أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إلهام مانع - وبكت شهرزاد …















المزيد.....

وبكت شهرزاد …


إلهام مانع
إستاذة العلوم السياسية بجامعة زيوريخ


الحوار المتمدن-العدد: 4505 - 2014 / 7 / 7 - 12:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



)الأب
كيف نؤّرخ لأحزاننا يا ابنتي؟
"كان تاريخُك حزن الوطن"
كيف نرسم خرائط حسرتنا؟
"كان رسمُك حسرة الفشل"
كيف نتجرع الخيبة؟ كلَّ يوم ألفَ مرّة؟
"كنت تتجّرعها شِفاراً حادةً تقطّع في حلقِ كيانِك وتبتلعها رغم ذلك. ألم تكنِ الخيبةُ خيبة َالوطن؟")
صدى الأنين، دار الساقي، ٢٠٠٥.

ـــــــــــــــــــ
اردت أن ابدأ يومي، ككل يوم.
افتح قناة الموسيقى الكلاسيكية السويسرية.
اقرأ الاخبار، اختار ما اضعه على التويتر والفايس بوك، ثم اعكف على الكتابة في مشروع الكتاب الذي اعمل عليه منذ ثلاث سنوات.
اردت أن افعل ذلك.

وكنت اعرف ان فعل ذلك سيكون صعباً.
كنت اعرف أن روحي مثقلة بالحزن ونفسي مثخنة بالألم.
لكني تحاملت.
قلت لنفسي لن تستطيعي ان تغيري العالم.
قلت لنفسي لست مسؤولة عما يحدث في منطقتنا.
قلت لنفسي ركزي على العمل، هو الأجدى، وعلى الاقل فإن ما تكتبينه مساهمة ما.
قلت لنفسي ذلك.

ثم عزفت قناة الموسيقى انغام سيمفونية شهرزاد لريمسكي كورساكوف.
ووجدت نفسي أجهش بالبكاء.
أجهشت بالبكاء كطفلة فقدت والديها وهي في الطريق، تبحث عنهما ولاتجدهما.
ولم أستطع.
تركت صفحات كتابي وعدت إليكما، عزيزي القاريء عزيزتي القارئة.
عدت إليكما باكية. دموعي على خدي أسألكما، أين الخلاص؟

-----_______

كانت سيمفونية ابي المفضلة. شهرزاد.
وعندما كان يصعب عليه النوم، كانت اجفانه تغفو على انغامها.
ذكرتني به، بأبي
وحلم أبي.

حلم ابي في بلدان عصرية. تفصل الدين عن الدولة. تحترم كرامة مواطنيها ومواطناتها.وتتعامل معهم على قدم
المساواة. ثم توفر لهم الأمان وحياة كريمة.
ويدرك الحاكمون فيها أن الحكم مسؤولية، ليست عزبة ابيهم ينهبون فيها كما يشاؤن. بل هم خادمون لشعوبها. مسؤوليتهم خدمة تلك الشعوب وتوفير الرفاة والكرامة لهم.

كان ذلك حلمه.
لكنه مات محسوراً.
قتله الحلم.
فمات محسوراً.

آه يا أبي، ماالذي فعلناه بأنفسنا؟
أنظر حولى لأارى سوى خراب.
وحروب. حروب مذهبية تستعر، وتحرق كل ما حولها.
ومعها دمار. ثم طفولة سرقت من جيل كامل..
أطفال العراق، أطفال سوريا، واطفال اليمن،…ليبيا…واطفال فلسطين من قبلهم، والقائمة ستلحق بها دول أخرى لا تعي انها على قدم خطوة من الهاوية.

وافاعي تخرج من جحورها تريد أن تتبلع الأنسان في بطونها.
وداعش تريد خلافة. وتفرض حكماً فاشياً عنصرياً، تصلب وتقطع الرؤوس، تروع وتدمر الكنائس، ولاتراعي حرمة إنسان ولادين.
وتقول لنا "هذا هو الإسلام".
ونحن نقول، "لا،لا، ليس هذا هو الإسلام".
حقا؟
هل نسيتم كي أذكركم؟
اليست داعش هي نتاج التيار السلفي؟
التيار السلفي الذي نفتح له قنواتنا ومساجدنا ومدارسنا، نضمنه مناهجنا، نترك شبابنا فريسة له، ويتحالف معه حكامنا ورؤساؤنا. هو نفسه داعش.
هو نفسه داعش.
ومادمنا نقبل بالتيار السلفي ممثلا لديننا، فكيف نرفض داعش اليوم؟
قليل من المنطق سيفيدنا كثيراً في البحث عن الخلاص.


التيار السلفي الذي صّدرته لنا السعودية منذ الثلاثينيات من القرن الماضي، وتّصدره قطر معها اليوم، هو الذي انتج لنا داعش.
ثم نصرخ من اين جاءت داعش؟
جاءت منا. جاءت منا.

ورؤيتها الدينية والسياسية انتجها الإسلام السياسي بشقيه السني والشيعي.
الاسلام السياسي الذي داعبته الحكومات العربية والإسلامية، تتحالف مع هذا التياراو ذاك كي تنال من خصومها. ادمنت على لعبة البقاء إلى المدى الذي انساها ان لعبتها تنحر في أوطاننا، ودماؤنا تنزف، وهي لا تريد سوى البقاء.
ثم تصرخ من أين جاءت داعش؟

جاءت منكم. جاءت منا. جاءت من الرؤية الدينية التي درسناها لأطفالنا في المدارس ،وجاءت من إعلام ظل يطبل لكراهية الاخر حتى اصبحنا والكراهية صنوان.

وداعش تعيث في الأرض فساداً.
والبلدان التي صدرتها بدأت تفزع منها.
نعم.
"الأشباح التي اطلقتها عادت لتطاردها اليوم".

وبدلا من ان تدرك ان البيوت التي اساسها مهزوز تسقط على رؤوس من فيها، بدلا من أن تصلح من بيتها، إنقلبت على الشخصيات النزيهة النظيفة فيها المطالبة بالإصلاح.
خمسة عشر عاماً سجن، ومثلها منع من السفر، ومائتي الف ريال غرامة عقوبة حكمت بها محكمة قراقوش يوم أمس في السعودية على المحامي الحقوقي وليد أبو الخير.
الرجل لم يفعل سوى أن دافع عن الأصوات الإصلاحية في المملكة وطالب بإصلاح سياسي فيها.
فعل ذلك مسالما. فعل ذلك بشفافية.
فأدخلوه السجن.

استبداد، إستبداد يفرخ إرهاب، إستبداد يتجبر، ليس في السعودية فحسب. يمهد لداعش السبيل.
يقول لداعش سينخر فينا الفساد حتى نتحول لقمة سائغة لك.
وابواق.
ابواق تصفق للإستبداد.
ترقص له داعرة.
ولاتخجل.
لا تستحي على نفسها.
ثم تجعر فيمن يقول، "لا، ليس هذا خيارنا".
فتنقلب عليه تقول إنه عميل متعاون مع الصهيونية والإمبريالية الأمريكية.
نفس الإسطوانة المشروخة، هي هي لا تتغير.

ثم تصر علينا، ليل نهار، "لابديل لنا سوى الإستبداد، هو الضامن، هو الحارس، ضد داعش"،
تفزعنا بداعش، وبدمار سوريا والعراق.

لكنه الأستبداد الذي اخرج لنا داعش، لكنه الأستبداد الذي دمر سوريا والعراق.
هو الاستبداد الذي اوصلنا إلى ما نحن فيه.
الاستبداد، لا إسرائيل، لا أمريكا.
نحن من اوصلنا انفسنا إلى هذه المرحلة، نحن، لا احد غيرنا.


ـــــــــــــ

(ذكريات
"لم تلاحقُني الذكريات يا أبنتي؟
"تتبعني كظلّي، في القيام والقعود، وحتى في المنام.
"لاترحمني،
"وتطنّ حولي كالأجل".

ذكرياتٌ تعيدك إلى الحلم يا أبي.
حلمٌ أصبحت تراه كلَّ يوم منحوراً، وكنت قد رأيته من قبل وهو يُقتل أمامك.
أولعلك رأيته وهو يشنق؟

يتدلى من على حبال عفنة،
ويتحرك.
يحمل عنقه المكسورة على كفّه
ويدور في الشوارع
ويهتف من الموت صارخاً:
"آه يا بلد".)
صدى الأنين، دار الساقي، ٢٠٠٥
ـــــــ
آه يا بلد.
آه يا أبي.
لن تلومنى على دموعني. اليس كذلك؟
قد عرفتها من قبل.
قد ذقتها من قبل.
لكني أسألك وأنت في القبر أيها الحبيب،
أسألك أبي، أين الخلاص؟



#إلهام_مانع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حرب داعش الغبراء
- -لكنها تدور رغم ذلك- عن الدكتورة مريم يحي إبراهيم
- سيناريو الخراب الآتي
- عن أوضاع الخادمات لدينا
- بل التوقيت الآن! عن اليمن والقاعدة
- عندما يحكم الكهنوت… رائف بدوي من جديد
- اليوم كلنا رائف بدوي: !بين السعودية وسويسرا أكثر من حرف السي ...
- لم لا تخجل يا الداؤود ؟
- قاضية بلا محرم؟
- ما الذي قاله رائف بدوي؟
- قاسم الغزالي وحقه في الإلحاد
- التغيير يبدأ بنا
- عندما أميتُ صلاة مختلطة، وأنا سافرة
- أربع نقاط
- كلنا وجيهة الحويدر!
- مسجد شامل، مسجد بدون تمييز!
- في ذكرى النكبة/تأسيس دولة إسرائيل:-لن أكره-
- نتحرر عندما نقرر أن نكسر الصمت وجدار الخوف في أنفسنا
- عن التحرش وحملة شوارع آمنة
- إلهام مانع - كاتبة وناشطة حقوقية - في حوار مفتوح مع القارئات ...


المزيد.....




- مؤلف -آيات شيطانية- سلمان رشدي يكشف لـCNN عن منام رآه قبل مه ...
- -أهل واحة الضباب-..ما حكاية سكان هذه المحمية المنعزلة بمصر؟ ...
- يخت فائق غائص..شركة تطمح لبناء مخبأ الأحلام لأصحاب المليارات ...
- سيناريو المستقبل: 61 مليار دولار لدفن الجيش الأوكراني
- سيف المنشطات مسلط على عنق الصين
- أوكرانيا تخسر جيلا كاملا بلا رجعة
- البابا: السلام عبر التفاوض أفضل من حرب بلا نهاية
- قيادي في -حماس- يعرب عن استعداد الحركة للتخلي عن السلاح بشرو ...
- ترامب يتقدم على بايدن في الولايات الحاسمة
- رجل صيني مشلول يتمكن من كتابة الحروف الهيروغليفية باستخدام غ ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إلهام مانع - وبكت شهرزاد …