أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سيومي خليل - صمتنا المريب أو حول الجرف الصامد














المزيد.....

صمتنا المريب أو حول الجرف الصامد


سيومي خليل

الحوار المتمدن-العدد: 4507 - 2014 / 7 / 9 - 23:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



مرة آخرى نكتشف أننا عشاق للصمت ، فألسنتنا باتت أثقل مما هي عليه ، وأصبحنا على غير ما كنا عليه ، فحتى تلك السبة والشتيمة التي أطلقت علينا ، والتي اعتبرتنا مجرد ظاهرة صوتية اختفت على حين غرة، فبتنا نتمنى لوعدنا للكلام ، أصبحنا نتوق إلى هذه السبة والشتيمة ، فليس أعلن منها غير سبة الصمت المريب والفج .

نصمت دائما وأبدا ، وما وقع منذ سنوات في غزة ،وما يقع فيها الآن، وأنا اذبج هذا المقال ، يتناغم مع صمتنا المريب ، ليعلنا معا- صمتنا وما يقع من قصف غزة - عدم جدارتنا بالوجود ؛ إسرائيل مرة آخرى تمارس هوايتها في القصف ، ترمي قنابل ما آتى الله بها من سلطان على رؤس الأبرياء ، ونحن مرة آخرى كما العادة نمضغ اللبان ، ونتحدث عن زمننا السالف، الذي أبهرنا فيه الحضارات .

نصمت كما كنا نصمت دائما. الصمت عادتناوديننا وديدنا الأكثر قدسية من كل الأديان الآخرى . صَمَتْنا في لحظات استدعت فعل كل الأشياء ،وكل المساوئ ،وكل الأخطاء ، باستثناء ارتكاب جريرة وخطأ الصمت ، لكننا تشبتنا بهذا الخطأ ، فنحن لم نكن علي يقين بأن ما يمكن أن نقوله سترضى عنه بلدان* اللاشرعية * الدولية .
أمريكا ، وربيبتها إسرائيل ، تنشئان جرفا صامدا كما يدعيان في منطقة الشرق الأوسط ، وإن كانت إسرائيل أعلنت أن هجمتها العسكرية على الفلسطيني ىالبسيط وعلى الفلسطيني المقاوم هي باسم الجرف الصامد ، فإن أمريكا لا تحتاج إلى اطلاق أسماء على معاركها بالوكالة الجديدة ، لقد أخطأت أمريكا مرة واحدة في الشرق الأوسط حين تدخلت عسكريا في العراق ، لكنها فهمت الدرس جيدا ،وها هي الآن تحرك خيوط المعركة بين أفراد الوطن الواحد ، تؤلب الأنفس على بعضها ،وتمنح الأسلحة ، وتعد المرجعيات الحربية والدينية التي ستقاتل بالوكالة و النيابة عنها ، وهاهي داعش صنيعتها الفرنكشتاينة الجديدة ،والتي تتعمد تشوه صورة الإسلام ، دليل على وجود أمريكا في الكواليس ؛ ومع كل ما يقع ليس هناك إلا حل الصمت المريب ، فهل كان الصمت حلا يوما ما ؟؟؟
استغرب لوجود هيئات ،ومؤسسات مثل القمة العربية ،والإتحاد العالمي برئاسة القرضاوي ،والاتحاد العربي لحقوق الانسان ،وغيرها من مسميات الفترينة –الواجهة ،والتي لا بريق فيها غير بريق الاسم . استغرب ،ومرد الإستغراب هو بعد هذه المؤسسات عن كل ما يحصل في المنطقة ،وجتى البيانات المنددة لما يحدث من سحل للأجساد ،وسفك للدماء ، تقاس بالحرف والكلمة وأدوات الترقين ، فتأتي دون معنى ،وخارجة من دائرة هموم وآلام المواطن ، وها هي هذه البيانات الآن أعجبتها لعبة الصمت المريب ، فاحتجبت بشكل مريب أيضا .
الجرف الهاوي ،هكذا يجب أن تسمى الحملة العسكرية على غزة ،ويجب على الفلسطينيين أن يتخلصوا من ثقل الوعود التي يتلقونها من الجميع ،والتي يتخلى عنها الجميع في حينها ، وبمباشرة بعد إلقائها ،و يجب أن يراهنوا على أنفسهم ، وإمكاناتهم البسيطة للوقوف أمام جبروت إسرائيل ، أما نحن فلن نعطي أكثر من الصمت ، وفي أفضل الحالات سنذبج بيان تنديد ، وإذا ما استفزت مشاعرنا مشاهد القتل والحرق والذبح سنصيح في وقفة احتجاج ،وسنرفع قبضاتنا عاليا ، لكننا سننسى كل شيء بعد حين .
أرى أن الوضع بشكل عام في الشرق الأوسط مقبل على جحيم سيأكل الأخضر واليابس ، فأمريكا ما زالت لم تتخلى عن أفكارها حول مفهوم الشرق الأوسط الكبير أو الجديد ،والذي ، قيل في العديد من قصاصات الأخبار والتقارير الاستخباراتية ، أنه قد استنفذ مدة ضبطه وتحديده ووضع خطة للتطبيقه ، وأمريكا في هذه المرحلة تنفذه على أرض الواقع دون أن تحرك قواعدها وأساطيلها الجبارة .
ابتداء من سوريا ،والذي كان الجمع يعتقد أن ماحدث فيها سنة 2011 هي احتجاجات شارع تطالب بحق ، لكنه حق أريد به باطل ،ولم نع ونفهم هذا جيدا إلا حين ظهرت داعش وجماعة النصرة وجماعات التكفير بالجملة... قلت ابتداء من سوريا ، ثم مرورا بالعراق ، وانتهاء باليمن ، يظهر أن مخطط أمريكا في اعادة ترسيم الحدود قد أخذ صفارة الانطلاق ؛ ورغم كل هذا فصمتنا مريب أمام كل ما يقع .
أسوا ما يمكن أن يشعر به المرء هو أن يعرف أن الخراب آت ورغم ذلك لا يستطيع أن يَخرُج من الصمت ، لا يستطيع أن يقول إنه الخراب على مشارف الأبواب ، ولربما قد نجحت أنظمة الإسفاف بالعقول ، بجعلنا غير قادرين على إدراك الخراب ، بل اعتباره هو نفسه التغيير المقبل القادم .
الصمت من ذهب ،أو الصمت حكمة ، هذا مثال عربي أسيء دائما فهمه بشكل كبير ، فُهم على أساس دعة فكرية وإستسلام واتقاء كل ما يمكن أن يجلبه اللسان من ضرر على المرء ، لذا كانت مجتمعاتنا تعمق كل الأفكار المرتبطة بحكمة الصمت ، وبنجاة من لا ينجرون وراء ألسنتهم ، وكانت الأنظمة ذاتها تمثل لهذا المثل خصوصا في القضايا التي تعرف أنها لا تستطيع حلها ، وأنظمتنا الحالية تعرف أنها فاسدة ،وعميلة ،ولا تستطيع تسيير إدارة في بلد ديمقراطي متقدم ، لكنها تستطيع تركيع شعوبها بالحديد والنار ، ولا تهتم الا ببقائها ،وبقاؤها تضمنه لها أمريكا ، وأمريكا تؤيد كل ما يصدر عن إسرائيل ، لذا لتقصف طائرات الإف ستة عشر والسبعة عشر رؤساء الغزاويين ، فلا أحد سيتكلم ،ومن سيتكلم سينقل لنا أخبار الضحايا ،كما تنقلها قنوات البترودولار ،العربية والجزيرة ،واللتان تسوقان ما يناسب هوى من يوجد في البلاطات من الأمراء البلدين .
الفوضى الخلاقة هذا ما تعتمده بلدان الإستعمار الجديد، وكما العادة نحن ما زلنا نلتهي بالعظام الدسمة التي ترمى في عاصفة الفوضى ، فمنا من مازال متعلقا بمفاهيم السنة والشعة والنصيرية والروافض ، ومن هو القرد أكثر ، أهم اليهود أم الشيعة أم السنة ام من ... وبهذه المفاهيم يتم القتل والذبح ، فأن تشاهد فيدويو يرمى فيه أفراد بالرصاص بسبب مثل هذه التهم ، لأمر يدعو للآسى ،ويدعو حقا لزيارة العقل في مجتمعاتنا والذي دفن منذ مدة في أسوأ مكان



#سيومي_خليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محمد أبو خضير ومؤتمر شبيبة لشكر
- الياغورت والموت السياسي
- الاستعباد الاجتماعي والاستعباد
- أناقة الصعاليك
- بين الصوم الصحي والصوم التعبدي
- جحود
- منكم داعر ومنا داعر .
- النفي المنهجي أو عدمية نيتشه
- صورة وطن في منفى شاعر ٍ
- اقسم باليسار
- سيجارة آخرى مع الماغوط
- المرجو اعتقالي
- يمشي كأنه يحلق
- بنكيران يستدعي الحجاج بن يوسف الثقفي
- بشار بن برد في مسيرات فاتح ماي .
- فرنكشتاين ينتقل من بغداد إلى الرباط
- أوصاني
- الجامعة والقتل وسوء الفهم .
- الهندام الديني
- صناعة المعتقد


المزيد.....




- مطاردة بسرعات عالية ورضيع بالسيارة.. شاهد مصير المشتبه به وك ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: الولايات المتحدة اختارت الحرب ووضع ...
- الشرطة الأسترالية تعتقل 7 مراهقين متطرفين على صلة بطعن أسقف ...
- انتقادات لرئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي بسبب تصريحات -مع ...
- انهيار سقف مدرسة جزائرية يخلف 6 ضحايا وتساؤلات حول الأسباب
- محملا بـ 60 كغ من الشاورما.. الرئيس الألماني يزور تركيا
- هل أججت نعمت شفيق رئيسة جامعة كولومبيا مظاهرات الجامعات في أ ...
- مصدر في حماس: السنوار ليس معزولًا في الأنفاق ويمارس عمله كقا ...
- الكشف عن تطوير سلاح جديد.. تعاون ألماني بريطاني في مجالي الأ ...
- ماذا وراء الاحتجاجات الطلابية ضد حرب غزة في جامعات أمريكية؟ ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سيومي خليل - صمتنا المريب أو حول الجرف الصامد