أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حامد الحمداني - العراق يُغتصب وزعماء الكتل يتصاعون على المناصب!!















المزيد.....

العراق يُغتصب وزعماء الكتل يتصاعون على المناصب!!


حامد الحمداني

الحوار المتمدن-العدد: 4511 - 2014 / 7 / 13 - 21:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


13/7/ 2014

ثلاثة اشهر مضت، وما زال الشعب العراقي ينتظر نهاية الصراع والمساومات الجارية بين الكتل السياسية الفائزة في الانتخابات "الديمقراطية"! التي جرت منذ الشهر الرابع، والتي تأخر إعلان نتائجها طويلا، وتلك هي ظاهرة غربية جداً بالنسبة للانتخابات في جميع بلدان العالم المتمدن، وهذا الذي جرى في العراق يعطي المتتبعين لتلك الانتخابات الانطباع بأن هناك تلاعباً قد جرى في تلك النتائج، وهناك شكوك بأن للأمريكيين اليد الطولى فيها، وإلا لما تأخر إعلان النتائج طيلة هذه المدة، فقد جاءت بنتيجة لا تؤهل أي جهة لتشكيل الحكومة، ولابد من العودة إلى المحاصصة الطائفية والعرقية لتشكيل الحكومة العتيدة، كما كان الحال في الانتخابات السابقة.

وهكذا بدأ الصراع بين الكتل السياسية التي تصدرت الانتخابات، وأبتعلت أصوات الكتل الصغيرة بموجب ذلك القانون الجائر الذي ليس له مثيل في الدنيا،على طريقة المشاريع الكبيرة [الكارتيلات] تأكل المشاريع الصغيرة، كما هو الحال في العالم الرأسمالي.

وفي خضم هذا الصراع والمساومات بين الكتل على من يشكل الوزارة ، وتحول ذلك الصراع من صراع سياسي إلى صراع طائفي وعرقي، الكتل الشيعية بزعامة المالكي، وعمار الحكيم والجعفري ومقتدى الصدرمن جهة، والكتل ذات الأغلبية السنية بزعامة اسامة النجيفي وأياد علاوي وصالح المطلك والحزب الأسلامي وكتل الاحزاب القومية الكردية بزعامة البارزاني المتقاسمين فيما بينهم أغلبية المقاعد في المجلس النيابي العتيد!، وقعت في البلاد احداث جسام باتت تهدد مصير العراق وشعبه.

فلقد ظهرت على حين غرة جحافل داعش المدججة بالسلاح في محافظة الموصل لتحتلها خلال ساعات محدودة، وتتبخر فرقتين عسكريتين بكامل اسلحتها الثقيلة والخفيفة، وهروب قادتها ويا للعار، ويستمر زحف الدواعش لاحتلال محافظة الانبار محافظة صلاح الدين واجزاء من محافظة ديالى، في حين زحفت البيشمركة الكردية لاحتلال محافظة كركوك ومنابع النفط فيها، وهروب قادة جيش المالكي تاركين كل اسلحتهم الثقيلة والخفيفة غنائم لقوات البارزاني التي انطلقت لتكمل احتلال سهل الموصل بما فيه من مدن ونواحي وقرى شملت الحمدانية وتلكيف وتلسقف وقرقوش والقوش وبحشيقة وبحزاني وغيرها من القرى، واعلن البارزاني ضمها إلى دولته العتيدة هكذا بكل بساطة!!

لقد جرت كل هذه الاحداث وكأنها زلزال كبير حلَّ بالبلاد، وبات مئات الالوف من المواطنين لاجئين بعد ان تركوا ديارهم هربا من جرائم الدواعش البشعة والوحشية التي يندى لها الجبين، وبات العراق مقسما إلى ثلاث دويلات كردية وسنية وشيعية، فكيف جرت كل هذه الاحداث وبهذا الشكل المتلازم؟

هل جرى التنسيق بين هذه الدواعش العربية والبيشمركة الكردية لتنفيذ هذا المخطط الاجرامي لتمزيق العراق تنفيذا لمشروع نائب الرئيس الأمريكي بايدن؟
أم أن البارزاني استغل انهيار قوات المالكي في الموصل وكركوك لتحقيق حلمه في اقامة الدولة الكردية بهذه الطريقة اليمقراطية!!
وفي كلا الحالتين فإن احتلال البارزاني لكركوك وسهل الموصل وسنجار وخانقين عمل خياني للوطن الأم العراق وخيانة للدستور الذي جرى تفصيله على مقاس البارزاني والطالباني والحكيم، وستكشف الايام القادمة كل الخفايا والاسرار.

وعلى الرغم من هذا الزلزال الذي حل بالعراق ما يزال المالكي يحكم البلاد بحكومة تصريف الاعمال طيلة هذه المدة، فإما أن يشكل المالكي الحكومة أو لا حكومة، والشعب العراقي المهضوم الحقوق يعاني أشد المعانات من تصاعد النشاط الإرهابي في البلاد بشكل خطير، ناشراً الموت والخراب والدمار كل يوم، وفي كل مكان، وهذا التصاعد في النشاط الإرهابي بلا أدنى شك مرتبط تمام الارتباط بالصراع الدائر على السلطة والثروة بين الكتل المتصارعة، يتصاعد كلما اشتد الصراع، ويخفت كلما ظهرت بادرة أمل في الاتفاق بين المتصارعين على تقاسم الغنائم.

لقد بات أمر تشكيل الوزارة ألعوبة بيد دول الجوار، وفي المقدمة منها إيران الحليفة الطبيعية الداعمة والممولة لأحزاب الإسلام السياسي الشيعية، والتي تتدخل في الشؤون الداخلية للعراق على المكشوف، والتي تتولى تهريب السلاح والمتفجرات والإرهابيين إلى داخل العراق، ليقوموا بتنفيذ جرائمهم الوحشية في تفجير العبوات والأحزمة الناسفة، وعمليات الاغتيالات الواسعة النطاق بمسدساتهم الكاتمة للصوت، ضد كل من يشك بالوقوف ضد أهدافهم الشريرة في العراق، وكذلك السعودية المتحالفة مع الكتل السنية، والممولة لها، بالإضافة إلى سوريا حاضنة الصداميين الذين يتولون قيادة النشاط الإرهابي في البلاد، يداً بيد مع عناصر داعش والقاعدة المجرمة، حيث تتولى قيادتهم استقبال عناصر القاعدة، وتدبير عبورهم الحدود، وإعداد المأوى، وتجهيز السلاح والمتفجرات، وتوجيههم إلى الأهداف التي يختارونها لهم لتنفيذ جرائمهم البشعة، والتي تصيب المواطنين الأبرياء، وتحويل حياة الشعب العراقي إلى جحيم لا يطاق.

لقد بات الشعب العراقي يعيش محنة كبرى، محنة فقدان الأمن والعيش بسلام، وبات المواطن لا يأتمن على حياته وهو في طريقه إلى عمله أو مدرسته أو جامعته، بعد أن استفحل النشاط الإرهابي في البلاد، بل لقد امتدت يد الإرهاب الأسود إلى المساكن، كما جرى للإخوة أبناء الطائفة المسيحية النبيلة والمسالمة، والتي ليس لها يد في الصراع السياسي الجاري على السلطة والثروة، ولا طامعة فيه، بل تود فقط العيش في أمن وسلام.

فما هي الدوافع لمدعي الإسلام السياسي لتفجير مساكنهم على رؤوسهم، ودور عبادتهم، والسعي لتهجيرهم من وطنهم الأصلي منذ آلاف السنين؟
وإلى متى يستمر الصراع بين الكتل السياسية، والمساومات، وعمليات البيع والشراء للمناصب الوزارية، والشعب العراقي ينتظر بفارغ الصبر انتهاء هذه المحنة، وتشكيل الحكومة، والتوجه الفعال لمكافحة قوى الإرهاب، وإعادة السلام والطمأنينة إلى النفوس التي حطمها القلق والرعب والجريمة؟

لقد طال المطال، وانتم تتنازعون أيها السادة على هذا المنصب أو ذاك، وبات توزيع الوزارات والمناصب العليا على النقاط، واستجد صراع جديد على توزيع النقاط، وبات المتنازعون على الوزارات والمناصب بحاجة إلى قسام شرعي يتولى توزيعها، وإلا فإن أزمة تشكيل الوزارة قد تمتد إلى أجل غير مسمى، وليبقى الشعب العراقي يعيش في ظل هذا الجحيم المخيف. رفقاً أيها المتنازعون بهذا الشعب الذي أوصلكم، مع مزيد الأسف، إلى البرلمان وقمة السلطة، دون أن يتعض من الانتخابات السابقة!!، ونصيحتي أن تستعينوا بهيئة القسام الشرعي، وتشكيل هذه الهيئة من اللاعبين الكبار في الشأن العراقي، الإيرانيون والسعوديون والسوريون والأتراك، وبرئاسة السيد الأمريكي، ولا بأس بإضافة حللالة المشاكل العربية حكومة دولة قطرالعظمى فهم من بيدهم الحل والربط في الشأن العراقي، وما على الشعب العراقي سوى الانتظارلما سيؤول إليه المصير؟



#حامد_الحمداني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حذار: العراق بات على شفير الحرب الأهلية الطائفية المدمرة
- الانتخابات البرلمانية القادمة وحلم الشعب بعراق ديمقراطي
- شهادة للتاريخ/ انقلاب العقيد الشواف في الموصل والاحداث التي ...
- شهادة للتاريخ: انقلاب العقيد الشواف بالموصل والاحداث التي را ...
- من أجل تحرر المرأة العربية وتمتعها بحقوقها الديمقراطية
- دروس وعبر من انقلاب 8 شباط واغتيال ثورة 14 تموز/ الحلقة الثا ...
- دروس وعبر من انقلاب 8 شباط الفاشي واغتيال ثورة 14 تموز
- دروس وعبر من انقلاب 8 شباط الفاشي واغتيال ثورة 14 تموز/ الحل ...
- من ذاكرة التاريخ : وثبة كانون الثاني المجيدة عام 1948
- هل يشهد العالم نهاية وحدانية القطبية الأمريكية وانفرادها بقي ...
- دعوة للتضامن مع كفاح المرأة العراقية من أجل تحررها ومساواتها ...
- أمريكا والعراق، وديمقراطية آخر زمان!
- دعوة مخلصة لوحدة كل القوى والتيارات الديمقراطية والعلمانية ف ...
- في الذكرى الثالثة والاربعين لرحيل عبد الناصر/ عبد الناصر وال ...
- في الذكرى الثالثة والأربعين لرحيل عبد الناصر / عبد الناصر وا ...
- في الذكرى الثالثة والاربعين لرحيل عبد الناصر/عبد الناصر والس ...
- حوار حامد الحمداني مع رئيس تحرير صحيفة سيفيل الكردية فيصل خل ...
- حوار حامد الحمداني مع رئيس تحرير صحيفة سيفيل الكردية فيصل خل ...
- حوار مع رئيس تحرير صحيفة سفيل الكردية فيصل خليل/ القسم الأول
- ثورة 14 تموز 1958، والاسباب التي أدت إلى اغتيالها على يد انق ...


المزيد.....




- عاصفة رملية شديدة تحول سماء مدينة ليبية إلى اللون الأصفر
- واشنطن: سعي إسرائيل لشرعنة مستوطنات في الضفة الغربية -خطير و ...
- -حزب الله- يعرض مشاهد من استهدافه دبابة إسرائيلية في موقع ال ...
- هل أفشلت صواريخ ومسيرات الحوثيين التحالف البحري الأمريكي؟
- اليمن.. انفجار عبوة ناسفة جرفتها السيول يوقع إصابات (فيديو) ...
- أعراض غير اعتيادية للحساسية
- دراجات نارية رباعية الدفع في خدمة المظليين الروس (فيديو)
- مصر.. التحقيقات تكشف تفاصيل اتهام الـ-بلوغر- نادين طارق بنشر ...
- ابتكار -ذكاء اصطناعي سام- لوقف خطر روبوتات الدردشة
- الغارات الجوية الإسرائيلية المكثفة على جنوب لبنان


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حامد الحمداني - العراق يُغتصب وزعماء الكتل يتصاعون على المناصب!!