أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلال سمير الصدّر - الفهد 1963(لوكينو فيسكونتي














المزيد.....

الفهد 1963(لوكينو فيسكونتي


بلال سمير الصدّر

الحوار المتمدن-العدد: 4509 - 2014 / 7 / 11 - 07:38
المحور: الادب والفن
    


الفهد 1963(لوكينو فيسكونتي): فيسكونتي يقدم فيلما عن انحسار الطبقة الارستقراطية من خلال تأريخ خاص جدا لحياة رجل ارستقراطي
الفيلم من بطولة النجم الهوليودي(برت لانكستر) وهو الأمر الذي سيعتبر فضيحة لاحقا-ان يقدم فيلما ايطاليا خالصا يروي حكاية من التاريخ الايطالي والأوروبي من قبل ممثل امريكي ولكن لهذا الشأن حكاية اخرى ايضا...
عندما اقترح على فيسكونتي ان يقوم برت لانكستر بالدور الأول في الفيلم،أمير سالاينا الارستقراطي (دون فابريزو) قال فيسكونتي:أوه...لا...راعي بقر!
ولكن فيسكونتي كان بحاجة الى ثلاثة ملايين دولار لم تكن لتمتنه اياها شركة فوكس الأمريكية من دون مشاركة برت لانكستر كممثل امريكي في هذا الفيلم...
اذا يبدأ الفيلم مع وجود جندي ميت في حديقة دون فابريزو...إذا الثورة قد بدأت
انتفاضة جوزيبي غايبالدي واتباعه ذو القمصان الحمراء،في محاولة منهم لتوحيد ايطاليا وبناء جمهورية جديدة،وكل تعليق فابريزو على ذلك:
الطبقة الوسطى لا ترغب فقط في ان تدمرنا بل هي تريد ان تحل مكاننا...وسرعان ما سينضم تنكرادي(ألن ديلون) ابن اخ فابريزو الى الثورة...نحن الآن في ظل الثورة،ولكن هل الفيلم ملحمي على شاكلة فيلم ذهب مع الريح على سبيل المثال...؟
علينا ان لاتغتر كثيرا وان لانقع في الحكم المتسرع،فالفيلم له علاقة بالتاريخ الايطالي ولكن من زاوية اخرى لم نعتد ان نرها من قبل،فان كنا قد اعتدنا ان نرى التاريخ من ناحية الثورة التي يقوم بها الضعيف ضد القوي والتعاطف لابد ان يكون منصبا على الجهة الاضعف،إلا ان فيسكونتي يقدم فيلما عن انحسار الطبقة الارستقراطية من خلال تأريخ خاص جدا لحياة رجل ارستقراطي يؤمن بالموت الطبقي القادم لحياته ولمسمياتها الايديولوجية(الارستقراطية)،في فيلم تبدو احداثه تتنازع بين الوثائقية والبطئ الشديد والسرد البطيء لأحداث بالكاد تتغير على الأقل في فيلم مدته ثلاث ساعات...
فكل مشاهد الفيلم تقريبا،عبارة عن مظاهر من الحياة الارستقراطية اليومية الرتيبة،التي تبدو غير معقدة وفارغة حتى لو انضم احد اعضائها الى الثورة-اندماج مع الواقع الثوري-الا انه سرعان ما سيعود الى احضان هذه الطبقة ولم نشاهد اي تغير حقيقي سوى عندما تنضم انجيليكا(كلوديا كاردينيلي) ابنة العمدة الوصولي ليحقق زواجها من تانكرادي صفقة لاتدعم سوى التوجه الارستقراطي في احتكار الثروات.
المسار الثوري يدعو للتأمل ويبشر بالسقوط الارستقراطي،من شخص اصوله من الطبقة الارستقراطية.... فيسكونتي
فيسكونتي يؤرخ لايطاليا من وجهة نظر سياسية...فنحن الآن في عام 1860، اي الاعلان الجمهوري والديموقراطية،والديموقراطية عبارة عن تغيير راديكالي جذري في الحياة الايطالية،بينما فابريزو هو رجل كريم وطيب يمتلك حب عظيم لنمط حياة هو متفهم بانها على وشك الانتهاء.
إذا ومن دون التشريح، سيمتلك هذا الفيلم الحائز على السعفة الذهبية لمهرجان كان العدة الكاملة لما يدعى بالأوبرا الصابونية بينما الميلودراما لهي واضحة جدا في هذا الفيلم...
المشهد الأخير الذي استغرق تقريبا 45 دقيقة قد يكون أطول مشهد نهائي لأي فيلم حققته السينما سواء كانت بعده او قبله،وهو عبارة عن مشهد راقص يذكر بالاوبرالية المغرم بها فيسكونتي من جهة اخرى،والمشهد برمته يمكن ان يحال على مشهد وداعي للارستقراطية بكافة مظاهرها،منها ان يتأمل برت لانكستر في لوحة لرجل على سرير الموت،وان يمشي وحيدا في نهاية الاحتفال والدموع تتساقط من عينيه.
هل الفهد هو الأكثر ذاتية بين كل افلام فيسكونتي؟ّ!
علينا ان لاننسى ان هذا الرجل الماركسي هو من اصل ارستقراطي،وهو يتساءل الآن عن الجدوى الفعلية لهذا التغير،والوقع يحتم علينا ان نقول ان الارستقراطية لم تمت بل حلت محلها مظاهر كثيرة وليس من الشرط ان تدعى او تسمى هذه المظاهر بالطبقة...
من الممكن ان تسمى برجوازية،ومن الممكن ان تسمى الاقتصاد الحر،ومن الممكن ان تسمى رأس المال وايضا البورصة وغير ذلك من التسميات الذي يمتلأ بها هذا العالم المعاصر.
حتى لو اتفق النقد بشكل عام على ان فيسكونتي الارستقراطي المشبع بالفكر الماركسي يتحدث عن الانهيار الارستقراطي ولكن بالنسبة لي فهذا السؤال لازا مفتوحا..
فهو يبدو ومن جهة تفاؤلية مبشر بموت طبقة،وكنا نراه من جهة اخرى يبكي على طبقة انتمى لها مخرج الفيلم ذات مرة..
بلال سمير الصدّر 15/3/2014



#بلال_سمير_الصدّر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- روكو واخوته 1960 (لوكينو فيسكونتي):-عن الواقع الاجتماعي الذي ...
- الليالي البيضاء 1957(لوكينو فيسكونتي):شخصيات تقبع في مناطق ذ ...
- نحن النساء 1953 لوكينو فيسكونتي:عن الحب والحياة
- قصة جندي1958(للمخرج الروسي Grigori Chakhraj):مقدمة نقدية لأي ...
- الأجمل 1951(لوكينو فيسكونتي):عندما يحقق فيسكونتي فيلما وعظيا
- الأرض تهتز 1948(لوكينو فيسكونتي):الوثائقية كافضل حل لتصوير ا ...
- عن لوكينو فيسكونتي وفيلم استحواذ والواقعية الجديدة مرة اخرى
- المرأة خلف الباب 1981(فرانسوا تروفو): السينما هي اسلوب سمي ب ...
- المترو الاخير 1980(فرانسوا تروفو):فيلم عن كل شيء
- الحب الهارب1979(فرانسوا تروفو):عن فيلم بطله الاسترجاع
- الغرفة الخضراء 1978 فرانسوا تروفو:تروفو والقدرات الأخرى
- الرجل الذي احب النساء1977(فرانسوا تروفو):تروفو والاحتفاء الع ...
- قصة اديلا1975 فرانسوا تروفو:لعبة الكبار
- النهار من أجل ليلة 1973(فرانسوا تروفو):قطع مونتاجي
- فتاتان انجليزيتان1971(فرانسوا تروفو):عن جولي وجيم وفيلم خارج ...
- رواية الضائعون
- طريق مولهولاند2001ديفيد لينش:ديفيد لينش مخرج أدق التفاصيل
- سرير ولوح 1970 فرانسوا تروفو:استكمال اخير لمسيرة انطوان دوني ...
- الطريق المفقود1997:فيلم من كتابة واخراج ديفيد لينش: بين حبكة ...
- -رأس ممحاة 1977(ديفيد لينش): قصة عن عوالم غير مكتملة والمكتم ...


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلال سمير الصدّر - الفهد 1963(لوكينو فيسكونتي