أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء اللامي - خلط فكري وانتهازية سياسية في بيان حازم صاغية















المزيد.....

خلط فكري وانتهازية سياسية في بيان حازم صاغية


علاء اللامي

الحوار المتمدن-العدد: 4504 - 2014 / 7 / 6 - 13:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أسئلة كثيرة ومهمة يثيرها نص البيان الذي حرره الصحافي اللبناني من صحيفة" الحياة السعودية" حازم صاغية، و وقع عليهم 260 شخصا، وصفوا بالمثقفين السوريين والعراقيين. وبقراءة هذا البيان بتمعن وحتى دون تمعن نفهم أن الموقعين عليه اكتشفوا " فجأة؟" أنَّ ردة دينة وسياسية قد حدث أخيرا في المشرق العربي، و تحديدا في سوريا والعراق بعد الإعلان عن قيام دولة الخلافة بإمارة ضابط المخابرات البعثي السابق وأمير داعش اليوم إبراهيم عواد إبراهيم السامرائي( أبو بكر البغدادي)، فسارع السيد صاغية إلى كتابة مسودة بيان، و وضع له عنواناً يقول ( في رفض الردة الدينية والسياسية)، وبعد مناقشته مع الأقربين والشركاء طرحوه للتوقيع في عدد من الصحف العربية وفي مقدمتها صحيفة آل الحريري "المستقبل" فوقع عليه 260 مثقفا بالتمام والكمال، أعبر، هنا، عن احترامي لبضعة أسماء لأصدقاء سوريين واسم أو اسمين لعراقيين فوجئت بوجودها في قائمة الموقعين على هذا البيان، ومع احترامي أسجل دهشتي أيضا لوجودها.
من تلك الأسئلة التي يثيرها هذا النص البائس والمضطرب نظريا وسياسيا واحد يتحرى ويتساءل عن معنى الردة والارتداد الديني والسياسي الوارد في عنوان البيان، و ما مغزى أن يستمد السيد صاغية و شركاؤه مفردات بيانهم اللبرالي "جدا" من ترسانة الخطاب السلفي الجهادي الذي يجاهرون بعدائه ورفضه. و كيف وأين ومتى حدثت هذه الردة الدينية والسياسية وهل كنا نعيش حياة ديمقراطية مدنية ومتحررة في العراق وسوريا لننتكس قبل أيام الى العيش في دولة داعش الظلامية؟ أم أن العراقيين والسوريين كانوا كاثوليكيين وأصبحوا بين ليلة وضحاها مسلمين على نهج محمد بن عبد الوهاب؟ بأي معنى و وفق أي سياق تستخدم كلمة ردة دينية وسياسية ومشتقاتها في الأحداث الراهنة والتي لم تبدأ مع إعلان خلافة السامرائي كما يعلم الجميع؟
سؤال آخر من وحي هذا البيان: هل حقاً أن جوهر أنظمة الممانعة، ويقصدون بها دولتي سوريا وإيران ومعهما ما تبقى من منظمات المقاومة كحزب الله في لبنان وحماس في فلسطين المحتلة، هو ذاته جوهر داعش ومثيلاتها كما يقول أصحاب البيان في هذه الفقرة (فداعش، في هذا المعنى، انتصار ساطع لـ"الممانعة"، ولمقولتها الضمنيّة من أن هذه المجتمعات لا تستحق الحرية ولا العدالة ولا المساواة ولا حتى الشفقة)؟ وإذا كان الأمر كذلك، فما الفرق بين أنظمة الممانعة الدكتاتورية في سوريا وإيران والأنظمة الحاكمة في المحميات النفطية الخليجية كالسعودية وقطر والإمارات والبحرين المشابهة لها في الجوهر؟ وبكلمات أخرى: لماذا يسكت السادة اللبراليين أصحاب البيان عن أنظمة مماثلة و لا يذكرون بكلمة واحدة أنظمة الخواء والذبح والظلام والتبعية المطلقة للغرب في الجزيرة والخليج كمملكة القهر السعودية والمحميات النفطية الأخرى، ويشددون النكير على نظام حكم آية الفقيه في إيران ودكتاتورية بشار الأسد في سوريا فقط؟
نريد أن نفهم، لماذا غابت الطائفية والاستقطاب والصراعات الطائفية في المشرق العربي، وحضر نقد الدين بوصفه ديناً، لا بوصفه - داعش ومثيلاته - انحرافاً فجاً بل ومعاديا لجوهر الدين، ولماذا يجري تصوير داعش وكأنها الدين الإسلامي نفسه كما لمح أصحاب البيان في أكثر من موضع منها قولهم (فإننا نرى في الزخم المتزايد لأنصار التدين الجهادي ومساعي بناء سلطة تقوم على الشرعية الدينية)، وقولهم (وهذا الحكم الديني في جوهره مطحنة للبشر، وآلة استعباد منفصلة عن عالم العمل والإنتاج)، ولماذا لم يقل أصحاب البيان شيئا عن الحكم الديني القائم وممارساته البربرية المتواصلة كعقوبات القطع والرجم والإعدام بالسيف في السعودية؟
و مع رفضنا لدكتاتورية الأسد و ممارساتها الدموية دعونا نتساءل لأغراض التحليل السياجتماعي" السوسيوبوليتكي" : ترى أي النظامين أقرب إلى جوهر حركة ودولة داعش التكفيري السلفي الظلامي، أ هو النظام البعثي الدكتاتوري "العلماني" السوري أم الحكم المطلق والقروسطي السعودي؟ وهل حقاً أن الحركات التكفيرية السلفية الانتحارية كداعش وغيرها زادت من شرعية دولة إسرائيل بدليل قولهم (ثم إنهم يوفرون شرعية إضافية لإسرائيل ) . هل معنى ذلك أن إسرائيل كانت شرعية في نظر أصحاب البيان ثم جاءت داعش والنصرة والقاعدة لتزيد من شرعيتها؟ أم أن المقصود أن اسرائيل تستمد شرعيتها من حالة العداء التي رسخها حكم البعث في العراق وسوريا كما قالوا ، وربما النظام الناصري في الستينات والسبعينات من القرن الماضي، ثم جاءت داعش لتمنح شرعية كاملة لدولة إسرائيل؟ هل معنى ذلك أن "شرعية إسرائيل" مستمدة فقط من كفاح ومقاومة مَن يرفضونها ويعادونها، بغض النظر عن هوياتهم الاجتماعية والسياسية وبالتالي – استنتاجا – لا ضرورة للعداء لإسرائيل ومقاومتها حتى لا نضفي عليها المزيد من الشرعية؟ فأي هراء هذا؟
ثم، لماذا قفز أصحاب البيان على أن جوهر دولة إسرائيل هو خليط قاتل من البعدين الاجتماعيين الأكثر رجعية وهما الديني و القومي، بل أن إسرائيل المدللة هي التي يطالب قادتها الفلسطينيين اليوم بالفم الملآن بالاعتراف بها كدولة يهودية لا كدولة تعددية دينيا وقوميا كما هي في واقعها؟ أ لا تماثل وتتجانس دولة إسرائيل هذه، من حيث جوهرها وعناصرها التكوينية، مع دولة داعش أم أن هذه المقارنة محرمة وممنوعة من قبل السادة اللبراليين الموقعين على بيان صاغية؟
الأسئلة كثيرة، تلك التي يثيرها هذا البيان المتهافت والركيك نظريا وسياسيا، والذي لا يليق حتى بالكفاءة الكتابية والموسوعية الثقافية للسيد صاغية قبل أن يتحول إلى ما يشبه "قاذفة قاذورات" في قلعة الإعلام السعودي منذ عدة سنوات، وقد قاربنا بعضها الأهم، فهل يأتي هذا البيان كمحاولة مقصودة لتجويف أي خطاب نقدي لبرالي أو يساري حقيقي باسم العداء المزيف للظلامية التكفيرية والحركات السلفية الانتحارية ولتبيض صفحة بعض الدول القائمة على أساس تكفيري وظلامي مكين والتي تعتبر الممول والراعي والحاضن الحقيقي لهذه الحركات التكفيرية ذات الممارسات الدموية الفاشية كدولة السعودية والمحميات الخليجية النفطية؟
نكتفي في هذه الوقفة بطرح الأسئلة والتساؤلات حول بيان السيد صاغية وشركائه، ونؤجل الخوض في التفاصيل الفكرية والسياسية بطريقة تحليلية نظرية لمناسبة أخرى، قد يصدر فيها بيان آخر في ذات السياق ولكن برصانة أكثر وبجرعة أقل من الخلط الفكري والانتهازية السياسية تجعل مقاربته تحليليا ممكنة ولائقة بمستوى النص إن قدر لنص كهذا أن يرى النور.
*كاتب عراقي



#علاء_اللامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل يجرؤ المالكي؟ نصف الانتصار على داعش في طرد الخبراء الأمير ...
- الافتراءات الطائفية المتبادلة و صمت العرب السنة على ضم كركوك
- هدوء عسكري يسبق عاصفة تقسيم العراق
- بين المطلك و اليعقوبي والوقف السني
- كيف نفذ انقلاب الموصل وما مضاعفاته؟
- حين شكلوا مجلس بريمر للحكم سقطت الموصل والعراق
- أخطر جرس إنذار دولي قبل زوال الرافدين
- أردوغان يتركب أخطر جريمة ويقطع مياه الفرات
- نتائج متوقعة للانتخابات التشريعية العراقية
- لذكرى العالم العراقي راحل مهدي حنتوش!
- ج2/قراءة في رواية (غرفة البرتقال) لعارف علوان: البنية الزمني ...
- ج1/ قراءة في رواية (غرفة البرتقال) لعارف علوان: تقنيات السرد ...
- ج2/ فيلم نوح: من أوتونبشتم السومري إلى نوح التوراتي (2 – 2)
- ج1/ مشاهدة لفيلم نوح : من أوتونبشتم السومري إلى نوح التوراتي ...
- فزاعة حكومة الأغلبية ولعبة الانتخابات
- 9/حسن العلوي: بين ابن العلقمي وبدر الدين لؤلؤ! /9-9 والأخيرة
- النتائج والسيناريوهات المحتملة للانتخابات في العراق
- ج8/-دماء على نهر الكرخا- لحسن العلوي:الفرسُ هم قتلة العلويين ...
- ما معنى - سانت ليغو- وكيف تطبق في الانتخابات العراقية؟
- ج7/طه حسين يدفن ابن سبأ وأئمة السُنة يوثقون الغدير /7-9


المزيد.....




- ماذا قالت إسرائيل و-حماس-عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين ف ...
- صنع في روسيا.. منتدى تحتضنه دبي
- -الاتحاد الأوروبي وسيادة القانون-.. 7 مرشحين يتنافسون في انت ...
- روسيا: تقديم المساعدات الإنسانية لقطاع غزة مستحيل في ظل استم ...
- -بوليتيكو-: البيت الأبيض يشكك بعد تسلم حزمة المساعدات في قدر ...
- -حزب الله- يعرض مشاهد من رمايات صاروخية ضد أهداف إسرائيلية م ...
- تونس.. سجن نائب سابق وآخر نقابي أمني معزول
- البيت الأبيض يزعم أن روسيا تطور قمرا صناعيا قادرا على حمل رأ ...
- -بلومبرغ-: فرنسا تطلب من الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات جديدة ض ...
- علماء: 25% من المصابين بعدم انتظام ضربات القلب أعمارهم تقل ع ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء اللامي - خلط فكري وانتهازية سياسية في بيان حازم صاغية