أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - بدر الدين شنن - غزة لاتذرف الدموع .. إنها تقاتل .















المزيد.....

غزة لاتذرف الدموع .. إنها تقاتل .


بدر الدين شنن

الحوار المتمدن-العدد: 4512 - 2014 / 7 / 14 - 13:00
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


لم يحدث من قبل أن سمحت .. و ليس متوقعاً بالحاضر ، أن تسمح أمريكا والدول الغربية الاستعمارية ، باتخاذ قرار في مجلس الأمن الدولي يدين العدوان الإسرائيلي على غزة ، ويطالب بوقفه فوراً ، تحت الفصل السابع ، من ميثاق الأمم التتجدة ، كما فعلتها مع العراق وليبيا ، أو أن يسمى ما تقوم به إسرائيل بالعدوان .
لإن ما أعلن من مواقف الدول الغربية ، يكشف بوضوح تواطؤها مع المعتدي الإسرائيلي . " أوباما " يعرض وساطته بين إسرلئيل والفلسطينيين . " وزير خارجية فرنسا " يدعو إسرائيل بعدم الإفراط بالرد على صواريخ الفلسطنيين . " وزير خارجية بريطانيا " يدعو الطرفين لوقف إطلاق النار . وهذا الموقف الأمريكي الغربي من العدوانية الإسرائيلية ، ليس جديداً ولابغريب . فهذه الدول هي التي أقامت ، ودعمت وجود إسرائيل ، على حساب دماء وآلام وتشريد الشعب الفلسطيني ، ودأبت على أن تكون إسرائيل ، قوية ، قادرة ، على مواجهة كافة الدول العربية ، وعلى أداء الدور المتكامل مع الغرب الاستعماري المناط بها في الشرق الأوسط . وقد ازداد هذا الدور أهمية ، بعد أن احتدمت صراعات المحاور الدولية ، و آن الأوان لإعادة النظر في خرائط هذا الشرق الستراتيجي التعيس .

كما لم يكن متوقعاً بالمطلق ، من " جامعة الدول العربية " بنسختها الخليجية ، أن تتحرك ، بمقتضى صلاحياتها ، التي تتضمنها " اتفاقية الدفاع العربي المسترك " . إذ أن الدول العربية القادرة على القيام بواجبها القومي حسب الاتفاقية ، وهي مصر وسوريا والعراق ن تخوض حرب وجود مع الهجمة الإرهابية الدولية . وهناك دولتان من دول الطوق ، هما مصر وإسرائيل أسيرتا اتفاقيتي سلام تعسفي دولية مع إسرائيل . ومعظم ما تبقى .. مما يسمى مجازاً دول عربية ، هي عديمة الفاعلية ، وخاضعة للنظام الدولي الغربي ـ الإسرائيلي .
كل ما قدمته " جامعة الدول العربية " ودول عربية أحرجها العدوان الإسرائيلي أمام شعوبها ، هو إدانة العدوان والدعوة لوقف النار ، وعروض وساطة خجولة بين المعتدي الإسرائيلي والمعتدى عليه الفلسطيني .

ولم يكن متوقعاً أيضاً .. نتيجة تفشي ، التجهيل ، والتضليل ، واللعب في الوعي السياسي ، وخيانة المباديء والقضايا النبيلة ، و ابتذال الفتاوى الدينية ، وتشويه القيم الوطنية والقومية ، وانتشار التعصب المذهبي الأسود ، وحلول جهاد التذابح بين الأشقاء وجهاد النكاح ، محل الجهاد المقدس ضد المعتدين الصهاينة ، ومجيء من سمى نفسه " خليفة المسلمين " ، وكأنه خليفة كل عتاة وظلمة قرون من الإحباط والتمزق ، فعمق الانقسات والخلافات ، وأجرى أنهاراً جديدة من الدماء .. ظلماً .. وتخلفاً .. وعبثاً . ما أدى إلى فقدان الشارع ملايين الغاضبين ضد العدوان .

استناداً لهذا الواقع الدولي والعربي ، اتخذت حكومة الكيان الإسرائيلي قرارها بالعدوان على غزة ، تأجيجاً منها لحالة الاضطراب والحرب السائدة في المنطقة ، ولتحقيق مشاريع التهويد للقدس ولفلسطين كلها . فما يوفره هذا الواقع .. العربي خاصة .. قد لايتكرر ، إن تمكن العراق وسوريا ومصر من الانتصار في حرب الإرهاب الدولية ، ومن العودة إلى ممارسة دورها العربي الإقليمي ، الذي قد يسبب مثل العدوان الحالي على غزة حرب تشرين أخرى ، هي أوسع وأخطر من حرب تشرين 1973 .
ولذلك ، فإن ذريعة خطف وقتل ثلاثة من المستوطنين في الضفة الغربية ، أي في المكان الذي تسيطر عليه إسرائيل عسكرياً وأمنياً ، هي نافلة ، ولاتغطي دقائق من أي اشتباك مع المقاومة بسببها .

* * *

إن السؤال الهام في اللحظة الراهنة ، إزاء الاستباحة الإسرائيلية الدموية لغزة ، خاصة ، ولفلسطين كلها ، وللعرب بعامة ، هو : هل كانت إسرائيل تتجرأ على مواصلة الاعتداءات على غزة والشعب الفسطيني ، لو أن الجبهة الفلسطينية كانت موحدة ، وبعض فصائلها غير منغمسة بمخططات تضر بالمنظومة العربية المقاومة ، وأن مصر والأردن هما على استعداد لإلغاء اتفاقياتي " السلام " مع إسرائيل ، وقامتا فعلاً بخطوات سياسية تؤكد جدية عزمهما على الإقدام على هذه الخطوة ، وأولها سحب سفيري مصر والأردن من تل أبيب ، وطرد السفير الإسرائيلي من عمان والقاهرة ، وتعزيز حدودهما المشتركة مع إسرائيل بقطعات عسكرية وازنة ؟ ..
ولو أن " جامعة الدول العربية " مستعدة عملياً ، حسب ميثاقها " للقيام بواجبها القومي المشروع ضد العدوان ، لدعوة " مجلس الدفاع العربي المشترك " للانعقاد ، وإصدار قرارات واتخاذ خطوات رادعة ، ودعوة الدول العربية إلى ممارسة دورها القومي الرادع أيضاً ، ولديها في هذا المجال ، أوراق .. وأسلحة كثيرة .. سياسية واقتصادية ودبلوماسية ودفاعية ، يمكن أن تستخدمها كعقوبات في مواجهة العدوانية الإسرائيلية وداعميها ، أقلها .. التهديد والتنفيذ بقطع أو تخفيض معدلات إنتاج وتصدير النفط .. سحب الاستثمارات العربية الهائلة من الاقتصاد الغربي ، وإعطاء الضوء الأخضر للأنشطة الجماهيرية ضد مصالح الدول المتواطئة مع العدوان . ؟ ..
بعبارة موجزة : لو توفرت الإجراءات العربية الآنفة الذكر .. هل كانت إسرائيل تتجرأ على العدوان .. ومواصلة العدوان على غزة .. وغير غزة .. وتستخدم باستهتار وغطرسة في عدوانها ، كل ما لديها من أدوات القتل والبطش والتدمير .. وكل ما لديها من لاأخلاقية وعنصرية متوحشة ؟ ..

لاأحد بقادر أن ينكر قوة إسرائيل العسكرية وكبر مخزونها المتنوع من أحدث وأفتك الأسلحة .. ورصيدها المفتوح عند الحاجة ، في مخازن حلف الناتو ، والقواعد العسكرية الأمريكية والغربية المنتشر في البقاع العربية بالقرب منها . بيد أن رغم هذه القوة غير المحدودة ، فإن إسرائيل لاتستطيع بمفردها أن تقاتل وتنتصر على الجبهة الفلسطينية والعربية . وإذا كان مثال حرب حزيران 1967 لصالحها ، فإن مثال حرب تشرين 1973 يكذبها .

ما مفاده ، أن إسرائيل ، لم تقم .. ولم تستمر بعدوانيتها بقدراتها فحسب ، وإنما بإسناد ودعم الدول الغربية الاستعمارية . من وعد بلفور وتبعاته المباشرة على أيدي الاحتلال البريطاني في فلسطين ، إلى البيان الثلاثي ، الأمريكي الفرنسي البريطاني 1950 ، إلى الغطاء الدولي في مجلس الأمن الدولي وخارجه لجرائمها وحروبها ..
ولم تقم .. ولم تواصل العدوان على الشعب الفلسطيني أو أي بلد عربي ، إلاّ وهي تستخدم بشكل ممنهج التجزئة القومية وتذرر القوى العربية ، والتعادي والتذابح الانتهازي الغبي بين الأقطار ، والأحزاب ، والأيويلوجيات االعربية .

إن العدوان الآن على غزةربرهان واضح على أن إسرائيل تقاتلنا بسلاح ضعفنا وتشتتنا وتخلفنا وعصبياتنا المفوتة .. وبسلاح مجاهدي " الربيع العربي " .. جهاد الهمجية باسم الفتح .. وجهاد السطو باسم غنيمة الحرب المباركة .. وحهاد الاغتصاب باسم جهاد النكاح . وتقاتل بوجه خاص بسلاح " الخليفة إبراهيم البدري " ، الذي يدق أسافين الفرقة والدمار والضياع في العراق وسوريا ، والذي أوغل وأمراء الجهاد الآخرين في ذبح أهم جيشين عريقين في مواجهة إسرائيل .

* * *

كيف يمكن التخلص من حالة التمزق والضعف العربي ، في ظل أنظمة حاكمةلا يهمها سوى الحفاظ على نفسها وعلى مكاسبها السلطوية ، وفي مناخ سياسي رديء يكتنف الحركات والأحزاب القومية والديمقراطية والتحررية ، ويحكم توجهاتها وعلاقاتها وتحالفاتها وحراكها ؟ ..

لقد قدمت المقاومة في غزة الجواب .. لم تنتظر المقاومة عباقرة السياسة ومنظري الثورات .. لتتحرك وتواجه العدوان .. بل تجاوزت حدود المنظمات والتيارات المدمنة على التمسك بعقلية ومفاهيم خصوصية الأيويولوجيات والسياسات .. وانطلقت تدافع .. تقاتل ضد العدوان .. وفرضت على الجميع خيارها .. وأخرجت ما في حوذتها من أسباب القوة .. دون التمسك الآلي بالموالاة لطرف فلسطيني أو آخر .. وأعلنت بالفعل والشهادة والدم أنها مقاومة كل غزة .. وكل فلسطين .. وكل الشرفاء في البلدان العربية .

من هنا مصدر نقاء وقوة المقاومة .. ومصدر إبداعها .. وثقتها بنفسها ..
ومن هنا يأتي تسفيه المواقف التي تتمسك بخلافات مع أطراف من المقاومة .. لتبرر تخاذلها وجبنها وشماتتها .

إن ما قامت به المقاومة في غزة ، بصرف النظر عن ملابسات انفجار العدوان وأهدافه الحقيقية ، هو مثال للقوى العربية ، التي تتطلع إلى وحدة الصف والانعتاق من مفاهيم ، وألاعيب تجار السياسة ، و مهندسي المساومات . وهو دعوة لوحدة النضال والنزول إلى الشارع .. دعماً للمقاومة في غزة البطلة .. وفتحاً لأفق نهضتها التي طال انتظارها .
لن نذرف الدموع على أطفال .. ونساء .. وكل ضحايا العدوان في غزة ، الذين دفنتهم صواريخ إسرائيل أحياء تحت الأنقاض .. أو مزقتهم الصواريخ ذرات .. بل نمتليء كبرياء وفخراً بهم .. واعتزازاً بالشموع التي توقدها أرواحهم الطاهرة لنا .. وتدلنا على الخيار الصح .. وتعلمنا .. كيف نصمد .. وكيف ننتزع حقنا بالوجود والكرامة .. إن غزة لاتذرف الدموع .. إنها تقاتل .. وستنتصر على العدوان ..



#بدر_الدين_شنن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المؤامرة والقرار التاريخي الشجاع
- السمت .. وساعة الحقيقة
- خديعة حرب الإرهاب بالوكالة
- الإرهاب ودوره في السياسة الدولية
- ما بين حرب حزيران وحرب الإرهاب
- دفاعاً عن شرعية الشعب
- الانتخابات وحرب التوازن والتنازل - إلى المهجرين ضحايا منجم ...
- حلب تحت حصار الموت عطشاً
- من أجل سوريا جديدة .. وديمقراطية جديدة
- أول أيار والإرهاب والحرب
- الصرخة
- هل فشل أردوغان ؟
- ما وراء جبال كسب
- جدلية الزعامة والوطن والشعب
- الساسة والسياسة ومكامن الفشل
- الأم والأسطورة والحياة
- الاعتماد على الذات الوطنية أولاً
- المرأة السورية وحقوقها والحرب
- الانحطاط الشامل والاختراق الممكن
- جدلية حقوق الوطن وحقوق الإنسان


المزيد.....




- غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب
- الرفيق حنا غريب الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني في حوار ...
- يونس سراج ضيف برنامج “شباب في الواجهة” – حلقة 16 أبريل 2024 ...
- مسيرة وطنية للمتصرفين، صباح السبت 20 أبريل 2024 انطلاقا من ب ...
- فاتح ماي 2024 تحت شعار: “تحصين المكتسبات والحقوق والتصدي للم ...
- بلاغ الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع إثر اجتماع ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 18 أبريل 2024
- الحوار الاجتماعي آلية برجوازية لتدبير المسألة العمالية
- الهجمة الإسرائيلية القادمة على إيران
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - بدر الدين شنن - غزة لاتذرف الدموع .. إنها تقاتل .