اللا وعي ومفهوم اللا شعور

عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني
(Abbas Ali Al Ali)

الحوار المتمدن-العدد: 4513 - 2014 / 7 / 15 - 10:26
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    

الوعي ووهم اللا وعي

إدراك الوجود الذاتي والخارجي لا يتم إلا بالوعي فيه وبه بالصورتين التي يتواصل بهم الوعي بالوجود , فمن يعي الوجود فهو موجود وليس العكس صحيح أبدا فليس كل موجود يعي الوجود , هنا نتساءل عن حقيقة مفهوم اللا وعي وهل من الممكن أن يكون حال لا واعي من موجود واعي , اللا وعي بماذا بالموجود أو في الموجود , إذا كان اللا وعي بالموجود فحتما وضروريا أن يكون هناك قطع بين العقل وحل الوعي به , لا يمكنني أن أعي بشي غير موجود وهذا لا يسمى لا وعي بل هو عدم وجود , وإن وجد الموجود وأنا لا أعي فيه فحتما وقطعا هناك أيضا قطع أما وجودي غير متحقق فلا أعي به أو أن مسببات الوعي غير فاعلة وبالتالي أيضا لا بسمى باللا وعي .
يقول هيجل مثلا في شرح مفهوم الوعي (دلالات الوعي ترتد إلى فاعلية خاصة بالإنسان وهي التفكير. والوعي كخاصية إنسانية هو تلك المعرفة التي تكون لكل شخص بصدد وجوده وأفعاله وأفكاره فأن يكون الشخص واعيا ويتصرف طبقا للمعرفة التي تحركه والعيش بوعي الوجود) أشترط هيجل هنا تحقق الوجود أولا وتحقق الوعي به ثانيا كي يمارس الإنسان وعيه المركب بالداخل الذاتي والخارج الموضوعي وبالتالي هذا التسلسل لو قرأ عكسيا سيكون كالأتي لا وعي متأت من لا معرفة واللا معرفة متأتية من اللا وجود وبالتالي مفهوم اللا وعي هو ذات مفهوم العدم أفتراضي أعتباري لا متحقق ولا ممكن وغير حقيقي .
لو تأملنا هذه الجملة الفلسفية التي تطرح على أنها من أساسيات فهم الوعي والتي تشير دوما إلى أحادية بناء الوعي من خلال المعرفة ولكن يتجاهل الكثيرون أن المعرفة ليس وعيا ذاتيا بسيطا بل هو وعي مركب وتراكمي وموضوعي وذاتي ( يتعرف الوعي على ذاته أو يحصل للذات الاعتراف بذاتها من حيث هي ذات واعية أو مفكرة) السؤال هنا في عبارة يحصل للذات الأعتراف بذاتها من أين يأت هذا التحصيل إن كان فعل وعي بها فهو منطوق الوصف الأول وإن كان وعي فيها فلا بد من معالم خارجية ترشد أو تساعد على التحديد ومن هنا المعرفة تلعب دور مركب في إرشاد العقل للوعي في الأشياء كما لعب الوعي دورا مقابلا لنشوء المعرفة , من هنا يأت التركيب الجدلي بين الوعي والمعرفة .
اذن الوعي معرفة والمعرفة نتاج الفكر والفكر نتاج وعي سابق وهكذا تستمر الحلقة الحلزونية اللا منغلقة التي تتوسع بتوسع الوعي المقترن بشرط الوجود . البعض مثلا يشير إلى مفهوم اللا وعي على أنه اللا شعور متجاوز على مفهوم الشعور والوعي معا من خلال دمج المفهومين بدلالة واحدة , يمكن للموجود أن يتحرك باللا شعور لأنه يعي أنه تحرك كذلك ولكن لا يمكن أن يعي أنه تحرك باللا وعي وهي يعي ذلك,مثلا إشكالية سيجموند فرويد تتلخص بسؤال ما علاقة الوعي باللاوعي ؟ وكيف نفسر تحكم الوعي باللاوعي في الحياة النفسية للذات ؟ تأت أطروحته (اللاشعور هو أساس الحياة النفسية وواقعها الحقيقي) ليفترض أن اللاوعي هو الواقع النفسي الحقيقي وأن الوعي مجرد جزء منه من خلال إبرازه لمفعول اللاشعور الذي ينكشف بمقنع في الحلم ، هذا الذي يعد انعكاسا رمزيا للتخيلات اللاشعورية المرتبطة بالاندفاعات الجنسية,هذا الخلط بين اللا وعي وبين عدم التحكم بالشعور أو لنا مفهوم وهمي هو مفهوم اللا وعي بمعنى اللا إدراك المعرفي الوجودي .

#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات