أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - يسار الوردي - ساسة عرب و أكراد بزورق خيانة و سقوط أخلاقي, اغتيال الموصل















المزيد.....


ساسة عرب و أكراد بزورق خيانة و سقوط أخلاقي, اغتيال الموصل


يسار الوردي

الحوار المتمدن-العدد: 4507 - 2014 / 7 / 9 - 16:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بعد خفوتٌ لحدة القتل على الهوية الطائفية, و بحالة نزاع معلنة و مستترة تضعنا بواقع و كينونة الكتل والطوائف وصراعات المذهب المتقاطعة مع نزعة قيادة كردية متعصبة فجة مع عنجهية و خبث فلول البعث, بعدم إبداء أي شعور وطني ولا أي التزام لا بنزاهة و لا مبدئية في التجربة السياسية, لتلقي بضلال مهزلة الدولة العراقية على مدى عشرة أعوام و بوجد القوة الأمريكية المنتجة للفوضى السافلة في العراق من اجل تفتيت العراق و نهب ثرواته و ليكون مسرحا تتقاطع فيه المصالح القومية والطائفية و العشائرية الضيقة و ليجر المنطقة للحروب سواء الطائفية في العراق أم الإقليمية و خاصة تجاه إيران العدو اللدود للصداميين المشاركين في السلطة و برعاية أمريكا وأداتها ( داعش ) قوى القاعدة الملقحة بالبعث.

فكان يوم التاسع من شهر حزيران, هو يوم سقوط الموصل بيد مسلحي الدولة الإسلامية في العراق والشام بقوة مسلحة تتراوح بين 700 الى 800 مسلح حيث كان هجوماً بقذائف الهاون على مقر الفرقة العسكرية غرب المدينة و تم سير الخناق بغزو المدينة بعد اثنتي عشرة ساعة و طبعا باستفزاز خلايا البعث الجاهزة التي يقدر عددها بمئات المسلحين, ومع تنظيم داعش الذي تَشكَل في العراق على يد أبي بكر البغدادي وهو رجل مدني حاصل على شهادة الدكتوراه بالعلوم الإسلامية, كان سجين بتهمة الإرهاب اُخرج بظروف غريبة بموافقة الأمريكان لكن بقى أسمه في لائحة الإرهاب.
و مساعديه هم ضباط و قادة عسكريين سابقين في الحرس الجمهوري و فدائي صدام حسين ممن يعتمد عليهم كثيرا في تنفيذ الخطط الهجومية, فيعد البغدادي القائد لهذا التنظيم البربري الذي أجنحته من القاعدة والنقشبندية لعزت الدوري و البعث الفاشي لأسامة النجيفي و أياد علاوي و صالح المطلك و القائمة طويلة.

معروفٌ أن أمريكا ترغب رؤية عراق مقسم, فالعراق بحروب الخليج أثبت يمكن أن يكون قوة اقتصادية و حربية مؤثرة وخاصة بتمكنه في التلاعب في المعادلات السياسة و المواقف الدولية سواء مع أوربا ( خاصة فرنسا) أم بالإفادة من الاتحاد السوفيتي أم أمريكا, العراق يجب أن يفتت كوحدة جغرافية و من ثم كوحدة بشرية متنوعة الأعراق و الثقافات التاريخية. و هكذا كما أرادت إسرائيل بحرق العراق بالحرب الطائفية و على لسان قادتها العنصريين (مناحيم بيغن) في 70 القرن الماضي بمعية الصهيوني هنري كيسنجر.

هكذا تحركت كل الجوقة الخليجية بعد حرب الكويت, لتنضم كل من مصر و قطر و الأردن و تركيا, باختصار كل عملاء أمريكا السابقين و لتأتي القيادة الكردية اليوم بكل وضوح في الصورة و لتأخذ دورها المشبوه في دولة الغزو الأمريكي بقيادة الحزبين العشائريين الرئيسيين, و باسم الهجوم على النظام الدكتاتوري الصدامي العميل الأمريكي المرتد.
فجاءت أمريكا بحكومة بائسة, نظم و حبك أسسها الموبوءة الصهيوني بول بريمر. فكان العمل الأول لأمريكا هو الظهور أمام العالم بمظهر المحرر للعراق ثم المطبلة بإنشاء الديمقراطية في العراق و الشرق الأوسط, لكن في الخفاء كان يجري أمر النصب و الاحتيال ليس على الشعب العراقي و حسب بل على العالم اجمع.
فكان يجري دفع هذه السلطة البائسة على إلى مآزق المحاصصة الطائفية من خلال العيوب و الفخاخ التي وضعها بول بريمر في الدستور العراقي و أهمها هو عدم وجود قانون الأحزاب السياسية ليكون صمام أمان التجربة الديمقراطية و من ثم وجود رجال لا تجيد الحنكة السياسية في البرلمان البائس و مع وجود دواهي من الصداميين ( قوات الحرس الجمهوري و فدائيي صدام الذين فرضتهم أمريكا على السلطة في العراق) لضرب الشعب العراقي أضف وجود أكبر سفارة أمريكية في الشرق الأوسط لتدير دفة العراق نحو الجحيم المرسوم له, فبدأت عمليات الاغتيال السياسي و التفجيرات مبكرة في دولة الديمقراطية لبريمر, فضبط الكثير من الحوادث في التفجير التي تؤشر بتورط بريطانيا و أمريكا فيها و هي معروفة للجميع.

هكذا صار كل القادة السياسيين العراقيين دمى بيد أمريكا و صار قادة الأحزاب الكردية الدمى الكبيرة التي تعمل على تدمير الوحدة الوطنية في العراق, فأمريكا تجيد اللعب على الوتر القومي و العشائري و الطائفي لهذه القوى كإجادتها مع الدولة العربية وعلى مدى نصف قرن. هكذا ظهر صدام حسين في محكمة دولة بول بريمر, و ليتم شنقه,بعد تخديره, علي يد رجل شيعي بطريقة سافلة تحت أضواء كاميرات التلفون النقال مع امتناع السيد جلال الطالباني عن التوقيع على إعدام صدام حسين. ليتلي صدام حسين قول الشهادة و ليموت مسلم عربي و ليس كعميل و مجرم حرب ملطخة يده بدماء الأكراد و العرب, أي تم إعدام صدام من اجل أن يكون بداية للحرب الطائفية و ليس للسلام في العراق.

اليوم الحديث كبير و مدي عن نوري المالكي من حزب الدعوة, الشريك لكل الأحزاب العربية و الكردية في حفل الدعة السياسية للخيانة الوطنية و من عشرة أعوام في دولة الفساد و الموت على الهوية القومية و الطائفية, إذ لا بد من خصم وهمي. فتوحد الجميع على أن لا يرضوا على أداء السيد المالكي, كما اصطفت هذه الأحزاب لضرب جمهورية عبد الكريم قاسم. أنها المافيا السياسية للصداميين من صالح المطلك و طارق الهاشمي و خلف المشهداني و أسامة النجيفي و مشعان الجبوري و اثيل النجيفي و بمعية قادة الأحزاب الكردية القومية العشائرية من جلال الطالباني و مسعود البارزاني المرتبطين بعجلة أمريكا. فكل الأحزاب ملطخة يدها بجرائم دولة الفساد و المحاصصة و العمالة مع دولة بول بريمر. الكل لا يستحي فالخيانة اليوم صارت رأي سياسي و طريقة مشروعة في الحياة. فجميع الساسة يعرف هدف أمريكا و هناك من يريد تدمير الوحدة الوطنية و خاصة الأحزاب العشائرية الكردية و الدول المجاورة للعراق و أجندات القاعدة و من ثم داعش المعدة أمريكيا من اجل تدمير العراق و شعبه من الشمال إلى الجنوب.

ليس العيب في انفصال كردستان عن العراق, لكن السفالة تكمن في الغدر, أن يكون الأحزاب الكردية على دور قذر من اجل تخريب العراق كله من اجل الدولة الكردية المنشودة. إذ أن حق الانفصال للشعوب حق مشروع لكن أن يخون الأحزاب و الشخصيات عبر التواجد و القسم في البرلمان و من ثم التآمر على البرلمان و طموحات الشعب هي النذالة. النذالة ليس طارئة على حزب البعث و العبث السياسي و منذ تأسس هذا الحزب و إلى وصول هذا الحزب للسلطة. فكانت طرق البعث جدا سافلة للوصول للسلطة و من ثم جدا سافلة في البقاء في السلطة.

قام حزب البعث و في أيام احمد حسن البكر بالمفاوضة مع الملا مصطفى البارزاني, ثم حاول البعث على عملية اغتيال البارزاني التي نجا منها. و طبعا كان للبارزاني تاريخ مع هذا البعث فقد تم في الخفاء التعاون مع حزب البعث من اجل ضرب حكومة عبد الكريم قاسم التي عادت بريطانيا و أمريكا. فالتاريخ يجب أن لا ينسى فهكذا تناسى الشعب و الأحرار تاريخ العبث للبعث و تاريخ الأحزاب الكردية العشائرية الرجعية.
فتم الهجوم البعثي القومجي و حزب البارزاني على حكومة عبد الكريم قاسم من الموصل و كركوك وفي فترات من عام 59 و إلى نجاح انقلاب عام 63 الفاشي, و كان في جعبة عبد السلام عارف فتوى الحكيم, بأن الشيوعية كفرٌ و إلحاد. هكذا جاء البعث و سيطرة على العراق و لتتم جرائم حلبجة و سبع الدجيل و القصف الكيمياوي على الاهوار و الأنفال في كردستان.
هكذا كانت القيادة الكردية العشائرية بائسة جاهلة و ضعت التجربة العراقية في خطر صعود الفاشية بتعاونها مع البعث والقوى الخارجية الامبريالية وكما دفع الأحزاب الإسلامية البائسة الثمن لكن الثمن الأكبر كان من نصيب الشعبين العربي والكردي ليس على صعيد العراق بل على صعيد إيران و تركيا, ليتم تدمير الحركة التحررية في المنطقة.
ليأتي الغزو الأمريكي بفوضى و ضجة و زيف وليبث نزوة أمل بائسة في الحرية و الانفصال و مع مفردات جديدة حول تغيير القيم و الموازين بعد سقوط الاتحاد السوفيتي و الأحزاب الشيوعية, فصارت الدولة الأمريكية راعية لحرية الشعب العراقي و كل الأحزاب الدينية و الأحزاب الكردية و الأحزاب اليسارية و الليبرالية!

كبرت تجربة الأحزاب الإسلامية و تجربة الأحزاب الكردية كما كبرت تجربة الحزب الشيوعي العراقي لكن ليس باتجاه وطني و ثوري بل كبرت التجربة لهذه الأحزاب باتجاه الخيانة و الزيف و المراوغة و الارتماء الداعر في أحضان أمريكا و ليس في أحضان العميل الوسيط صدام حسين, أي حلوا محل صدام حسين في العمل مع أمريكا و ليس بالسر بل بالعلن, ليثبت اليوم جميع الأحزاب العراقية بلا أخلاق و لا مبادئ و استفادوا من أخلاق صدام حسين.
فكل الأحزاب هي شركة مساهمة في الخيانة الوطنية فالجميع يحضر و يجتمع في البرلمان و يستلم رواتب رهيبة و الجميع يؤدي القسم و اليمين أمام الشعب و الجميع بلا خجل يتآمر على البرلمان الذي هو عضواً فيه. لتأتي اليوم أحداث الموصل كمؤامرة انقلاب البعث الفاشي مذكرة بأحداث الماضي. هكذا يبرز دور مسعود البارزاني بالهجوم على كركوك, لكن لم يهجم على قوى الحرس الجمهوري لصدام حسين و ( داعش) في الموصل. و بدأ مسعود البارزاني يدين عرب العراق على أنهم صاروا أمة إسلامية ( داعش) و كأن دولة كردستان ليست أمة إسلامية, و بدأت الأقلام المشبوهة تطبل للفرصة التاريخية لتحقيق الدولة الكردية الكسيحة, إذ أنها تقوم أساسا على التآمر وليس بطريق نزيه تحترم نضال الشعبين العربي و الكردي.

الأمر لا يعود أكثر من مسألة وقت لينكشف زيف الأقلام المأجورة و زيف القادة الخونة الأغبياء من عرب و أكراد الذين يتوهمون صاروا ناضجين لاستلام دولة قومية في كردستان و دولة سنية في الموصل, أي أن عمل هذه الأحزاب بلا دراسة للتاريخ و فهم للسياسة الأمريكية التي تتنصل للعملاء, كما يتنصل القادة السياسيين العراقيين لكل المواقف والقيم و القسم في البرلمان و بدون أي أخلاق, فالسياسة الأمريكية لا تعرف الأخلاق و هذا ما استوعبه صدام حسين قبل 40 عام ولتتوصل القيادة الكردية أليه اليوم وتتعامل بها.

كانت كل الاجتماعات توحي بحتمية التغيير, لكن ردود فعل المالكي الغير ناضجة مع أفعال محبطة ضمن إجبارية فخ حيثيات دولة المحاصصة الطائفية لدولة بريمر لا محال تصب في طاحونة أمريكا في تفعيل المآزق للعراق فسجلت خطوات ناجحة برعاية العملية السياسية, من قبل الأحزاب السياسية العراقية, و عرابها أمريكا و بمعية رجال فصيل النقشبندية من رجال البعث و قيادة المجلس العسكري للمقاومة و بولادة داعش في مختبر السفارة الأمريكية في العراق للوصول لمحاولة تدمير كيان دولة أسمها العراق.
فتسريبات صحفية تؤكد تصرف رئاسة إقليم كردستان الذي يبتعد بنفسه عن دوره في العملية السياسية أو تجاه شركاؤه في الوطن الواحد و الذي قسم بالشرف السياسي أمام البرلمان و الشعب. مع لجوء الكثير من خصوم السلطة الاتحادية الملطخة أياديهم بالدماء إلى كردستان لنرى ترافق واضح للقفز على أصابع الشيطان لضرب الالتزام في الوفاء لبناء الوطن, لتكون منسجمة مع رغبة أمريكا و عملائها الصداميين و داعش لتخريب العراق.

طبعا كانت فرصة انفصال كردستان مواتية بعد سقوط حكم صدام حسين عام 2003. لكن ضغوط الأمريكان دفع بالقيادة الكردية في خيار البقاء داخل تركيبة العراق وضيع عليهم الفرصة على القيادة الكردية, إذ أمريكا لا تريد حل شريف بلا دماء بل ترغب أن يكون الانفصال داميا ملئ بالخيانة و النذالة, و مشت بدرها القيادة العشائرية الكردية من اجل مصالحها الضيقة كما العميل صدام حسين و حروبه الطائشة من اجل المصالح الضيقة لحزب البعث.
قادة جيش صدام هو عماد قيادة تشكيلات( داعش) لهم كلمة الفصل في القيادة العليا في تنظيم الدولة الإسلامية و بعلاقات واضحة برجال المجلس العسكري للمقاومة و مع قوة عزة الدوري (النقشبندية). وهؤلاء من قام بتنفيذ مؤامرة احتلال الموصل مع تنسيق مع خلايا البعث المستفزة بقيادة الأخوين النجيفي في الموصل. و ليكون الهجوم بأسم قوات (داعش), فمرر قرار الانسحاب للجيش, وعلى تلك الشاكلة تمت السيطرة على صلاح الدين وكركوك و لتكون حلقات المؤامرة الأخرى بهجوم تشنه فصائل الإرهاب في منطقة الرمادي و مع التقدم نحو بغداد.

هل تستطيع القيادة الكردية ضبط كل هذا العنف و الجرائم السياسية و كل هذه القوى الإرهابية على مشارف كردستان! فالبعث و( داعش) وأمريكا بلا مبادئ و لا أي أخلاق و لا أي التزام, هذا ما قاله التاريخ منذ أن تعاملت القيادة الكردية مع البعث و أمريكا. و قد أنقلب السحر على الساحر على كثير من الدول التي رعت و تعاملت مع الإرهاب ومنها أفغانستان. هل تكون كردستان أفغانستان أمريكا الجديدة.

المؤامرة تدار الآن على محور آخر, فالإدارة الأمريكية تأمل بخطوات تؤمن مصالحها. و السيناريو يتم عمليا بضغط البنتاغون لمراقبة وقائع المعارك من خلال مستشاريها مع قادة الجيش العراقي, ليكون لها عيون للحصول على معلومات سير العمليات العسكرية من اجل التصرف المناسب و من اجل أحداث البلبلة و سوق الوضع نحو تفتيت العراق, بكلمة أخرى خلخلة خطط الجيش لتمرير آراء القادة البعثيين الكامنين في قيادة الجيش العراقي مع متابعة ميدانية لأمريكا في تحريك داعش مع مراقبة تحركات الجانب الإيراني و مع إضافة جديدة جاءت اليوم, هو متابعة مدى أبعاد العودة للروس في الحدث العراقي من خلال وجبة الطائرات المقاتلة.

العراق محنة و من التاريخ القديم يُحتل و يُقسم لكن يعود إلى الوجود مرة أخرى موحد معافى!
و أنا أكتب و أقرأ يسرح فكري بتاريخ العراق القديم فأود الرجوع معي لذلك التاريخ العجيب!

فحضارة العراق القديمة تحدثنا من البابليين والآشوريين والسومريين و منذ مطلع الألف الرابع قبل الميلاد عن تناحرت الدول مع بعضها ومع حضارات العيلاميين والفرثيين والحثيين حتى سقوط مملكة آشور بيد الميديين عام 612 قبل الميلاد ليكون احتلالها من قبل مملكة بابل التي ما لبثت أن سقطت هي الأخرى عام 539 قبل الميلاد وبيد كورش الثاني الفارسي الأخميني ثم دخلها الأسكندر المقدوني عام 324 قبل الميلاد حتى وفاته, فأصبح الحكم للسلوقيين ثم رجع العراق للسيطرة الفارسية مرة أخرى فاستقر الوضع هكذا ولحين دخول بلاد الرافدين في الفتح الإسلامي بعد هزيمة الفرس في معركة القادسية.
ليزحف السلاجقة ترك الأناضول منتصف القرن الحادي عشر الميلادي فأطبقوا سيطرتهم على بغداد نصف قرن ليقوم الخليفة العباسي المقتفي بالله بإزاحتهم عام 1160 ميلادي جرت محاولات الخوارزميين الفرس للسيطرة على زمام الحكم ففشلوا,لكن ليحدث سقوط بغداد بيد هولاكو المغولي عام 1258 للميلاد فحكم الجلائريون المغول حيث صار العراق في حكمهم منذ العام 1337 للميلاد و إلى دخول تيمورلنك بغداد عام 1393 للميلاد, لتسقطت بغداد عام 1410 للميلاد على يد قوة بربرية جديدة هي دولة قره قوينلو أو دولة الخروف الأسود للتركمانستان, لمدة نصف قرن لتسقط بغداد في براثن الأق قوينلو أو دولة الخروف الأبيض عام 1467,بعدها سقطت بغداد عام 1508 ميلادي بيد قوات الشاه اسماعيل الصفوي الإيراني ليتحول العراق للمذهب الشيعي, و لتجتاح القوات العثمانيين بغداد عام 1534 ميلادي و لينجح شاه عباس من إيران بغزو بغداد عام 1623 ليقوم السلطان العثماني مراد الرابع إرجاعها عام 1638 للميلاد ليحاول نادر شاه الفارسي
1743عام للميلاد, احتلال الموصل و البصرة فلم يتمكن. بعدها جاء حكم المماليك وهم من أصول محلية وخارجية اندمجوا بشعب العراق لاحقا, فأخذ حكم المماليك الذي يقترب في شكله من الحكم الذاتي يحكم بغداد لحين أسقطه العثمانيين عام 1810 ميلادي واستمر الحال لحين غزو الجنرال ( مود ) البريطاني العراق عام 1917 ميلادي قبيل نهاية الحرب العالمية الأولى لتشكل الحكومة العراقية برئاسة عائلة فيصل الأول الحجازية لغاية تموز عام 1958 للميلاد.

اليوم يتم سقوط مدن عراقية غاية في الأهمية بيد المسلحين المتطرفين بمئات من المسلحين بسياراتهم القليلة وأسلحتهم العصرية أن تتحرك من غرب الموصل ليدخلوا المدينة دون كشفهم من قبل طائرات الاستطلاع الأمريكية التي دخلت في اتفاقية تعاون عسكري مشترك مع العراق !
كيف استطاع بضع مئات من المسلحين السيطرة على مدينة كبيرة تعداد سكانها بحدود مليونين ونصف المليون مواطن ؟
ألم يكن هناك مبالغة في تصوير قوة داعش؟
ألم يكن هناك مبالغة حول هزيمة الجيش العراقي؟
مَنْ المستفيد من دخول داعش و البعث إلى الموصل, و لِمَ أبواقهم قوية مدوية؟

اليوم ليس صراع تركيا و إيران على العراق بل هناك عدد من الدول العربية المجاورة للعراق و إسرائيل و بقيادة أمريكا لتوجيه قوات البعث و الأحزاب الكردية و داعش لتحطيم العراق. فهل ينجح كل هؤلاء أمام شعب أعزل ذاق مرارة التاريخ و الحروب و الهزيمة, أم سيتجاوز العراق كل المحن كما عودنا ليقف شامخا من جديد!

و على الطرف الآخر من المعادلة هناك دعم روسيا و إيران وحزب الله في لبنان لبشار الأسد الذي مكنه في المواجهة والصمود بوجه الحرب البربرية على الشعب السوري من قبل الجيش السوري الحر وجيش النصرة ( داعش ), هذا فأن بقاء الأسد أو نظامه على الأقل بات محور مهم فبقاء النظام واستمراره ببشار الأسد يكون أمل و مصدر قوة ضاغطة من حزام يكبل حدود إسرائيل الشمالية و أجزاء من لبنان ليكون مع عمق العراق المحاذي للحدود الشرقية لإيران المجاورة لروسيا. فهذا الجدار المعادي لتركيا و السعودية بنظامها الوهابي و إمارة قطر الممول الأساسي لداعش, سيكون العقبة أمام مخططات تفتيت العراق رغم سقوط الموصل.

مشاهدات مرصودة لمَنْ يريد أن يرى المستقبل!
حالة الحماسة المنفلتة تعكس ما تحت الرماد الذي تخبط البرلمان و الحكومة طوال عشرة أعوام, لينعكس الرد اليوم في الحماسة الشديدة للمتطوعين في شوارع المدن العراقية الرئيسية و باستعراض الأسلحة المتنوعة و خاصة الأسلحة الثقيلة ومع لعلعت العيار الناري في الشوارع الذي كان له صدى بإخافة كل من تسول نفسه للتعاون مع البعث و قوات( داعش). لتاتي تصريحا للسيد رئيس الحكومة, إذ أن جيش المتطوعين سيكون نواة للجيش الجديد أي للقضاء على الجنرالات البعثية التي نكثت الحلف من اجل بناء العراق الجديد. بكلمة أخرى أنها البداية الحقيقة لمعركة العراق ضد قوى الظلام البعثية النقشبندية و( داعش) التي تقودها أمريكا بعد غزوها العراق و من خلال سفارتها الرهيبة و عملائها المأجورين.

أسئلة طرحت من عديد من الكتاب الأحرار ومنهم حامد الحمداني و آخرين لا يسعني ذكر أسمائهم جميعا فمعذرة, لكي تضفي شيئا على مسار و رؤية هذا المقال من خلال هذه التعليقات التي أطلعت عليها في الفيسبوك!

تعليق للأستاذ حامد الحمداني على احد المقالات الغير المسئولة!
نص التعليق " و ماذا تفسر تصريحات البارزاني ؟ انا لا تحامل وانما قلت الحقيقة، فعندما يكون العراق في محنة ليس بعدها محنة ينتهز البارزاني الفرصة ليحتل كركوك ولذلك فالعملية بكل تأكيد اعتبرها خيانة وليس فقط انتهازية ، وهذا القول نابع من ضميري ، لقد سيعت طول حياتي من أجل تمتين عرى الأخوة التي تجمع الشعبين العربي والكردي ، بل اضيف لكم انني سجنت وعذبت بسبب دفاعي من قضية الشعب الكردي أمام الجلاد صديق مصطفى حاكم السليمانية العسكري قبيل اغتيال ثورة 14 تموز بشهرين ، وتبين فيما بعد أن البارزاني قد تحالف مع البعثيين والقوميين لاغتيال ثورة 14 تموز ، ما اشبه اليوم بالبارحة فالتاريخ يعيد نفسه على شكل مهزلة ، راجيا ان تتفهم موقفي فأن لا استطيع الكيل بمكيالين" انتهى.

خاطرة من رجل عراقي أصيل يدين المنطق اللا أخلاقي للخونة السياسيين في العراق!
للسيد حميد العقابي
النص كما جاء في الفيسبوك " أعترف بأني أجهل الكثير من تفاصيل المشهد العراقي وهذا بالتأكيد تقصير مني، ولكنّ هناك أموراً يستعصي علي فهمها بسبب غموضها، لأنها تتعارض مع البديهيات، فأعجز عن تفسيرها، بل أقف أمامها بذهول. مثلاً، أمس شاهدت مقابلة مع أثيل النجيفي ( محافظ الموصل وأخو رئيس البرلمان العراقي )، يقول إن كتلته السياسية اتفقت مع الأعضاء الأكراد بأنهم يحضرون جلسة البرلمان لترديد القسم من أجل الحصول على الحصانة وبعدها يغادرون. قال ذلك دون أن تظهر على وجهه علامة خجل، كأن ما قاموا به لا يتنافى مع أبجدية الأخلاق.
لا أدري ما هي صيغة القسم الذي رددوه، ولكن بالضرورة أن القسم إنْ كان بالرب أو بالوطن أو حتى باللاشي فأنه يشكّل تعهداً أمام شعب أو مع النفس، وأن النكث به ليس شطارة بقدر ما هو خيانة وانحطاط أخلاقي.
لو حدث هذا الأمر في برلمان دولة ( عهْرستان ) لأثار ضجة لن تتوقف حتى يتوارى هؤلاء البرلمانيون عن الساحة السياسية. ربما يتصور البعض أنْ لا أخلاق في السياسة، لكن هذا ليس صحيحاً، فالسياسيون في كل بلدان العالم تتركز عليهم الأنظار وتتربص بهم الكاميرات لالتقاط أية زلة، إذ كذبة واحدة يتلفظ بها سياسي قد تُنهي مستقبله السياسي.
لا أقارن بين العراق وبين غيره من الدول، ولكن في العراق من المضحكات المبكيات ما تجعل المراقب بحاجة إلى وسائل جديدة في التفكير ( غير المنطق بالتأكيد ) لتفسير ما يجري." انتهى.
ن



#يسار_الوردي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- على هامش مهزلة الانتخابات العراقية الأخيرة


المزيد.....




- نتنياهو لعائلات رهائن: وحده الضغط العسكري سيُعيدهم.. وسندخل ...
- مصر.. الحكومة تعتمد أضخم مشروع موازنة للسنة المالية المقبلة. ...
- تأكيد جزائري.. قرار مجلس الأمن بوقف إسرائيل للنار بغزة ملزم ...
- شاهد: ميقاتي يخلط بين نظيرته الإيطالية ومساعدة لها.. نزلت من ...
- روسيا تعثر على أدلة تورّط -قوميين أوكرانيين- في هجوم موسكو و ...
- روسيا: منفذو هجوم موسكو كانت لهم -صلات مع القوميين الأوكراني ...
- ترحيب روسي بعرض مستشار ألمانيا الأسبق لحل تفاوضي في أوكرانيا ...
- نيبينزيا ينتقد عسكرة شبه الجزيرة الكورية بمشاركة مباشرة من و ...
- لليوم السادس .. الناس يتوافدون إلى كروكوس للصلاة على أرواح ض ...
- الجيش الاسرائيلي يتخذ من شابين فلسطينيين -دروعا بشرية- قرب إ ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - يسار الوردي - ساسة عرب و أكراد بزورق خيانة و سقوط أخلاقي, اغتيال الموصل