أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن خليل - تحيا غزة














المزيد.....

تحيا غزة


حسن خليل

الحوار المتمدن-العدد: 4512 - 2014 / 7 / 14 - 18:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا يمكن فهم الهيمنة الإسرائيلية في المنطقة بعيدا عن الهيمنة الإمبريالية الشاملة عليها . إسرائيل تقدم خصوصا الجانب العسكري بالإضافة للقواعد و التدخل الإمبريالي المباشر . و تتضمن هذه الهيمنة أيضا العنصر الاقتصادي الذي توفره الاحتكارات خاصة البترولية و مؤسسات التمويل الدولية و العنصر السياسي الذي تقدمه خصوصا الخارجية الأمريكية و الأمم المتحدة و الهيمنة الإعلامية و الثقافية . فمنطقتنا تخضع لكل أشكال الهيمنة التي تعمل مترابطة و تغذي بعضها البعض . و بحكم طبيعتها فالهيمنة تنطوي علي القهر القومي - احتلال فلسطين و الجولان و سيناء منزوعة السيادة و احتلال العراق - و القهر الديني كما يعبر عنه المشروع الصهيوني نفسه لذا فأن مواجهه ناجحة مع إسرائيل غير ممكنة سوي عبر مواجهه هذه الهيمنة الإمبريالية و بقيادة الطبقات صاحبة المصلحة في هذا سواء في فلسطين أو في كل دول المنطقة. كل تحويل لهذه المواجهة لمجرد عمل عسكري أو قومي أو ديني يقصر مداها و يضعفها و يخلق الأوهام التي سرعان ما تتحول لإحباطات

فما هو الجديد بين هذه الحرب علي غزة و ما سبقها من حروب؟ لا يمثل زيادة مدي صواريخ المقاومة أو بناء نظام القبة الحديدية الإسرائيلي تغييرا ملموسا فكل تقدم تكنولوجي يقابله تقدم مضاد و من الجيد أن تحاول المقاومة اللحاق بالتطور الإسرائيلي مستفيدة من حالة الفوضي السائدة في المنطقة . كما لا يمثل أتفاق المصالحة الفلسطينية الهش تغيرا نوعيا فمازالت نفس القوي من الناحية العملية هي المسيطرة سواء في الضفة أو غزة و هي تعبر عن نفس المصالح الطبقية و ما جري في مصر مثلا بشكل تاريخي – تعاقب الإخوان و قوي نظام مبارك – يجري في فلسطين بشكل جغرافي. أن واقع التفكك العربي عقب ثوراتها و أنتفاضتها من العراق إلي ليبيا هو المتغير الأكثر أهمية. و كذلك واقع تقلص النفوذ الإمبريالي الأمريكي عقب الفشل في العراق و صعود قوي جديدة – روسيا و الصين- في سياق الصراع علي النفوذ و المكانة.و لم يمنع أمتداد "الربيع العربي" لفلسطين سوي أحتدام قضية التحرر الوطني سواء في الضفة أو غزة.

ما كشفت عنه ثورات الربيع العربي من تونس لسوريا هو أن قوي النظام القديم سواء الدينية أو شبه الحداثية لازالت هي القوي الوحيدة المنظمة بشكل كافي و تمتلك ما يكفي من الموارد و الدعم كي تتسلم السلطة كي تعبر عن نفس البرجوازية الرثة و رأسمالية المحاسيب في جانبها المدني و الديني مما يعنى غياب قوي شعبية ثورية تتبني مصالح طبقات شعبية أو غياب بديل اجتماعي شعبي . أن واقع فلسطين و الصراع بين فتح و حماس تجسيد لنفس الظاهرة . فالمقاومة الفلسطينية كانت تعني في مرحلتها المبكرة "ثورة" فلسطينية تربط بين التحرر الوطني و التغيير الاجتماعي لصالح الطبقات الشعبية و التحرر ثم انحدرت لمستوي أما التعبير عن القهر القومي الذي لا يري حلا سوي اللعب علي تناقضات الأنظمة أو تعبيرا عن القهر الديني الذي لا يجد حلا سوي "الدولة الإسلامية" في مواجهه القومية اليهودية الدينية التي تشكلها الصهيونية بمعني أخر تلبست الثورة الفلسطينية صورة عدوها ففقدت أهم ما يميزها

و تتسم القضية الفلسطينية بطبيعة خاصة و هي أنها لا يمكن حلها في الإطار الفلسطيني وحده فبدون دول المحيط المساندة لا يمكن تصور حلا لها يحقق مصالح الشعب الفلسطيني . لذا فأن غياب البديل الاجتماعي الشعبي في فلسطين يعمقه و يشدد من أزمته غياب نفس البديل في سوريا و الأردن و مصر.
ثورات الربيع العربي التي تحولت لحروب أهلية من العراق لسوريا لليبيا لليمن و بشكل منخفض الكثافة في مصر كلها مرشحة للاستمرار فلا أطراف النظام قادرة علي تحقيق نصر عسكري حاسم فكلما حققت مكتسبات علي الأرض أصبحت أكثر أنكشافا أمام قوي المعارضة اليمينية التكفيرية علي الأغلب و هذه الأخيرة لا تعدم دعما إقليميا و عالميا يمنعها من السقوط التام. و لا هذا الطرف أو ذاك لديه قدرة علي حشد دعم شعبي يحمله للنصر فهي قوي طبقية معادية للشعب. و هكذا في غزة فلا العدو الصهيوني سيكون قادرا علي سحق و إنهاء حركات المقاومة و لا حركات المقاومة بحكم التفاوت الهائل في القدرات ستكون قادرة علي هزيمة العدو بل أن مجرد بقائها يمثل النصر . حتي الصراع الطويل بين حماس و فتح لن يختفي و ستظل المصالحة هشه أن لم تسقطت تماما بعد نهاية العدوان الإسرائيلي.

و تحول الصيرورة الثورية لصيرورة حرب أهلية بين قوي معادية للثورة من حيث الأساس يخلق أصعب العقبات أمام بناء بديل شعبي يتجاوز الواقع القائم . من الصحيح أنه يوضح بلا مذيد عليه أن كلا طرفي الصراع معادي في الجوهر لمصالح الشعوب لكنه من ناحية يخلق حالة من الاستقطاب الحاد كما أنه يفكك البني الاجتماعية التي يمكنها أن تفرز مثل هذا البديل. فأن كنت في المعارضة في مصر ستوصم بأنك إخوان و في العراق بالإنتماء لداعش و أن أعترضت علي حماس ستصبح فتحاوي الخ الخ .
ملمح أخر بارز لصيرورة الحرب الأهلية هو عودة قضية الشرق أو قضية "الوطن العربي" للواجهه بعد الانكفاء القطري لعقود . فمصير سوريا و العراق و مصر و فلسطين و ليبيا و السودان أصبح مترابطا و لا يمكن غض البصر عن ترابط تحركات قوي اليمين الديني الظلامية و اعتداءات إسرائيل أصبح أمام القوي التقدمية مهمة جديدة أن تعيد صياغة التضامن العربي في عالم جديد يتجاوز القومية العربية الناصرية و يبني علي أفضل ما فيها.

ما تطرحه علينا غزة هو إذن الحاجة الماسة لبلورة برنامج تقدمي حداثي علماني جديد يستند لمصالح الطبقات الشعبية في كل بلاد المنطقة و في كل بلد علي حده . و هنا فأن القوي التقدمية في مصر بالذات يقع عليها العبئ الأكبر ليس لدور "ريادي" مصري ما بل لأن في مصر تتمثل الكتلة الأكبر المتماسكة من الطبقات الشعبية التي يمكنها أن تقدم نموذجا لتجاوز أطراف الحروب الأهلية و لحل القضية الفلسطينية عبر تجاوز فتح و حماس معا
تحيا غزة
حسن خليل
14 يوليو 2014



#حسن_خليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- داعش و أمور أخري
- الرئيس الجديد
- بين الحلم و الواقع
- تحديات أمام الحركة العمالية المصرية
- الانتخابات الرئاسية المصرية 2014
- الدستور الجديد (دروس تاريخية)
- حسن خليل - كاتب وناشط يساري مصري- في حوار مفتوح مع القارئات ...
- الموقف من مشروع دستور 2013
- طريق الثورة للانتصار
- الثورة أوسع كثيرا ..
- الحياة السياسية بعد ثورة يونيو – 2 - الجيش و الشعب و الإخوان ...
- الحياة السياسية بعد ثورة يونيو – 1 -
- تعليق علي بيان سيء السمعة
- سيناريوهات الثورة
- الحياة السياسية و حملة تمرد
- الثورة شبه المتماثلة
- عن ضرورة حزب التحالف
- عيد العمال .. عيد الثورة
- كيف نفهم الوضع الراهن؟
- العمال و النقابة و اليسار


المزيد.....




- مصور بريطاني يوثق كيف -يغرق- سكان هذه الجزيرة بالظلام لأشهر ...
- لحظة تدمير فيضانات جارفة لجسر وسط الطقس المتقلب بالشرق الأوس ...
- عمرها آلاف السنين..فرنسية تستكشف أعجوبة جيولوجية في السعودية ...
- تسبب في تحركات برلمانية.. أول صورة للفستان المثير للجدل في م ...
- -المقاومة فكرة-.. نيويورك تايمز: آلاف المقاتلين من حماس لا ي ...
- بعد 200 يوم.. غزة تحصي عدد ضحايا الحرب الإسرائيلية
- وثائق: أحد مساعدي ترامب نصحه بإعادة المستندات قبل عام من تفت ...
- الخارجية الروسية تدعو الغرب إلى احترام مصالح الدول النامية
- خبير استراتيجي لـRT: إيران حققت مكاسب هائلة من ضرباتها على إ ...
- -حزب الله- يعلن استهداف مقر قيادة إسرائيلي بـ -الكاتيوشا-


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن خليل - تحيا غزة