أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسقيل قوجمان - هل هي حرب بين حكومة اسرائيل المحتلة وشعب فلسطين المحتل؟















المزيد.....

هل هي حرب بين حكومة اسرائيل المحتلة وشعب فلسطين المحتل؟


حسقيل قوجمان

الحوار المتمدن-العدد: 4512 - 2014 / 7 / 14 - 12:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هل هي حرب بين حكومة اسرائيل المحتلة وشعب فلسطين المحتل؟
يكون من العبث الحديث عن المشروع الصهيوني بعودة يهود روسيا وبولونيا والمانيا الى الوطن الذي هجروا منه لا يعلم الا الله متى هجروا منه وما هي علاقتهم باليهود الحقيقيين الذين هجروا منه قبل ثلاثة الاف سنة الى بابل.
لكن الواقع التاريخي هو نشوء حركة صهيونية على هذا الاساس التقت اهدافها مع اهداف اوروبا الاستعمارية والامبريالية في احتلال واقتسام العالم واعادة اقتسامه فلقيت الحركة مساعدة واعانة السياسات الامبريالية بصور مختلفة وفقا لتطور الدول الاستعمارية والامبريالية وسيطرة الدولة الاكثر سلطة في العالم الامبريالي كسيطرة بريطانيا مثلا على اعظم بلدان العالم قبل وبعد الحرب العالمية الاولى ثم سيطرة الامبريالية الاميركية على العالم غير الاشتراكي بعد الحرب العالمية الثانية ثم السيطرة على باقي اجزاء العالم بعد انهيار المعسكر الاشتراكي بما اطلق عليه "العولمة" حيث اصبح العالم بعرف العالم الامبريالي قرية صغيرة تمتلكها الامبريالية الاميركية.
والواقع التاريخي كان امام منظمة الامم المتحدة حين كانت نؤلف الى حد ما منظمة امم متحدة حقيقية وضع كان فيه مجتمعان مختلفان، مجتمع عربي ومجتمع يهودي، تحت الانتداب البريطاني الذي فقد سيطرته العالمية لصالح الامبريالية الاميركية. وهذا هو الوضع الذي كان على الامم المتحدة ان تبحثه وليس كيفية وتاريخ هذا الوضع خلال العقود الماضية.
كان موقف الاتحاد السوفييتي والمعسكر الاشتراكي والجماهير العربية وحركاتها الثورية والجماهير العربية واليهودية الثورية في فلسطين ان يؤدي انهاء الانتداب البريطاني الى تكوين دولة تمثل المجتمعين الموجودين في هذا البلد. وكان موقف الحركة الصهيونية في فلسطين والحكومات العربية الموالية للامبريالية والدول الامبريالية منح كل مجتمع دولته المنفصلة عن طريق تقسيم البلاد. ولم يكن بامكان الامم المتحدة اخراج المجتمع اليهودي القائم في البلاد بصرف النظر عن طريقة تكوينه تاريخيا كما كانت الدول العربية الموالية للامبريالية تطالب الامم المتحدة بتقريره. وادى اصرار الدول العربية والحركة الصهيونية الى اتخاذ قرار التقسيم كالحل الوحيد الممكن لانهاء الانتداب البريطاني.
وفي الموعد المقرر تكونت دولة اسرائيل في المنطقة المخصصة لها اعترفت بها الامم المتحدة وكان من المفروض ان تتكون دولة عربية في القسم الاخر تعترف بها الامم المتحدة ايضا ولكن الدول العربية قررت بدلا من ذلك اعلان حرب يقودها جنرالات بريطانيون على دولة اسرائيل ادت الى اقتطاع قسم من المنطقة لصالح اسرائيل واستعمار القسم المتبقي من قبل الاردن في الضفة الغربية ومصر في القسم الذي اصبح قطاع غزة.
لذلك لم يكن للشعب الفلسطيني في حرب 1967 دولة وحكومة وجيش يدافع عنهما بل تحول الشعب الفلسطيني من مستعمرتين اردنية ومصرية الى مستعمرة اسرائيلية عند انهزام الجيشين الاردني والمصري في حرب ستة ايام.
ان فلسطين اصبحت مستعمرة تختلف كل الاختلاف عن كافة المستعمرات الاخرى في العالم. المستعمرات عادة تكون دولا لها حضارة وتاريخ وحكومات وجيش ومؤسسات وشعوب يجري استعمارها لتكون مستعمرات لدول راسمالية او امبريالية وتقوم شعوبها وبصورة شرعية وقانونية يالنضال ضد الاستعمار وتؤيده القوانين الدولية.
اما فلسطين فلم يسمح لها بتشكيل دولتها لكي تصبح دولة معترف بها اذ بدلا من ذلك استعمرت الاردن الضفة الغربية كانها جزء من المملكة الاردنية واستعمرت مصر قطاع غزة كانها جزء من المملكة المصرية.
لم تكن حرب الايام الستة حربا ضد فلسطين بل ضد مصر والاردن فانهزم الجيشان وتركا فلسطين بجزأيها لقمة سائغة للاستعمار الاسرائيلي. لم تكن في هذه الحرب اية وسيلة امام الشعب الفلسطيني للدفاع عن وطنه والنضال ضد الاستعمار بحيث اصبح النضال ضد المحتل الاسرائيلي يبدو كانه اعتداء عليها ومن حقها الدفاع عن نفسها في مستعمرتها.
ليس ثمة شعب لا يناضل من اجل تحرره حتى ولو باظافره. وهذا كان الوضع منذ حرب السنوات الستة وحتى اوسلو حين اضطرت اسرائيل تساندها الولايات المتحدة ان تجد عميلا داخليا يكون اكثر اميركية من الاميركيين واكثر اسرائيلية من الاسرائليين وكان هذا الوضع منذ اوسلو وحتى يومنا هذا. ثمة سلطة فلسطينية صورية تقوم بكبح جماح نضال الشعب الفلسطيني بحجة وجود مفاوضات لحل المشكلة وتنازل اميركا واسرائيل لتمنح الفلسطينين دولة مستقلة منزوعة السلاح عن طريق المفاوضات استمرت حتى يومنا هذا وستستمر حتى انهاء الاحتلال. وانهاء الاحتلال لا يتحقق في مثل هذا الوضع الا عند اكمال اسرائيل تحويل كامل فلسطين الى دولة يهودية بموجب مشروع اسرائيل الكبرى. ولكن نضال الشعب الفلسطيني لن يتوقف ولا يمكن ان يتوقف. وهذا ما نراه اليوم من الحرب الواسعة النطاق على قطاع غزة وفي الضفة الغربية على حد سواء وانتفاضة الشعب الفلسطيني في غزة والضفة.
السؤال هو "هل هذه الحرب الحالية حرب بين اسرائيل والشعب الفلسطيني؟" والجواب على السؤال هو كلا والف كلا.
كانت اسرائيل منذ نشوئها بحاجة الى الاعتماد على الدول الكبرى من اجل ضمان تفوقها العسكري والسياسي على محيطها العربي فكانت تعتمد على المنح والمساعدات مقابل تضامنها مع سياسات هذه الدول الامبريالية في مشاريعها للاستيلاء على الشرق الاوسط. بحيث اصبحت هذه الدولة بصغر مساحاها وعع سكانها ربما اكبر مشتر للسلاح الاميركي في العالم. وكلما تقدم الامر ازداد اتكالها وتعاونها مع الامبريالية الاميركية بحيث اصبحت ذراع اميركا في الشرق الاوسط. وقد تجلى ذلك في كافة الحروب المفردة والجماعية التي حدثت خلال عقود من تاريخها. في كل هذه الحروب كانت اسرائيل اداة اميركا في الشرق الاوسط وعمادها في تحقيق مشروع الشرق الاوسط الاميركي الكبير الذي يتطلب تفتيت دوله الى اقاليم متصارعة فيما بينها.
في يوم انهيار البرجين والبرج الثالث في نيو يورك اعلن بوش حربه العالمية الثالثة التي اطلق عليها اسم الحرب الصليبية ثم تراجع عن هذا الاسم واطلق عليها الحرب العالمية على الارهاب وفق شعار بوش "من هو ليس معنا فهو ارهابي". وما زالت هذه الحرب العالمية الثالثة بين الولايات المتحدة وجميع حلفائها واصدقائها من جهة وبين عدو لا دولة له ولا جيش له ولا هوية واضحة له ولا تعريف واضح له اسمه الارهاب. وكانت اسرائيل جزءا لا يتجزأ من هذه الحرب.
الحروب المتعددة في الشرق الاوسط كانت جزءا بالغ الاهمية من هذه الحرب العالمية الثالثة وكانت اسرائيل ادات الولايات المتحدة فيها. وقد ظهر ذلك باوضح اشكاله في الحرب على لبنان. فاحتلال فلسطين والحرب عليها هي حرب الولايات المتحدة وليست حرب اسرائيل. واصبح الشباب الاسرائيلي جيش مرتزقة للولايات المتحدة تسيره كما تشاء يعيش نصف حياته في القتال مع الفلسطينيين وحماية المستوطنين وتزوده الولايات المتحدة بالاسلحة التقليدية وغير التقليدية في سبيل ذلك. وهذا ما يفسر مقاومة الولايات المتحدة لاية ادانة دولية للاحتلال الاسرائيلي والى اعتبار الحرب الاسرائيلية على فلسطين دفاعا عن النفس وليس عدوانا استعماريا يستهدف السيطرة على كامل فلسطين. وان طلب السياسيين الفلسطينيين الذين يشكلون ما يسمى السلطة الفلسطينية لتوسط اميركا في المفاوضات بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية من اجل التوصل الى حل نهائي للاحتلال عن طريق المفاوضات ما هو الا مشاركة هذه السلطة الوهمية في مواصلة الاحتلال وزيادة الاستيطان حتى يتم احتلال كامل الاراضي الفلسطينية. وقد اثبتت ذلك عقود من اتفاقية اوسلو حتى يومنا هذا.
فليس امام الشعب الفلسطيني كما هو الحال لدى كل شعب مستعمر الا المقاومة سلاحا للتحرر من الاستعمار والاحتلال.



#حسقيل_قوجمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جاسم الزيرجاوي وخدعة مصطلح الديالكتيك الماركسي
- كيف يرى ماركس الطريقة الديالكتية؟
- تحية الى جاسم عبد الامير عباس
- حوار مع عقيل صالح حول مقال اضافات ستالين الى الماركسية2
- مرة اخرى حول انتخابات الرئاسة في مصر
- حوار مع عقيل صالح حول مقال اضافات ستالين الى الماركسية1
- اول ايار عيد العمال العالمي2
- اول ايار عيد العمال العالمي1
- حوار مع الاستاذ سامي لبيب2
- حوار مع الاستاذ سامي لبيب1
- حملة من اجل سن قانون عادل للعمل
- حوار مع محمد دوير 2
- حوار مع محمد دوير
- ماذا بعد انتخاب السيسي رئيسا؟
- حوار حول الثورة البرجوازية والثورة الاشتراكية5
- مصر بعد الدستور
- حوار حول الثورة البرجوازية والثورة الاشتراكية4
- حوار مع الاستاذ عبد القادر ياسين
- الثورة البرجوازية والثورة الاشتراكية3
- حوار حول الثورة البرجوازية والثورة الاشتراكية2


المزيد.....




- اتهام 4 إيرانيين بالتخطيط لاختراق وزارات وشركات أمريكية
- حزب الله يقصف موقعين إسرائيليين قرب عكا
- بالصلاة والخشوع والألعاب النارية.. البرازيليون في ريو يحتفلو ...
- بعد 200 يوم من الحرب.. الفلسطينيون في القطاع يرزحون تحت القص ...
- فرنسا.. مطار شارل ديغول يكشف عن نظام أمني جديد للأمتعة قبل ا ...
- السعودية تدين استمرار القوات الإسرائيلية في انتهاكات جسيمة د ...
- ضربة روسية غير مسبوقة.. تدمير قاذفة صواريخ أمريكية بأوكرانيا ...
- العاهل الأردني يستقبل أمير الكويت في عمان
- اقتحام الأقصى تزامنا مع 200 يوم من الحرب
- موقع أميركي: يجب فضح الأيديولوجيا الصهيونية وإسقاطها


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسقيل قوجمان - هل هي حرب بين حكومة اسرائيل المحتلة وشعب فلسطين المحتل؟