أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - مرجعية الإرهابيين الدينية والتاريخية















المزيد.....

مرجعية الإرهابيين الدينية والتاريخية


طلعت رضوان

الحوار المتمدن-العدد: 4511 - 2014 / 7 / 13 - 23:20
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


مرجعية الإرهابيين الدينية والتاريخية
طلعت رضوان
كلــّما تصوّرتُ أننى تخلــّصتُ من (الدهشة الطفولية) إذا بالواقع يؤكد أنّ تلك الدهشة لصيقة بفطرة الطفولة التى أحنُ إليها ، لأنّ من الأسئلة تتولد الدهشة. وبعد أنْ قرأتُ وشاهدتُ ما يفعله الأصوليون فى العراق (تنظيم داعش) من قتل للأبرياء وذبح للأطفال وسبى النساء واعتبارهنّ (أسرى حرب) وبالتالى هنّ إماء (= عبيد) يجوز (مُـناكحتهنّ) دون زواج ، وما فعلوه من تخريب للمنشآت وسرقة الممتلكات العامة والخاصة باعتبارها (غنائم حرب) وبعد أنْ قرأتُ عشرات المقالات (فى معظم الصحف العربية والمصرية) تـُندّد بما فعله أعضاء داعش ، وقالوا فيها إنّ ما فعلوه ((ضد الإسلام)) وأنهم ((يُشوّهون الإسلام)) وأنّ الإسلام ((لم يأمر بالقتل والحرق والسبى)) ولأننى أحمل (مرارة واحدة فى جسدى) عكس كثيرين ربما ركــّبوا (مرارات) صناعية كى يتحمّـلوا تلك الكتابات التى تنفيها النصوص الدينية والوقائع التاريخية ، كان سبيل خروجى من الحزن والكآبة والاحباط ، هو التسليم بأنّ ما يحدث ، سواء على الفعل الاجرامى لأعضاء داعش ، أو الفعل الاجرامى من كتائب الصحفيين والكتاب الذين اكتفوا بلطم الخدود على معزوفة بائسة تفتقد التناغم وحبلى بالتناقض : تجريم أعضاء داعش والدفاع عن الإسلام فى معزوفة واحدة ، فاعتبرتُ أنّ ما يحدث هو فصل من فصول مأساة المنطقة (العربية) التى يُصر متعلموها المحسوبون على الثقافة السائدة (سواء فى الدول العربية أو فى مصر) على عدم الخروج من الكهف العروبى / الإسلامى ، وبالتالى لا أمل فى حياة مُستقرة وإنسانية إلاّ بعد الخروج من ذاك الكهف.
إنّ الذين هاجموا أعضاء داعش ارتكزوا فى كتاباتهم على تلك المقولة المُضللة التى تردّدت كثيرًا فى السنوات الماضية وفحواها أنّ الإرهابيين ((لا يُمثلون صحيح الإسلام)) أو أنهم ((من الخوارج)) أو ((من غلاة المُـتطرفين)) الخ ، فى حين أنّ الإرهابيين يستندون إلى نصوص قرآنية وأحاديث نبوية ووقائع تاريخية. ومع ملاحظة أننى لا أناقش مدى إيمانهم بتلك النصوص الدينية والتاريخية ، ولا أناقش ما يُقال عن عمالتهم لجهات مخابراتية تـُدعّمهم بالمال والسلاح ، لأنّ المهم هو كتاباتهم (بغض النظر عن النوايا) فهم يعتبرون أنّ المجتمعات الحالية تعيش مرحلة (الجاهلية الحديثة) التى يجب قتال أهلها كما فعل النبى محمد. ومع ملاحظة أنّ الأصوليين الراديكاليين (سواء فى العراق أو سوريا أو الجزائر أو تونس أو مصر أو فى الصومال الخ) يعتبرون سيد قطب إمامهم وقائدهم الروحى ، وأنّ كتابه (معالم فى الطريق) هو الكتاب المقدس الثانى بعد القرآن لأنه قال فيه ((نحن اليوم فى جاهلية كالجاهلية التى عاصرها الإسلام أو أظلم. كل ما حولنا جاهلية : تصورات الناس وعقائدهم، عاداتهم وموارد ثقافتهم، فنونهم وآدابهم، شرائعهم وقوانينهم)) ولم يكتف بذلك وإنما أضاف جملة ردّ فيها على المدافعين عن الإسلام فقال ((حتى الكثير مما نحسبه ثقافة إسلامية ومراجع إسلامية وفلسفة إسلامية ، هو كذلك من صنع هذه الجاهلية)) وبالتالى فإنّ ((مهمتنا الأولى هى تغيير واقع هذا المجتمع الجاهلى من أساسه)) وكيف يكون تغيير المجتمع؟ قال ((والذى يُدرك طبيعة الدين الإسلامى ، يُدرك حتمية الانطلاق الحركى للإسلام فهو صورة الجهاد بالسيف إلى جانب الجهاد بالبيان)) وعن ضرورة قتال (أهل الكتاب) استشهد بالآية رقم29 من سورة التوبة ((حتى يُعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون)) ولأنّ المسلمين مُـقصرون ولا يحاربون الجاهلية الحديثة ولا يحصلون على (الجزية) كتب أنّ ((الناس ليسوا مسلمين كما يدّعون. ليس هذا إسلامًا وليس هؤلاء مسلمين. والدعوة اليوم تقوم لتردهم إلى الإسلام. ولتجعل منهم مسلمين من جديد)) لذلك ((يجب ألا ندع الناس حتى يُدركوا أنّ الإسلام ليس أى مذهب من المذاهب الاجتماعية الوضعية، بشتى اسمائها وإنما هو الإسلام فقط)) وإذا كان الأصوليون الإسلاميون لا يعترفون بمصطلح (الوطن) وبالتالى الانتماء لأرض محددة جغرافيًا ، فإنّ سيد قطب نظــّر لهم السبب من سيرة النبى محمد فكتب أنه ((حين قاتل المهاجرون أهلهم وأقرباءهم وقتلوهم يوم بدر... بعدها توارتْ عصبية القبيلة وعبثية الجنس وقال لهم رسول الله ((دعوها فإنها منتنة.. وليس منا من دعا إلى عصبية)) فكان تعليق سيد قطب ((فانتهى أمر هذا النتن (أى الانتماء لأرض الوطن) واختفتْ تلك اللوثة.. لوثة الطين والأرض. وإنما عاد وطنه هو (دار الإسلام) الدار التى تـُسيطر عليها عقيدته وتحكم فيها شريعة الله وحدها. والأرض التى لا يُهيمن فيها الإسلام ولا تحكم فيها شريعته هى (دار الحرب) يُحاربها المسلم ولو كان فيها مولده وفيها قرابته من النسب وصهره وفيها أمواله ومنافعه. كذلك حارب محمد مكة وهى مسقط رأسه. وفيها عشيرته وأهله. وفيها داره ودور أصحابه وأموالهم التى تركوها)) (معالم فى الطريق- أكثر من صفحة)
وإذا كان الأصوليون يعتمدون على كتاب سيد قطب ، فإنّ سيد قطب يعتمد على القرآن ، خاصة الآيات التى تتكلم عن (المشركين والكفار) مثل ((وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين لله)) (البقرة/ 193) ومثل ((فخذوهم واقتلوهم حيث ثقفتموهم)) (النساء/ 91) ومثل ((إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون فى الأرض فسادًا أنْ يُـقتلوا أو يُـصلبوا أو تـُقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو يـُنفوا من الأرض)) (المائدة/ 33) وهذه الآية يستند إليها الأصوليون لقتل كل من يختلف معهم أو يكتفون بنفيهم من أوطانهم وهذا كرم منهم) كما نادى الأصوليون المصريون وكما فعل الأصوليون أتباع داعش فى العراق. ويستندون لأهم آية نصّتْ على متوالية القتل ((يا أيها الذين آمنوا اقتلوا الذين يلونكم من الكفار وليجدوا فيكم غلظة)) التوبة/ 123) وكذلك ((سألقى فى قلوب الذين كفروا الرعب فاضربوا فوق الأعناق واضربوا منهم كل بنان)) (الأنفال/ 12) وتلك الآية ترجمها محمد فى حديث مشهور قال فيه ((أعطيت خمسًا لم يعطهن أحد قبلى : نـُصرت بالرعب مسيرة شهر..الخ)) وقال أيضًا – فى تقنين الغزو- ((اغزوا باسم الله فى سبيل الله. قاتلوا من كفر بالله. وإذا حاصرتَ أهل حصن فأرادوك أنْ تجعل لهم ذمة الله وذمة نبيه فلا تجعل لهم ذمة الله ولا ذمة نبيه. ولكن اجعل لهم ذمتك وذمم أصحابكم. وإذا حاصرتَ أهل حصن فأرادوك أن تـُنزلهم على حكم الله فلا تـُنزلهم على حكم الله ولكن أنزلهم على حكمك فإنك لا تدرى أتصيب حكم الله فيهم أم لا)) (صحيح مسلم برقم 1731) ويستند الأصوليون لآية ((يا أيها النبى جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم)) (التوبة/ 73) ونتيجة هذا الأمر (الإلهى) بالغلظة (= القسوة) فإنّ (السماء) وقفتْ مع عمر بن الخطاب وأيدته ضد رأى أبى بكر فى موضوع أسرى بدر، فبينما كان أبو بكر مع العفو عنهم مقابل فدية فإنّ عمر قال لمحمد ((يا رسول الله. اضرب أعناقهم)) وكرّرها أكثر من مرة ثم قال لمحمد ((أرى أنْ تمكنا منهم فنضرب أعناقهم فتـُمكن عليًا من عقيل فيضرب عنقه. وتمكننى من فلان (نسيبًا لعمر) فاضرب عنقه فإنّ هؤلاء أئمة الكفر)) فأيّد (الله) رأى عمر وأنزل ((ما كان لنبى أنْ يكون له أسرى)) (الأنفال/67) تلك الرواية جاءتْ فى صحيح مسلم برقم 1763. ولم يكتف القرآن بقتل الأسرى نزولا على مشيئة عمر وإنما قال لمحمد وأتباعه ((فكلوا مما غنمتم حلالا طيبًا)) (الأنفال/ 69)
كما أنّ الأصوليين المؤمنين بسيرة (السلف) يرون أنّ عمر بن الخطاب هاديًا و(مرشدًا) لتنفيذ نشر الإسلام وقتل خصومه، ويستندون لما رواه الإمام مالك عن سعيد بن المسيب أنّ عمربن الخطاب قتل نفرًا – خمسة أو سبعة- برجل واحد قتلوه قتل غيلة. وقال عمر لو تمالأ عليه أهل صنعاء لقتلتهم جميعًا)) (موطأ مالك 2/871 وسنن الدارقطنى 3/202 برقم 360) أما البخارى فأكد الواقعة بصياغته فكتب ((قـُـتل غلام غيلة فقال عمر: لو اشترك فيه أهل صنعاء لقتلتهم به)) (صحيح البخارى 6/2527)
والذين هاجموا داعش ودافعوا عن الاسلام ، يتجاهلون أنّ داعش (وكل الأصوليين) يسيرون على سيرة النبى محمد وعلى ما كتبه الشيوخ مثل الماوردى الذى ذكر أنه يجوز لأمير الجيش فى حصار العدو أنْ ((ينصب عليهم العرادات والمنجنيقات. وقد نصب رسول الله على أهل الطائف منجنيقــًا. ويجوز أنْ يهدم عليهم منازلهم ويضع عليهم البيات والتحريق وإذا رأى فى قطع نخلهم وشجرهم صلاحًا يستضعفهم به ليظفر بهم عنوة أو يدخلوا فى السلم صلحًا فعل ، ولا يفعل إنْ لم ير فيه صلاحًا. وقد قطع رسول الله كروم أهل الطائف فكان سببًا فى إسلامهم. وأمر فى حرب بنى النضير بقطع نوع من النخل يُـقال له الأصفر. وكانت اللحاء منها أحب إليهم من الرضيع ، فقطع بهم وحزنوا وقالوا إنما قطعتَ نخلة وأحرقتَ نخلة. وسأله المسلمون : هل لنا فيما قطعنا من أجر؟)) (الأحكام السلطانية والولايات الدينية- أبوالحسن البصرى البغدادى الملوردى- مطبعة مصطفى البابى الحلبى بمصر- عام 73- ص52، 53) أى أنّ المسلمين أتباع محمد مشغولون ب (الأجر) مثلهم مثل التنظيمات الحديثة التى تعمل أيضًا بالأجر (أى مرتزقة وفق المصطلح العصرى) ولما لم يرد النبى محمد على أتباعه فى نفس اللحظة ، أسعفته السماء فنزلتْ ((ما قطعتم من لينة أو تركتموها قائمة على أصولها فبإذن الله وليخزى الفاسقين)) أى أنّ كله (بمشيئة الله) فى تأييد مطلق لكل ما فعله محمد من قطع النخل وحرقه. ليس هذا فقط وإنما أصحاب النخل (المُعتدى عليهم) وصفهم القرآن بالفاسقين ولذلك عليهم لعنة الخزى. وهذا ما يردده الأصوليون الارهابيون حاليًا.
أما الخليفة أبو بكر فقد أحرق عددًا من البشر الذين قال عنهم التراث العربى / الإسلامى (أهل الردة) (المصدر السابق- ص53) وقنـّن محمد قتل (المسلمين) فى حديث مشهور قال فيه ((لا يحل دم إمرىء مسلم إلا بإحدى ثلاث : كفر بعد إيمان أو زنا بعد إحصان أو قتل نفس بغير نفس)) مع ملاحظة أنّ الحكم على شخص ما ب (الكفر) أو(الزنا) متروكة لتقدير من أصدر فتوى (التكفير) فهل كان الرئيس المؤمن السادات من (الكفار)؟ أما (الزنا) فإنّ الإسلام نفسه أكد على استحالة التحقق من الواقعة عندما نصّ على ضرورة وجود أربعه شهود رأوا الفعل بتفاصيله. وحكى الماوردى ما حدث مع على بن أبى طالب عندما اعتزلتْ طائفة من الخوارج بالنهروان ، فولى عليهم عاملا أقاموا على طاعته زمنـًا ثم قتلوه. فطلب على منهم أنْ يسلموه القاتل فرفضوا وقالوا ((كلنا قتلة)) فسار إليهم وقتل أكثرهم)) (المصدر السابق – ص59) فإذا كان القتيل إنسانـًا واحدًا فلماذا قتل على عددًا كبيرًا (من الخوارج) كما ذكرتْ كتب التراث العربى/ الإسلامى لمجرد أنهم ردوا عليه ((كلنا قتلة))؟ وذكر الماوردى أنه ((يجوز للمسلم أنْ يقتل من ظفر به من مقاتلة المشركين محاربًا وغير محارب)) ويجوز قتل النساء والأطفال إذا ((تترس الرجال خلفهم)) (المصر السابق – ص41) أى (الإبادة الجماعية) لمجرد أنّ الرجال احتموا بالنساء والأطفال.
وذكرتْ كتب التراث العربى/ الإسلامى أنه فى غزوة بدر قال عمربن الخطاب: يا رسول الله اقتل أعداء الله أئمة الكفر ورؤوس الضلالة فإنهم كذبوك وأخرجوك. بينما قال أبو بكر: هم عشيرتك وأهلك. وطلب العفو عن الأسرى مقابل دفع الفدية. وكان على كل أسير أنْ يدفع أربعة آلاف درهم. وكان بين الأسرى العباس بن عبدالمطلب أسره أبواليسر فسأله محمد : كيف أسرتَ العباس يا أبا اليسر؟ قال : يا رسول الله لقد أعاننى عليه رجلا ما رأيته قط . فقال الرسول : لقد أعانك عليه ملك كريم . وقال للعباس : افد نفسك وأخيك عقيل بن أبى طالب ونوفل بن الحارث . فقال يا رسول الله إنى كنتُ مسلمًا ولكن القوم استكرهونى. فقال الرسول : أعلم بإسلامك فإنْ كان ما قلت فإنّ الله يجزيك ففدى العباس نفسه بمائة أوقية وفدى كل واحد من ابنىْ أخيه بأربعين اوقية (الماوردى- المصدر السابق- ص45، 46) وتلك الواقعة التاريخية تؤكد أنّ (محمد) كان يُشيّد دولته على آلية كل الحروب (يا قاتل يا مقتول) وهى آلية لا تعترف بالعواطف أو بصلة الأرحام . ونظــّر (الفقهاء) للموقف من الأسرى فقال الإمام الشافعى : القتل أو الاسترقاق (= العبودية) أو الفدية أو المن عليهم . وقال الإمام مالك القتل أو الاسترقاق أو الفدية وليس له المن . وقال الإمام أبوحنيفة القتل أو الاسترقاق فقط . وتحكى الكتب أنّ (محمد) أخذ بآلية (تبادل الأسرى) لمن عجز عن دفع الفدية فى غزوة بدر ((رجلا من أتباعه مقابل رجليْن من أعدائه)) بينما وافقتْ إسرائيل على أنْ تـُبادل جنديًا إسرائليًا واحدًا مقابل آلاف الأسرى الفلسطينيين . وإذا كان (المجاهدون) الإسلاميون يتبعون آلية تعذيب الإنسان قبل قتله ، فهذا أيضًا له مرجعيته التراثية ، فذكر الماوردى أنّ على بن أبى طالب قتل أحد المرتدين بالسيف ، ولكن ابن سريج (من أصحاب الشافعى) قال يُـضرب المرتد بالخشب حتى يموت لأنه أبطأ قتلا من السيف (المصدر السابق – ص 56)
وقتل المختلفين سنة عن النبى محمد فقد أمر بقتل ستة فى عام (الفتح) ولو تعلقوا بأستار الكعبة. الأول : عبد الله بن سعد بن أبى سرح الذى كان يكتب الوحى لمحمد فبقول اكتب غفور رحيم فيكتب (عليم حكيم) ثم ارتد فلحق بقريش وقال إنى أصرف محمدًا حيث شئت فنزل فيه ((ومن قال سأنزل مثل ما أنزل الله)) والثانى : عبد الله بن خطل وكانت له جاريتان تغنيان بسب البنى . والثالث : الحويرث بن نفيل كان يؤذى النبى . والرابع : مقيس بن حبابة الذى ارتد بعد اسلامه لأنّ بعض الأنصار قتل أخًا له فاغتال القاتل وقال شعرًا ((ثأرتُ به قهرًا وحملت عقله/ سراة بنى النجار أرباب فارع/ وأدركتُ ثأرى واضجعتُ موسدًا / وكنتُ عن الإسلام أول راجع)) والخامس عكرمة بن أبى جهل كان يُـكثر التأليب على النبى طلبًا لثأر أبيه. وكان من بين الستة امرأة اسمها سارة عبدة لبعض بنى عبد المطلب وكانت تسب وتؤذى . كما أمر بقتل امرأة (مرتدة) اسمها أم رومان (الماوردى- المصدر السابق ص55، 132)
بل إنّ النبى تنبأ بأنّ أطفال المشركين وكل من اختلف معه مصيرهم نار جهنم ، وهو ما حدث مع عقبة بن معيط الذى أمر محمد بقتله. فقال للنبى ((ومن للصبية يا محمد ؟)) قال ((لهم النار)) (السيرة الحلبية – نقلا عن المستشار محمد سعيد العشماوى فى كتابه الخلافة الإسلامية- سينا للنشر- عام 1990- ص 108 121)
وما فعله أعضاء داعش وغيرهم من الإسلاميين من قتل (مسلمين) موحدين مثلهم ، له سوابق تاريخية عديدة ، لعلّ أشهرها موقعة (الحرة) التى أمر يزيد بن معاوية الخليفة الأموى بتدمير مدينة الرسول ، واستباح أعراض النساء ، وفضّ بكارى العذارى وقتل آلاف الرجال ، وعبث بمسجد الرسول ، واتخذه مكانـًا لخيوله ببولها وروثها. فعل يزيد ذلك وهو فى قمة النشوة والسعادة ، وقال ما قاله ابن الزعبرى بعد غزوة أحد ((ليتَ أشياخى ببدر شهدوا/ فزع الخزرج من وقع الأسل/ لأهلوا واستهلوا فرحًا / ولقالوا ليزيد لا فشل)) وكان جيش يزيد بقيادة مسلم بن عقبة . واستمر القتل وتدمير مدينة النبى لمدة ثلاثة أيام بأمر الخليفة يزيد بن معاوية. وذكر المؤرخون أنه تم قتل أربعة آلاف وخمسمائة مسلم وتم فض بكارة ألف فتاة بكر. ثم ألزم القائد (المسلم) من بقى فى المدينة من المسلمين أنْ يُبايعوا يزيدًا على أنهم خول (= عبيد) له ومن رفض منهم هذه الصيغة المهينة للمبايعة تم قتله (تاريخ الطبرى- ج2 – ص 45 ومعجم البلدان – نقلا عن المستشار العشماوى – مصدر سابق – ص 75، 89، 136)
وبالتطبيق للمرجعية الدينية والتاريخية فى وقتنا الراهن وبعد أنْ دمّر الإسلاميون العراق بقيادة داعش ، أفتى خليفة المسلمين أبو بكر البغدادى بأنّ تحرير القدس يأتى بعد القضاء ((على العلمانيين والمسيحيين وبعد فتح جميع الدول التى يعيش فيها مسلمون ، والاطاحة بأنظمتها وتوحيدها تحت راية دولة الخلافة)) وفى بيان نـُشر يوم 9يوليو 2014 لتنظيم داعش على صفحتها فى تويتر ، حدّدتْ فيه أولوياتها القتالية وقالت بوضوح أنّ الله فى القرآن لم بأمر بقتال إسرائيل أو اليهود حتى نـُقاتل المرتدين والمنافقين . وأنّ صلاح الدين الأيوبى ونور الدين زنكى قاتلا الشيعة فى مصر والشام قبل فتح القدس . وقال البعض لصلاح الدين : تـُقاتل الشيعة فى مصر وتترك الروم والصليبيين يحتلون القدس فقال : لا أقاتل الصليبيين وظهرى مكشوف للشيعة)) وكان تحليل الكاتب أسامة عرابى ((وبهذا تتأكد التحليلات التى تذهب إلى إتهامهم بالتعاون مع المخابرات الأمريكية التى أسهمتْ فى إنشائهم وتوكيل دور معيّن لهم يتحدّد فى تقسيم العراق وسوريا إلى دول طائفية متناحرة))
وإذا كان ما ورد بعاليه مجرد أمثلة ضئيلة (من بين آلاف الأمثلة النصوصية والتاريخية) وأنّ الإسلاميين المُـعاصرين لنا حاليًا شديدو الإيمان بتلك النصوص التى تحض على القتل والتدمير، لذلك يذهب ظنى فى أنه لا خلاص للمنطقة (العربية) وكذلك لا خلاص لمصر إلاّ بعد الخروج من الكهف العروبى / الإسلامى .
***



#طلعت_رضوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- متى يدخل الإسلام مصر ؟
- جريمة الاحتفال بمولد النبى
- فى البدء كان الخيال
- شخصيات فى حياتى : ع . س . م
- شخصيات فى حياتى : الأستاذ المنيلاوى
- شخصيات فى حياتى : ثابت الأسيوطى
- العلاقة بين العروبة والبعث
- الصراع بين الوحدة الإسلامية والوحدة العربية
- الإعدام = رصاصة الرحمة
- عودة الروح وعودة الوعى
- مغزى مكافأة أحد كبار الأصوليين
- كوميديا / سوداوية / عبثية / واقعية (2)
- كوميديا / سوداوية / عبثية / واقعية
- الحقوق الإنسانية والإسلام (3)
- الإسلام وحقوق الإنسان (2)
- الإسلام وحقوق الإنسان (1)
- التعصب العرقى والدونية القومية
- الشعر والثقافة العربية / الإسلامية
- عبد الوهاب المسيرى والمدرسة الناصرية / العروبية
- المعيار العلمى للهوية الثقافية


المزيد.....




- هل أصبحت أميركا أكثر علمانية؟
- اتفرج الآن على حزورة مع الأمورة…استقبل تردد قناة طيور الجنة ...
- خلال اتصال مع نائبة بايدن.. الرئيس الإسرائيلي يشدد على معارض ...
- تونس.. وزير الشؤون الدينية يقرر إطلاق اسم -غزة- على جامع بكل ...
- “toyor al janah” استقبل الآن التردد الجديد لقناة طيور الجنة ...
- فريق سيف الإسلام القذافي السياسي: نستغرب صمت السفارات الغربي ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف مواقع العدو وتحقق إصابات ...
- “العيال الفرحة مش سايعاهم” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد بج ...
- الأوقاف الإسلامية في فلسطين: 219 مستوطنا اقتحموا المسجد الأق ...
- أول أيام -الفصح اليهودي-.. القدس ثكنة عسكرية ومستوطنون يقتحم ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - مرجعية الإرهابيين الدينية والتاريخية