أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد عبدول - شبهة الشبهات















المزيد.....

شبهة الشبهات


احمد عبدول

الحوار المتمدن-العدد: 4509 - 2014 / 7 / 11 - 22:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مع إنني احرص كل الحرص على تحميل الأنظمة المستبدة والحكومات الجائرة مسؤولية ذلك الشرخ الذي فرق بين السنة والشيعة على امتداد قرون خلت وعقود مضت , مع إنني أؤكد وبشكل مستمر على ان الأنظمة الطائفية هي من كرس وفعل وباعد في المسافات بين الشيعة والسنة, والتي كان أخرها نظام البعث البائد , على الرغم من كل ذلك فان البعض ممن نلتقيهم أو نحاورهم يصرون على إننا عندما نتكلم عن البعث فإننا نتكلم عن السنة بالتحديد , وتلك لعمري مفارقة كبرى وشبهة عظمى يجب العمل على إزالتها بكل ما أوتينا من قوة بيان ووضوح حجة لإزالة الشك ودفع الفرية كما يقال .يقول الإمام علي ابن أبي طالب في احد خطبه الجليلة ( إنما سميت الشبهة شبهة لأنها تشبه الحق ) ولا شك ان ما نحن بصدده يعد شبهه تشبه الحق لكنها ليست حقا بل هي الباطل بعينه. ان هكذا شبهة إنما تعود بجذورها الى مواقف تاريخية مسبقة كانت قد اتخذتها اغلب المذاهب الفقهية السنية اتجاه من اعتلى منصة الحكم فدانت له الرعية طوعا أو كرها ,فقد ذهب أخواننا السنة عبر أدبياتهم الفقهية الى ان طاعة السلطان طاعة واجبة ,برا كان أم فاجرا عبدا أم حرا عربيا أم حبشيا وحجتهم في ذلك عدم شق عصا المسلمين والنأي عن اقتتال أفراد الأمة وبث الفوضى وتفاقم المحن والفتن والخطوب وهو طرح لا يخلو من صواب. لينتهي الأمر الى اعتماد الأخوة السنة لآلية قبول الحكام ومسايرتهم والاعتماد عليهم كمرجعيات دينية وسياسية , وقد ترتب على هكذا آلية ان كل نقد يوجه لأولئك الحكام وتلك الحكومات لتجبرها وطغيانها إنما يقابل بالرفض والمقاطعة من اخواننا السنة على اعتبار انه نقد موجه إليهم , وهذا أمر في غاية الخطورة يجب مراجعته وتمحيصه والتدقيق بإثارة الضارة على مستقبل مذاهبهم الفقهية والسياسية .
لقد شكل ارتباط إخواننا السنة بالحكومات وبشكل عام , عامل ضعف وتراجع لدورهم التاريخي و السياسي والاجتماعي , ولو إنهم سارعوا لفك ذلك الارتباط لما وضعوا داخل مواقف حرجة تاريخيا كما هو الحال بعيد سقوط صدام عام 2003 حينما حسبوا على النظام البائد على الرغم من استهتار ذلك النظام بكل الطوائف والمذاهب والهويات العراقية المتعددة .
كان على السنة ان لا يربطوا وجودهم بوجود حكومات وأنظمة سياسية يعتمدون عليها في الفعل والقوة والنفوذ ,إضافة الى دعمهم آياها بالقول والفتيا , اذ ان مثل تلك الحكومات والأنظمة سرعان ما تتغير لتأتي اخرى تخالفها الرأي والميول والاتجاهات , حيث يدفع الإخوة السنة ضريبة الو لاءات السياسية السابقة وهو ما يكون غالبا باهظا جسيما على مختلف الصعد والمستويات الاجتماعية والسياسية .
ان الآلية التي اعتمدها السنة جعلتهم يتحسسون من كل نقد يوجه الى الحكام والحكومات بسبب ما شكلوه مع تلك الحكومات من جسور للتواصل ,ولو إنهم باشروا بعملية نسف مثل تلك الجسور لكان الحديث عن الطغاة من الحكام لا يثير أدنى حساسية أو استهجان لدى السني والشيعي على حد سواء .
من الخطأ بمكان ان يختزل مذهب او تحسب طائفة على نظام سياسي أو تكتل إيديولوجي ,فذلك ما يودي بالمذهب الى دائرة ضيقة سوف لن يتخلص من مضايقاتها بيسر وسهولة .
لقد حكم الأمويون والعباسيون ومن أعقبهم بشعارات المذاهب ولوحوا برايات الطائفة ليس إيمانا منهم بذلك ولكن سعيا منهم لكسب ود العامة وبالتالي فأن الحديث عن هكذا نمط من الحكومات يجب ان لا يختلف بصدده اثنان .عندما يتحدث الشيعي عن بني أمية على سبيل المثال وهم من غيروا وبدلوا ونكثوا وحرفوا وأجرموا بحق الرعية عندما يتحدث الشيعي عن هؤلاء ,يجب ان لا يتحسس أخاه السني من هكذا حديث وذات الأمر ينطبق عن المتحدث عن السلاجقة والبويهيين والغزنويين والاحمينين والصفويين والفاطميين والأيوبيين, فكل هؤلاء إنما يمثلون أنظمة سياسية لا يتعدى نظرها ابعد من محيط مصالحها ومغانمها وامتيازاتها .
الأنظمة السياسية لا تصلح ان تكون بديلا أو ممثلا أو مدافعا عن الطائفة مهما ادعت ومهما عملت ,ومثل تلك الحقيقة يجب ان لا تغيب عن ممثلي تلك الطوائف , والذين غالبا ما ينخدعون ببريق ادعاءات تلك الحكومات فينخرطوا ضمن سياساتها وتوجهاتها النفعية الضيقة .
لا يختلف البعث عن أي نظام سياسي قمعي تعسفي استبدادي كان قد رفع شعار العروبة وتدثر بدثار الطائفة ظلما وزورا وبهتانا لتسريع عملية وصوله للسلطة لاعبا على وتر الاختلافات الفقهية والسياسية بين طائفتي الشيعة والسنة .
لقد كان البعث يضم بين صفوفه السني والشيعي على حد سواء بل انه كان يضم الكثير من الكرد والتركمان والشبك وسائر الأقليات العراقية الاخرى ,لذا فمن غير المنطقي ان يتحسس السني من الانتقاص من ذلك الجهاز الحزبي والسياسي والأمني الذي جير كل شيء في سبيل تحقيق مآربه المشبوهة.
صحيح ان البعث كحزب سياسي كان قد تأسس على أيدي قيادات فكرية وسياسية وعسكرية سنية , إلا ان اغلب منظري البعث وقواعده الشعبية والجماهيرية كانت من الشيعة,لذا فالحديث عن البعث يجب ان لا يتحسس منه السني لأنه سني ,وذلك بسبب انخراط كافة مكونات الشعب العراقي في صفوفه .
ولعل من المفيد ان اذكر إنني وعلى امتداد تلك السنوات مازلت أحاور وأناقش إخوة وأصدقاء وأقارب قد أصيبوا بفايروس الطائفية التي انتقلت إليهم عبر طروحات البعث ,على الرغم من كونهم شيعة .
ان البعثيين الذين تشبعوا بفكر البعث هم الذين يجب ان يتحسسوا إذا ما تكلمنا عن البعث فهؤلاء هم من لا يؤمن بحقوق الأقليات والقوميات والمذاهب الأخرى كما إنهم لا يؤمنون بالمشاركة السياسية , ولا بالحياة البرلمانية والديمقراطية , حيث يروجون لطروحات عنصرية صفراء يكون بموجبها الحكم داخل العراق حكرا على مكون معين في حين لا يكون لغيرهم سوى الرضوخ والتسليم .
لقد سجل البعث أول عملية اغتيال بعد السابع عشر من تموز بحق أول وزير خارجية بعد الانقلاب عام 1968 (ناصر الحاني )وهو سني ,كما ان البعث أقدم على قتل أول إسلامي تحت التعذيب وهو الشيخ (عبد العزيز البدري )عام 1969 ,أما ابرز شخصية حكومية سنية فقد كان نائب رئيس الجمهورية (حردان التكريتي ) ولا شك ان من يمتلك هكذا سجل إجرامي لا يمكن بحال من الأحوال ان يحسب على مذهب أو طائفة أو عرق أو مكون اللهم إلا من أراد ان الانتماء لهكذا كيان مريض وهو أمر أخر .




#احمد_عبدول (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ليلة سقوط الموصل
- مع السيد السيستاني بفتواه الاخيرة
- سؤال يبحث عن اجابة
- ماذا لو بعث الموتى
- مجسات حزبية
- مستويات الوعي السياسي لدى الناخب العراقي
- المشكلة أكبر من ذلك
- دولاب الانتخاب
- هل يتوحد العراقيون أمام جلاديهم ؟
- عندما يصبح الإعلام أداة للتسقيط السياسي (البغدادية انموذجا )
- صور الله
- إلى أين سينتهي المطاف بالعلوي ؟
- القانون المثير للجدل
- قبور ومعاجز
- عجبي لهؤلاء المتشيخون
- البهلول العليل
- هل أنا حقا علماني ؟
- هكذا تكلم اليعسوب
- في ذكرى غزوة 1991 -المباركة - !
- تاملات في الخطاب السياسي للسيد عمار الحكيم


المزيد.....




- لافروف يتحدث عن المقترحات الدولية حول المساعدة في التحقيق به ...
- لتجنب الخرف.. احذر 3 عوامل تؤثر على -نقطة ضعف- الدماغ
- ماذا نعرف عن المشتبه بهم في هجوم موسكو؟
- البابا فرنسيس يغسل ويقبل أقدام 12 سجينة في طقس -خميس العهد- ...
- لجنة التحقيق الروسية: تلقينا أدلة على وجود صلات بين إرهابيي ...
- لجنة التحقيق الروسية.. ثبوت التورط الأوكراني بهجوم كروكوس
- الجزائر تعين قنصلين جديدين في وجدة والدار البيضاء المغربيتين ...
- استمرار غارات الاحتلال والاشتباكات بمحيط مجمع الشفاء لليوم ا ...
- حماس تطالب بآلية تنفيذية دولية لضمان إدخال المساعدات لغزة
- لم يتمالك دموعه.. غزي مصاب يناشد لإخراج والده المحاصر قرب -ا ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد عبدول - شبهة الشبهات