أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي ياسين عوض عبيدات - طز..! من بواكير الشتائم الثورية..!














المزيد.....

طز..! من بواكير الشتائم الثورية..!


علي ياسين عوض عبيدات

الحوار المتمدن-العدد: 4507 - 2014 / 7 / 9 - 18:57
المحور: الادب والفن
    


من بواكير الشتائم الثورية..!

إن تصّفحت مواقع التواصل الاجتماعي، أو إن تروحت قارئاً بين حنايا مجلةٍ أو صحيفةٍ وصِفَّت بأنها مُعارِضة ولا تؤمن بالخطوط الحمراء، ستجدُ بأن ديمقراطية فرنسا وحريات الولايات المتّحدة، جزءٌ لا يتجزء من نُظمنا السياسية العربية، فالنقد الذي كان يرمي بصاحبه في السجون صار اليوم نقداً عادياً وجائزاً، وبالتأكيد لن يلاحق صاحبه قانونياً، فالأنظمة العربية تطرب لما يصدح به كل شتّام، فهي على يقين تام بأن ما يتفوهون به محض كلامٍ عابرٍ لا أثر له، ولا ترتيب يترتب على ما بعده، لنكون في المحصلة في متجرٍ لبيع الكلام، أو في عيادة طبيبٍ نفسانيٍ سَمح للمريض الذي على سريره أن يقول ما يحلو له، مُفرغاً مكبوتاته..!

ولعل هذه الأمثلة تخصُ أهل القلم وأرباب الفكر والصُحف، والحق يقال أن الكاتب العربي قال الصدق وما نافق أو تملق (إلا من غضب عليه ربي) فعلى مر عصور كان وسيبقى هناك صحافيٌ شرس أو ناقدٌ لاذع أو مفكرٌ لا يتقن تجارة المبدأ، ومن هذا أدب السجون والمُعتقلات الذي يدلق من نوافذ تعبيره الضيقة معارضةً متسعة الأكناف وصراخٌ تصم له الآذان.

ومن جهةٍ أخرى -وهنا الغرابة- صار بوسع بائع الفول والبّناء أن يدلي برأيه فيما يخص الموازنة وعجز الميزانية، أو في ملكية الدولة وما سيترتبُ عليها إن أضفنا لها "دستورية"..! إذن فما يحدث اليوم هو قفزةٌ نوعية وعدوٌ متسارعٌ بعد ردحٍ من زمان مُنع العربي فيه حتى عن "لتغندر".! فهذا التسارع -العجيب- وقوة القلب الخارقة للعادة يجعل المرء يتساءل، فهل ما جيء به بسرعة سيغادرنا بسرعة أيضاً باعتباره ضيفٌ ابتلينا به مع حمى الربيع العربي التي نعاني منها، والتي هي السبب في هذي المواطن العربي واندلاق الجرأة منه على هذا النحو؟ والسؤال الأهم هل سيحافظ الرؤوساء العرب الجدد(المنتخبون) على هذا النسق الصارخ والمُستهجن والمستعد للقدح والرافض ؟

بين ما كنا عليه وما أمسينا فيه -بونٌ شاسع- يُعادل بعد الأرض عن غبار الغيم، ويزاحم الفرق بين بسالة السبع وخنوع القط! فبين 2010 و2014 صار بوسع المرء أن يقدح أرقى المقامات وأن ينال من أصحاب أرفع المناصب والنواميس، وأن ينظَّم اعتصاماً يغلق من خلال مُصطّفيه أكبر الشوارع وأزحمها مبدياً غضبه العارم لأن دور وصول الماء إلى منزله تأخر لساعات، فأنى لنا هذه القوة بعد قرنٍ من الوهن والضعف؟



إنه الربيع العربي الذي لم نرى منه إلا وريقات الدم والقتل والنزاع والخطف وكذلك الشتائم التي تتجلى في هذا المقال..! وبعيداً عن ثمار الربيع العربي أو لعنته بالمُجمل أتمنى أن نتساءل ونجيب أنفسنا عن ماهية قوة القلب التي صرنا نتحلى بها شاتمين ومستهجنين ومعتصمين ومن إضراب إلى آخر، فهل هذا ما نحتاجه؟ وهل نحن منتصرون إن شتمنا؟ والأهم هل استفاد المُعتصم وهل يستفيد الشاتم..؟

ولتكن الإجابة مُعلقة ومرهونة بتأملات المواطن العربي لما يراه ولما يعيشه..! وعلى صعيد الرأي الشخصي نحن ننفذ خطة زعامية مفادها الثورة على طريقة الحاكم وشتم الحاكم لبقاء الحاكم فما من تطور وما أفق أوسع من أن نشتم، وكأن الثورات محض حبلٍ دام لسنوات ووضع لنا مفردات صحفية وجمل خبرية يتداولها الكتّبة وأصحاب المهن الحرفية... وها نحن نسمع القعقعة ولا نرى الطحين..!!

علي ياسين عبيدات (كاتب ومترجم عن الفارسية)
[email protected]



#علي_ياسين_عوض_عبيدات (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة في رواية -مذكرات من تحت بين الدرّج-
- قراءة في عالم جبران خليل جبران النثري
- الخوف… بين الآدمية والجحيمية
- الصحافة منذُ الكبار وحتى حفلات الشاي


المزيد.....




- وزير الثقافة الباكستاني يشيد بالحضارة الإيرانية
- تحقيق يكشف: مليارديرات يسعون لتشكيل الرواية الأمريكية لصالح ...
- زيارة الألف مؤثر.. بين تسويق الرواية والهروب من الحقيقة
- إبادة بلا ضجيج.. اغتيال الأدباء والمفكرين في غزة
- -سماء بلا أرض- للتونسية اريج السحيري يتوج بالنجمة الذهبية لم ...
- جدة تشهد افتتاح الدورة الخامسة لمهرجان البحر الاحمر السينمائ ...
- الأونروا تطالب بترجمة التأييد الدولي والسياسي لها إلى دعم حق ...
- أفراد من عائلة أم كلثوم يشيدون بفيلم -الست- بعد عرض خاص بمصر ...
- شاهد.. ماذا يعني استحواذ نتفليكس على وارنر بروذرز أحد أشهر ا ...
- حين كانت طرابلس الفيحاء هواءَ القاهرة


المزيد.....

- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي ياسين عوض عبيدات - طز..! من بواكير الشتائم الثورية..!