أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سمير زين العابدين على - قرارات السيسى: 45 جنيه للموظف العام ، و 3360 جنيه لملاك عربات السرفيس















المزيد.....

قرارات السيسى: 45 جنيه للموظف العام ، و 3360 جنيه لملاك عربات السرفيس


سمير زين العابدين على

الحوار المتمدن-العدد: 4506 - 2014 / 7 / 8 - 13:56
المحور: كتابات ساخرة
    


في طريقي إلى عملي بإحدى الجهات الحكومية ، اعتدت أن استقل سيارة ميكروباص سرفيس من أمام منزلي حتى ميدان حلوان حيث استقل مترو الأنفاق ذاهبا إلى مقر عملي. لم تخل المسافة من مشاحنات بين الركاب وسائق السيارة الميكروباص على أجرة الركوب ، فقد كانت أجرة الركوب1 جنيه رفعها السائق إلى 1.5 جنيه نظرا لارتفاع أسعار السولار من 1.10 جنيها للتر إلى 1.80 جنيها للتر وفقا لقرارات يوليو 2014 .

ودار هذا الحوار بين أحد الموظفين الحكوميين من الركاب وسائق السيارة الميكروباص

الموظف الحكومي: سيدي السائق : لديك سيارة عدد 14 راكب ، تستهلك 2 لتر سولار على الأكثر في الدور الواحد ، أي أنك ستتكبد تكلفة إضافية نتيجة رفع سعر السولار تساوى 2 لتر مضروبا في 0.70 قرشا؛ أي 1.40 قرشا في الدور الواحد .

سائق الميكروباص : نعم ، وما المشكلة

الموظف الحكومي : إن قيامك برفع الأجرة بمقدار 0.50 قرشا للراكب يعنى أن تتحصل على 0.50 قرشا مضروبا في 14 راكب أي 7 جنيهات في الدور الواحد.

سائق الميكروباص : نعم ، وما المشكلة.

الموظف الحكومي : هذا يعنى أنك تدفع 1.40 قرشا تكلفة إضافية لعدد 2 لتر سولار ، وتقوم بتحصيلها 7 جنيهات من الركاب، أي أنك تحقق فرق ربح يساوى 5.60 قرشا.

سائق الميكروباص : نعم ، وما المشكلة.

الموظف الحكومي : بافتراض أنك تعمل 10 أدوار ذهابا ومثلهم إيابا ، فهذا يعنى أنك تعمل 20 دورا في اليوم مضروبا في 5.60 قرشا أي انك تحقق ربح يومي يساوى 112 جنيها نتيجة تغيير تعريفة الركوب بفعل ارتفاع سعر السولار .

سائق الميكروباص : صحيح

الموظف الحكومي : وهذا يعنى أنك تحقق صافى ربح شهري يساوى 30 يوما مضروبا في 112 جنيها أي 3360 جنيها تقريبا .

سائق الميكروباص : نعم ، ولكن هذا المبلغ يتوزع بيني وبين أمين الشرطة صاحب السيارة ، والإتاوات التي ندفعها لأفراد الكارتة ، وغرامات المرور ، واستخراج التراخيص ، وخلافه، حيث أنني أعمل على هذه السيارة بالأجر وليس مالكا لها.
الموظف الحكومي : ولكنني قد قرأت في وسائل الإعلام أن رئيس الوزراء قد حدد زيادة تعريفة الركوب ب20% فقط من قيمة الأجرة ، أي أن أجرتك لا بد وأن تكون 1.20 قرشا للدور الواحد .

سائق الميكروباص : هذا كلام جرائد لا نعمل به ، بالإضافة إلى أن الدولة قد ألغت التعامل بالعملات فئة 5 قروش و 10 قروش سواء كانت عملات ورقية أو معدنية، فكيف أقبل أجرة قيمتها 1.20 قرشا ؟!.

الموظف الحكومي : هناك حلين لهذه المشكلة الأول : أن تعيد الحكومة التداول بالعملات الصغيرة فئة 5 قروش و 10 قروش لعلاج هذه المشكلة ، ولدعم المواطن العادي البسيط ، وللحفاظ أيضا على القوة الشرائية للعملة المحلية أي قوة الجنيه .

سائق الميكروباص : المفروض ،،، وما الحل الثاني ؟

الموظف الحكومي : الحل الثاني : أن نتنازل نحن الركاب عن الـ 5 قروش ، وندفع لك أجرة 1.25 جنيها للدور الواحد ، وبذلك نكون قد طبقنا تعريفة الركوب بما يسمح بتوزيع عبء الغلاء على المواطن العادي ، وعلى أصحاب السيارات السرفيس ؛ فـ 0.25 قرشا زيادة في تعريفة الركوب يحقق لك زيادة في الدخل الشهري تساوى نحو 1680 جنيها شهريا ، وهذا مبلغ قيم لك ولمالك السيارة ، ويكفى لمواجهة ارتفاع أعباء الحياة لكما ولأسرتكما .

سائق الميكروباص : أنا شخصيا موافق على هذا الحل شرط أن تفرضه الدولة.

الموظف الحكومي : ولكن الدولة قد فرضت هذا الحل فعلا.

سائق الميكروباص : لا ،،، أنها تصريحات صحفية ، لا أساس رسمي لها .

الموظف الحكومي : وما المطلوب لتنفيذ التعريفة المعلنة من الدولة؟

سائق الميكروباص : أن ترسل الدولة عساكر مرور لكافة الميادين بالقاهرة الكبرى لتطبيق التعريفة ، يحملون "بوسترات" بالتعريفة ، ودفاتر لفرض غرامات على المخالفين ، وحينئذ سيلتزم كافة الأطراف بها .

الموظف الحكومي: ولكنى تحدثت مع أحد المسئولين أمس في هذا الشأن ، فقال لي أنه يتعين على الركاب التمسك بحقهم في تعريفة الركوب ، والإبلاغ عن أي سائق يخالف هذه التعريفة ، فقلت له كيف نقوم بالإبلاغ وأنتم تعرفون أن كل السائقين لا يلتزمون بها ، ويفرضون تعريفة ركوب عشوائية قاموا هم بتحديدها.

سائق الميكروباص : معك حق ، ليس من واجباتكم كركاب الاشتباك مع السائقين للمطالبة بحقوقك ، بل يتعين أن تقوم الدولة بدورها في فرض النظام ، وفرض هيبة الدولة . أن تنفيذ قرارات التعريفة الجديدة من اختصاص النظام السياسي - أو تحديدا من اختصاص الحكومة -وليس من اختصاص الركاب.

الموظف الحكومي : تمام ، نحن نتطلع لقيام الدولة بدورها في فرض النظام ، وحماية الضعفاء ، خاصة وأنها لم توفر البديل الكافي لنقل الركاب من عامة الشعب.

سائق الميكروباص : كيف لدولة تقوم بنشر 180 ألف جندي لتأمين انتخابات هشة ، ولا تسعى لنشر 18 جندي مرور بميادين القاهرة الكبرى يحملون تعريفة ركوب معتمدة ، ودفتر غرامات لتأمين حقوق المواطن العادي البسيط، ومنع تعرضه لاستغلال وسطوة أباطرة سيارات السرفيس وسيارات الأجرة ؟ خاصة وأن الدولة قد تخلت عن دورها في توفير شبكة أتوبيسات نقل عام تغطى كافة أنحاء المعمورة.

الموظف الحكومي : أنها دولة الديكتاتورية من جديد ، دولة حماية الحاكم والسلطة ، دولة التعامل مع عامة الشعب باعتبارهم مجموعة من العبيد، لا يتعين عليهم سوى تحمل عبء تنفيذ السياسات الخاطئة.

سائق الميكروباص : لا تكن بهذه القسوة ، وماذا عنك يا سيادة الموظف العام ؟

الموظف الحكومي : لقد زاد راتبي الأساسي في علاوة يوليو 2014 بمقدار 45 جنيها مصريا.

سائق الميكروباص : وهل 45 جنيها كافية لمواجهة زيادة أعباء الحياة؟

الموظف العام : بالطبع لا ، ولذلك أطالب الدولة بالقيام بدورها في الرقابة على الأسواق سواء أسواق السلع أو أسواق الخدمات، وذلك لحمايتي وحماية أمثالي من الضعفاء.

سائق الميكروباص : ولماذا لا تأتى وتعمل في مجالنا ، تقوم بشراء سيارة ميكروباص بالقسط وتعمل عليها في المواعيد المسائية؟
الموظف الحكومي: حسب معلوماتي ، أن هذا النشاط يسيطر عليه أفراد الجهات الأمنية ، وقد يفسر ذلك لماذا يقاومون تطبيق التعريفة العادلة ، لأن مصلحتهم أن تكون أجرة الركوب أعلى ما يمكن – حتى ولو كان ذلك على حساب المواطن العادي البسيط. ولذا ، أفضل أن أكون موظفا بسيطا لا يملك سوى الحلم بنظام سياسي قوى وعادل وشفاف.

سائق الميكروباص : لن استطيع أن أمنعك من الحلم . عليك الاستمرار في أحلامك إلى أن يأتي يوم تجد فيه مصر على مشارف دولة ديمقراطية تنعم بالشفافية ، والحكم الرشيد ، والحريات. تنعم بنظام سياسي قوى ، وبدولة قوية وعادلة ، وليس بدولة موازية أو دولة بالوظة .



#سمير_زين_العابدين_على (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصة الفأر الطماع
- ملخص دراسة عن القطن المصرى


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سمير زين العابدين على - قرارات السيسى: 45 جنيه للموظف العام ، و 3360 جنيه لملاك عربات السرفيس