أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - عبدالكريم الكيلاني - جذرنة القصة الكردية ومزايا الحداثة: قراءة في المجموعة المترجمة (( قصص من بلاد النرجس )) للقاص حسن السليفاني














المزيد.....

جذرنة القصة الكردية ومزايا الحداثة: قراءة في المجموعة المترجمة (( قصص من بلاد النرجس )) للقاص حسن السليفاني


عبدالكريم الكيلاني
شاعر وروائي

(Abdulkareem Al Gilany)


الحوار المتمدن-العدد: 1276 - 2005 / 8 / 4 - 07:14
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


عندما يرتبط أدب الشعوب بحكايا موروثاتها فمن الطبيعي أن يكون هنالك رمز يختاره الأديب لجذرنة النص وإضفاء بعد إنساني إجتماعي قابل للتأويل على أساس إرتباطي ببيئته وإطلاق العنان لمخيلته للتجوال في الموروث ومايؤول إليه وبالتالي خضوع كامل المعادلة لهذا الرمز في كل مزايا الإبداع الثقافي وهذا ما حدا بالقاص حسن السليفاني إلى عنونة مجموعته القصصية ب( قصص من بلاد النرجس ) والتي تجمع بين طياتها فيضاً من قصص وحكايا بأقلام مبدعة مثلت خلاصة المشهد القصصي الكوردي وبما أن زهرة النرجس هي رمز للشعوب الجبلية عموماً ولشعب كوردستان خصوصاً فقد كان موفقاً في استخدام هذه الزهرة كرمز يعكس جميع الألوان بجمالها ونضارتها ونقائها وعندما نقرأ نصوص هذه المجموعة المترجمة من الكوردية إلى العربية يتضح لنا معالم وآفاق الأدب الكوردي الحديث بتقنياته السردية وخطابه اللغوي بالإضافة إلى مسارات تراكيب القصص التي تحاول التواصل ومواكبة التطور المستمر للأساليب المتبعة في الكتابة الحديثة وطريقة السرد المكثف وسيرها على خط مستقيم من بدايتها وحتى نهايتها وتماشيها مع المدارس والألوان القصصية بكل أطيافها وأشكالها .. ماجعلنا نمتطي صهوة الإستمتاع ونحن نحلق في فضاءات ( قصص من بلاد النرجس ) حيث الإبداع يتجلى ويرقى إلى أعلى مستوياته في أغلب قصص المجموعة ...
هي إذن نافذة إبداعية من نوافذ الأدب الكوردي الحديث حيث أننا نرى من خلالها بوضوح الواقع بكل تجلياته ومتاقضاته ونستشف الشعور الكامن المرتبط بطاقة الإنسان عبر بوابات الألم والحب والتضحية ولملمة جراحات عميقة نتيجة المعطيات والتراكمات التي أنهكت جسد الشعب الكوردي على مدى عقود من الزمان فجاءت قصص المجموعة لتؤكد لنا ماهية وعمق الثقافة وأصالتها من خلال الصور والأساليب المختلفة التي احتوتها دفتي الكتاب .. فضلاً عن ارتكازها على عوالم وشخصيات من صميم الواقع زائداً الموروث منها لتؤثث فيها حاضراً مفعماً بالحيوية من خلال رصد الحدث الملتقط بدقة وبراعة ومن ثم تحويلها إلى مادة توثيقية على شكل قصص قصيرة .. فحين يفاجئنا القاص أنور محمد طاهر في قصته الموسومة ب ( لصوص الليل ) بتمرده على عسس وعيون الحاكم والحقبة المظلمة التي أججت لهيب الثورة وأدارت محرك الزمان نحو الشمس لتضيء الروح بعد عتمة أودت بالمجتمع إلى تكاثر الغربان لتبدأ نهاية الزوال ويشع نور الحرية على الجميع (( إذا سألك أحدهم , قولي له لقد سلك دربه نحو الأعالي ـــ يعني هذا إنك ستقصد الجبال ؟؟ ـــ نعم ــــ ........ ــــ حينما كان يعبر دجلة كان ماؤه ينحدر نحو الجنون بغضب هادر ـــ توجه الى نبع طفولته وابتسامة شاسعة مديدة بطول قامة نهر دجلة كانت ترتسم على شفتيه ))) .....
أما القاص حسن السليفاني فقد حشد لغته السردية المموسقة باشتراطات فعلية حكائية مبنية على التفاعل الإيجابي مع الذات الإنسانية المؤدية إلى تغيير المجتمع على أساس الإندماج مع الواقع وإظهار الترسبات العالقة فيه من ( خوف .. ألم .. إيثار .. بطولة .. حب الأرض .. الدفاع عن الشرف والعرض .. مكانة الوطن ) وكل المشاعر التي تحض على التمسك بمباديء الإنسان وسموه والتعبير عن الآخر في داخله ليشكّل هالة قزحية تمثل الأنا والظاهر وتوحدهما عند الخطر .. وقد أجاد السليفاني من خلال أسلوبه في قصة ( ليلة المطر ) بلغة رصينة مكتنزة بالتسامي ومنبثقة من شظايا تلامس ذائقة المتلقي ولجوئه الى عنصر الإثارة بوتيرة متنامية من خلال إشارات واقعية ومفارقات حادة في استعادة زخم الذاكرة المؤثثة بالدلالات المتباينة ومن خلال رسم لوحة متقنة لمشهد شعوري جميل معبر ( كانت أضواء الشارع باسمة ـــ وحبات المطر تتراقص حولها والسوق غافياً ـــ كنت فرحاً بقطرات المطر التي تبلل شعرك ـــ .......... ـــــ رفعت رأسك الى السماء القاتمة وكنت تبتسم من القلب لهواء المطر البارد .. ـــ حقا المطر جميل ))
أما في قصة ( من دفتر الإنتفاضة ) فقد آثر السليفاني توثيق مرحلة تاريخية مهمة في حياة الشعب الكوردي الحافلة بالمآسي من خلال فهرسته للخطاب السردي داخل القصة وحقنه بوحدات معرفية تستمد تلميحاتها من جذور تاريخية واجتماعية ومنحها جواز تنقّل ضمن دوائر مفتوحة مشبعة بمقطعات شعرية تجسد الحالة المعاشة في حقبة معينة من حقب السير في دروب الحرية عبر مثابات جبال كوردستان المضمخة بدماء الشهداء فجاءت القصة مرتكزة ببنية فنية ولغوية متقنة تحمل في جنباتها سحر الإيقاع المنبعث من نقطة مركزية تتسع نحو الدائرة ليشمل تأثيرها إدراك المتلقي (( في رأس محلة الكندك أيضاً كان الرجال يجتمعون ويقصدون الكلي سيرا على الأقدام , كانت دموعك تنهمر من الفرح وأنت تشاهد هذا المنظر الرائع )) ..
وهكذا تأتي معظم نصوص مجموعة (( قصص من بلاد النرجس )) بايقاعات متشابهة ولكن منفردة بأساليبها لتعرفنا بالمشهد القصصي الكوردي عبر منظوماتها اللغوية المعبرة عن مزايا الحداثة تكثيفاً وإيجازاً ونقلاً للحدث ببراعة أدبية وتحويل المتلقي من دوائر مشوشة الى فضاءات جلية في أطر منظمة غنية بالدلالات الرمزية. ..



#عبدالكريم_الكيلاني (هاشتاغ)       Abdulkareem_Al_Gilany#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الروائية المغربية زكية خيرهم في حوار خاص: الشرف الحقيقي للمر ...
- ماجدولين الرفاعي في حوار خاص : لا لغة بدون وعي ولا وعي بدون ...
- حمائم الكلمات البيض في أغاني الباز
- حـــــــــــزن
- قرقعة الطناجير والنفخ في المزامير
- تطل النوارس
- السرد الإجرائي في العقل الشرقي قراءة في رواية ( نهاية سري ال ...
- الطوفــــــــــــــان
- المجموعة الشعرية ( تزرعني في القلب فراشة ) للشاعرة فائزة عبد ...
- قولي (به لي ) غجريتي
- بشار عبدالله افضل شاعر في العالم لعام 2004
- الشاعر أديب كمال الدين :قصيدتي رسالة حبّ حروفية !
- الاديبة وفاء عبدالرزاق :الذين يعيشون خارج الوطن لهم مساحة كا ...
- القاص والروائي نزار عبدالستار :في فرانكفورت كردستان حازت على ...
- مابعد الهشيم
- لماذا لايكون النشيد الوطني العراقي باللغتين العربية والكردية
- بالحب وحده يحيا الانسان
- أدونيس والعائلة السعيدة
- حوار صريح مع المذيعة ومقدمة البرامج فرقد ملكو
- حوار مع الشاعر العراقي المبدع .. عدنان الصائغ


المزيد.....




- اخترقت غازاته طبقة الغلاف الجوي.. علماء يراقبون مدى تأثير بر ...
- البنتاغون.. بناء رصيف مؤقت سينفذ قريبا جدا في غزة
- نائب وزير الخارجية الروسي يبحث مع وفد سوري التسوية في البلاد ...
- تونس وليبيا والجزائر في قمة ثلاثية.. لماذا غاب كل من المغرب ...
- بالفيديو.. حصانان طليقان في وسط لندن
- الجيش الإسرائيلي يعلن استعداد لواءي احتياط جديدين للعمل في غ ...
- الخارجية الإيرانية تعلق على أحداث جامعة كولومبيا الأمريكية
- روسيا تخطط لبناء منشآت لإطلاق صواريخ -كورونا- في مطار -فوستو ...
- ما علاقة ضعف البصر بالميول الانتحارية؟
- -صاروخ سري روسي- يدمّر برج التلفزيون في خاركوف الأوكرانية (ف ...


المزيد.....

- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي
- فريديريك لوردون مع ثوماس بيكيتي وكتابه -رأس المال والآيديولو ... / طلال الربيعي
- دستور العراق / محمد سلمان حسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - عبدالكريم الكيلاني - جذرنة القصة الكردية ومزايا الحداثة: قراءة في المجموعة المترجمة (( قصص من بلاد النرجس )) للقاص حسن السليفاني