أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ياسين المصري - حماس والجزيرة القطرية تقتلان الأبرياء في غزة














المزيد.....

حماس والجزيرة القطرية تقتلان الأبرياء في غزة


ياسين المصري

الحوار المتمدن-العدد: 4511 - 2014 / 7 / 13 - 16:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إذا تمكن المرء من استعمال عقله للحظة واحدة في منطقة الشرق الأوسط المصابة بداء الخبل الجمعي والهوس النفعي، وأتاح لنفسه النظر بموضوعية لـلقضية الفلسطينية منذ قيام دولة اليهود الصهاينة في عام 1948وما جري منذ ذلك الوقت وما يجري الآن في غزة ، يدرك على الفور أننا - بالفعل - أمام مهزلة مأساوية منقطعة النظير . وهي كذلك ليس فقط بسبب الدماء التي سالت - ومازالت تسيل - والخراب المادي والنفسي الذي حل - ومازال يحل كل يوم - بالشعب الفلسطيني بكامله ، ولكن أيضاً بسبب ما صاحبها من كذب وخداع وضحك على ذقون البسطاء من عامة شعوب هذه المنطقة ، وتعبئتهم لقضية تجارية - نفعية معلقة لأمد غير معلوم.
جميع القادة والسادة والأبطال الكرتونيين من المحيط الأطلسي إلى الخليج الفارسي تاجروا بالقضية واحتكروها لحساباتهم الشخصية، إما تحت شعار "العروبة" المضلل ، أو تحت شعار "الإسلام الخادع ، وغالبا تحت الشعارين معا. فكانو يمارسون تحرير فلسطين بالأغاني والأماني ، وإذا تجرَّأ أحدهم وحاول قتل "ذبابة" إسرائيلية واحدة - حتى وإن كان ذلك في أحلامه وأوهامه - ، قتلت له إسرائيل "50 فيلا" ، قبل أن يصحو من نومه، وبمباركة دولية شبه كاملة.
وأخيرا تم ترويض أولئك القادة والسادة والأبطال الكرتونيين التعساء وإرغامهم على معرفة أن السياسة ليست إلا فن الممكن وأنها لا تمارس بالأغاني والأماني ، ولأنهم عجزة وليس بإمكانهم عمل أي شيء لا لأنفسهم ولا لغيرهم ، تخلوا تدريجيا عن التجارة بالقضية ، خاصة بعد أن تمكن الرئيس السادات من إنقاذ مصر وإخراجها من هذا المستنقع العبثي بناء على اتفاقية مجحفة في "كامب ديفيد" . فترك سادة المنطقة وقادتها وأبطالها المزيفون القضية معلقة في أيدي أصحابها ، على أساس أن "جحا أولى بلحم طوره" ، وأن الفلسطينيين هم أكثر الناس فهما لقضيتهم ومعرفة بنفسية جيرانهم (أو شركائهم) اليهود!! . وراحت منظمة التحرير تمارس السياسة حقيقية تقوم على أساس "فن الممكن" . بينما سارعت المنظمة الإسلاموية "حماس" إلى احتلال قطاع غزة واحتكار الاتجار بالقضية لنفسها تحت غطاء " العروبة " المضلل والإسلام الخادع ، مدعومة ماديا من إيران وقطر ومجموعة دينية لبنانيا إحتكرت الله لصالحها وأنشأت له حزبا بإسمه دون أن يطلب منها ذلك ، وإعلاميا من قناة الجزيرة القطرية التي تحتكر الاتجار بمشاكل المنطقة دون تقديم اقتراحات موضوعية لحلها !!
فماذا كانت النتيجة؟؟
انشقت الأرض الفلسطينية المهترئة إلى جزئين وانقسم الشعب الفلسطيني التعيس إلى فصيلين ، وظلت القضية معلقة في أيدي تجار الموت.
وكي تظل القضية هكذا معلقة في أيدي تجار الموت لابد أن تنشب مناوشات بين الحين والآخر لاستكمال فصول المهزلة المأساوية ، إطلاق صواريخ ورقية - صوتية على بلدات إسرائيلية ، الهدف المعلن من ورائها هو تخويف وترويع اليهود فقط ، بينما يتخذها الكيان الصهيوني ذريعة تستدعي مباركة شبه عالمية لقتل مئات الأبرياء من الأطفال والنساء والشيوخ في قطاع غزة وهدم منازلهم فوق رؤوسهم ، ولابد أن تكون الجزيرة القطرية حاضرة بقوة لتشهد المهزلة وتنقلها على الهواء مباشرة في مادة إعلامية تحريضية على الانتحار العبثي المشين ، طالما عانت المنطقة منها لأكثر من 1500 عام .
ولأن السياسة هي فن الممكن وأنها لا تمارس بالأغاني والأماني ، وأن الشعب الفلسطيني - بلا شك أدنى شك - صاحب قضية عادلة وحق واضح للعيان ويعاني الأمرين من اغتصاب واحتلال وطنه منذ ما يزيد عن 60 عام ، فإن الحق الذي لا تدعمه قوة وهم وهراء ، وأن المهمة الأساسية لأية سلطة سياسية في أي مكان من العالم هي حماية شعبها من الانتحار الجماعي قبل الانتحار الفردي ، وليس العمل على وضعه في هلاك دائم وشر مستطير.
ولأن القوة التي يجب أن تدعم الحق غير متوفرة لدي العربان والمستعربين في المنطقة كما هي غير متوفرة لدي الفلسطينيين ، وأن الأمر برمته عبارة عن حرث في الماء ولا يمت للسياسة في شيء. يجب أن تسلِّم حماس قطاع غزة للفلسطينيين وأن يسلِّم قادتها (المزعومون) بالأمر الواقع والعجز الفاضح ، ليفسحوا المجال أمام سدل الستار بشكل ما على هذه المهزلة المأساوية ، خاصة وأن المنطقة برمتها تعيش مأساة أخرى جامعة شاملة قد تأتي على الأخضر واليابس بسبب الغباء السياسي المستحكم ورونق السلطة المستفحل والأنانية التي لا مثيل لهما في الدول المتحضرة .



#ياسين_المصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا لا يستحي المتأسلمون؟؟!!
- صناعة الأبطال وسط الأدغال
- دولة الجهل وجهل الدولة
- لماذا لا يستحي المتأسلمون ؟؟!!
- الخديعة الكبرى العرب بين الحقيقة والوهم 11
- الخديعة الكبرى العرب بين الحقيقة والوهم 10
- الخديعة الكبرى العرب بين الحقيقة والوهم 9
- الخديعة الكبرى العرب بين الحقيقة والوهم 8
- الخديعة الكبرى العرب بين الحقيقة والوهم 7
- الخديعة الكبرى العرب بين الحقيقة والوهم 6
- الخديعة الكبرى العرب بين الحقيقة والوهم 5
- الخديعة الكبرى العرب بين الحقيقة والوهم 4
- الخديعة الكبرى العرب بين الحقيقة والوهم 3
- الخديعة الكبرى العرب بين الحقيقة والوهم 2
- الخديعة الكبري العرب بين الحقيقة والوهم 1
- هل الإسلام جاء من بلاد الفرس؟ 5
- هل الإسلام جاء من بلاد الفرس؟ 4
- هل الإسلام جاء من بلاد الفرس؟ 3
- هل الإسلام جاء من بلاد الفرس ؟ -2
- تعليق سريع على حوار القراء المتمدن


المزيد.....




- قائد الجيش الأمريكي في أوروبا: مناورات -الناتو- موجهة عمليا ...
- أوكرانيا منطقة منزوعة السلاح.. مستشار سابق في البنتاغون يتوق ...
- الولايات المتحدة تنفي إصابة أي سفن جراء هجوم الحوثيين في خلي ...
- موقع عبري: سجن عسكري إسرائيلي أرسل صورا للقبة الحديدية ومواق ...
- الرئاسة الفلسطينية تحمل الإدارة الأمريكية مسؤولية أي اقتحام ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: وعود كييف بعدم استخدام صواريخ ATAC ...
- بعد جولة على الكورنيش.. ملك مصر السابق فؤاد الثاني يزور مقهى ...
- كوريا الشمالية: العقوبات الأمريكية تحولت إلى حبل المشنقة حول ...
- واشنطن تطالب إسرائيل بـ-إجابات- بشأن -المقابر الجماعية- في غ ...
- البيت الأبيض: يجب على الصين السماح ببيع تطبيق تيك توك


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ياسين المصري - حماس والجزيرة القطرية تقتلان الأبرياء في غزة