أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - تنبأ ب-الثورة- وبشربها ووقف محايداً حين بدأت أدهم الملا سرقه الفن من الشعر














المزيد.....

تنبأ ب-الثورة- وبشربها ووقف محايداً حين بدأت أدهم الملا سرقه الفن من الشعر


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 4513 - 2014 / 7 / 15 - 23:50
المحور: الادب والفن
    


تنبأ ب"الثورة" وبشربها ووقف محايداً حين بدأت
أدهم الملا سرقه الفن من الشعر



تناقلت وسائل الإعلام، وعلى نحو سريع نبأ رحيل الفنان السوري الكبير أدهم الملا1932-2014، وسط ما يجري في بلده، حيث تتعدد أشكال الموت، وتجري أنهار الدماء، بما يشكل نكبة كارثية حقيقية تشيب لها الولدان، وهو يأتي-أصلاً- ضمن إيقاع عام للأحداث المشابهة التي تجتاحنا على أوسع امتداد جغرافي، ما جعل أصداء رحيل فناننا الملا الذي كرس حياته كلها لعالم الفن، متنقلاً مابين خشبة المسرح، والمسلسل التلفزيوني والسينما، دون المستوى الذي يليق بقامته الفنية العالية.

ولد الملا في أسرة كردية في بعلبك، انتقلت أسرته إلى دمشق، لتستقر فيها، منذ وقت مبكر، ويواصل حياته الفنية في عاصمة"الأمويين" التي فتح فيها عينيه على الحياة الجديدة، ثم راح يطور فيها تجربته الفنية ليغدو أحد مشاهير الفنانين السوريين، لاسيما بعد دوره"أبي محمود"في "باب الحارة"الذي أخرجه نجله بسام، وذهبت كلمته"أررررررررررربت" أي اقتربت مثلاً، تلقتها الألسن، وهي تتحدث عن انتظار سقوط ما هو قائم، وكأنه يتبأ ب"الثورة" ويستبشربها، رغم أن موقف الرجل من الثورة- كما سجل عليه-.لم يكن واضحاً- فقد عمل الفنان في مجال الفن حوالي ستين عاماً، وتحديداً في الفترة مابين1952-2010، إلى أن أصيب بمرض عضال، أقعده الفراش، وظل يعاني من هذا المرض إلى أن توقف قلبه عن النبض في الثاني من تموز الجاري، حيث شيع جثمانه من مسجد"الملا قاسم- ليوارى الثرى في مقبرة"السبيل" في حي الأكراد الذي يحتضنه"قاسيون"، وكتب نجله مؤمن صفحة مؤثرة عن السيرة الإبداعية والحياتية لأبيه .


وقد شارك الفنان الملا في أمات الأعمال الدرامية السورية، مثل: غابة الذئاب" الذي استوحينا منها عنوان هذا العمود" بالإضافة إلى" باب الحارة"- أبوالخيل- نساء بلا أجنحة- أيام شامية- ابتسامة على شفاه جافة- طرائف أبي دلامة- خلف الجدران- الخطوات الصعبة- نهارات الدفلى- المحكوم- صلاح الدين الأيوبي- حمام القيشاني- ليالي الصالحية وغيرها، فهو راعي مدرسة في عالم الفن، وليس أدل على ذلك، ومن خارج سلسلة الآثار التي اشترك فيها، أن ولديه بسام ومؤمن مخرجان سينمائيان معروفان،كما أن ابنه بشار ممثل معروف، وهم من الأسماء الأكثر حضوراً في الخريطة الفنية السورية.

ويستحق الفنان الملا الذي كتب الشعر، وإن بشكل مقل، إلى جانب الفن الذي سرق موهبته، وطغى عليها، أن يسمى بأبي الدراما السورية، وهو لقب يؤهله له رصيده الفني الكبير الذي قدمه لهذه الدراما الأكثر شهرة، لاسيما أنه بقي مخلصاً لهذا العالم الذي اختاره، وشكل فيه مدرسة، تخرج منها كثيرون، ومن بينهم بعض أفراد أسرته أنفسهم، ما يدل على أنه كان يجسد موهبة أصيلة، بل إنه كان من هؤلاء الذين يسخرون فنهم من أجل أهلهم، ومجتمعهم، وبلدهم، منطلقاً بذلك من القيم العليا التي تجسدها رسالة الفن، على اعتباره أداة جد مهمة في بناء الإنسان، وإحياء روح الجمال التي تهدد من كل حدب وصوب.


وتعد الأعمال الفنية التي شارك فيها الفنان الملا من العلامات الفارقة في الدراما السورية، هذه الدراما التي باتت-للأسف-تأخذ بعدها الآخر، أمام أعيننا، حيث باتت تنداح في الحياة العامة، كي يتم ابتلاع كل ما هو جميل في هذا الفضاء، من دون أن يتم توفير حتى ابن المكان ذاته، وهو يدفع ضريبته الباهظة، أمام أعيننا.

وبعيداً عن تفاصيل الخط البياني لسيرة الفنان الملا الحياتية والإبداعية، فإننا نجد أن الفن السوري، خسرعلى امتداد ثلاثة سنوات ونيف عدداً من الفنانين، فقدتم قبل أيام قصف منزل الفنانة سوزان سليمان في أحد أحياء الحاضرة السورية دمشق، وأن الفنان ياسين بقوش قد قضى نحبه نتيجة قذيفة أصابت سيارته في أحد أبرز الشوارع المعروفة في هذه المدينة، ناهيك عن رحيل" أنطوني كوين العرب" طلحت حمدي كما سماه الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش، وهكذا بالنسبة للفنانين الكبيرين سليم كلاس ونضال السيجري اللذين رحلا خلال هذه المدة نفسها.

ويبدو أن الفنان السوري كان قد استشعر خطورة الواقع من حوله، فراح يشتغل في مجال الدراما، ليحقق فيها رقماً قياسباً، بحيث أصبحت لها ملامحها، وعلاماتها الفارقة، وجمهورها الواسع الذي تجاوز حدود خريطته، عربياً وعالمياً، وصار للدراما السورية سوقها الرائجة، لأن نبوءته-وأية نبوءة هي؟- في درامية الواقع باتت تتحقق، بما يتجاوز حدود الأخيولة، بل الأسطورة، لأن نهر الدماء السوري الجاري-واقعاً- يفوق أية ترجمة فنية درامية،نتيجة هول الجاري، و كارثية المعيش، حيث بلد كامل ينهار على مرأى أعيننا جميعاً.


وحقيقة، إن رحيل قامة فنية مديدة كما الفنان الملا، في هذه الظروف الصعبة التي يعيشها بلده، يجعلنا نستشعر بهول الخسارة، فهو يرحل-بصمت- من دون أن ينال ما يستحقه من الاحتفاء، لأن الحدث الأكبر الذي يجري في فضائه يبتلع أخضر المكان ويابسه، بل يجعل كل ضروب الإبداع والفنون تحت رحمة الشبح الأسود الذي يهدد البلاد من جهاتها، في إطار الإجهاز على كل منجزات ابن المكان ومكانه، في آن.



#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أمكنة الشعر
- برقية في ذكرى استشهاد المفكرالكردي د. عبدالرحمن قاسملو
- مابعد العبث:
- فوضى العماء:
- تحت جناحي عامودا.....!
- مارس دوره التنويري على أكمل وجه المفكرالكويتي خلدون النقيب أ ...
- ارجومنكم نشرهذه بدلا عن المنشورة وشكرا
- داعش ترحب بكم.....!:
- أستعيدُ أبي......!
- وحدة الخير وحدة الشر
- طفرة داعش: الواقع والآفاق
- بعد أن طرق بوابات الكرد بيده الملطخة بالعار والدم هل تكون كر ...
- ميشيل فوكو ثلاثون عاماً على الرحيل
- بعدأن طرق بوابات الكردبيده الملطخة بالعاروالدم: هل تكون كردس ...
- ماقبل الجاهلية:
- استبصارالعماء:
- تهويمات المثقف الزائف
- من قتل الكواكبي؟:
- نحومواجهة فقاعات داعش:
- مركزية الثقافي:


المزيد.....




- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...
- رسميًا.. جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 لجميع التخصصات ...
- بعد إصابتها بمرض عصبي نادر.. سيلين ديون: لا أعرف متى سأعود إ ...
- مصر.. الفنان أحمد عبد العزيز يفاجئ شابا بعد فيديو مثير للجدل ...
- الأطفال هتستمتع.. تردد قناة تنة ورنة 2024 على نايل سات وتابع ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - تنبأ ب-الثورة- وبشربها ووقف محايداً حين بدأت أدهم الملا سرقه الفن من الشعر