أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - واثق الواثق - اشكالية النصب التذكارية ...















المزيد.....

اشكالية النصب التذكارية ...


واثق الواثق

الحوار المتمدن-العدد: 4504 - 2014 / 7 / 6 - 04:35
المحور: الادب والفن
    


فكرة النصب التذكارية...

ليس غريبا على بلد مثل العراق يعتبر مهد الحضارات و الأمم الذي علم البشرية أول حرف في الكتابة وسن القوانين أن يزخر بالعديد من الرموز التاريخية والحضارية والأدبية والفنية التي حفرت أسمائها من نور في سماء المجد والخلود ,ما بات من الصعب على الذاكرة إحصائها او تجاوزها وهي تتدثر في أحضان التاريخ والحضارة لتنام بأماني ودفيء المهتمين بها من أبناء الشعب الغيارى والمخلصين والبارين لهذا البلد المغوار المعطاء.
والمتتبع والمتفحص والقارئ الذي ينعم النظر في القراءة والتمحيص سيجد النبوغ والإبداع والعلم والنور والحضارة والإنسانية بزغت من ارضي ورحم أبناء الرافدين تحديدا لتغمر المعمورة بإشعاعها الوهاج الذي طرد الظلام وأسس أفضل واعرق القوانين الكونية والفلسفية والعقائدية والعلمية والقانونية والاجتماعية .
وخير ما يمثل ذلك هو الإرث الحضاري الكبير والعميق الذي تمتد جذوره إلى آلاف السنين ,والمكنوز بين طيات تراب المحافظات العراقية موزعة على ضفاف الأنهار والاهوار والصحارى والجبال حتى قيل لا تخلو بقعة من أراضي العراق من ارث أو اثر حضاري وتاريخي.
وهذا ما دعا المستشرقين ي القرنين الماضيين للقيام برحلات الاستكشافات الأثرية التي شملت مناطق عدة من العالم ,ومن ضمنها العراق.
والعراق ليس وليد اليوم أو الأمس لكي يروج لتاريخه الحضاري أو يعزز بعدة طرق أو أساليب ترغيبية وترفيهية وعلمية من اجل التعريف بتاريخه الحضاري والعمراني .كما تعمل بعض الدول وليدة الحضارة .
البحث عما صنعه الإنسان العراقي مدعاة للفخر والاعتزاز تساعد على هم أعمق وموسع لتلك الحضارة الإنسانية التي نشأة منذ ولادة وطفولة البشرية كما تنقل لنا الكتب والروايات .
المنحوتات والآلات الحجرية التي عثر عليها المنقبون والباحثون ارث واثر حضاري وتاريخي مهم لتلك الحضارة العريقة والتي من الأفضل الاهتمام بها وتسليط الأضواء عليها وتعر الأجيال بها ,لا لأجل دفنها وطمسها ودرسها تحت الأنقاض وتعريضها لعوامل التعرية .
في شمال العراق عثر على أقدم المنحوتات الحجرية والأدوات والأواني التي كان يستخدمها الإنسان القديم إضافة إلى بعض الحلي والمقتنيات والتماثيل التي كانت عبارة عن رموز وعلامات ودلائل لها أثرها النفسي والروحي على المجتمعات القديمة كونها تمس المشاعر العقائدية والروحانية لتلك الشعوب .فنلاحظ الإنسان القديم اهتم بصنعه أو نحت التماثيل التي تعبر عن الجوانب المختلة ي الحياة القديمة كالجانب العقائدي والكوني والأدبي والفني والصناعي والزراعي , كونها كانت ترمز لطبيعة العيش والحياة والتفكير والديانة والعمل في ذلك الوقت من خلال الكتابة الصورية التي كانت تعبر عن ذلك وبمرور الزمن تطورت وتحولت إلى الكتابة التي نتداولها اليوم .
معرة وتقديس الإنسان القديم للنصب والتماثيل كانت لها وائدها المعنوية والمادية والعلمية ,فلولاها لم نعرف طبيعة الحياة هناك ولم نعرف طبيعة التفكير أو الرموز السياسية والدينية والأدبية والفنية والعلمية ي ذلك الوقت , كشفت لنا المنحوتات والتماثيل والنصب عن أدق التفاصيل التي تمس معيشة وحيات الإنسان القديم .اذ للنصب والتماثيل دور في تعريف وأرشفة وحظ حضارات الشعوب وهو ما تنبه له الإنسان العراقي القديم .
فكان فن النحت هو الرابطة التي تربط سكان شمال العراق بالوسط والجنوب .
ولذلك نحن لا نواجه مشكلة في تفسير الإشكال والمنحوتات والنصب القديمة الآدمية والحيوانية والطبيعية وعلاقتها بواقع المعيشة والحياة الاجتماعية بوجود هذه النصب والتماثيل .
وتمتد فكرة النحوت المجسمة إلى عصر فجر السلالات الأول ,الإحساس بالنحت البارز ( التمثال ) ذي الإبعاد الثلاثة دائما يكون خطوة لاحقة لتجارب النحت البارزة ي بلاد الرافدين .
ولاابد ان نشير الى انه كانت هناك مدارس للنحت كمدرسة اشنونا في عصر فجر السلالات الثاني والتي انتجت نتاجات فنية ذات معالجات وتفاصيل مهمة وقيمة ي وقتنا الحالي لتكون مصدر الانطلاقة لهم طبيعة الحاية والتفكير الطفولي .
وتطور اسلوب ن النحت من مادة الطين او الحجر او العظام الى تماثيل البرونز والرخام ي عصر فجر السلالات كما تشير الدراسات والابحاث المعنية بذلك. قد ساعد ذلك على انجاز تماثيل بالحجر ذات حركات تحاكي تماثيل المعدن.وتطور اسلوب االنحت المجسم ي الفترات اللاحقة ,فقد وجد العديد من التماثيل ي مختلف مدن العراق لمجاميع من الرجال والنساء أو الحيوانات أو الآلات أو الحلي والمقتنيات التي تعبر عن طبيعة وواقع الحياة هناك .
وفي العصر الاكدي والسومري الحديث عثر على كسرتين من الديورايت واللتان تعودان إلى مسلة واحدة .موجودتان في متحف اللوفر ي باريس.
كما تظهر لنا مسلة سرجون الاكدي المفاهيم النية التي سادت قبل الفترة الاكدية ,بل كانت مسيرته عبارة عن تواصل طبيعي بين دور فجر السلالات الأخير ( الثالث ) والعصر الاكدي .
كما تظهر لنا مقدرات العصر الاكدي تصوير جسم الإنسان بمعالجات طبيعية وبمعرة نادرة لإشكال الحركات البشرية وما يتطلب ذلك من دراية وعلم بالتشريح.
وفي مسلة نرام سين ( 2291- ق.م225) حفيد سرجون الاكدي المعروضة في متحف اللوفر ,وصل النحت البارز الاكدي إلى ذروته في التعبير والتكوين والانجاز .

وفي العصر السومري الحديث عثر على ما يقارب ثلاثين تمثالا لكوديا معظمها محفور بحقول من بحقول كتابات منسقة . وهذه التماثيل تحتضنها العديد من المتاح ي العالم لما لها من أهمية كبرى ي تاريخية حضارات الشعوب وتأصيلها .وهكذا استمر النحت إلى العصر البابلي والكيشي والاشوري حيث زين الاشوريون مداخل قصورهم ومعابدهم بمنحوتات لمخلوقات مركبة وهي خليط من قوى بشرية وحيوانية لها علاقة بواقع الحياة آنذاك .
إذن لم تكن فكرة المنحوتات والنصب التذكارية مجرد هوس أو سد فراغ بقدر ما هي احترام لحضارة الشعوب ومدى رقيها وتقدمها .
والنصب هو عبارة عن بناء عادة ما يكون مبنى أو تمثال مشيد لتخليد ذكرى شخص أو حادثة. والنصب القومية هي أماكن لها أهمية تاريخية وهي من المشاهد الخلابة التي تحافظ عليها الحكومات في العالم باعتبارها ممتلكات شعبية عامة وتتضمّن هذه المباني والقصور و الرموز و الإعلام التاريخية والسياسية أو الفنية والأدبية التي حفرت اسمها في التاريخ إضافة إلى المظاهر الطبيعية وأشكال الحيوانات التي تعبر عن فكرة معينة .
لذا حري بنا نحن أبناء هذه الحضارات وهذا الكم الهائل ان نهتم بهذا الجانب الذي يؤرشف تاريخ حضارتنا التي تمتد إلى آلاف السنين في الوقت الذي يبحث يه الآخرون عن حضارة ومجد ضائع وزائف وهم يبحثون وينقبون عن فتات وقشور ورائحة الحضارات هنا وهناك, ليجعلوا منها شيئا عظيما ومقدسا في متاحفهم التي اشتهرت بسبب الحس الوطني والوعي الثقافي لهذه الشعوب , وما يؤسفنا هو تضييع وتمييع وتدريس لتلك الحضارات العميقة والأصيلة لأسباب نجهلها ربما تدعونا لوضع ألف علامة استفهام واستغراب وتعجب وتهكم ونداء واستغاثة إزاء ذلك ..وكما يقال هؤلاء قوم ضيعوا دمهم بين القبائل ...
!!



#واثق_الواثق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عابر القارات ...
- طلسم العراق ...بادية المثنى
- العباءة والعروبة ...
- العراق والجدار العازل ...
- ابعدوا عني البنادق ....واثق الواثق
- الموصل ونشر الغسيل ...
- شكرا ...
- انتي ...
- رؤية سياسية ..عن بعد ...
- ارغفة الحصار ...متطايرة ...ّّ!!!
- ابقي...
- الطاولة المستديرة ...واثق الواثق
- لبنان من مرحلة الخطر الى مرحلة الدخول ضمن سياسية التدمير وال ...
- اشكالية الكهرباء في الدول العربية المحتلة ...ولماذا الكهرباء ...
- ماذا يجري في ليبيا ...؟! واثق الواثق
- سوريا الشام تقلب الطاولة على الارهابيين ... والعراق ومصر ولب ...
- اشكالية الخرووف والمعز العربي ( اسف الخريف العربي )..!!
- اشكالية ( الخريف ) العربي في المنطقة العربية والاسلامية ...( ...
- اشكالية امرأة ...!!!
- من المسؤول عن ...؟ومن المستفيد من ...؟!! / واثق الواثق


المزيد.....




- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - واثق الواثق - اشكالية النصب التذكارية ...