أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - محمد عبد المجيد - لهذا يكرهون السيسي!














المزيد.....

لهذا يكرهون السيسي!


محمد عبد المجيد
صحفي/كاتب

(Mohammad Abdelmaguid)


الحوار المتمدن-العدد: 4511 - 2014 / 7 / 13 - 14:54
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


-;-
لم يحدث في تاريخ الصدامات بين القصر والجماعات الدينية أن امتلأت المشاعر بهذا الكم المخيف من البغضاء كأن الرئيس المصري أقام لهم مذبحة القلعة في كل شبر من أرض الكنانة!
كراهية يحملها التيار الديني ومن يدعمه تحتاج إلى كونسلتو طبي نفسي يدلف إلى أعماق الصدور للبحث عن أسباب إنفجار هذا البركان حتى قبل فضّ اعتصامي رابعة والنهضة، فالمــَـنـَـصيـّـون الذين كانوا يُظهرون أنيابَهم مع خُطبهم المهووسة، كانوا جزارين وسفـّـاحين ولو لم يمسكوا سيوفَهم وأسنة رماحهم، فالألسنة انشقت عن حالة دراكيولية تخلط مصَّ الدماء بالآيات السامية، وتكاد تصرح أن الله، عز وجل، معتصم معهم، وأن مــَـلـَـكَ الموت تلقَّىَ الأوامر بالاستعداد لاصطحاب أطفال حمــَّـلوهم أكفانَهم على أذرعهم الغضـّة النحيفة.
في قناعاتي أن السيسي لو فضَّ الاعتصامَ بالقوة سبعين مَرّة دون أن يمس الحلم الاخوانجي في الخلافة والسيطرة والدعمشة لكان الأمر هيــّــنا، لكن قتل الحُلم بدا كأنه إلقاءُ الطربوش من علىَ رأس الخليفة في الآستانة ليسحبه التيار المائي في البوسفور.
ثمانون عاماً والتنظيم الدولي يقوم بدور الوعظ، والتربية، والتجنيد، والميليشيا في باحة الأزهر الشريف بملثمين يستعرضون قوة البنا بعد جيلين من رحيله، ومنطق سيد قطب مودودياً، رغم أن الصِدام مع عبد الناصر مرتين، في 54 و65، لم يكسر ظهورهم.
هذه المرة كانت مختلفة، فقد حكموا لمدة عام، وطفت على السطح خفافيش مقززة كانت ومُعلِّموها مختبئة لثمانية عقود، وتعاون صندوق الانتخاب، عاشق البلاهة الدينية في رفع رصيد الجماعة، ولعب معهم الحظ في التصفية النهائية لكأس قصر الاتحادية، فروحُ ثورة 25 يناير لم تقبل أن يمشي الفريق أحمد شفيق فوق البساط الأحمر، ولو تنافس شفيق مع حمار ، وتسربت شائعات أنَّ الحمارَ مبروكٌ ومسحور ورَكــَـبــَـه من قــَـبـْـلُ أحدُ السلف الصلح، فنفـْـسُ الجماهير كانت ستبرسم له صوتــَــها.
عام واحد كان فيه من الخراب ما لم يشهده قرن كامل، فالتيارات الدينية أرسلت إلى المشهد المصري غثاءها، وجلسوا تحت قبة البرلمان، ورفضوا القــَـســَـم الوطني ( ما لم يخالف شرع الله)، وناموا على المقاعد، واحتقروا النشيد الوطني والعــَــلـَـم المصري، وقطعوا، وقاطعوا الجلسات للمزايدة الدينية التي تسمح لهم باهمال مطالب الشعب من أجل تأدية صلوات ونوافل وأدعية تسرق وقت المجلس.
وتم منح آلاف من جوازات السفر الخاصة والدبلوماسية لارهابيين ولصوص وسجناء هاربين، وتحول القصر إلى تــِـكِيـّـة، وسرق الأوغاد أوراقا ومستندات وقوائم أسماء وأسرار دولة عريقة، وحاولوا إلغاء تاريخ عبد الناصر، وفتحوا سيناء لبؤر الإرهاب، ومزقوا الوطن بين مسلمين و .. مصريين، فالدين هو جنسية المسلم، أما شركاء الوطن الأقباط فتـُـحرق كنائسهم، ويتم تراجع مواطــَـنـَـتـِـهم من الدرجة الثانية إلى العاشرة.

-;-
ووصل القرف والغثيان إلى أحط صُوَره في قناة المنقبات، وامتلأت الشاشات الصغيرة الملونة بأناس لا تدري من أين قـَـدَموا: من كوكب القردة أم من كهوف وغارات في جوف جبال سيناء أو .. تورا بورا.
وفجأة ارتدى الجميعُ مسوحَ الخشوع الظاهري، وأصبحت قضية ضباط الشرطة هي اللحية وليس العمل والانضباط، وجلس قتلة وإرهابيون في الصفوف الأمامية لاحتفالات الجيش المصري، وخرج موكب مرسي في عشرات السيارات التي ينفق عليها الشعب المصري وذلك ليصلي الفجر حاضراً ومحاطــاً بحراسة مشددة تكاد تمنع الملائكة من الاقتراب منه.
وانبسطت أسارير الشيطان، فالحُكم الجديد جاء في ذيله كهفيون متخلفون، يكرهون النغم والموسيقى والجمال والمتحف المصري والآثار التي يركع أمام ذِكرها أيُّ تلميذ علىَ وجه البسيطة يبدأ حصة التاريخ في مَدْرسته بهبة النيل .. مصر.
في عام واحد كان الحُكم يستعجل داعش المصرية ولو حاول مرسي بين الحين والآخر اظهار أن الاتحادية والمقطم لا يكترثان كثيراً لقوىَ التقدم والاستنارة والأدب والفن والجمال والتصوير والفلسفة وغيرها.
كل هذا قطعه السيسي بضربة موجعة قصمتْ حُلم الأفعى!
تـُـناهض السيسي أو تؤيده، تتعاطف معه أو تقف ضده، تؤيد مشروعاته أو تسخر منها، لكن الحقيقة التي لا مــِـراء فيها أن الرجل أنهىَ، إن شاء الله إلى الأبد، حُلم الخلافة الوهمية الدينية في مصر بعد عام الجحيم الاخوانجي.
لهذا يكرهونه في تركيا وقطر وبين كل التنظيمات الدينية التي تسعىَ لجعل العالم الإسلامي صورة طالبانية أو اخوانجية أو سلفية أو بوكوحرامية.
ربما يُفسر هذا الكراهية المقيتة والغثيانية والظالمة والحادة والقاسية وغير العقلانية التي تحملها آراء وأفكار وألسنة وقلوب معارضي السيسي له شخصياً.
المفردات النتنة والعفنة التي يستخدمها معارضو السيسي من التيارات الدينية غير أخلاقية بالمرة، ولا تدُلّ إلا على نفوس تمرغت في الوحل قبل أن تنفث حقدها تحت مسمى يسقط حُكم العسكر، ويقصدون بها يسقط حُكم من أنهى حُلمنا إلىَ أن يجف النيل أو سحب سماء ..أم الدنيا!

محمد عبد المجيد
طائر الشمال
أوسلو في 13 يوليو 2014



#محمد_عبد_المجيد (هاشتاغ)       Mohammad_Abdelmaguid#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فلسطين ..محامون فاشلون عن قضايا عادلة!
- الإعلام .. مهنة من لا مهنة له!
- تحذير من أجل مصر و .. أقباطنا!
- حوارٌ تَكْمِلَتُه تَطْبيقُه!
- متى نقوم بتحنيط الصحافة المصرية؟
- الارهاب والأشباح!
- حوار بين الضمير الديني و .. الضمير الاجتماعي!
- دعوني أفرح أياماً أو أسابيع فقط!
- القاضي الحُلم!
- دافعوا عن اليهود لنربح قضايانا!
- حوار بين مرسي و .. السيسي!
- حوار بين الحياة و .. الموت!
- الوطن من الخارج أكبر!
- المشهد المصري إذا عاد مرسي رئيساً!
- مقطع من يوميات شاب رابعي!
- أرجوكم، لا تقتلوا السيسي!
- أفراح القتلة وأعراس اللصوص!
- السطريون يسيطرون!
- سيعود الإخوانُ لحُكْمِ مصرَ رغم أنْفِنا!
- الدرويش البطل


المزيد.....




- الرئيس الجزائري يستقبل زعيم جبهة البوليساريو (فيديو)
- طريق الشعب.. الفلاح العراقي وعيده الاغر
- تراجع 2000 جنيه.. سعر الارز اليوم الثلاثاء 16 أبريل 2024 في ...
- عيدنا بانتصار المقاومة.. ومازال الحراك الشعبي الأردني مستمرً ...
- قول في الثقافة والمثقف
- النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 550
- بيان اللجنة المركزية لحزب النهج الديمقراطي العمالي
- نظرة مختلفة للشيوعية: حديث مع الخبير الاقتصادي الياباني سايت ...
- هكذا علقت الفصائل الفلسطينية في لبنان على مهاجمة إيران إسرائ ...
- طريق الشعب.. تحديات جمة.. والحل بالتخلي عن المحاصصة


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - محمد عبد المجيد - لهذا يكرهون السيسي!