أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سهر العامري - علاوي وأحلام العصافير !















المزيد.....

علاوي وأحلام العصافير !


سهر العامري

الحوار المتمدن-العدد: 1274 - 2005 / 8 / 2 - 07:45
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


ما كنت أنوي أن أتحدث عن الأحلام البائسة التي يعيش في فضائها رئيس وزراء العراق السابق ، الدكتور أياد علاوي هذه الأيام ، وأنا أعاود الكتابة بعد أن صرفت أياما من العطلة الصيفية في بعض الدول العربية والأجنبية ، فمنذ أمد وأنا أقرأ تصريحات الدكتور أياد علاوي التي تمحورت في أغلبها عن الانتخابات القادمة ، وعن مؤتمر القوى الوطنية الذي ينوي عقده في العاشر من سبتمبر / أيلول القادم ، والذي سيضم مجموعة كبيرة من الأحزاب والحركات والمنظمات العراقية التي اشتركت في الانتخابات الماضية ، والتي لم تشترك ، فالمؤتمر على حد تعبيره يهدف الى ( مناقشة مسألة الوحدة الوطنية وتعميقها وترسيخها ووضع برنامج حقيقي لحوار وطني ، لتثبيت أسس صحيحة للوحدة الوطنية . )
والحقيقة هي أن الاجتماع المزمع عقده سيكون هدفه الأبرز هو بناء جسد ديمقراطي عراقي ، تقدمي يهدف الى خوض الانتخابات المزمع إجراِؤها نهاية السنة هذه ، وفي قائمة موحدة تستطيع بكل تأكيد ، ولجملة من الأسباب ، أن تحظى بتأييد واسع من لدن الشعب العراقي ، ذلك التأييد الذي سيحمل من تمثلهم تلك القائمة الى سدة الحكم والحكومة ، تلك الحكومة التي يُراد لها أن تقود نظاما ديمقراطيا ، فدراليا ، علمانيا ، يضع العراق على بداية طريق يفضي الى العصرنة والتقدم الاجتماعي ، بعيدا عن ثقافة الماضي التي تتبناها القوى الدينية السياسية ، والتي لن تعود الى الحياة أبدا بسبب من كونها جزء من ذلك الماضي ، رغم عمليات الإحياء الملفقة التي تتبناها قوى التدين السياسي ، ورغم التأييد التي تتلاقاه هذه القوى من قبل المحتل الأمريكي الذي كان في عرف هذه القوى للامس القريب شيطانا أكبر ، وذلك لأن السياسة الامريكية التي صممت لبعض دول الشرق ، ( ومنها العراق الذي يمتلك من الطاقات الوطنية البشرية ما يؤهله للنهوض الحضاري بذات المستوى الذي نهضت فيه شعوب أخرى غيره ) تقتضي في أن يعيش الناس في تلك الدول على نمط عيش الناس في دول الخليج العربي ، ولا يسعني المقام هنا أن اشرح ذلك تفصيلا ، وأنا أخوض غمار موضوع آخر ، يتجسد بما أشرت إليه قبل قليل في مساعي الدكتور أياد علاوي بجمع القوى الديمقراطية العراقية في قائمة واحدة ، رغم أنه لم يقدر تقديرا صحيحا النفوذ الأيراني القوي ، والاطراف التي تمثله في المعترك السياسي العراقي الحالي ، حيث أن هذا النفوذ وطد أقدامه في العراق ، ولن يعترف منذ الآن بديمقراطية انتخابية على النمط الذي يحلم به الرئيس علاوي . فهؤلاء لا يعترفون بديمقراطية ، وحجتهم هي أن لا ديمقراطية في الاسلام ، وهي في عرفهم بدعة من بدع الدول الغربية الكافرة ! حتى ولو كانت هذه الدول هي التي أوصلتهم الى الحكم في العراق ، وفي سياسة نفاق واضحة باتت الناس في العراق تتلمسها عن كثب .
وعلى هذا سيُخطىء من يرى أن هؤلاء ، الذين وصلوا الى الحكم عن طريق انتخابات شابها كثير من التزيف في المرة السابقة ، سيتنازلون عن كراسي الحكم بسهولة ، فها هم يلعبون لعبتهم الجديدة ، وذلك بتغير نظام الانتخابات السابق الذي حملهم الى الحكم من نظام الدائرة الانتخابية الواحدة الى نظام الدوائر الانتخابية المتعددة ، وبذلك سيفوتون فرصة الفوز على القائمة التي يسعى علاوي الى تشكيلها ، والتي ستضم القوى الديمقراطية العراقية من جميع القوميات والطوائف العراقية ، والتي سيخوض بها غمار معركة الانتخابات القادمة .
قد يكون السيد علاوي محقا في جهوده هذه ، وهو يرى رأي العين مثل غيره من العراقيين الفشل الكبير الذي يحيق بحكومة الجعفري على جميع الصعد ، خاصة على الصعيد الأمني الذي كثير ما كان الجعفري ووزير داخليته صولاغ يرددان عنه : أنهما سيبسطانه للعراقيين ، وسيجتثان الإرهاب من أرضهم ، ولكن كل تلك الوعود مرت دون أن يشعر المواطن العراقي بأدنى ساعات من الأمن والسكنية ، بل جرى العكس ، وذلك حين تصاعدت العمليات المسلحة ، والإرهابية بشكل مخيف ، وكادت تكون يومية ، ومتعددة في عهد حكومة الجعفري ، رغم البرق الذي بشر به صولاغ زيفا على عادته ، وأفضى الى قبضة من ريح .
وإذا كان هذا هو حال الفشل في الجانب الأمني ، فإن الفشل في الجانب الاقتصادي ، وتحسين ظروف الناس المعيشية صار حديث الشارع العراقي ، فما من أحد تسأله من العراقيين ، وفي أية مدينة كان هو إلا وقد اشتكى لك الظرف الصعب ، والخطير الذي تعيشه الناس في العراق ، حيث الشحة في الغذاء والدواء والسكن والكهرباء والماء .
كل هذا وغيره قد يكون الدكتور علاوي قد أخذه في حسبانه ، مثلما أخذ في هذا الحسبان ظروف وملابسات التجربة الانتخابية السابقة ، واعتقد يقينا أن قائمة السستاني قد فازت بمجموع ما ضمت من أحزاب طائفية ، وبمباركة السستاني نفسه ، ولهذا قد يكون الدكتور علاوي نادما الآن على عدم قيامه بالدعوة الى تشكيل قائمة موحدة للديمقراطيين العراقيين في الانتخابات السابقة ، مثلما يدعو اليوم الى قيام تحالف واسع يدخل هو فيه الانتخابات القادمة ، فهو لهذا السبب يسعى الآن الى تجاوز هذا الخطأ الفادح الذي ارتكبه في الانتخابات السابقة رغم أنه كان على رأس الحكومة ساعتها ، لكن عليه ، مع ذلك ، أن يعي جيدا ، ثم يعي جيدا ثانية أن التمادي في الأحلام لن يثمر له شيئا ذا نفع ، وعليه أن يتذكر أنه يخوض انتخابات في العراق وليس في لندن ، وأن هؤلاء ، الذين تبين أنهم كانوا يسعون الى السلطة من أجل السلطة ، وليس من أجل الجماهير العراقية المعدمة التي يمنون على البعض النزر منها بلباس الشرطة ، وذلك من أجل أن يلوذوا بهؤلاء الفقراء من رياح الموت التي تلاحقهم في شوارع العراق ، لن يسلموا له الراية عن طيب خاطر ، حتى ولو كانت نتائج الانتخابات القادمة ليس في صالحهم ، وما لعبة تغير النظام الانتخابي التي حاولوا فرض التصويت عليها داخل الجمعية الوطنية ، وعلى جميع ممثلي القوائم الممثلة فيها إلا أول الغيث .
وعلى هذا يتوجب على الرجل السياسي أن يبتعد عن أحلام العصافير ، وأن يضع في حسبانه أن هؤلاء الذين يتقاتلون على المنصب والسلطة باسم الدين والله سيكفرون كل من يقف في طريقهم ، وسيُخيفون الناس البسطاء في العراق بنار جهنم الحامية التي تنتظر كل من لم يدلِ ِ بصوته لهم ، مثلما سيظهرون لهم صور منكر ونكير ، وإذا أعدموا وسيلة مثل هذه ، فما على علاوي إلا أن يضع في حسبانه ذاك صور التطاحن والعراك والاشتباك بالأيدي والنار التي سيظهره هؤلاء وقت الانتخابات في شوارع المدن العراقية الملتهبة بالقتل اليومي ، مثلما يقول الخارجون من العراق للتو .



#سهر_العامري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكومات تحت ظلال سيوف الديمقراطية الأمريكية !
- بوش الدجال بين طالبان سنة العربان وطالبان سنة إيران !
- أوربا نحو القبول بالحصة من الغنيمة العراقية !
- حليفكم الجبل يا مسعود !
- العراق نحو ولاية الفقيه !
- جنود من بطيخ !
- ويسألونك عن الزرقاوي !
- حكومة دونما حكم ودولة دونما حدود !
- حرب الأحزاب الطائفية بدأت في العراق !
- الشيعة العرب هم الخاسرون !
- إثنتان أرعبتا صداما وواحدة أرعبت صولاغا !
- البعثية تهمة صارت تطارد عرب العراق سنة وشيعة !
- حلفوا بقسم مزور !
- العراق في العهد الأمريكي !
- مواعيد صولاغ !
- الحكومة البتراء !
- الموت خبط عشواء !
- الكربلائيون يتظاهرون ضد الهيمنة الايرانية !
- نطقت عن اليمن وصمتت عن الأحواز !
- هكذا تكلم رامسفيلد !


المزيد.....




- نقار خشب يقرع جرس منزل أحد الأشخاص بسرعة ودون توقف.. شاهد ال ...
- طلبت الشرطة إيقاف التصوير.. شاهد ما حدث لفيل ضلّ طريقه خلال ...
- اجتياج مرتقب لرفح.. أكسيوس تكشف عن لقاء في القاهرة مع رئيس أ ...
- مسؤول: الجيش الإسرائيلي ينتظر الضوء الأخضر لاجتياح رفح
- -سي إن إن- تكشف تفاصيل مكالمة الـ5 دقائق بين ترامب وبن سلمان ...
- بعد تعاونها مع كلينتون.. ملالا يوسف زاي تؤكد دعمها لفلسطين
- السيسي يوجه رسالة للمصريين حول سيناء وتحركات إسرائيل
- مستشار سابق في -الناتو-: زيلينسكي يدفع أوكرانيا نحو -الدمار ...
- محامو الكونغو لشركة -آبل-: منتجاتكم ملوثة بدماء الشعب الكونغ ...
- -إيكونوميست-: المساعدات الأمريكية الجديدة لن تساعد أوكرانيا ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سهر العامري - علاوي وأحلام العصافير !