أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حامد الزبيدي - حكاية مناضل يدعى ابو حقي ...














المزيد.....

حكاية مناضل يدعى ابو حقي ...


حامد الزبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 4506 - 2014 / 7 / 8 - 22:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كان ابو حقي واحدا من الرجال المهابين والمرعبين في محلتنا ...حيث كنا نسمع عنه انه شقي قديم وقومي ناصري عتيد ....فكان يشارك بجميع المظاهرات التي كان الشارع العراقي مسرحا يوميا لها في تلك المرحلة التي تبعت انكسار العرب امام اسرائيل في نكسة حزيران عام 1967 ....كان من يعتقل لا يمضي عليه اكثر من يوم او يومان ويخرج مزهوا ...لان البغادة كانوا يعتبرون السياسة والعمل بها عمل شريف لا يقوى عليه الا الرجال الاشداء ذوي الارادة الصلبة .... كنا صغارا وكنا نتابع اخبارهم ونعجب بهم ....فكان يجلس في مكان خاص في مقهى الطرف مبتعدا عن من ياتي للمقهى للعب الطاولي او الدومينو .... بينما هؤلاء السياسيين او اللي خرج قريبا من الاعتقال فهو دوما محاط بالمعجبين والاتباع ليقص عليهم كل ما حدث معه في الحبس وكان الجميع يصغون باهتمام ولما كنا صغارا ...فكنا نقلد بعضهم في مشيتهم وفي كلامهم وفي طريقة جلوسهم على القنفة بالطريقة التي توحي بالمهابة وعلو الشأن ... كانت هناك سمات مشتركة بين كل من يعمل بالسياسة الا وهي النزاهة والعفة والرجولة حتى يخيل الي انهم كانوا يبالغون في نزاهتهم على عكس تماما ما نشهده اليوم من رجال ذوي قيم متهالكة وشخصيات هزيلة تلعب سياسة وسط بيئة توارثت قيم الشجاعة والبطولة والتضحية منذ الاف السنين ..وشعب منذ الاف السنين يتغني ببطولات الحسين (عليه السلام ) وتضحياته وتتباها الخوات بما لهن من ارث العقيلة زينب ...فهي اخت اخيها ....بعدال عشر زلم ان تطلب الامر ....
كانت مقهى ابو حقي تزخر بمن يعملون في السياسة وهو طبعا يبجلهم ويضفي على مقدمهم لمقهاه الكثير من الترحاب والمبالغة بالخدمة ....فيصرخ بصوته الجهوري ...لك حمودي ..وين الجاي وطاسة المي ,حيوان ...استعجل ....فيضطرب حمودي الجايجي ...ويهرع لخدمة الضيف العزيز .....وكنا ننظر لهؤلاء السياسين وكأنهم نجوم هوليود ...وكمثل طرزان او كاري كوبر او جون واين .....واذكر ان اخي المرحوم خالد قد انضم لهؤلاء بعد ان اعتقل نتيجة مشاركته في تظاهرة ...لمدة ثلاثة ايام في مركز شرطة الكاظمية....فتغيرت نظرة الجيران والمحلة لأخي ...وطغت شهرة السياسي عل شهرته كلاعب حيث انه كان لاعب كرة قدم مشهور .....في فريق اتحاد كيلان ....في محلة الطوبجي .
حدث انقلاب 17 تموز 1968.... فرح في البداية الكثيرين ...الا انه بعد ان تبين ان من قاد الانقلاب هم البعثيون ...المعروفين بممارستهم للقتل والتعذيب ... نأى بنفسه عنهم من كان قوميا او شيوعيا او دينيا ...الا انهم وبعد ان استتب لهم الامر واستلموا السلطة بعد تصفية المعارضين والذين تعاونوا معهم وخدعوهم بالجاه والسلطة ... سلطوا غضبهم على القوى المعارضة لهم في الشارع العراقي ...فزج بالشيوعيين في السجون والمعتقلات ...وبدأنا نسمع عن الاغتيالات والموت بحوادث الطرق او التسمم ....وفي احد الايام حدثت غارة اعتقل يومها كل من يدعي انه قومي او ناصري...واعتقل ابو حقي من المقهى ...الا انه لم يطلق سراحه الا بعد ثلاثة اشهر .... وبعد ان اطلق سراحه..... لوحظ عليه الانكسار والدعة والذل .....الرجل لم يعد يتكلم بالسياسة على غير ما عرف عنه من صلابة وصوت يلعلع كالمدفع ...... وانتهى امره ببيعه للمقهى وانزوائه في بيته بعيدا عن الظهور ...... وبعد عشرين سنة حدثني والدي كونه كان احد الاصدقاء المقربين لابو حقي ولكونه ايضا ناصريا لكنه لم يعتقل في حينها حيث اعتزل السياسة مبكرا ...ان البعثيين تعمدوا ان يعذبوا ابو حقي بشكل مريع في الامن العامة وبطرق لا اخلاقية لم يعتدها من قبل ... ... ولم يحترموا كبر سنه فاجلسوه لعدة مرات على قنينة شراب الكراش ... ووجهوا له شتى الاهانات ....... الامر الذي سبب له انكسارا نفسيا رهيبا وانقلب اخر حياته الى انه يكره التحدث بالسياسة والسياسيين ...ولم يسمع عنه انه علق او تحدث على امر سياسي عراقي او عربي ابدا ..... الى ان وافته المنية ... رحمه الله ....

حامد الزبيدي



#حامد_الزبيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جيقو
- ليلة سقوط الموصل ......؟
- الحل لما يجري في العراق اليوم وغدا ...؟
- نينوى
- الانتخابات العراقية ....والسيناريوهات المجهولة ....؟
- سيناريو التهدئة السعودي .....هل ينجح ....؟؟؟
- الاسرائيلي الجبار ....؟؟؟؟
- متى نتعلم ....؟
- ماذا نريد من الرجل القادم لرئاسة الوزراء .......؟
- المطلوب رأس سنطرق
- اللامعقول
- نزلت للحرب ....تشارك الحلوة
- النسحة العراقية ..... لحزب الكنبة
- داعش ومؤتمر جنيف 2
- سيادة الكراهية
- سيادة
- الانتظار الطويل ....ونتائج الانتخابات
- اخر حروب المملكة ....؟
- هل سيكون العراق الطبعة الثانية من النسخة السورية ...؟؟؟
- احلام الباشا الطائر


المزيد.....




- شاهد أوّل ما فعلته هذه الدببة بعد استيقاظها من سباتها الشتوي ...
- تحليل: بوتين يحقق فوزاً مدوياً.. لكن ما هي الخطوة التالية با ...
- نتنياهو يقول إنه يبذل قصارى جهده لإدخال المزيد من المساعدات ...
- روسيا.. رحلة جوية قياسية لمروحيتين حديثتين في أجواء سيبيريا ...
- البحرية الأمريكية تحذر السفن من رفع العلم الأمريكي جنوب البح ...
- صاروخ -إس – 400- الروسي يدمر راجمة صواريخ تشيكية
- إجلاء سياح نجوا في انهيار ثلجي شرقي روسيا (فيديو)
- الطوارئ الروسية ترسل فرقا إضافية لإنقاذ 13 شخصا محاصرين في م ...
- نيوزيلندا.. طرد امرأتين ??من الطائرة بسبب حجمهن الكبير جدا
- بالفيديو.. فيضان سد في الأردن بسبب غزارة الأمطار


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حامد الزبيدي - حكاية مناضل يدعى ابو حقي ...