نجات حميد اْحمد
الحوار المتمدن-العدد: 4510 - 2014 / 7 / 12 - 10:45
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
طيب رجب اْردوغان وحزب العدالة والتنمية
صفحة جديدة في تاْريخ تركيا
.....................................
لم تتمكن الحكومات السابقة في تركيا مواجهة العراقيل والاْشكاليات التي كانت تتعلق بتنمية البلاد وتطوره الاقتصادي واْيضا لم تتمكن من الخوض في حل مشكلة القوميات المتواجدة في تركيا بجراْة وحزم ومن ثم بسياسة جديدة تدعم التيار الديمقراطي وحقوق الاْنسان في تركيا ,فكانت تلك الحكومات تتبنى الدستور الذي كان مصانا من قبل السلطة العسكرية التي تهيمن على شكل الدولة ورسم السياسة التي تتبناها في اْدارة شؤن البلاد واْضف على ذلك تاْثير المتطرفين الترك الذين يحاولون اْبقاء تركيا حبيسة في دستورها وتوجيه نفوذ العسكر كقوة عظمى في البلاد ترسم وبواسطة الاْنقلابات وفرض القيود السياسية على مؤسسات الحكم,و تحديد دور المحاكم ,ولولا كل تلك العراقيل , لتمكنت حزب العدالة والتنمية في تحويل البلاد ومن خلال سن دستور جديد اْو اْحداث تغييرات جذرية فيه من تاْسيس دولة نموذجية في العالم الحر ,ولذلك اْن صعود حزب العدالة والتنمية بقيادة رئيسه طيب رجب اْردوغان قدمت اشارات سياسية واْنسانية واْقتصادية جديدة نذكر منها:-
اذا ماكانت الديمقراطية في كل تطبيقاتها وتجاربها في العالم تتوجب عدم تدخل المؤسسة العسكرية في اْدارة شؤن البلاد ,واْنما يحدد دور هذه المؤسسات العسكرية في حماية البلاد وحماية القوانين الديمقراطية,من مخاطر الاْنحراف السياسي وتسلط الدكتاتورية في بلادها,ومع سياسة حزب العدالة وقائده سادت في البلاد ثقافة سياسية جديدة كانت غائبة عن المجتمع التركي,ففي السابق كان تدخل العسكر في البلاد وفرض اْرادتها في شكل الحكم وشكل سياسة الدولة ورسمها سمة مشتركة, للحكومات التركية ,وقد جاءت سياسة وثقافة تحديد دور العسكر في حياة الاْنسان في تركيا ,كصفحة براقة جديدة تحيي السؤال الملح :هل نحن شعب نلتزم بالمبادىْ الديمقراطية اْم سنظل شعب ليس له القدرة والكفاءة الكافية للتغيير نحو الاْحسن ؟,اْدخلت حزب العدالة والتنمية هذا السؤال في كل بيت تركي وفي رؤية كل اْنسان تركي ,والاْغلبية من هذا الشعب تمكن من التحرير من السلاسل التاْريخية المعقدة التي اْدخلت الاْنسان التركي الى رؤية نفسه فقط والاْنقطاع عن العالم الحر ,الاْنسان الذي لا يستطيع تجاوز العواقب الهدامة لتغذية الحس القومي المتطرف وعدم تقبل الاخر,ولذلك كان دور هذا الحزب وقائده تحطيم الطوطم السياسى والتاْريخي والثقافي المتزمت ,لاْن الثقافة التركية الاْدبية والفنية والفكرية والاْنسانية كانت ثقافة زاخرة بالقيم الاْنسانية و تناضل لسنوات طوال في تغيير هذه الرؤية المحلية ,يعني ذلك اْن سياسة هذا الحزب جاء كسند لهذا الحلم التركي باْن يكون جزءا فعالا في العالم الحر,ومن ثم البحث عن اْواصر لعلاقات اْقليمية ودولية جديدة ,تساعد في تمثيل تركيا كدولة مدنية وديمقراطية جديدة تماثل في اْهميتها التاْريخية تاْسيس دولة تركيا الجديدة ولكن بحلة مختلفة ورؤية اْختلافية ناجحة,فكان من نتاج هذه السياسة التقليل من الكراهية القومية ,كم التغيير كبير عندما يصرح رئيس البلاد باْنه يشكر الله على عدم اْراقة قطرة واحدة من الدماء في تركيا خلال السنوات التي تلت الهدنة,ففي اْول مرة في التاْريخ يخسر الفكر الشوفيني المتزمت اْصواته وتاْثيره وثقله التاْريخي واْعتقد ومع تنامي هذا الفكر الجديد ستتطور بشكل سريع الفكر الاْنساني في تركيا.
اْن نصر السيد رجب طيب اْردوغان في الاْنتخابات البلدية والرئاسية في البلاد هو نصر للشعب الذي لديه الاْستعداد لتقبل التغيير والخلاص من العقلية التي ترى اْن كل التغييرات في البلاد تعتمد على القوة والسلاح والحرب ,كما راْينا ذلك في كيفية التعامل مع القضية الكردية ,فلاْول مرة في التاريخ التركي الحديث نجد ساسة في تركيا لا يتعصبون في مواجهة حل المشاكل القومية عن طريق الحوار والتفاهم وتقبل الاخر بالرغم من الحراس الاْيدولوجيين المدججين بسلاح العقيدة القومية الشوفينية ,وزج الاْنسان التركي نحو الحرب وتحريظهم لنكران الاخر وتهميشه ,ومن اجل خوض الصراعات العسكرية والسياسية الدموية.لقد وثق الشعب التركي وبقوة بالسلطة الجديدة في تركيا ,لاْن التغييرات الكبيرة في الاْقتصاد وفي تعمق ثقافة السلم والاْخوة بين الشعب التركي اْصبحت تمثل عالما جديدا لم يتعرف عليه الكثيرون من الشعب ,بسبب السياسات الخاطئة في تركيا ,وردعت بقوة الفكرة السياسية التي تقول باْن سياسة حزب العدالة والتنمية تمثل الفكر الديني ولا تمثل الفكر العلماني,فها هم الشعب يضعون ثقتهم ومستقبلهم ومستقبل البلاد بين اْيديهم لاْنهم لا يستيقظون على سماع دوي الاْنفجارات والمناحرات وصخب الشارع ولا يهددهم خطر الاْقتصاد والمعيشة كما كان يهددهم في السابق.وهذه الاْشارات الثابتة تدل على نجاح سياسة اْردوغان وقادة الحزب
كيف تعامل اْردوغان مع القضية الكردية ؟
يشكل الشعب الكردي جزءا مهما من سكان تركيا, يعيشون في جنوب وشرق جنوب تركيا ,لايكمن اْهمية الكرد وسكانهم في عددهم بالنسبة للعد الاْجمالي لسكان تركيا,بل اْهمية وجودهم هي كونهم قومية اْخرى من القوميات التي تعيش في تركيا ويختلفون من حيث اللغة والتراث والحضارة عن الترك ولهم تاْريخ طويل في النضال من اْجل نيل حقوقهم السياسية والثقافية والوطنية والقومية ,فمنذ نشوء تركيا الحديثة بعد الحرب العالمية الاْولى تعرض هذا الشعب الى اْعتى سياسة متشددة من قبل السلطات المتتالية في تركيا ,لقد هدر جزء كبير من اْقتصاد واْرواح وطاقة هذا البلاد ولعشرات السنين في تطويق الحلم القومي الكردي ,بل اْصبحت القضية الكردية تجارة رابحة بيد جنرالات العسكر ومؤسساتها ,وورقة رابحة بيد الساسة في كسب تاْييد الشعب وتحريك اْحاسيسهم القومية الشوفينية ,فكانت هذه السياسة تطبق بشكل نسبي طوال التاْريخ الحديث لتركيا لاْن دستور تركيا القديم الذي لايتغير اْبدا هو الذي سمح لهؤلاء نشر هذه الثقافة التشددية والمتطرفة ازاء الاْكراد ولعل اْخطر هذه البنود من الدستور هي البنود التي تنكر وجود الاْكراد في تركيا ولذلك كانت كلمة الكرد وكردستان محرمة في تاْريخ تركيا لعشرات السنين.
,ومع مجىْ حزب العدالة والتنمية الى سدة الحكم تغيرت هذه السياسة في تركيا ,اْذ اْعترف الحزب وبجراْة لاسابقة لها بالقومية الكردية ,والسماح لهم بالتكلم بلغتهم والتعامل بها في حياتهم اليومية وسمحت السلطات لهم باْنشاء مؤسسات واْحزاب كردية تمثل ثقافة وسياسة الكرد وهويتهم القومية في البلاد,بل سمحت لهم بفتح فضائية كردية وعدد كبير من المراكز الثقافية والحضارية ,واْخيرا وبعد صراع مرير مع العقلية القومية المتطرفة تمكن حزب العدالة والتنمية المباشرة بمفاوضات مع الحركات القومية الكردية,واْعلان هدنة عامة لازالت مستمرة في تركيا وقد ساعدت هذه الهدنة وباْفراط في اْستباب الاْمن والسلام في البلاد وتحطيم النعرات الشوفينية في تركيا ,السياسة التي اْضعفت وبقوة عقلية التطرف القومي في البلاد بشكل عام, , .وبالرغم من ذلك فاْن العمل على تغيير دستور تركيا وازالة البنود التي لا تتلائم وحقوق الاْنسان يمر بصعوبة بالغة ,ويحتاج الى دعم فكري واْعلامي كبير ,ويحتاج الى تفعيل دور المؤسسات الاْنسانية والثقافية في تركيا,بجانب دور المثقفين والكتاب الترك في نشر ثقافة التسامح واْحترام حقوق الاخرين ,لاْن الثقافة القومية الشوفينية ما زالت تلعب دورا سلبيا في توجيه الاْنسان التركي نحو التمييز الطائفي والقومي ,بالرغم من تراجعها الكبير في السنوات الماضية.
#نجات_حميد_اْحمد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
اليوتيوب
لينكدإن
تيلكرام
تمبلر
بلوكر
الموبايل
