أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عايدة توما سليمان - افكار على هامش الحرب على غزة















المزيد.....

افكار على هامش الحرب على غزة


عايدة توما سليمان

الحوار المتمدن-العدد: 4510 - 2014 / 7 / 12 - 08:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بامكاننا أن ننحصر في النقاش دفاعا عن حاوية النفايات، التي اتضح في هذه الايام انها أعز ما نملك في قرانا، وبامكاننا أن نغضب على مظاهر التحدي التي يبديها هؤلاء الشباب امام قوات الشرطة فنكون مثل الاهل الذين يضيع طفلهم وعندما يجدونه بدل أن يفرحوا بعودته يشبعونه لوما وتأنيبا على ضياعه ويعبرون عن خوفهم عليه بغضب عارم،فهو بضياعه كشف كم هم مقصرون في رعايته



تصعب الكتابة عن الحرب وصور القتلى من الاطفال والشيوخ والنساء والاشلاء الممزقة والمحترقة تقفز لتملأ العيون والوجدان، والدمار الكبير في غزه يشحن النفوس بالغضب والشعور بقلة الحيلة . فالكتابة فعل متزن وخاصة في الشؤون السياسية والانسانية، والحبر حين يسيل على الورق ليأتي تدوينا لموقف وفكرة تعمم على الناس، خاصة اذا ما كان موقفا انسانيا نبيلا أو وطنيا صادقا أو دفاعا عن المظلومين والمقهورين، عندها تكون الكلمة مقدسة، ومن يقدس الكلمة لا بد أن يتعامل مع كل ما يكتب بحذر ومسؤولية، ولكن الى جانب العواطف الجياشة فمثل هذه الحرب التي لم تبدأ ولن تنتهي الا لأسباب وحسابات الخسارة والربح السياسية لدى حكومة الاجرام الاسرائيلية، تتناثر الافكار وتقفز التداعيات التي تستحق أن تسجل، وأن لم تكن مختمرة تماما أو تعتمد على تحليل علمي خاضع احيانا للتهذيب والتقليم والرقابة الذاتية المذوته لدينا جميعا، مهما قاومناها.




اعلام معدوم النزاهة:


عندما يتبارى الاعلام على اخراس الاصوات المختلفة وعندما يخضع لقوانين اخفاء الحقيقة وتجييرالاحداث لخدمة اهداف سياسية قذرة يفقد مصداقيته ويطعن في الصميم بالدور المنوط به في البحث عن الحقيقة كاملة وتقديمها للرأي العام والجماهير لاطلاعها وايقاظها من سباتها. ففي كل مرة تستصدر حكومة الحرب والعدوان أوامر تجنيد جنود الاحتياط يتحول غالبية الاعلاميين اليهود الاسرائيليين الى جنود احتياط يخدمون الاهداف العسكرية. والا ما معنى أن تطغى صور الثقب في جدار أو زجاج مكسور من نافذة يتيمة على صورة اطفال حرقت جثثهم باطنان من المتفجرات. وكيف يطغى صوت المحلل العسكري الذي يبرر قصف منزل يحتشد على سطحه العشرات من الاطفال والنساء والرجال لمنع هدمه ويحوّل بتلون ونفاق معيب جريمة حرب الى خطأ في التشخيص أو مباراة في لوم الضحايا أنفسهم في اصرارهم على التصدي والمقاومة السلمية.
هذا الاعلام الذي تحتل شاشاته وتملأ ميكروفاناته اصواتا عنصرية تدعو الى اجرام أكبر ومجازر أكثر، يكاد لا يأتي من خلاله صوت واحد عقلاني يفضح الحقيقة المرّة عن بشاعة ما يرتكب ضد الشعب الفلسطيني بأكمله وعن عملية الاختطاف التي قامت بها حكومة اسرائيل للمواطنين في جنوب البلاد فزجت بهم في الملاجيء رهائن لسياستها المغامرة .
ان اخراس الاصوات التي توضح للجمهور الاسرائيلي أن نتنياهو الذي يسعى من خلال مشاهد الدم والرقص على الجثث، الى رفع اسهمه السياسية الآخذه بالانحدار ويسعى الى التفوق في يمينيته على بينيت وساعر وليبرمان الذين التفوا عليه من اليمين ويغالون في اظهاره بمظهر غير القادر على توجيه الضربات لحركة حماس و"اعداء الدولة"، هو خيانة للرسالة الاعلامية وللمهنية المفترضة وللانسانية قبل كل هذا وذاك.




الرؤساء وطعم الحصرم


قوافل الوزراء والمسؤولين الحكوميين المتوجهين الى قرانا ومدننا العربية عير مسبوقة في الايام الاخيرة، والاجتماعات بين رؤساء السلطات المحلية العربية واليهودية كل في منطقته تشي بحالة تأهب غريبة من نوعها، والبيانات التي تصدر عن بعض هذه الاجتماعات يندى لها الجبين وتجعلني اتساءل: أهي السذاجة أم قلة الخبرة أم انها الانسياق الى عملية زحف على البطون تساوي الضحية بالقاتل وتحول العمل الوطني الى لعبة مقيته باهتة ومشكوك بأمرها.
لست ضد هذه اللقاءات بالمبدأ، ولكن بشرط أن ندخلها مرفوعي الهامة واضحي المقولة والموقف، ومدافعين عن حق شعبنا والجمهور الذي نخدمه في العيش الكريم وفي حرية التعبير وفي الحماية من التحريض العنصري وانفلاته الهمجي. اما أن تتحول هذه اللقاءات الى اجتماعات شبيهة بحلقات الدروشة من "تعايش الحمص" ، وتكون البيانات ممجوجة محشوة بتعابير "منع العنف من جميع الاطراف" ومساواة جرائم جيش دولة منظم وقوات شرطة ضد جماهيرنا بأعمال شباب غاضب قام باحراق حاوية نفاية أو اطارات سيارات فهذه مصيبة وهذا ليس مسوؤلية أو اعتدال واتزان. ولجميع من يدافع عن هذه المواقف الباهتة والمتراجعة عن الحد الأدنى من الخطوط الوطنية الجمعية، بحجة خدمة مصالحنا اليومية نقول "حطط عن بغلتك" واترك لنا الدفاع عن حقوقنا، وان مصلحتنا لا تتلخص باسراب وافواج من السياح تزور قرانا دون أن تلمس وجعنا، ونذكر بأن السياحة الداخلية في الولايات المتحدة الامريكية لـ"للمحميات الطبيعية" التي حشر فيها النظام الرأسمالي العنصري الامريكي السكان الاصلانيين " الهنود الحمر" هي من انشط انواع السياحة هناك، فهل هذا ما نسعى اليه كانتونات من قرى ومدن تجيد تقديم الحمص والكنافة للوافد ؟
قلنا في الماضي ونقولها إن الدمج بين لجنة رؤساء السلطات المحلية مع لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية هدفت الى خلق توازنات دقيقة بين الحقوق القومية والوطنية والموقف السياسي وبين الحق في الخدمات والمصالح اليومية للجماهير العربية. هذا الانفلات الذي نشهده في الايام الاخيرة هو نتيجة لهذا الفصل الاعتباطي بين الامرين، وهو نتاج تراجع التمثيل الحزبي في السلطات المحلية لحساب التمثيل الطائفي والعائلي واصحاب رؤوس الاموال.
من غير الطبيعي السكوت عن محاولات السلطة تتويج رؤساء سلطات محلية، مهما كانت أهمية الدور الذي يلعبونه في حياتنا، ممثلين سياسيين للجماهير العربية، ومن الخطر بمكان التغاضي عن تعاون البعض مع توجهات حكومة اليمين هذه والا فسوف نجد انفسنا، اكثر من أي وقت مضى قبائل تتناحر في التنافس على رضى القامع ، ومساومته على الفتات .




شباب ينتفض أم تنفيس عن غضب


منذ عامين وأكثر ونحن نشهد خروجا عن المألوف في حركة الاحتجاج بين جماهيرنا العربية، يأخذ فيها الشباب دورا غير مسبوق في التنظيم، واشكالا غير اعتيادية في التحرك. رأينا انطلاقة "الحراك الشبابي" في النضال ضد مخطط برافر والمظاهرات التي نظمها وقادها مجموعة من الشباب المحزبين وغير المحزبين وهزت البلاد ونافست بدون تردد مظاهرات لجنة المتابعة الباهتة والتي اعتراها الوهن في السنوات الاخيرة.
في التظاهرات التي ما زالت تسيطر على العديد من قرانا ومدننا حتى اليوم يبرز وبوضوح غياب الاحزاب حتى ما قبل يومين عن التنظيم والدعوة الرسمية للتظاهرات فيما عدا المظاهرات التي نظمها الحزب الشيوعي والجبهة الدمقراطية، ومن ناحية أخرى كان يكفي أن يقوم أحد الشباب أو الشابات بوضع ستاتوس في صفحته في مواقع التواصل الاجتماعي ليتناولها العشرات والمئات لتعميمها ونشرها وتأتي ولادة تظاهرة أو مظاهرة.
في هذا الحراك الشبابي اندفاع وحماسة متوهجة واتساع للجميع، بما في ذلك شباب غاضب غير مسّيس مندفع أحيانا بمشاعر اليأس من امكانيات التغيير والغضب على السياسات العنصرية والاوضاع السيئة . بامكاننا أن ننحصر في النقاش دفاعا عن حاوية النفايات، التي اتضح في هذه الايام انها أعز ما نملك في قرانا، وبامكاننا أن نغضب على مظاهر التحدي التي يبديها هؤلاء الشباب امام قوات الشرطة فنكون مثل الاهل الذين يضيع طفلهم وعندما يجدونه بدل أن يفرحوا بعودته يشبعونه لوما وتأنيبا على ضياعه ويعبرون عن خوفهم عليه بغضب عارم، فهو بضياعه كشف كم هم مقصرون في رعايته. يمكننا كل ذلك وبسهولة ولكن الاصعب أن نسأل أنفسنا لماذا يندفع الشباب وراء دعوة مجهولة الاصل والتفاصيل، يشعرون انهم صناعها وأبطالها؟
والاصعب أن نسأل انفسنا أحزابا وهيئات وطنية لماذا يجد الشباب انفسهم منساقين الى شعارات طنانة واحلام غير واقعية، ويهربون الى الطوباوية والعدل المطلق دون الوعي الى موازنة ذلك مع الوضع الراهن؟ وخلف ذلك كله اين دورنا نحن من هذا ؟
افكار قد تكون هلوسات ويبقى الاكثر وضوحا من كل ذلك أن هذه الحرب التي يشنها نتنياهو وحكومته وجيشه هي بكل قساوتها عابرة مهما طالت، وعلينا قبل كل شيء التصدي لها وخلال ذلك مواجهة انفسنا وغيرنا بالاسئلة الصعبة، فما سيبقى هو نحيب الامهات الثكلى وأجساد الاطفال المشوهة وركام البيوت المدمرة... وما تحدثه هذه الحرب من تحولات سياسية.



#عايدة_توما_سليمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العاصفة التي نحب أن نحب
- عملية خطف... لقضية الأسرى!
- نحو مؤتمر الحزب الاستثنائي: بشجاعة وصراحة.. ومن خلال تحدي ال ...
- في الثامن من آذار: نحمي قيمنا الثورية ونمنع ابتذال النضال
- ذهنية الاحتلال لن تكون مرجعية تحرّرية
- معركة السلطات المحلية: معركة على وجه ووجهة مجتمعنا
- أفكار في النكبة
- مقاطعة مسيرة العودة... بداية صراع أم اعلان هزيمة
- قراءات أولية في الائتلاف الحكومي: حكومة المستوطنين والليبرال ...
- يوم الارض، عبر وتداعيات
- أنا لست... نسوية
- تبقى المنارة والبوصلة
- النقد المجتمعي والنسوي للصلحة العربية
- الصفقة 38 - خلفيات ، أسباب وتداعيات والاهم أسئلة مفتوحة ...
- جثة تبحث عن هوية
- ما لم تفهمه يحيموفيتش حتى الآن..
- أيلول - هل نحن مستعدون؟
- اللُّعب بالسياسة باسم -النقاوة القومية-
- مبادرة أيلول
- البعد الشعبي المفتقد


المزيد.....




- 4 أسباب تستدعي تحذير الرجال من تناول الفياغرا دون الحاجة إلي ...
- لواء روسي: الحرب الإلكترونية الروسية تعتمد الذكاء الاصطناعي ...
- -سنتكوم-: تفجير مطار كابل عام 2021 استحال تفاديه
- الأمن الروسي يعتقل مشبوها خطط بتوجيه من كييف لأعمال تخريبية ...
- أوكرانيا تتسبب بنقص أنظمة الدفاع الجوي في الغرب
- مسيرة إسرائيلية تستهدف سيارة في بلدة عين بعال جنوبي لبنان وأ ...
- دحضا لمزاعم -ذكورتها-.. زوجة ماكرون تتحرك رسميا
- بوريل: إيران تعمّدت إرسال مسيّرات استغرق وصولها ساعات إلى إس ...
- صور مرعبة تكشف تأثير قلة النوم على ملامح الوجه!
- سرجون هدايه.. يوميات مراسل حربي


المزيد.....

- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عايدة توما سليمان - افكار على هامش الحرب على غزة