|
الإعلام الإسرائيلي : لا صوت يعلو فوق صوت دوي المدافع .
قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا
الحوار المتمدن-العدد: 4513 - 2014 / 7 / 15 - 15:54
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الإعلام الإسرائيلي : لا صوت يعلو فوق صوت دوي المدافع . خلال اسبوع لم تتوقف محطات التلفزيون والإذاعة ، الصحافة الورقية والرقمية ، في إسرائيل عن بث برامج مُخصصة للحرب على غزة . فمحطات التلفزيون تبدأ بثها المُباشر من الساعة السادسة صباحا وبلا توقف حتى ساعات المساء ، حول المستجدات في "ساحة " المعركة ، وينتشر المراسلون في كل المدن من الجنوب ، فالمركز وحتى شمال البلاد . والذين بدورهم لا يتركون صغيرة ولا كبيرة ،إلا أحصوها . لا يجري الحديث على إطلاقه ، لكن الغالبية العُظمى من وسائل الإعلام الإسرائيلية العبرية ، وائمت نفسها وبرحابة صدر ، مع السياسة الرسمية والناطقين الرسميين ، ما عدا إستثناء واحد ، صحيفة هأرتس . ففيها كتاب رأي لا "ينجرون " وراء الخط الرسمي ، كغدعون ليفي وأخرين . الذين يكتبون رأيهم ويُعبرون عن موقفهم ، مهما كانت الظروف . وكان أكبر المُستفزين وكعادته ، الصحفي غدعون ليفي ، الذي كتب مقالا في هأرتس اليوم بعنوان " السيئون للطيران " ، وهو قول مقلوب للقول الذي يستعمله سلاح الطيران الإسرائيلي للدعاية لنفسه ،والذي يقول " الجيدون للطيران " . كان العنوان استفزازيا بما فيه الكفاية ، ليُثير ضد غدعون زوبعة من الغضب والنقد ، وهو أمر عادي أو أصبح عاديا ، بالنسبة لغدعون وقلة قليلة غيره ، لا تتنازل عن مواقفها المبدئية ولو في ظل أصوات المدافع. وبما أن موضوعنا ، ليس ليفي ولا غيره ، فالموضوع هو عن "وحدة " الشعب اليهودي الإسرائيلي في أوقات "الحروب " ، والتي تعتبرها ماكينة الإعلام دائما ، حروبا دفاعية مشروعة . ليس لي شخصيا ، أي إعتراض على هذه الوحدة التي يُحاول الجميع تمجيدها ، وإذا كان لدي إعتراض فهو بأنها أنية ووقتية ، ولا تُعبر عن واقع حال المواطنين اليهود في إسرائيل ، شأنهم شأن كل البشر . وهي تخدم في الأساس سياسات حكومات اليمين السياسي والإقتصادي . فلن تدوم هذه الوحدة في الصراع الطبقي مثلا ، وغدا ، بعد غد أو بعد أيام ، سيعود العمال وباقي الشغيلة إلى أماكن عملهم ، ليعلموا بأن ظروف حياتهم لم ولن تتحسن ، وسيستمر صاحب العمل بإستغلالهم ، وتكديس المليارات في حساباته . أما ألعاطلون عن العمل ، فسيعودون إلى البحث عن أي فرصة عمل سانحة ، علّهم يجدون قوت يومهم . وستعود البنوك سيرتها الأولى ، تحجز على حياة الإنسان ، إذا لم تجد ما تحجزه . وستنتهي الأيام "ألسعيدة " لحكومة السيد نتانياهو ، والذي أصطف وإلتف حوله وحول حكومته ، غالبية المواطنين اليهود في إسرائيل والعالم . وحصانة الأُمة ، وهو مُصطلح مُحبب ، لدى الجميع ، فالكل يتحدث عن الحصانة التي أبداها المواطن في هذه الحرب ، حصانة نفسية وروحية في وجه أصعب ألظروف ، وهي تعني بأن المواطن لم يتذمر من سياسات الحكومة الإقتصادية ، بل دعمها ، بالعا قهرهُ وذلهُ ، أمام جبابرة ألمال . ستتلاشى هذه الحصانة بعد أيام ، عندما يطلب وزير المال من الفقراء تغطية تكاليف هذه الحرب ،بشكل مباشر عن طريق الضرائب أو بشكل غير مباشر عن طريق تقليصات في النفقات الحكومية والتي تكون عادة ، تقليصات في الخدمات وزيادة في حجم الإنفاق العسكري . كل هذا ، لا يهم وسائل الإعلام في شيء ، تحت دوي المدافع ، لكنها ستعود هي أيضا للحديث عن هذه المواضيع ، ما أن تضع الحرب أوزارها . لم تهتم وسائل الإعلام بالجانب الأخر ، فالناس هناك ما هم إلا مجرد أرقام في مُعادلة الحرب ..!! لكن سيعود كل إلى مُعسكره الأُم ، مُعسكر اليمين ومُعسكر اليسار ، وسيتهم اليمينُ أليسار بأنه عميل ومتخاذل ، وسيتهم اليسارُ اليمين بأنه فاشي وغير إنساني ... لكن ، لن يُطالب أحد في الإعلام بإنهاء الإحتلال وفك الحصار ، ووقف الإستيطان ، والعودة الى حدود حزيران 67 . ويستمر مسلسل القمع والمصادرة ، وهكذا دواليك ... قد تكون الحروب رافعة لتحقيق السلام ، لكن حروب حكومات إسرائيل هي حروب لترسيخ أيديولوجيتها في الذهنية الإسرائيلية ، وفترة إستراحة من الصراعات الداخلية ، بما في ذلك الصراع الطبقي .
#قاسم_حسن_محاجنة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ألشعب أليهودي بين التنظير والواقع ..
-
أخوية ألدم ..!!
-
-أفضال- الإسلام السياسي ..
-
الألم النفسي : قراءة للحالة ألعربية الإنتحارية
-
أوباما ألواعظ ..!!
-
ألأحزاب -ألعربية - في إسرائيل : قيادات بلا جماهير ..!!
-
الأطفال الفلسطينيون ..لا بواكي لهم .
-
ألعقل نقمة ..!!
-
نتانياهو نصير الشعوب !!
-
قيمة أخلاقية جديدة ...كراهية ألعرب .
-
سلام الله على الأغنام ...مع الإعتذار للأغنام الحقيقية!!
-
حماس وإسرائيل : تقاطع مصالح أم -حصان طروادة - الفلسطيني ؟؟!
-
نجاحات داعش ..
-
أُحرث وأدرس لبطرس..
-
اللغة والوعي
-
رمضان : ذكريات ، أزمات وحروب .
-
ألمرأة في فتاوى أليهودية الأُرثوذكسية ..
-
-علاج- الإلحاد..
-
الإسلام ألسياسي وفن ألمراوغة ..
-
ألأُنثى بين التبخيس والإستغلال في ألثقافة ألعربية ..!!
المزيد.....
-
قائد الجيش الأمريكي في أوروبا: مناورات -الناتو- موجهة عمليا
...
-
أوكرانيا منطقة منزوعة السلاح.. مستشار سابق في البنتاغون يتوق
...
-
الولايات المتحدة تنفي إصابة أي سفن جراء هجوم الحوثيين في خلي
...
-
موقع عبري: سجن عسكري إسرائيلي أرسل صورا للقبة الحديدية ومواق
...
-
الرئاسة الفلسطينية تحمل الإدارة الأمريكية مسؤولية أي اقتحام
...
-
السفير الروسي لدى واشنطن: وعود كييف بعدم استخدام صواريخ ATAC
...
-
بعد جولة على الكورنيش.. ملك مصر السابق فؤاد الثاني يزور مقهى
...
-
كوريا الشمالية: العقوبات الأمريكية تحولت إلى حبل المشنقة حول
...
-
واشنطن تطالب إسرائيل بـ-إجابات- بشأن -المقابر الجماعية- في غ
...
-
البيت الأبيض: يجب على الصين السماح ببيع تطبيق تيك توك
المزيد.....
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي
/ رسلان جادالله عامر
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
-
جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية
/ جدو جبريل
المزيد.....
|