على المصلحة المباشرة وتنهار عند اوّل مواجهة حقيقية مع استحقاقات الزعامة او استحقاقات السلطة (داخلية ) او دولاتية . ولنا في التجارب الثلاث الكبرى وهي (القطب الديمقراطي الحداثي ، ثم الترويكا "الحاكمة" تليهما "الجبهة" ومن بعدها الاتحاد من أجل تونس) اكبر دليل عن ذلك رغم ان لكل تجربة خصوصياتها الا انّها تشترك في واقع انهيار التحالفات امام الاستحقاقات الجدية . لان اغلبها مبني على حزب مركز "اساسي ، اقوى ، غالب.." ومجموعة من أحزاب التوابع "ثانوية ، داعمة ، اصغر ...الخ" ، الى جانب ان مجموعات التوابع في اغلبها مجموعات ايديولوجية او تيارات فكرية منظبطة ( وما يعنيه ذلك غرور ايديولوجي "ان صح التعبير" ) وهي الاسباب الاساسية في فشل هذه الالتقاءات لعدم قبول " الأكبر "بتقديم التنازلات التي يطلبها "الاصغر" وعدم رضاء الأصغر بما يعطى له في التحالف .
واما السبب الثاني فيتمثّل في كون اغلب هذه الالتقاءات قائمة بين مجموعات مختلفة واحيانا متناقضة فكريا وبرنامجيا ، لم يجمع بينها ظرفيا الا شعارات مرحلية سرعان ما يتم تجاوزها كلما تجاوزها الواقع التونسي سريع التغيير والتحوّل ، وتحلّ محلّها استحقاقات اخرى تفرض شعارات أخرى بتحالفات تستجيب لها ، مما يحوّل الصراع من الساحة السياسية العامة الى داخل هذه الجبهات وبين قيادات مشاريعها .
واما السبب الثالث فيتلخّص في استحقاقات الزعامة الذي يطرح بقوّة في تونس كلّما تعلّق الأمر بالظهور الاعلامي ، او النقاشات الرسميّة ، او القيادة التنظيمية ، او الترشّح لمسؤوليات رسميّة ... الخ وهذا لا تعاني منه الجبهات فحسب بل حتى احزاب يفترض انّها موحّدة تنظيميا وسياسيا ، فبقدر الانغلاق والتصحير السياسي الذي عانت منه تونس طكيلة عقود الديكتاتورية ، الاّ انّ ساحتها السياسية والفكريّة خلقت الكثير من القادة والزعماء الفكريين والسياسيين والتنظيميين من مناضلي الحرية والديمقراطيّة وحملة مشاريع التغيير ( خاصة لمّا نتحدّث عن اليسار التونسي ومدى تشعبّاته وانقساماته) ، وهو ما يمكن تسميته "بالاشباع الزعاماتي " الذي تعاني منه كلّ الجبهات ومحاولات التوحيد التي تغلب عليها صراعات استحقاقات الزعامة كلمّا بدأت بوادر تحقيق انتصارات في الظهور .
وعموما فانّ اغلب التحالفات القائمة كانت هشّة منذ بدايتها لانّها قائمة بشكل خاظئ وعلى اسس خاطئة ، فهي امّا تشّكلت خوفا من عدو مشترك ، او على شعارات سطحية وعفوية وامّا على قاعدة شعبويّة .
فتحالف نداء تونس مع مجموعة من أحزاب اليسار حمل بين طياته كل الأسباب الآنفة الذكر التي تحول دون تطوّره الى ما يفوق اطارا عاما للتنسيق والتشاور منذ بدايته وهو السبب الذي ادى الى الخروج المبكّر لـ"الجمهوري " والى توتّر العلاقة بشكل واضح بين "المسار"( الوريث الرسمي والنيابي للقطب ) و"النداء" ، نظرا لضيق مساحة المنوارة والتفاوض السياسي حول استحقاقات السلطة والزعامة وشكل ونسب تقاسمها ، لانّ النداء أصلا قائم على التقاءات خارقة للايديولوجيا او الرؤية السياسية الصارمة الواضحة ، بين مجموعات واطراف يغلب على طابع علاقاتهم التنظيمية تقاسم السلطة بعد امل الوصول اليها .
لذا فبعيدا عن الشعبوية والديماغوجيا ، وانّه بات من الواضح انّ اغلب القوى و الفاعلين السياسيين في تونس داخليا واقليميا باتوا على قناعة بانّه ليس هناك اي مشروع سياسي من المشاريع القائمة يهدّد بشكل جدي و حقيقي ، قيم "الجمهورية" او " الانتقال الديمقراطي" وفق الضوابط والنواميس المتفق عليها " عالميا" ، وبعد ان ضبطت تقريبا خارطة المؤهلين لاقتسام السلطة او جزء منها بما يحافظ على مصالح الراسمال المحلي والعالمي ، فانّه المطلوب اليوم اعادة اعمال العقل التفكير بشكل اكثر منهجية في طبيعة التحالفات التي يمكن انجاحها خارج ضغط ال"شعارتية" وال"براغماتية الصرفة" ، فليعد كلّ الى حاضنته الفكرية والسياسية الشرعيّة والكلاسيكيّة يسارا ويمينا ، اشتراكيا وليبراليا ، وليعملوا الى حل اسباب الفشل السابقة الذكر وفق اسس عصرية وعلى قاعدة المصالح الطبقية المشتركة .



#محمد_نجيب_وهيبي (هاشتاغ)       Ouhibi_Med_Najib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سجل لكي تترشح وتصفعهم جميعا .
- في حق المقاطعة والمشاركة الانتخابية ..
- -لا عسكر لا اخوان الحرّية في الميزان -
- لنتعلّم الدرس المصري :او حتى لا نحمّل المبادرات الشبابية ما ...
- العنف ، الثورة والارهاب
- لماذا لا تظهرون ما تضمرون في الدّستور ؟؟؟
- الشارع التركي والمتظاهرون الغاضبون يجبرون نظام أردوغان على - ...
- الاتّحاد العام لطلبة تونس : سياسة الامر الواقع تفرض أزمة تقن ...
- دفاعا عن الشرعية و الوفاق، لا للتفرّد بالرأي ، لا للانقلاب
- السلفية في تونس : الأصول ، المنهج وموقعها من الخارطة السياسي ...
- عذرا سادتنا الجدد لا تلومونا وهذا الشعب الكريم ان طردناكم طل ...
- حركة النهضة تختنق بالغاز الذي أطلقه شرطتها على مواطني سليانة
- في مشروع قانون تحصين الثورة ؟؟: تلاعب بالمصطلحات وبالثورة او ...
- هل تصدّعت حركة النهضة ؟
- الملفّ المالي : خيار أمريكي فرنسي يدفع الجزائر الى المستنقع
- في مسألة توطئة( ديباجة) الدستور التونسي
- حول الانتخابات الأمريكيّة : هل فاز اوباما حقّا ؟؟
- في حادثة اغتيال -لطفي نقض- او اغتيال الدولة


المزيد.....




- الجبهة الديمقراطية: تثمن الثورة الطلابية في الجامعات الاميرك ...
- شاهد.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة إيم ...
- الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا ...
- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...
- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...
- الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ ...
- بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - محمد نجيب وهيبي - لماذا فشل الاتحاد من اجل تونس ؟