أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رؤى جعفر - (التأويل والقارئ السلبي )هايكو الاستغفار لعمر العزاوي انموذجا














المزيد.....

(التأويل والقارئ السلبي )هايكو الاستغفار لعمر العزاوي انموذجا


رؤى جعفر

الحوار المتمدن-العدد: 4508 - 2014 / 7 / 10 - 14:47
المحور: الادب والفن
    


لا يختلف الباحثون في النشأة الدينية للهرمينوطبقا , أو ما يسمى ( فن التأويل ) كما يترجمه البعض , وأن نشأة التأويل تعود أساساً إلى محاولة فهم النص الديني المسيحي ؛ فقد كان لعامل التباعد اللغوي , ومعنى الكلمة في أصل وضعها , ومـا كانت تشيـر إليه فـي القديم ,وكذا الاعتقاد بوجود معنىً خفي وراء المعنى السطحي الظـاهر , ولانعـدام الثقة بالقراءة الواحدة ؛ كل هذه العوامل – كما يرى الدكتور حامد نصر أبو زيد – كان لها دور كبير في نشأة التأويل هذه النشأة الدينية .
وأشار ارسطو للتأويل حين قال: (إن في كل كلام تأويلا , من جهـة أن اللغة تعريف لأشياء الواقع ) كذلك هريقليدس في قوله ( انك لا تنزل في النهرِ نفسه مرتين ).
ولتداخل العلوم الانسانية فيمابينها وانسحبت مناهجها القرائية والنقدية على الأدب والنقد الأدبي ولسنا بصدد التتبع التاريخي لمنهج التأويل ولاحتى التتبع السيروري له في الأدب إنما مانقصده هنا هو القراءة التأويلية السلبية للكثير من النصوص الأدبية , فكما نعلم أن القراءة في معظم أوقاتها هي عملية إعادة انتاج للنص وجعله أكثر فاعلية وهذا يصب في خدمة المنتج الابداعي بالطبع لأننا أنشأنا نصين ابداعيين في وقت واحد أحدهما بيد المؤلف والآخر بيد القارئ أو المتلقي وأغلب القراءات هي قراءات تأويلية لاشك . لأننا لانفسر النص ونفهمه كماقصده المؤلف إلا نادرا أو في واحدة من كل عشر قراءات وفي الحالات الأخرى نكون قد سكبنا عليه قراءاتنا التأويلة وكل قارئ منا يفسر النص حسب خلفيته الثقافية ودرجة وعيه ثم للأسف صارت تدخل بالنص توجهات الشخص الدينية والسياسية والطائفية . ولنكون أكثر توضيحا للافهام نأخذ هايكو الشاعر عمر العزاوي لأجراء قراءتنا عليه إذ يقول ( أكثر ما يضحكني تلك الفكرة التي تراودني عند كل مهزلة هي أننا دمى ذلك الرب الطفل !!! فأستغفر الله على الفور !!!) .
قدم الشاعر نصه بصورة بارعة بدءا من انتقاء الالفاظ مرور بالصورة وليس انتهاء بالفكرة , فالضحك ومايحمله من دلالات ربما هو ضحك ساخر أو ضحك هستيري أو ضحك فرح . كذا مفردة رب التي توحي باكثر من دلالة فللعمل رب وللعائلة رب وللجميع رب واحد هو الخالق جل شأنه . وكان عمر ذكي جدا حين وضع لازمة تضيق المعنى عند القارئ وتحدد المقصود حين تحدث عن الاستغفار مما يجعل القارئ السلبي يتوجه إلى المعنى بقراءة مباشرة ولايبحث عن المعاني الخبيئة وإنما يقتصر عما هو ظاهر في المعنى .
فيكفر عمر ويرى في نصه تجاوز على الذات الآلهية , ويبتعد عن الفهم الواعي ومقصدية الشاعر الحقيقة , بينما يبدو على عمر أنه انتقد ظاهرة سياسية أو قد تكون اجتماعية حتى وهي وجود أشخاص في أماكن لاتناسبهم وتولي مناصب ومسؤوليات أكبر من حجمهم وهذا ما رمز له ب( الرب) في النص وللناس ب( الدمى ) وهي رمزية غاية في الجودة حينما يكون (الرب الطفل ) فالطفل بكل الأحوال لايمكن الوثوق بتصرفاته أو الاعتماد فهو اعتمادي وغير ناضج ولامكتمل الوعي غالبا لاسيما في طريقة تعامله مع دماه . والدمى هي جمادات خاضعة لاتقدم شيئا ولاتؤخر , تتشكل حيث شكلها الطفل بمزاجه ورغبته ولايمكنها التحكم بمصيرها أو مصير أي شيئا آخر .
وفي هاتين الرمزيتين ( الرب الطفل والدمى ) تكمن شاعرية عمر ومنتهى ذكاءه في تقديم المعنى والهدف من نصه لأنه ينقد ولي الأمر وينتقد الرعية في الوقت ذاته ولامجال لتفسير أو تأويل سلبي للنص إلا في حالة واحدة هي حالة التطرف الديني والتسرع بالحكم وقلة ثقافة ووعي المتلقي



#رؤى_جعفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثالوث الفرات الاوسط
- من صاحب الامتياز الدكتورمنذر رديف أم الدكتورمحمدابراهيم
- الناقد العراقي بين ضبابية الفهم والتسرع في الحكم (قصيدة الى ...
- انتباه ....احذرواسياسة الهدم من الداخل
- الى البصرة قبل أوان مربدها
- نقمة عربية أم قمة عربية
- الى المرأة في يومها


المزيد.....




- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رؤى جعفر - (التأويل والقارئ السلبي )هايكو الاستغفار لعمر العزاوي انموذجا